أمريكا والصين والإنذار النهائي لـتيك توك!
أمريكا والصين والإنذار النهائي لـتيك توك!
تتصاعد وتيرة التوترات والقلاقل بين الصين وأمريكا الفترة الأخيرة وخصوصا بعد موافقة مجلس النواب الأمريكي بأغلبية 352 صوتا مقابل 65 علي تشريع يهدف بإجبار شركةبايت دانس الصينية, المالكة بتطبيقتيك توك علي بيعة خلال 180 يوما أو المخاطرة بحظره من متاجر التطبيقات في البلاد, كأحدث مثال علي تفاقم المنافسة الجيوسياسية, ولاسيما التخوفات بشأن الأمن السيبراني, وتطبيق السيطرة الرقمية باعتبار التطبيق يمثل تهديدا للأمن القومي الأمريكي الأمر الذي يمثل تطورا للحرب الباردة القائمة أمريكا والصين منذ سنوات وخاصة فيمن يسيطر علي قطاع التكنولوجيا بما يضمه من رقائق الكمبيوتر إلي الذكاء الاصطناعي, وتتخوف أمريكا من الصين, لأن ذلك التطبيق يضم بيانات ما يزيد عن170 مليون أمريكي في متناول الصين, ويبدو أن قضايا التجارة والتكنولوجيا أخذت تتطور وباتت الحرب المعلوماتية تتصاعد وفي الوقت نفسه يتزايد القلق التي تستشعره أمريكا من تصاعد اقتصاد الصين وخصوصا التكنولوجيا, وأثارت قضية حظر تطبيقتيك توك الرأي العام الأمريكي, لأن التطبيق أصبح مصدرا للأخبار وخصوصا في الحرب الدائرة علي غزة ولم يعد مصدرا للترفيه لدي الأمريكيين, الصين رفضت القرار الأمريكي بالحظر بل عارضت البيع وتعهدت باتحاذ التدابير اللازمة لحماية مصالحها في الخارج,فهل ستصعد الصين تلك الأزمة وهل ستبدأ حربا قانونية ضد الحكومة الأمريكية؟ وهل توجد محاولات لتأجيل المواجهة علي أمل انتهاء فترة حكمجو بايدن بفوز منافسة دونالد ترامب رغم أنه في عام2020 حاول ترامب حظرتيك توك مستندا إلي مخارف أمنية أيضا, لكن ذلك الجهد باء بالفشل وعادت مرة أخري الحكومة الأمريكية مطلع 2023 وطالبت شركةبايت دانس ببيع أسهمها في تطبيقتيك توك الواسع الانتشار أو مواجهة حظره في الولايات المتحدة, وكانت أعلنت أيضا وقتها القوي الغربية وبينها الاتحاد الأوروبي موقفا حازما حيال التطبيق تخوفا من إساءة استخدام بيانات المستخدمين من قبل المسئولين الصينيين, وتصاعد القلق من عمليات تجسس صينية في الولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق من العام الماضي بعد إسقاط منطاد صيني في المجال الجوي الأمريكي. فهل هذا القرار يعتبر الإنذار النهائي لـتيك توك إذا تم التوقيع علي التشريع ليصبح قانونا نافذا؟.. وهل ستواجه التطبيقات الصينية الأخري نفس الحظر.
مارسيل نصر
[email protected]