وبعد تأخيرات عديدة، صوّت المستثمرون لصالح دمج "ديجيتال وورلد أكوزيشن" Digital World Acquisition و"مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا" Trump Media & Technology Group المالكة لمنصة "تروث سوشيال"، وفق ما أفاد مسؤولو الشركة في بث على الإنترنت لجلسة التصويت.
تمنح الخطوة ترامب حوالى ثلاثة مليارات دولار في وقت يواجه غرامة للمحكمة قدرها 454 مليون دولار في قضية احتيال رفعتها ولاية نيويورك، رغم أنه قد لا يكون بإمكانه الوصول إلى الأموال قبل أشهر.
أسس المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني/نوفمبر "تروث سوشيال" عندما حُظر من فيسبوك وتويتر "بشكل دائم" نظرا إلى "خطر تحريضه أكثر على العنف"، وفق ما أعلن الموقعان حينها.
أعيد الرئيس السابق مذاك إلى المنصتين اللتين قامتا بالخطوة ردّا على هجوم أنصاره في السادس من كانون الثاني/يناير من ذلك العام على الكابيتول في واشنطن لمنع المصادقة على هزيمته في الانتخابات لصالح الرئيس الحالي جو بايدن.
تأتي هذه المكاسب التي يتوقع أن يجنيها ترامب من ملايين الأسهم التي يملكها في مجموعة ترامب للإعلام والتي باتت تقدّر الآن بمليارات الدولارات مع تصويت الجمعة لصالح دمجها مع "ديجيتال وورد"، وهي شركة وهمية تأسست على وجه التحديد للاندماج مع أخرى تجري عمليات تجارية.
لكن يوجب هذا النوع من الاتفاقات على حملة الأسهم الرئيسيين مثل ترامب أن يحتفظوا بالأسهم ستة أشهر قبل بيعها.
غضب ترامب
بدت أسهم "ديجيتال وورلد" التي يتوقع أن يتم تغيير اسمها لتحمل اسم ترامب متذبذبة الجمعة، إذ تراجعت 1,7 في المئة قرابة الساعة 16,15 ت غ.
قدّم ترامب الذي ضمن ترشيحه من قبل الحزب الجمهوري لانتخابات هذا العام الرئاسية طعنا ضد الغرامة البالغة 355 مليون دولار زائد الفوائد، بعدما قضت محكمة في نيويورك بأنه ونجليه وشركته "منظمة ترامب" كذبوا على مدى سنوات بشأن قيمة أصوله وخدعوا مصارف وشركات تأمين.
وتنقضي مهلة مدتها 30 يوما لدفع المبلغ يوم الاثنين، ما يثير تساؤلات حيال الكيفية التي سيرد ترامب من خلالها.
وأفادت تقارير إعلامية أميركية بأن المدّعية العامّة لولاية نيويورك ليتيشا جيمس اتّخذت خطوات مبدئية لمصادرة أصول ترامب في نيويورك، لكن ستكون هناك حاجة لاتّخاذ إجراءات إضافية من قبل المحكمة ليكون من الممكن مصادرة الممتلكات.
ندد ترامب بالمدعين في وقت سابق الجمعة، واصفا قضية نيويورك بأنها مؤامرة سياسية حاكها بايدن الذي يتوقع أن ينافسه مجددا في تشرين الثاني/نوفمبر.
وكتب ترامب على "تروث سوشيال" "لا محاكمة، لا هيئة محلفين، لا ضحية.. مجرّد قاض فاسد ومدعية عامة فاسدة كارهة لترامب تتلقى أوامرها مباشرة من البيت الأبيض".
وأضاف "إنه تدخل في الانتخابات بمستوى غير مسبوق".
ورغم ثروة قطب العقارات المقدّرة بـ2,6 مليار دولار وتكراره بتوافر الأموال لديه على الدوام، يقول محاموه إن تسديد مبلغ 454 مليون دولار هو أمر مستحيل بحلول الاثنين.
يتم عادة ضمان هذا النوع من السندات من قبل جهة تأمين أو شركة سندات متخصصة.
لكن محامي ترامب يقولون إنه بعد تواصلهم مع 30 شركة من هذا النوع، رفضت جميعها رهن عقارات الرئيس السابق.
أُرجع فوز ترامب المفاجئ في انتخابات 2016 إلى حد كبير إلى استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي وقدرته الهائلة على الوصول إلى مستخدمي الإنترنت.
وقبل السادس من كانون الثاني/يناير 2021، قضى نجم تلفزيون الواقع السابق أسابيع وهو يصر على أن الانتخابات الرئاسية سُرقت منه ليتم لاحقا عزله بتهمة التحريض على أعمال الشغب.
لكنه تمسك بروايته ما دفع الملايين من أنصاره للتصديق أن انتخابات 2020 سرقت منه رغم صدور العديد من الأحكام القضائية التي أيّدت نتيجة التصويت.
© 2024 AFP
