ناقد فني : أزمة الحشاشين في اختيار لغة غير معاصرة للأحداث


صرح الناقد الفنيي والمسرحي يوسف مسلم أن أزمة الحشاشين ليست في اللغة العربية أم اللغة العامية، بل في اللغة في ذاتها مشددا على أن اللغة بالنسبة للدراما ليست أداة تواصل فحسب، بل هي ناقل ثقافي وحضاري لمجتمع الدراما، وكذا هي العنصر غير المرئي في نحت الشخصية الدرامية.

وأضاف أن “الحشاشين” ليست التجربة الأولى في اعتماد اللغة العامية القاهرية في الدراما التاريخية؛ فسبقتها تجارب كثيرة لعل أشهرها الزيني بركات، علي الزيبق، مملوك في الحارة، مارد الجبل، ابن عروس، موضحا أن كتاب الدراما التاريخية منذ بدايات المسرح العربي لجأوا في اللغة العربية في صياغة أعمالهم نظرا للطبيعة الحيادية للغة العربية، وسهولة الإيحاء عبرها بالبعد الزمني لأحداث الدراما، وهو الأمر الذي يصعب في اللغات العامية المغرقة في محليتها وعصريتها، لكن هذا لا يعد مستحيلا.

وأوضح أن التجربة أثبتت إمكانية تطويع العامية لخلق نسق لغوي قادر على إبراز البعد التاريخي الزمني على أحداث الدراما، وهو ما يمكن إضافته إلى أطياف اللغة الوسطى بين العامية والعربية، وهو ما فعله باقتدرا محمد السيد عيد في الزيني بركات، فلم نشعر ولو لحظة واحدة أننا غادرنا القرن السادس عشر بالرغم من أن الجميع يتكلم العامية القاهرية سواء كانوا مصريين أو مماليك أو عثمانيين؛ فاللغة كائن حي ينمو ويكبر ويتطور بمرور الزمن في اللغة العربية الحالية تختلف عن لغة الجبرتي التي بدورها تختلف عن لغة ابن إياس والتي تختلف كذلك عن لغة الجاحظ وابن عربي.

والقى مسلم الضوء على أن اللغة العامية تتطور بشكل أكبر وأسرع وهو ما يمكن أن نلحظه بسهولة حال مشاهدتنا لأفلام النصف الأول من القرن العشرين، فلغة أفلام الثلاثينيات تختلف كل الاختلاف عن لغة أفلام الأربعينيات، بالرغم من القرب الزمني بينهما، كذلك يمكن ملاحظة ذلك في أشعار بيرم وبديع ويونس القاضي ومقارنتها بأشعار صلاح جاهين وفؤاد حداد. ثمة اختلاف كبير بين اللغتين على مستوى النسق.

وشدد على أن الأزمة في الحشاشين ليست في اللغة العامية القاهرية التي اعتمدها عبد الرحيم كمال في حواره، وإنما في عدم موائمة هذا النسق اللغوي العصري للبعد التاريخي للأحداث واستخدام مفردات وتعبيرات وبنيات لغوية هي ابنة القرنين العشرين والحادي والعشرين، ولا علاقة لها بالبيئات المتعددة للحدث الدرامي مثلا عندما يسأل ابن بطاش حسن عن عدد رمال الصحراء يرد حسن “أظن مليارات” والمليار والمليون هما أعداد رومانية تم صكها في بدايات القرن الثامن عشر ولم يعرفها الشرقيون إلا في نهايات القرن التاسع عشر، كان العرب مثلا قبل ذلك يطلقون على المليون ألف ألف، أما المليار فلم يعرفوه مطلقا، وأظن الأمر كذلك في اللغات الشرقية الأخرى كالفارسية والتركية.

وأكد أن اللغة عند عبد الرحيم كمال هي لغة اللحظة الآنية، وهو ما يتنافر مع طبيعة الدراما التاريخية هذا فضلا عن الكثير والكثير من المغالطات التاريخية في جنبات الدراما، والتي لم يكن ثم هدف منها إلا الانتصار لصالح الخطاب الصوفي الذي يعتقده كمال.

تاريخ الخبر: 2024-03-15 12:21:23
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

المغرب يدين إغلاق متطرفين إسرائيليين باب المغاربة في القدس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 21:25:58
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

توقيع عقدين للتنزيل الجهوي لخارطة طريق السياحة 2023-2026

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 21:25:52
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

توقيع عقدين للتنزيل الجهوي لخارطة طريق السياحة 2023-2026

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 21:25:48
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 61%

المغرب يدين إغلاق متطرفين إسرائيليين باب المغاربة في القدس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 21:25:53
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية