في خطوة تحمل معاني ودلالات سياسية مهمة، تتجه إسبانيا إلى تسليم إدارة المجال الجوي للأقاليم الجنوبية إلى المغرب، لتحسم بذلك ملفا طالما ظل شائكا في العلاقات بين البلدين الجارين.
أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات، قال إن تسليم مراقبة الأجواء الجوية بالأقاليم الجنوبية من إسبانيا للمغرب “خطوة مهمة تأتي في إطار دينامية التحولات الكبيرة للعلاقات بين البلدين خاصة مع الموقف التاريخي لمدريد فيما يتعلق بمقترح الحكم الذاتي”.
وأضاف شيات، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن هذا القرار يدخل في إطار ما يمكن أن نسميه بـ”ثلاثية التفاوض” بين الرباط وباريس بخصوص ثلاث نقط، هي تسليم مراقبة الأجواء الجوية، وترسيم الحدود البحرية للمغرب في الأقاليم الجنوبية مع إسبانيا، إضافة إلى نقطة الجوانب الجمركية في مدينتي سبتة ومليلية.
وأبرز شيات أهمية ترسيم الحدود البحرية للمغرب في الأقاليم الجنوبية مع إسبانيا خاصة مع صدور ما يوازي ذلك على مستوى القانون الداخلي المغربي، مبينا أن هذا الترسيم ستكون له تبعات على المستوى الاقتصادي فيما يتعلق أساسا بالمنطقة الاقتصادية الخالصة.
وأوضح شيات أن “التفاوض الثلاثي” بين الرباط ومدريد “يمكن أن يدخل في إطار إيجاد أرضية قارة للتقارب بين البلدين وتجاوز جميع الخلافات الثنائية بخصوص النقط الثلاث السالفة الذكر”، مشددا على أهمية استمرار إسبانيا في دعم المغرب وحل جميع المشاكل بين البلدين وتسليم مراقبة الأجواء للمغرب خاصة أنه مستعد من الناحية التقنية لمراقبة أجوائه الجوية.
وخلص شيات، إلى أن قرار تسليم المغرب مراقبة أجوائه بالأقاليم الجنوبية مهم جدا، على اعتبار أن هناك مجموعة من الدول التي يمكن أن تحذو موقف إسبانيا خاصة على المستوى القاري، مسجلا أنه يمكن من خلال هذه الخطوة اقتحام بعض المجالات الجديدة في الدبلوماسية المغربية والحد من الأعمال العدائية للدول المعادية للمغرب، وعلى رأسها الجزائر وجنوب إفريقيا.
