كل عام وأنتم بخير بمناسبة: عيد القيامة المجيد … وعيد العمال !!
كل عام وأنتم بخير بمناسبة: عيد القيامة المجيد … وعيد العمال !!
كل عام وأنتم بخير… قام المسيح حاملا في قيامته أجمل وأجل المعاني التي يتوجب علينا أن ندركها ونحتفل بها.. قام منتصرا علي الموت, قام فاديا للبشرية, قام غافرا لصالبيه, قام متمما للمحبة الإلهية التي أبت أن يهلك الإنسان بسبب سقوطه واستحقاقه الموت, فكان أن أرسل الآب السماوي ابنه يسوع المسيح ليتجسد في هذا العالم ويبشر بالملكوت ويقترب من المنسحقين والمرذولين ليعمل معهم عجائب, ثم يتحمل الرفض والإدانة والخيانة والتعذيب والصلب والموت من أجل أن يقتحم مراتب الجحيم السفلية لينتشل القابعين فيها منذ آدم الخليقة الأولي ليصعدهم معه إلي الفردوس منتصرا علي الموت وواهبا الحياة الأبدية.
وإذ نحتفل اليوم بكل تلك النعم الإلهية لا نغفل وصية المسيح أن نكون شهودا أمناء له نحمل المحبة لكل البشر… ودعوني في هذا السياق أتطرق لمفارقة طريفة حدثت منذ فترة وجيزة, وأقول إنها طريفة لأننا إذ نذكرها نفتش عن النوايا الحسنة التي انطوت عليها بدلا من أن نشجبها أو نحتج عليها… إنها تتصل بقرار د.مدبولي رئيس الوزراء رقم 1354 الصادر بتاريخ 23 أبريل الماضي, والذي ينص علي اعتبار اليوم الأحد 5 مايو إجازة رسمية بدلا من الأربعاء الأول من مايو بمناسبة عيد العمال.. ولا يغيب عنا أنه كان في مقدور رئيس الوزراء -إعمالا لنهج الحكومة في ترحيل الإجازة الرسمية التي تحل في منتصف الأسبوع بحيث تلحق بإجازة نهاية الأسبوع التالية لها- أن يتم ترحيل إجازة عيد العمال من الأربعاء أول مايو إلي الخميس الثاني من مايو… لكن صدر القرار بترحيل إجازة عيد العمال إلي اليوم الأحد الخامس من مايو لإضفاء الصفة الرسمية لعيد العمال علي الإجازة الدينية للمسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد… وفي هذا المنحي ما يدعونا إلي تقدير تلك المبادرة وما تعكسه من مشاعر طيبة.
أعرف أن هذا القرار أثار الكثير من ردود الأفعال, وأعترف أنه بينما كان أقلها الغاضب المحتج, كان أكثرها الفكاهي الساخر الذي يأخذ الأمور ببساطة ويؤكد علي عبقرية المصريين في تحويل أية قضية من المواجهة إلي الفكاهة… ولعلي في هذا الصدد أسوق حقيقتين تستحقان التوثيق:
** الصديق العزيز الكاتب والإعلامي والمفكر حمدي رزق يكتب تحت عنوان: الفريضة الوطنية الغائبة.. عطلة عيد القيامة الرسمية فيقول.. نقلا عن الدكتور مصطفي الفقي, عرض الرئيس مبارك علي قداسة البابا شنودة الثالث أن يجعل عيدالقيامة عطلة رسمية بالدولة أسوة بما حدث مع عيد الميلاد, فما كان من البابا شنودة بحذق تاريخي إلا أن رفض العرض قائلا: المسلمون والمسيحيون يتفقون علي ميلاد المسيح, لكنهم مختلفون علي قيامته وأرفض خلق جدل أو إحداث شقاق بين إخوة الوطن… وأردف حمدي رزق قائلا: تطييب الخواطر من حسن الفطن ومن موجبات المواطنة, والظرف مهيأ تاريخيا لاعتماد عطلة عيد القيامة رسميا لتعم الفرحة عموم القطر المصري… الظرف مناسب لقرار رئاسي عظيم في وطن لا يعرف سوي المحبة والمواطنة.
** من أجمل الرسائل التي تم تداولها علي وسائط التواصل في هذا الصدد هذه الرسالة التي تقول: لما يقابل المسيحيين في مصر تطابق عيد القيامة وعيد العمال في الإجازات بالضحك والهزار والسخرية والسماحة, تعرف أنهم أكثر أهل مصر اتزان نفسي وعقلي… ماشوفتش حد فيهم طلع قال: يا أعداء المسيحية ولا حد كفر حد ولا حد أعلن كراهيته للبلد وتمرده عليها… بالعكس هم أكثر أهل مصر وطنية وسماحة ومحبة, وده إن دل علي شيء فيدل علي إن مفيش عندهم عقدة نقص أو اضطهاد.
في هذه المناسبة المباركة أتقدم بخالص التهنئة لراعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني وسائر مطارنة وأساقفة الكنيسة ورعاتها وشعبها… كما أتقدم بالتهنئة لأحبائنا رئاسات ورعاة وشعب الكنائس المسيحية في مصر مصليا إلي الآب السماوي أن يبارك شعبه وكنيسته ويحفظ بلادنا من كل سوء.
ولا يفوتني في هذا الصدد أن أذكر إخوتنا الفلسطينيين في محنتهم وأدعو الآب السماوي أن يبسط عليهم رحمته ويرفع عنهم المعاناة والعذاب والقهر الذي يحيق بهم.