القيامة…والمجد
القيامة…والمجد
أفاض القديس بولس الرسول, في إصحاح القيامة هذا, حينما تحدث عن المجد الذي سنناله بالقيامة!
فتحدث عن زوايا كثيرة تشرح لنا أبعاد هذا المجد العتيد. وهذه بعض الزوايا التي تحدث عنها في هذا الإصحاح الخالد:
1-مجد السماويات:حينما قال:لكن مجد السماويات شيء ومجد الأرضيات آخر(1كو15:40).
2-مجد الجسد الروحاني: حينما قال:يزرع في هوان ويقام في مجد. يزرع في ضعف ويقام في قوة. يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا(1كو15:43).
3-مجد الخلود الأبدي:حينما قال:ابتلع الموت إلي غلبة. أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟(1كو15:54-55).
4-مجد القداسة الأبدية: حينما أوضح أننا سننتصر بالقيامة عليشوكة الموت فهي الخطية(1كو15:56).
1-مجد السماويات:
لاشك أنه يختلف اختلافا جوهريا عن مجد الأرضيات وهذه بعض نقاط الاختلاف:
1-من حيث المكان:فالأرض مكان مادي محسوس ومحدود أما السموات فعالم روحاني فوق المادة والحواس والمقاييس المكانية.
والإنسان حينما ينتقل إلي السماء. يدخل إلي عالم الروح, لأن لحما ودما لا يقدرأن أن يرثا ملكوت الله(1كو15:50) وهو و ملكوت روحي, والله غير المحدود هو رب هذا الملكوت.
2-من حيث الزمان:فالأرض لها بداية ونهاية, وسوف تحترق بكل ما عليهاتزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها(2بط3:10).
والسموات التي يتحدث عنها معلمنا بطرس الرسول هي سماء الطيور(أي الجلد) وسماء الأفلاك(أي النجوم والكواكب) وليس المقصود بالطبع السماء الثالثة (أي الفردوس) وسماء السموات(حيث عرش الله).
3- من حيث الطبيعة:فطبيعة الأرضيات حس وتراب يفني بعد أن يتدنس. أما طبيعة السموات فهي روحانية مقدسة خالدة بخلود الله.
4- من حيث البهاء:فبهاء الأرضيات رونق زائف, يمكن أن تدمره الأيام والأحداث والتجارب والكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والسيول الجارفة. أما بهاء السماويات فهو بهاء إلهي جعله الله عليها, لأنها مسكنه وعرشه وهذا ما جعل معلمنا بطرس يتحدث عنميراث لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل, محفوظ في السماوات لأجلكم (1بط1:4).
-طوبي لمن كان شعاره اليومي:إن كان إنساننا الخارج يفني, فالداخل يتجدد يوما فيوما لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشيء لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا. ونحن غير ناظرين إلي الأشياء التي تري, بل إلي التي لا تري. لأن التي تري وقتية وأما التي لا تري فأبدية(2كو4:16-18).
-طوبي لمن فتح قلبه للعالم السماوي…وفتح أذنه لتتسمع ترانيم الفردوس. وتذوق بعضا من أمجاده!!