تناولت الحلقة 8 من مسلسل مليحة أحداث القضية الفلسطينية في بدايات القرن الحالي تحديدا في الـ28 من سبتمبر، حيث ذكر الجد الذي يؤدي دوره الفنان سامي مغاوري لحفيده، أحداثها التي بدأت بانتهاكات قادة الاحتلال الإسرائيلي لحرمة المسجد الأقصى، واستفزاز مشاعر الفلسطينيين، ما أدى إلى تأجيج الانتفاضة الثانية في مختلف الأراضي الفلسطينية، والتي شهد العالم على مدى بشاعة وقسوة جنود الاحتلال الذين اعتدوا على المدنيين الفلسطينيين. 

ماذا نعرف عن الانتفاضة الثانية؟

كانت الشرارة التي اندلعت إثرها الانتفاضة الثانية، اقتحام المسجد الأقصى الذي نفذه زعيم المعارضة في دولة الاحتلال آنذاك آريل شارون بضوء أخضر من رئيس الوزراء وقتها إيهود باراك، حيث اقتحم «شارون» المسجد برفقة حراسات مشددة من قوات الشرطة والمخابرات، تعدادها 3000 جندي وفقا لمركز المعلومات الفلسطيني «وفا».

وجاء اقتحام شارون، على خلفية فشل مفاوضات كامب ديفيد في 5 يوليو عام 2000، التي تعنتت فيها إسرائيل وحاولت التملص من بعض ما نصت عليه اتفاقية أوسلو، التي وقع عليها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع إسحاق رابين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في عام 1993، وكانت أبرز نقطة خلاف، رفض إسرائيل السماح للفلسطينيين بإنشاء دولتهم على مساحة 22%.

أحداث الانتفاضة الثانية

خلال اقتحام شارون للمسجد الأقصى، هبت جموع الفلسطينيين في القدس الذين حاولوا طرده هو وقواته، وفي خلال ساعات قليلة امتدت الانتفاضة من القدس، تنتشر في ربوع فلسطين كافة.

استمرت «الانتفاضة» لمدة خمس سنوات حتى انتهت في فبراير 2005، فقدت خلالها فلسطين الآلاف من أبنائها شهداء فيما نفذت الفصائل الفلسطينية عددًا من العمليات الفدائية، قابلها الاحتلال بمجازر عديدة أبرزها مجزرة جنين التي اقتحمها الاحتلال في الأول من إبريل عام 2000 استشهد على إثرها ما يقرب من 500 فلسطيني على مدار 11 يومًا وفقا لتقارير السلطة الفلسطينية والتي نشرتها  «وفا».

وكان اقتحام جنين ضمن حملة اقتحامات واسعة شملت مدن الضفة الغربية كلها فيما اعترف الاحتلال بخسارة 23 جنديا من قواته وهو ما نفته الفصائل الفلسطينية، التي أكدت أن الخسائر الإسرائيلية في المخيم أكثر مما تم إعلانه. 

العمليات الفدائية خلال الانتفاضة الثانية

الانتفاضة الثانية شهدت تنفيذ عدد من  عمليات المقاومة المسلحة، والتي تضمنت العمليات الاستشهادية التي نفذتها للمرة الأولى المرأة الفلسطينية، وذلك ردا على الجرائم الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني.

من أبرز تلك العمليات تفجير فندق بارك، في مدينة ناتانيا التي نفذها الفلسطيني، عبد الباسط عودة من مخيم طولكرم بتفجير نفسه في الفندق في 27 مارس من عام 2002 والتي أسفرت عن مقتل 30 إسرائيليا، وإصابة 130 آخرين.

ومن ضمن العمليات الفدائية التي نفذتها النساء الفلسطينيات كانت العملية التي قامت بها وفاء إدريس في القدس يوم 27 يناير من عام 2002، التي أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة تسعون آخرون.