أشاد وشكر وزير الاتصال كثيرا الإعلام الوطني على طريقة تعامله مع «الاستفزازات المغربية»، مطالبا الصحافيين بضرورة التكوين ورفع المستوى أكثر من أجل مواكبة التطور التكنولوجي، خاصة بالنسبة للصحافة الورقية التي توقع أنها في طريقها للزوال بالنظر لتوجه القراء نحو الصحافة الالكترونية عبر كل بقاع العالم، واعتبر الوزير إنهاء مهام المدراء أمرا عاديا لأن مناصب المسؤولية غير دائمة لأي مسؤول غير كفء.
وصرح أمس، الدكتور محمد لعقاب، خلال لقاء صحفي أجراه في ولاية قسنطينة بعد زيارة قام بها لمختلف المؤسسات الإعلامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير المصادف ليوم 3 ماي، بمقر المجلس الولائي بحي دقسي عبد السلام، أنه يشيد ويشكر كثيرا الإعلام الوطني على طريقة تعامله مع الاستفزازات المغربية، والتي وصفها «بالظاهرة» بعد تكررها في كل مرة، وأوضح الوزير أن الإعلام الوطني تعامل بمهنية راقية، من خلال المقابلات المقامة مع أهل الاختصاص وكذا البلاطوهات المفيدة ، إضافة إلى المقالات والتقارير الثرية والأخبار المسندة وفق أسس قانونية، مبرزا دور الإعلام في كشف بعض محاولات التلاعب على غرار عدم وضع الخريطة على قميص المنتخب المغربي خلال مشاركته في مختلف المنافسات القارية، وكذا إبراز الفارق في القوانين المعمول بها من طرف «الكاف» ونظيرتها «الفيفا».
وبخصوص وضعية الصحافة الورقية، رد الوزير بأنها في طريقها للزوال حسب معطيات واقعية، موضحا أنه لا يمكن الجزم إلى أين ستؤدي التطورات التكنولوجية، مضيفا أن التوجه العالمي حاليا يسير نحو متابعة ومقروئية أكبر الكترونيا، مؤكدا أن هذا الوضع يستدعي أن تتغير الصحافة وأن يتغير الصحفي من أجل مواكبة التطور التكنولوجي في عالم السرعة، كأن يرسل التغطيات الصحفية عن بعد، إقامة روبورتاجات عن بعد، وغيرها من المهام.
كما أوضح الوزير، أن الصحافة الورقية تعاني من عوامل اقتصادية أخرى، تتمثل في ارتفاع سعر الورق والحبر في السوق الدولية، مع ارتفاع كبير في تكلفة الطباعة، مشيرا بأن الصحافة الخاصة تدفع حوالي 6 دج كقيمة النسخة الواحدة من الجريدة بينما التكلفة الحقيقية تصل إلى 25 دج والفارق تتكفل به الدولة، كما أضاف أن المشرع الجزائري سن الصحافة الورقية والالكترونية لأنه توقع أن يأتي يوما ما ويتم التحول التكنولوجي، مضيفا أن الصحف الالكترونية يمكن منحها الاشهار أيضا.
وتحدث لعقاب، عن إستراتيجية الوزارة بالنسبة لقطاع الإعلام، موضحا أنه يملك نظرة شاملة، مضيفا أن الصحافة وجب أن تكون قوية لأنه من المستحيل أن التعامل مع المتغيرات الداخلية والخارجية بإعلام هش، إضافة إلى توفر منظومة تشريعية قوية وسلطة ضبط مراقبة ومرافقة للعمل الإعلامي وبأن يرافق أيضا مجلس أخلاقيات المهنة الصحفيين.
كما شدد على ضرورة توفر العنصر المادي الذي اعتبره من أبرز عوامل قوة الإعلام، قائلا إن «الإعلان سرطان الإعلام»، وأبرز أن الدولة تمول الإعلام حاليا ولكن يبقى «تمويلا غير كافيا»، إلا أن الوزارة تسير لتجسيد خطوة أخرى تتمثل في التمويل من صندوق دعم الصحافة وكذا وكالة دعم الدولة للإعلام، ولكنه شدد على أن يكون الصحفي مستعدا للتطور وذلك بالالتزام المهني، مطالبا إياه بالتكوين أكثر والابتعاد عن الاعتماد على محرك «غوغل» أو الانترنت في عمله.
وأضاف في نفس الصدد، أنه منذ وصوله للوزارة قبل 7 أشهر، فتح عشرات الورشات التكوينية، ضاربا المثل ب تكوين 300 صحفي، من القطاعين، في قمة الغاز، أما بالنسبة للإعلام الرياضي فقد أوضح أن المنتسبين له تلقوا عدة تكوينات من طرف مكونين وخبراء تم جلبهم من أكبر القنوات العالمية، على أن تشمل عملية التكوين مستقبلا مجال الاقتصاد والبيانات وغيرهما.
وبخصوص إنهاء مهام مديري الوحدة الجهوية للبريد السريع والوحدة الجهوية للاتصالات والإشارات التابعتين للوكالة الوطنية للإشهار، فقد أكد أن الأمر طبيعي لأن مناصب المسؤولية غير دائمة لأي مسؤول.
وعن إجراء مراجعة وتوحيد الاتفاقيتين الجديدتين، أكد أن الموضوع طرح عليه من طرف النقابات، موضحا أن هذا التوحيد سيكون أكثر في صالح الصحفيين، خاصة وأن المادة 34 حرمتهم جزء من حقوقهم حسبه، وتبين ذلك عند مراجعة هذه المادة، وأكد أن حقوق الصحفيين مهضومة ما يستدعي إعادة النظر في هذه المادة، ولكن لن يتم ذلك في ظرف شهر أو شهرين، وكشف عن وجود فريق يدرس ما ينبغي تغييره، كما تحدث أيضا عن بعض المطالب المتمثلة في رفع التجميد عن الترقيات منذ 2012، وهي محل دراسة وسيجتهد رفقة طاقمه لمنح كل ذي حق حقه.
وأشاد الوزير خلال زيارته لولاية قسنطينة، بالاهتمام الواضح من الولاية بهذا القطاع، مضيفا أن هذه الزيارة كانت مفيدة للغاية، بعد أن مكنت من الوقوف على قطاع الاتصال في من خلال تحديد أوجه الضعف والقوة، وتبين أنه من الناحية الفنية والمهنية فإن قسنطينة قوية إعلاميا مثلما هي عليه ثقافيا وتاريخيا، إلا أنه لاحظ نقصا كبيرا في توفر المنشآت الإعلامية.
وأشاد الوزير بمنح الإذاعة مقرا جديدا يتكون من 6 طوابق بعد معاينته للمقر القديم الذي وجده غير صالح لأداء المهنة، كما أنه لا يليق كما قال بسمعة عاصمة الشرق الجزائري، مضيفا أن المقر الجديد سيجهز بمناسبة عيد الاستقلال، كما تأسف لحالة محطة قسنطينة للتلفزيون العمومي، والتي لا تليق بوسيلة تنتج أزيد من 50 بالمئة من الإنتاج الوطني، موضحا أنه سيسعى لأن يسجل عملية لانجاز مقر جديد، خاصة وأن المحطة تتوفر على قطعة أرض تفوق مساحتها 15 ألف متر مربع.
وستستفيد المؤسسة الجزائرية للبث الإذاعي والتلفزي من المقر القديم للإذاعة، بما أنها لا تتوفر حاليا على مقر لائق، موضحا أن هذه المؤسسة هي اكتشاف بالنسبة له خاصة لما تتوفر عليه من أجهزة وكفاءات «خارقة للعادة» بمقدورها صنع تجهيزات بالغة الحساسية في البث الإذاعي والتلفزي، قيمتها في السوق الدولية تقدر بآلاف الدولارات، موضحا أن الطاقم العامل يستحق الإشادة.
كما أشاد المتحدث، بجريدة النصر بعد زيارته لها، موضحا أن هذه الجريدة تسحب ما يقارب 12 ألف نسخة حاليا مع نسبة ضئيلة من المرتجعات في وقت تراجعت فيه كثيرا نسبة بيع الجرائد، وذلك حسب الإحصائيات التي يتوفر عليها، وشكر الرئيسة المديرة العامة للجريدة، كما هو الحال مع مطبعة قسنطينة، التي تعيش حيوية مادية عكس كل المطابع الأخرى على المستوى الوطني وأشاد بمديرها العام على مجهوداته. حاتم بن كحول
