صلي نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا القداس الإلهي اليوم الاحد الموافق 28 أبريل 2024، وهو قداس “أحد الشعانين أو أحد السعف” في كنيسة مار مينا St. Mena Coptic Orthodox Church في مدينة هاليفاكس عاصمة في إقليم نوفا سكوشيا Halifax, Nova-Scotia, Canada ، وهو ضمن أقاليم شرق كندا الأطلسية، علي المحيط الأطلنطي. وشارك نيافته خدمة القداس الإلهي أبونا الحبيب والغالي أبونا ديمتريوس موسي، راعي الكنيسة والإقليم كله.

وشارك في خدمة القداس الإلهي مع نيافته أبونا الحبيب والغالي القمص دانيا رزيق Fr. Daniel Rizg، وأبونا الحبيب والغالي أبونا توماس إسكاروس Fr. Thomas Iskarous، كهنة الكنيسة. هذا وبدأ القداس الإلهي بدورة الصليب والسعف، حيث تمت القراءات من الإنجيل المقدس أمام الأيقونات المختلفة.

وبعد القداس الإلهي، كانت هناك صلاة الجناز، ثم تغيير الستائر علي الهيكل وفي مختلف أنحاء الكنيسة من اللون الأحمر للون الأسود، دلالة علي بدء أسبوع الآلام المقدسة، البصخة المباركة.

= أجسادكم تنتمي لله .. هياكل مقدسة .. بيوت صلاة .. مع أسرار المعمودية والميرون والتناول

قال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” بعد قراءة الإنجيل المقدس في عظته: اليوم استقبلنا الله في قلوبنا، إذ تكشف قراءات الإنجيل اليوم، أن السيد المسيح له المجد دخل أورشليم، والجموع تصرخ “أوصنا لابن داوود”، والسيد المسيح عندما دخل الهيكل، وجد فيه أمور سيئة وتجارة، ولذا قال “بيتي بيت الصلاة يدعي وأنتم جعلتموه مغارة لصوص”، لذا يقول لنا السيد المسيح أن كل واحد فينا مهم أن يكون جسده وقلبه “بيتا للصلاة”. كما أنكم لم تعودوا تنتمون إلي أنفسكم، ولكنكم تنتمون إلي الله، لأنه بالمعمودية حل فيكم الروح القدس، وأصبحتم مقدسين، بنعمة المعمودية وحلول الروح القدس، ولذا نلقب بأبناء وبنات الله، ولقد خلقنا الله علي صورته ومثاله، الله خلق جسدا، كمعبد، وهذا الجسد مقدس، ولذا فأجسادنا، هذه الهياكل أو المعابد، تعد بيوت صلاة تخص السيد المسيح له المجد. كما قال معلمنا بولس الرسول (1 كو 3: 16): أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم. والروح القدس هو ما يمنح هياكلنا “معابدنا” وأجسادنا القداسة، التي نحصل عليها في المعمودية.

أضاف نيافته: أن الكنيسة، تمثل قداس القداسة، لأنها تعطينا القداسة من خلال سر المعمودية، الذي يغير طبيعتنا الفاسدة، لنحصل علي طبيعة غير فاسدة، طبيعة جديدة مقدسة بنور الروح القدس، الذي نحصل عليه في المعمودية، ونحن بعد الولادة نتبع الأب والأم بالميلاد الجسدي، لكن بعد المعمودية، فإننا نتبع الله مباشرة، حيث حصلنا علي القداسة ونور الروح القدس بالمعمودية، ومسحة زيت الميرون، ورشومات الصليب المختلفة التي تصل إلي 36 رشما للصليب تغطي كل أجزاء جسدنا بعد المعمودية، لتقدس كل اعضائنا وحواسنا وكل ما يخصنا، حتي مشاعرنا وأحاسيسنا تكون مقدسة. ولذا يكون من الطبيعي أن تكون كل سلوكياتنا مقدسة بفعل الروح القدس الذي نحصل علي نعمته في المعمودية بواسطة الأب الكاهن.

أوضح أبونا الأسقف المحبوب وجزي الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أنه ثم بعد ذلك نستقبل الأسرار المقدسة للتناول في الكنيسة علي يد الآب الكاهن، وهذه هي الأمور الثلاثة التي تجعلنا نتبع السيد المسيح، ولا نتبع أنفسنا، المعمودية والميرون وسر التناول مع جسد ودم السيد المسيح، لكي تصبح أجسادنا ومعابد للصلاة والتسبيح لتمجيد السيد المسيح. والسيد المسيح ينتظرنا دائما، ملكا ينتظر ابنائه وبناته ليعيشوا معه حياة الشركة، بعد أن نسمع صوته ووصاياه ونفتح الباب له لنعيش حياة الشركة والحياة الأبدية مع المسيح يسوع، وطريقنا في ذلك كلمة الله الحية في الكتاب المقدس. مرات كثيرة ينتظر الله إلي قلوبنا، رغم أننا لم نستمع إلي صوته، والسيدة العذراء، أم الله، مثالا حيا للمسيحي الحقيقي، حيث استمتعت إلي صوت الله، وفتحت الباب لتعيش معه حياة الشركة وتمجده. وبعد القيامة طلب السيد المسيح من تلاميذه أن يأتوا وينظروا أثر المسامير في قدميه والحربة في جنبه، حيث كان جسد السيد المسيح ممجدا.

كما قال معلمنا مار بولس الرسول في آية (رو 6: 13): ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية، بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله. وبذلك تحصل أجسادنا وكل أعضاء جسدا علي القداسة. ونختم مع بولس الرسول عندما قال في (رو 12:1) “فأطلب إليكم ايها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية، عند الله، عبادتكم العقلية”.

= مختلف كنائس الإيبارشية تصلي وتحتفل بأحد الشعانين

في سياق متصل، وبرعاية نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا احتفلت مختلف كنائس الإيبارشية في أقاليم أونتاريو “مدنية أوتاوا”، والكيبيك ونوفا سكوشا ونيو برونزويك ونيو فوند لاند وليبرادور وبرنس إدوارد أيلاند بأحد الشعانين أو أحد السعف، وتلألأت الكنائس بأغصان السعف احتفالا بالملك العظيم السيد المسيح وهو يدخل مدينة أورشليم، حيث أقيمت صلوات القداس الإلهي في مختلف الكنائس، بدأت بدأت السعف وتكريسه وقراءات الإنجيل أمام الأيقونات، ثم صلاة القداس الإلهي وأخيرا صلاة الجناز، وامتدت القداسات من السابعة والنصف صباحا حتي الواحدة والنصف ظهرا.

وصلي أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي، كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال بإقليم الكيبيك والمشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا الواقعة بين أوتاوا ومونتريال القداس الإلهي مع أبونا الحبيب والغالي القمص ميخائيل عطية، ملاك كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل، وأبونا الحبيب القس جابرييل ثروت كاهن الكنيسة، القداس الإلهي، وسط فرحة الشعب وزغاريد السيدات الفضليات خلال زفة أو دورة الصليب والسعف وتكريسه.

= معني دورة الصليب .. دورة البركة والفرح .. اللحن الشعانيني .. أيقونات القديسين والقديسات والرهبان والملائكة

وقال أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي في تعريف دورو الصليب للشعب بدلالة القراءات من الإنجيل أمام الأيقونات: أننا نقوم بقراءة الأناجيل أمام الأيقونات لنبارك كل “حتة” في الكنيسة، وحسب مخطوطة كانت في الدير، فإن هذه الدورة تبارك كل جزء في الكنيسة، فمثلا القراءات أمام أيقونة مار يوحنا، اللي بيحصل أننا كنا نذهب إلي كنيسة مار يوحنا، وكانت كل “حتة” في الدير “تتبارك”. ويقرأ أول إنجيل أمام الهيكل الكبير، وكل مزمور تتم قراءته، قبل الإنجيل، هذا المزمور يكون خاصا بالمناسبة التي نقرأها، وأمام الهيكل الكبير نقول “الذي صنع ملائكته، أرواحا، وخدامه نار تلتهب أمامه، أرتل لك وأسجد قدام هيكل قدسك”. والقراءة الثانية نقولها أمام أيقونة السيدة العذراء أم الإله، ونقول المزمور “أعمال مجيدة قد قيلت لأجلك، يا مدينة الله، وهو العلى الذي أسسها إلى الأبد، لأن سكنى الفريحين جميعهم فيك”. والثالثة نقولها أمام أيقونة الملاك غبريال “أمامه يعسكر ملاك الرب حول كل خائفيه وينجيهم. ذوقوا وانظروا ما أجمل الرب”.

ثم نذهب إلي أيقون الملاك ميخائيل بعد الملاك غبريال ” باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين بقوته، الصانعين قوة”. ثم نذهب لأيقونة مار مرقس آخر ايقونة علي حامل الأيقونات لنقول “الرب يعطى كلمة للمبشرين بقوة عظيمة”. ثم نذهب إلي أيقونات الرسل، الذين بشروا في كل أنحاء المسكونة ونقول المزمور “تسمع أصواتهم، في كل الأرض خرج منطقهم، وإلى أقطار المسكونة بلغت أقوالهم”.

ثم نذهب أيقونة الشهداء، أي شهيد، وخاصة مار جرجس لأنه أمير الشهداء، ونقول “نور أشرق للصديقين، وفرح للمستقيمي القلوب”. ثم نأخذ أي أيقونة للآباء، والأنبا أنطونيوس، هو أب الرهبان، ونقول مزمور “عجيب هو الله فى قديسيه، إله إسرائيل هو يعطى قوة وعزاء لشعبه”. بعد ذلك نذهب أمام الباب البحري، ونقول مزمور “مساكنك محبوبة يا رب إله القوات، تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب”. ثم نذهب إلي اللقان، ودائما اللقان موجود في الخلف، في صحن الكنيسة في الوراء، حتي في الأديرة هناك صحن عند مدخل الباب، ونقول مزمور “صوت الرب على المياه إله المجد أرعد”، والإنجيل هنا يتحدث عن نهر الأردن.

أضاف أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي: ثم نذهب إلي مدخل الكنيسة القبلي ونقول “افتحوا لي أبواب العدل، لكيما أدخل فيها”. ثم نختم بالقراءات أمام أيقونة يوحنا المعمدان، وصورته موجودا دائما علي يسار حامل الأيقونات، ونقول ” أنا مثل شجرة الزيتون المثمرة في بيت الله. أتمسك بأسمك فأنه صالح”. ثم نختم الدورة ونقرأ الإنجيل أما الهيكل الرئيسي، وهو إنجيل باكر. وهذا هو تفسير دورة الصليب، حيث نتحدث عن السيدة العذراء والملائكة والقديسين والشهداء والرهبان والأبواب التي يدخل منها الشعب وهي دورة كلها بركة وفرح، ولذا لحنها يكون باللحن الشعانيني. كل سنة وانتوا طيبين.