في الوقت الذي انتقد فيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون دولة عربية لم يسمها، متهما إياها بتوظيف أموالها في بؤر التوتر حول العالم، في إشارة إلى دولة الإمارت، رد عليه أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية ووزير الدولة للخارجية سابقا.
وعبّر قرقاش، في تغيردة على منصة “إكس”، عن استغرابه من سلوك القيادة الجزائرية دون أن يسميها بشكل مباشر، مشيرا إلى أن “هذا السلوك غير مبرر”، وأن الإمارات لن تتورط في صدام مع الجزائر وستظل تتبنى سياسة التحلي بالصبر وعدم الرد على التجاوزات.
ورغم أنه لا يوجد على المستوى الرسمي من الجانبين أي تصريحات أو مواقف معلنة يُفهم منها وجود توترات بين البلدين، غير أن هناك تصريحات متبادلة فيها رسائل واضحة بين البلدين، خاصة من قبل مسؤولين سياسيين جزائريين.
وفي تعليقه على الهجوم الجزائري على الإمارات، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات، أن هجوم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على الإمارات راجع لكونه “شخصا صداميا، ولا يتمتع بأي شكل من أشكال الحكمة”، مضيفا أن “تبون يعكس الانفعالية التي تعيشها الجزائر دولة وأشخاصا”.
ويرى شيات، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “ليس غريبا أن تكون دائما هناك تصريحات مجانية لتبون ولغيره من المسؤولين الجزائريين هنا وهناك، وبدون أي هدف استراتيجي، ضد دول عربية لديها تأثير في العلاقات الدولية الراهنة، وأصبحت من الدول الفاعلة في الساحة الدولية على مستويات متعددة”.
وسجل شيات، أن “الكلمات التي خرجت من فم تبون يحركها الحس الذي تعمل به الإمارات في علاقاتها بقضية الصحراء المغربية، وما تقوم به في إطار الإمكانيات التي يتيحها المغرب من استثمارات ببلادنا بما فيها الأقاليم الجنوبية”.
وتابع أن تبون يحاول أن يعطي الانطباع بأن “الأقاليم الجنوبية مناطق غير آمنة وبأن الإمارات تثير التوتر، إضافة إلى إشارته إلى تدخل الإمارات في مجموعة من القضايا ذات الطبيعة الصراعية في ليبيا واليمن وغيرها”، مشيرا إلى أن “هذا نابع من رؤية إستراتيجية لدولة مستقلة (الإمارات) لها الحق في الدفاع عن مصالحها”.
أما فيما يتعلق بالصحراء المغربية، فهي عملية استثمارية، حسب شيات، و”لا علاقة لها بالتوجهات ذات الطبيعة العسكرية التي تتدخل فيها الإمارات في مجموعة من المناطق حماية لمصالحها”.
ولفت شيات، إلى أن تبون يحاول ثني الدول الأخرى من قبيل لولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا التي تعتزم الاستثمار في الأقاليم الجنوبية بهذه التصريحات، مردفا أن الرئيس الجزائري “واهم لأن هذه الدول ماضية في رؤاها وسياساتها وفي طرحها الداعم للتوجه المغربي فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية من ناحية، والتوجه الجديد المغربي فيما يتعلق بمجال المنطقة الأطلسية من ناحية ثانية”.
