مع حلول شهر رمضان تتجدد مخاوف الصائمين من شبح “الترمضينة” الذي يسيئ لروحانية شهر الصيام من خلال القيام بسلوكيات منحرفة وممارسات غير عقلانية يكتنفها عنف رمزي ونفسي قد يتطور إلى مادي، بسبب الانقطاع عن تناول بعض المواد التي تسبب حالة إدمان (السجائر، الحشيش، القهوة..).
“الترمضينة” التي تجولت إلى ظاهرة في المجتمع المغربي، وصفها أستاذ علم الاجتماع علي الشعباني، بأنها “نوع من الانحراف الذي يظهر في شهر رمضان”، مبينا أن “هناك العديد من المنحرفين وعشاق الشغب يتصيدون هذه الفرصة في رمضان ويتذرعون بأن الصيام يضر بمزاجهم وتوازنهم النفسي ويؤثر عليهم لأنهم انقطعوا عن التدخين أو غير ذلك”.
وأضاف الشعباني، في حديث لـ”الأيام 24″، أن هؤلاء المنحرفين يتذرعون بما يسمى “الترمضينة” حتى يقبل المجتمع بشغبهم وعدوانيتهم التي تتحول أحيانا إلى مشاجرات وخصومات وسباب، وحتى لا يتابعوا ويحاسبوا قانونيا جراء سلوكياتهم المنحرفة.
وبخصوص الأسباب والعوامل التي يسوقها البعض لتبرير “الترمضينة”، أكد الشعباني، أنها “حجج واهية ومبررات لا قيمة لها لا علميا ولا واقعيا”، منبها إلى أنها “مطية يستغلها المنحرفون والمجرمون لكي يخلقوا الفتنة ما بين المواطنين خاصة في هذا الشهر الذي يكثر فيه الازدحام والإقبال على العديد من المواد الغذائية”.
وأوضح الشعباني، أن أسباب “الترمضينة” مرتبطة بالوضع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للفرد، حيث “عندما يكون الإنسان يعاني من ضائقة مالية أو اقتصادية ويلاحظ إقبال الناس على اقتناء المشتريات وهو غير قادر على ذلك، فإنه يُظهر بعض التذمر”، مؤكدا أنه ينبغي العمل على معالجة هذه الظاهرة على مستوى الدولة في ما يتعلق بالحد من الفوارق الاجتماعية.
ودعا الشعباني، إلى ضرورة توحيد جهود الجميع من أسرة ومؤسسات تربوية ووسائل إعلام ومجتمع مدني، لرفع وعي المواطن بخصوص قدسية شهر رمضان، مبينا أن رمضان شعيرة من شعائر الدين الإسلامي وليس مناسبة للتكالب على المقتنيات والمشتريات والإقبال على ما يتم استهلاكه.
وأشار الشعباني، إلى أن الإسلام يوصينا بالتراحم والتضامن والتآخي والتسامح وبالرحمة والتراحم وصلة الرحم وليس بالصراع والشجار…، مضيفا أن هذه هي الأمور التي ينبغي أن تغرس بشكل دائم في الوعي الجماعي للناس، وليس الإقبال والتزاحم في الأسواق على اقتناء ما قد يتم استهلاكه أو قد لا يتم استهلاكه.
