تُظهِر الاستخدامات المبتكرة للتكنولوجيا نتائج واعدة فى مستجدات تعتمد على التقنية كالمحافظ الرقمية التي تربط الهواتف والأجهزة الأخرى لإنشاء معاملات مالية سلسة، والمصانع التي تدعم تقنية الجيل الخامس ويمكن من خلالها الحفاظ على الاتصالات بين أجهزة استشعار أكثر من أي وقت مضى، وتقديم ما يصل لـ 100 ضعف السرعة، و1000 ضعف من سعة شبكات الهاتف المحمول الحالية، كما ستوفر تقنية الـ G5 موثوقية فائقة وزمن وصول منخفضًا، وستقلل استخدام الطاقة، وستتيح اتصالًاً هائلًا داخل المباني وخارجها، وستصير النتيجة أن النطاق العريض لن يكون فائق السرعة فحسب، بل سيكون موجودًا في كل مكان، كذلك المستشفيات المجهزة بأجهزة الجيل الخامس ستتيح مراقبة المرضى عن بُعد، وسيارات الإسعاف الذكية ستتواصل مع الأطباء في الوقت الفعلي، علاوة على ذلك، عندما يتم استخدام الجيل الخامس بالاشتراك مع الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء ، فإنها ستمكِّن قطاع الأعمال والمجتمع من تحقيق الفوائد الكاملة لهذه التطورات التكنولوجية الأخرى .. هذه هى مُخرجات شبكات الجيل الخامس الـ G5 واستخدامتها، التى وردت فى تحليل أصدره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء مؤخراً ..

واستعرض التحليل المجالات المختلفة المستخدمة لشبكات الجيل الخامس (G5) على المستهلك، والسلامة العامة، الثورة الصناعية الرابعة، الصحة الإلكترونية، المركبات المتصلة، النطاق العريض للهاتف المحمول، الوصول اللاسلكي الثابت، اللوجستيات والتتبع، شبكات الاستشعار.

زيادة الإنتاجية للشركات

كما أشارت دراسة أجرتها مؤسسة (Oxford Economics) في مارس 2023 إلى أنه بإمكان تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس زيادة الإنتاجية للشركات من خلال دعم المرونة وتحقيق وفورات في التكلفة والوقت، وستستمر في القيام بذلك في السنوات القادمة، فعلى سبيل المثال، يتوقع بنسبة (78%) من مديري الأعمال الذين شملهم الاستطلاع في هذه الدراسة أن تعمل تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس على تعزيز الإنتاجية من خلال تسريع وتيرة الأتمتة لمعالجة نقص العمالة، كما أوضحت الدراسة بأنه من المتوقع أن تساهم تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس بـ (1.1%) في الناتج المحلي الإجمالي العالمي عام 2030 من خلال زيادة الإنتاجية التي تتحقق عن طريق الخدمات، والتطبيقات الجديدة، ونماذج الأعمال التي يتم تسهيلها من خلال تحسينات السرعة، وزمن الوصول، وسعة المرور في شبكات الجيل الخامس.

الرخصة المحلية لتشغيل خدمات الـ G5

ياتى ذلك فى أعقاب حصول الشركة المصرية للاتصالات، على رخصة تشغيل خدمات الجيل الخامس للهاتف المحمول ، حيث تم تمويل قيمة الرخصة من خلال مواردها الدولارية الذاتية، بتحويل المبلغ للحكومة بشكل فورى على دفعة واحدة ، من خلال قرض من بنك مصر بقيمة 14 مليار جنيه لتمويل العمليات التشغيلية للشركة، هذا وقد حصلت الشركة المصرية للاتصالات على رخصة تشغيل خدمات الجيل الخامس للهاتف المحمول بمصر، مقابل 150 مليون دولار، ولمدة 15 عامًا .. وكان رئيس الوزراء قد شهد مراسم التوقيع على منح “ رخصة الجيل الخامس ” مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات .

تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة

من جانبه، صرح الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بأن إتاحة تقنيات الجيل الخامس من شأنه إحداث أثر ملموس على تحقيق التحول الرقمي، نظراً لدورها في مختلف القطاعات، مما ينعكس بالإيجاب على الاقتصاد القومي وعلى ترتيب مصر في المؤشرات الدولية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تُتيح شبكات الجيل الخامس سرعات فائقة من شأنها دفع عملية التحول الرقمي، وتمكن من التوسع في الابتكار والتطوير لمختلف التطبيقات، بدءً من الواقع الافتراضي وحتى الميكنة الصناعية، حيث تُتيح السعات الهائلة للجيل الخامس وزمن الاستجابة السريع قدرة على دعم الاتصال والسيطرة على عدد كبير من الأجهزة في آن واحد، مما يدعم تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وتطبيقات المدن الذكية والموانئ الذكية والرعاية الصحية، والتحكم في الأجهزة عن بُعد وغيرها من التطبيقات المتقدمة.

يُذكر أن كان الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر منح عام 2016 رخصة إنشاء وتشغيل شبكات الجيل الرابع للهواتف المحمولة في مصر مقابل 1.1 مليار دولار إلى «المصرية للاتصالات»، و535.5 مليون دولار لـ«اتصالات مصر»، و484 مليون دولار لـ«أورنج»، و335 مليون دولار لـ«فودافون مصر».

طائرات بدون طيار .. تعليم عن بُعد .. ابتكار اقتصادي

من جانبه، أوضح المهندس كيرلس صبري الرئيس التنفيذي لشركة مايكرو لتكنولوجيا المعلومات عضو هيئة تنمية الصناعات الرقمية بوزارة الاتصالات، قائلاً: إن توقيع رخصة تشغيل خدمات الجيل الخامس بمصر يعكس التزام الحكومة بتطوير التكنولوجيا وتوفير فرص للاستخدام الفعّال للشبكات اللاسلكية المتقدمة، فهى تعزز قدرات الاتصالات بما تقدمه تقنية الـ 5G من سرعات عالية وتحسينات ملموسة في تجارب الاتصال، مما يفتح أفقًا واسعًا للابتكار ودعم التطبيقات في مجالات متعددة، من الطائرات بدون طيار إلى التعليم عن بُعد والابتكار الاقتصادي، منوهاً إلى تصريحات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي حول أهمية توفير بنية تحتية تكنولوجية قوية، حيث تمثل الـ 5G نقلة نوعية في تقنيات الاتصال، ويُدعم التطور التكنولوجي ويفتح أفاق جديدة للاستفادة من التقنية في مختلف جوانب الحياة والعمل.

من جهة المستخدمين، يرى عضو هيئة تنمية الصناعات الرقمية بوزارة الاتصالات أن شبكة الـ 5G يُمكنها توفير تجربة اتصال فائقة السرعة، تتيح استخدام تطبيقات الفيديو والألعاب بدقة عالية وبدون تأخير، وستتيح للأفراد استكشاف فرص جديدة في التعليم عن بُعد، والتفاعل مع التكنولوجيا بطرق متطورة، مشيراً إلى أن مصر تتسارع نحو مستقبل متقدم لإطلاق الجيل الخامس للاتصالات المتنقلة، حيث حصلت الشركة المصرية للاتصالات على رخصة بقيمة 150 مليون دولار لتقديم خدمات الـ 5G لمدة 15 سنة .. ومن المتوقع أن تحقق قفزة في سرعات الاتصال ، ويُنتظر أن تفتح آفاقًا جديدة للابتكار وتغيير طريقة التفاعل مع التكنولوجيا في مصر، مما يعزز القدرة التنافسية ويُدعم التطور الاقتصادي والاجتماعي.

وقال المهندس كيرلس صبري : مع بداية تشغيل الخدمة تجارياً في بعض المناطق بعد 5 أشهر من إنتهاء فترة الاختبارات، يتوقع أن تلبي الشركة المصرية للاتصالات احتياجات المجتمع بتقديم تجارب اتصال متقدمة ومبتكرة. هذه الخطوة تعكس التزام الحكومة بتقديم بيئة تكنولوجية محفزة لدعم الابتكار وتعزيز التقدم الاقتصادي في مصر .. فشبكة الـ 5G تمثل قفزة هائلة في تكنولوجيا الاتصالات، حيث تتيح سرعات تحميل وتنزيل فائقة، واتصالات أكثر اتساقًا، وتفتح أبواباً لاستخدامات جديدة وتحسين الأداء في الوقت الحالي، مع قدرتها على تحول طريقة استخدامنا للإنترنت والتفاعل مع التكنولوجيا في مختلف جوانب حياتنا اليومية.

ووفقًا لأحدث بيانات (GlobalComms) التابعة لـ TeleGeography، لتحليلات سوق الاتصالات العالمية، فإنه اعتبارًا من مارس الماضى، فقد تم تقديم خدمات (G5) التجارية لـ 18 دولة بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، تشمل 8 دول بالشرق الأوسط و10 دول في إفريقيا .. وقد أبرز التحليل أن عدد مستخدمي شبكات الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، قد بلغ 31.4 مليون مستخدم لشبكة (G5)، وأظهرت البيانات أن السعودية تضم أكبر عدد من مستخدمي الجيل الخامس بأكثر من 11.2 مليون مشترك بنهاية عام 2022، تليها جنوب أفريقيا التي احتلت المركز الثاني بما يقدر بـ 5 مليون مشترك ثم الإمارات بـ 3.5 مليون مشترك.

الاستفادة من شبكات 5G؟

ومن المتوقع – بحسب أمازون – أن يؤدي نموّ شبكات 5G لتوليد تريليونات الدولارات من حيث القيمة الاقتصادية وخلق ملايين الوظائف، ولكن هناك أيضًا العديد من المجالات التي يمكن أن يستفيد المجتمع منها .. فالمدن الذكية على أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) لجمع البيانات من حركة المرور والأفراد والبنية التحتية في الوقت الفعلي. من خلال تحليل تلك البيانات، يتخذ مخططو المدن قرارات أكثر استنارةً، ويخفضون الانبعاثات، ويحسنون الخدمات العامة، ويقللون من حركة المرور، ويحسنون جودة الهواء .. كما يمكن لشبكات 5G أن تضيف قيمة كبيرة إلى تكنولوجيا الرعاية الصحية، فعلى سبيل المثال، سيسمح زمن الانتقال المنخفض بمشاركة المعلومات في الوقت الفعلي عبر الفيديو عالي الدقة، ما يجعل الجراحة عن بُعد أكثر شيوعًا، ولدى الـ5G أيضاً إمكانية المساعدة في تقليل الانبعاثات العالمية، وتسريع وتيرة تطوير المركبات الكهربائية، والإنشاء الذكي، ومشاريع الشبكة الذكية، والعمل عن بُعد، وستفيد هذه كلها الكوكب من خلال استخدام الموارد بكفاءة وتقليل التلوث.