قوة القيامة المجيدة
قوة القيامة المجيدة
إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الأمر لأن فوق العالي عالي يلاحظ الأعلي فوقهما(جا5:8).
وعندما تضيق بك الدنيا ويتخلي عنك الأصدقاء تذكر أن لك صديقا أمينا لن يتخلي عنك أبدا هو الله. وحينما تري الشر منتشرا والأشرار مسيطرين وأهل الضمير صامتين وأصحاب الذمم غير مهتمين فلا تيأس وثق أن الفجر آت والرجاء باق, وتأمل صبر السيد المسيح وآلامه علي الصليب يوم الجمعة العظيمة وكم تحمل من ظلم الأشرار وجحود البشر حتي ذاق الخل حينما عطش وقالقد أكمل(يو19:30), ويا للعجب من تلاميذ المسيح الذين اتبعوه خطوة بخطوة وعاشوا معه وشاهدوا المعجزات وعندما رأوا معلمهم يحاكم وتم صلبه بين لصين ملكهم الشك وفرقهم الخوف وانهارت آمالهم وظنوا أن بموت المسيح علي الصليب قد سقط الحق والحب أمام الزيف والحقد, وانقطع الرجاء وضاعت القيم السامية والحب العظيم والمعجزات في ظلمات القبر الرهيب, وهذه الأحداث والمتناقضات جعلت بطرس التلميذ الملقب بصخرة الإيمان ينكر معلمه ثلاث مرات قبل صياح الديك.
لكن قوة القيامة المجيدة فجر الأحد كانت أقوي بكثير من غضب الطبيعة يوم جمعة الصلب الحزينة ونور القائم من الأموات بدد ظلام القبر وأبطل رهبته وجدد الأمل والرجاء,قام المسيح منتصرا علي الموت تاركا القبر والأكفان وبقيامته قام الأمل وانكسرت شوكة الموت ولم يعد هو نهاية حياة قصيرة علي الأرض إنما هو بداية الحياة الأبدية في السماء,قام المسيح وظهر للتلاميذ وطمأنهم وتحدث إليهم وأكل معهم وجدد رجاءهم وحول حزنهم إلي فرح, كما وعدهم وذكرهم بكل الوعودثقوا إني قد غلبت العالم(يو16:33), وها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر(متي28:20).