يعرف تراجعا كبيرا لحركية المواطنين: انهيار بناية يغلق شارعا تاريخيا بحي السويقة في قسنطينة


أدى انهيار بناية مؤخرا، في حي السويقة بوسط مدينة قسنطينة إلى غلق نهج عبد الله باي التاريخي بوسط المدينة، حيث شكلت الردوم فيه سدا في وجه المارة، فيما أصبح المواطنون مضطرين للسير على أكوام الحجارة لمواصلة طريقهم للوصول إلى شارع ملاح سليمان.
وتوجهنا يوم أمس إلى المكان عبر مدخل حي السويقة المعروف بين المواطنين باسم "السيدة" في وسط المدينة، حيث لاحظنا بعد عبورنا "الساباط" المحاذي لمسجد السيدة حفصة أن الحركة شبه منعدمة، باستثناء بعض المواطنين الذين يقصدون بائع بيتزا "الفوقاص" ومحلا لبيع الفحم، بينما وجدنا أن عددا منهم يعودون أدراجهم لمغادرة السويقة عبر طريق جديدة. أما بمواصلة التوغل في النهج المذكور، فقد وجدنا أن إحدى البنايات التي ظلت مائلة منذ سنوات طويلة قد انهارت، ما تسبب في تكوم كمية كبيرة من الردوم عبر الزقاق متسببة في غلقه تماما، حيث أصبح المرور عبر الردوم أمرا صعبا، رغم أننا لاحظنا بأن بعض المارة يواصلون السير فوقها.
وذكر لنا صاحب محل محاذ للموقع أن البناية انهارت منذ بضعة أشهر، حيث أوضح أنها وقعت خلال فترة الظهيرة من يوم مشمس لم تكن تتخلله أمطار أو أي اضطرابات جوية، في حين أشار إلى أنهم يعيشون تخوفا دائما من انهيار بنايات أخرى ملاصقة لموقعها أو أجزاء منها، كما أوضح لنا سكان من حي السويقة أن نهج عبد الله باي عرف تراجعا لحركية المواطنين في السنوات الأخيرة بسبب وضعيته المتداعية، خصوصا بعد ميل البناية المنهارة وبقائها مدعمة بالأخشاب لمدة طويلة، حيث ما يزال جزء من هذه الأعمدة الخشبية مثبتا على جدار بنايتين أخريين. وقد لاحظنا بالمكان وجود بعض الكلاب الضالة.
وأوضح لنا سكان من الحي أن بعض المواطنين هم من قاموا بتسوية ردوم البناية حتى يتمكنوا من المرور عبرها، رغم أن الحركية التجارية بدت شبه منعدمة في المكان عبر الجهة الأخرى من موقع الانهيار، إذ توجد مخبزة يقصدها بعض الزبائن، فضلا عن عدد قليل من المحلات وبعض طاولات بيع الأطعمة السريعة التي ينشط أصحابها خلال شهر رمضان، فيما ينشط بعض تجار الأغراض القديمة والملابس عبر الجهة العليا من الزقاق.
ويعتبر نهج عبد الله باي من أقدم الأزقة في قلب المدينة القديمة بقسنطينة، إذ يعود وجوده إلى ما قبل الاحتلال الفرنسي، رغم بعض التعديلات التي طرأت على أجزاء منه خلال الحقبة الاستعمارية، فضلا عن أنه يضم عدة معالم تاريخية قديمة على غرار البنايات ذات النمط العمراني الجزائري القديم التي يعود بناؤها إلى عدة قرون، ومسجدي السيدة حفصة وسيدي مغرف، اللذين يعود تاريخهما إلى عدة قرون أيضا قبل المرحلة الاستعمارية.
وتجدر الإشارة إلى أن وزيرة الثقافة والفنون ذكرت في زيارتها لولاية قسنطينة خلال الصائفة الماضية، أن عملية ترميم السويقة السفلى قد خصص لها أكثر من 120 مليار سنتيم، فيما رفع التجميد في سنة 2022 عن مشاريع الترميم الخاصة بالمدينة القديمة التي تبلغ قيمتها 312 مليار سنتيم.
سامي.ح

تاريخ الخبر: 2024-03-18 00:24:31
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية