هل تحوّلت تندوف إلى معقل انفصالي يُقتل فيه الجزائريون بدماء باردة؟


الدار/ تحليل

الجريمة الجديدة التي شهدتها مخيمات تندوف بمقتل شاب جزائري والتمثيل بجثته ورميها في القمامة أثارت حفيظة السكان الجزائريين على الخصوص، الذين يشهدون كل يوم على تدهور الأوضاع الأمنية وفقدان جبهة البوليساريو سيطرتها على مناطق واسعة من مواقعها في المخيمات. الانفلات الأمني الذي تشهده تندوف يدفع ثمنه اليوم المواطن الجزائري الذي يرى نفسه معرّضا إلى الاستغلال من كل النواحي، حيث تدفع حكومة بلاده تمويلا مجزيا للانفصاليين بينما يعجز هو عن إيجاد مقومات الحياة البسيطة وعلى رأسها الشعور بالأمان على أرض بلاده.

ولعلّ المؤلم بالنسبة للمواطنين الجزائريين من سكان الصحراء الشرقية أنهم يلاحظون يوما بعد يوم كيف تُنتهك السيادة الوطنية على أرض الواقع دون أن يثير ذلك حفيظة السلطات الجزائرية، بينما ثارت ثائرة النظام الجزائري عندما حمل فريق نهضة بركان خريطة المغرب على قميصه في مباراة لكرة القدم. هذا التناقض أكثر إيلاما للجزائريين من أهل تندوف الذين فقدوا أي شعور بالانتماء إلى هذه الأرض وهم يرون أن انفصاليي البوليساريو يوسّعون نفوذهم كل يوم، ويراكمون الثروات على حسابهم، بل تعجز السلطات الأمنية والقضائية الجزائرية عن إنصافهم أو اتخاذ أيّ إجراء لحمايتهم في مواجهة عناصر العصابة الانفصالية.

هل من مصلحة الجزائريين إذاً أن تتواصل هذه المهزلة ويستمر هذا الانفلات؟ ما ذنب الشاب الجزائري الذي فقد حياته في مقتبل العمر بسبب هذا التغوّل الذي يمارسه عناصر البوليساريو؟ لا يستطيع الجزائريون محاسبة الانفصاليين بعد أن قويت شوكتهم ومكّنت لهم المخابرات الجزائرية وسائل السيطرة والمراقبة على نحو يشبه الاحتلال والاستيطان. لكن من حقهم أن يحاسبوا سلطات بلادهم وقادة هذا النظام على المقامرة برقعة من الوطن في سبيل حسابات سياسوية ضيقة توجّهها الأحقاد التاريخية ضد المغرب. من الغريب أن يصل هذا الحقد إلى درجة بيع السيادة إلى تنظيم انفصالي وإرهابي مثل جبهة البوليساريو، ولو كان ذلك يعني التضحية بأرواح الجزائريين الأبرياء والمغامرة بمستقبلهم.

ساكنة المخيمات التي تعاني بدورها من اضطهاد الجبهة الانفصالية أضحت تعلن رسميا احتجاجها العلني ضد قيادة إبراهيم غالي، وتطالب برحيله. لكن هل على سكان تندوف الجزائريين أن يواجهوا هذا العنصر الدخيل كي يطمئن نظام الكابرانات إلى استمرار هذا التحالف الشيطاني؟ هذا التحالف لم يعد يشكل خطرا على المغرب والمنطقة بأسرها بل هو أكثر خطورة على الجزائر والجزائريين، وضد وحدة بلادهم واستقرارها، إلا إذا كان القرار السياسي في الجزائر قد وصل إلى مرحلة تجعله مستعدا للتضحية بأرضه فقط من أجل معاكسة الوحدة الترابية للمملكة المغربية، مهما كلّف ذلك من أثمان. نحن نفهم أن عصابة الكابرانات لها مكاسبها ورهاناتها الخاصة في استمرار هذا التحالف، لكننا متأكدون أن الشعب الجزائري المسكين الذي لا ناقة له ولا جمل في هذا النزاع سيدفع المزيد من الأثمان الباهظة من استقراره وثرواته ومستقبل أبنائه.

وهنا تأخذ هذه الجريمة التي يقترفها النظام الجزائري ضد أبناء شعبه أبعادها الخطرة والمدمّرة. هناك وعي متنامٍ بشأن هذه الورطة التي ورّط فيها النظام بني جلدته، لكن مع ذلك تستمر موجة التضليل الإعلامي التي يسهم فيها للأسف جيش من الإعلاميين الجزائريين المأجورين. إنهم يعملون بكل ما يملكون من جد واجتهاد وتصور وقراءات مزيفة للواقع على صرف أنظار الجزائريين عن الجرائم التي تحدث كل يوم في أراضي تندوف ضد الجزائريين على أيدي انفصاليي البوليساريو، وتوجيه هذه الأنظار نحو قضايا وملفات لا تمثّل أيّ أولوية بالنسبة إليهم. ولعلّ المعارك الرياضية والمهازل الإعلامية التي تشهدها بلاتوهات البرامج التلفزيونية الجزائرية أكبر دليل على هذا النهج التضليلي الكاسح الذي يحاول التغطية على ما يحدث من تطورات. الخاسر الأكبر في هذا المشهد إذاً هو المواطن التندوفي البسيط في حين يتنعّم الرابح الأكبر أي عناصر البوليساريو بأموال الشعب الجزائري المسحوق.

تاريخ الخبر: 2024-05-09 03:25:18
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

إعلام إيراني: لم يتم العثور على طائرة الرئيس بعد وصول رجال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-20 06:22:56
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

حبس البول .. 5 آثار أبرزها تكوين حصى الكلى السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-20 06:24:54
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

ما عدد المشاركين في البحث عن طائرة الرئيس الإيراني؟

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-20 06:23:08
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 62%

إقلاع أول طائرة روسية من طراز Il-76 للبحث عن الرئيس الإيراني

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-20 06:23:01
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية