هل يتم التوصل إلي صيغة لإيقاف نزيف الدم!
هل يتم التوصل إلي صيغة لإيقاف نزيف الدم!
تبذل مصر طوال الأشهر الستة الماضية للحرب الإسرائيلية علي غزة جهودا مضنية لحلحلة تصلب المواقف في محاولة جديدة لكسر حالة الجمود والتوصل لجسر لإيقاف بحور الدم, فيما لاتزال المسافات بعيدة عن فرص تحقيق اختراق بالنظر لحسابات كل طرف, فالمشكلة لم تعد في الحكومة الإسرائيلية المتعنتة والمتطرفة التي تدير البلاد, ولا تهتم بحال العباد, وفيما شهدت جولة المفاوضات الجديدة التي عقدت في القاهرة من أجل التوصل إلي صفقة تتيح تبادل الأسري بين إسرائيل وحركة حماس, نجد بأن كل ما يهم حماس هو ليس إيقاف الحرب وإنما كما طلبت في مفاوضاتها التوقف عن ملاحقة قيادات الفصائل أو استهدافهم.
فهل كل ما يهم حماس عدم الملاحقة, كما اقترحت هدنة طويلة الأمد ممتدة أثناء المفاوضات, وعدم طرح أو مناقشة ملف نفي القيادات إلي خارج غزة, بينما لاتزال تشكل عودة آلاف النازحين إلي شمال القطاع نقطة الخلاف الرئيسية المتبقية بين الجانبين, وهناك تسريبات تقول إن الجانب الإسرائيلي أبدي انفتاحه للسماح بالعودة إلي الشمال بمعدل ألفي شخص يوميا معظمهم من النساء والأطفال, وذلك بهدف منع مقاتلي حماس من التسلل مرة أخري إلي الشمال ولكن سرعان ما أعلن نتنياهو رفضه إيقاف إطلاق النار دون عودة الأسري المختطفين وأنه لم ينفذ مطالب حماس المتشددة, معتبرا أن الحركة تأمل في الاستفادة من الضغط الدولي للحصول علي مكاسب, قائلا: هذا لن يحدث, فأي ضغط دولي يتحدث عنه نتنياهو ومن يقصد بالضغط الدولي؟ فأمريكا والغرب مع إسرائيل قلبا وقالبا, وبرغم الأقوال والتصريحات التي تطالب الحكومة الإسرائيلية بإيقاف الحرب ليس كل ما يقال يعبر عن إرادة حقيقية, لكن ما يثير الاستغراب ما يزعمه رئيس حكومة إسرائيل بأن بلاده باتت علي خطوة واحدة من النصر بعد الثمن المؤلم الذي دفعته. في الوقت ذاته تجدد حماس تمسكها بموقفها ومطالبها بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة, وعودة النازحين إلي أماكن سكناهم وحرية حركة الفلسطينيين وإغاثتهم وإيوائهم, ما بين حماس ونتنياهو هل يتم التوصل إلي صيغة لإيقاف نزيف الدم!
[email protected]