هدوء القيامة وسلامها
هدوء القيامة وسلامها
عجيب هو الرب وعجيبة هي قيامته, في آلامه وكل ما لحق به من إهانات كانت كلها في العلن وعلي مرأي ومسمع من الجميع, وفي قيامته قام في هدوء ولم يشعر به أحد سوي القلة القليلة من خاصته الذين أحبهم وأظهر لهم ذاته ومجد قيامته.
وهذا ما أعلنه الملاك للمريماتأنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب قد قام ليس هو ههنا هوذا الموضع الذي وضعوه فيه(مر16:6), ومن لم يكن متواجدا منهم أرسل لهم رسالة مع مريم المجدلية وبقية المريماتلكن أذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم إلي الجليل هناك ترونه كما قال لكم (مر16:7) (مت5:7-28).
أنه درس من الرب يعلمنا الهدوء والاتضاع وأنه ليس خفيا إلا وسيظهر وإن كانوا قد أرادوا أن يطمسوا كل معالم القيامة إلا أنه في هدوء واتضاع سري الخبر إلي الجميع وأراد أن يعلمنا أن الأشياء والأمور العظيمة دائما تتم باتضاع وهدوء وإنكار ذات.
نحن في حاجة شديدة في هذه الأيام أن يكون لنا هدوء وسلام وفرح القيامة الذي منحه الرب لتلاميذه المختفين الخائفين المضطربين الذين دخل إليهم الرب ومنحهم هدوء وسلامة حينما قال لهم سلام لكم(يو20,19:20). ونزع من قلوبهم الخوف وأعطاهم الفرح السمائي الذي يفوق كل عقل, ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب(يو20:20).
نحن نحتاج أن نفرح بقيامة الرب
وبعمله في حياتنا ونثق أن الرب الذي وطئ كل أعدائه الخفيين والظاهرين وانتصر علي الموت وأمام مجده تحطمت المتاريس الحديد وتكسرت الأبواب النحاس وانحطت كل قوات الشر واندك الجحيم وأبوابه.
هو الرب الذي يستطيع أن يعمل معنا وفينا وبنا رغم كل الأتعاب والآلام والمشقات التي نعانيها هو يستطيع أن يحطم صخور الأوجاع ويمهد الهضاب والتلال والأودية ويصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة(لو3:5) الذي انتصر علي الموت يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر ما ولا يقف في وجهه أي أمر هو بكلمة منه يستطيع أن ينزع الخوف الذي يسيطر في هذه الأيام علي البشرية كلها من جراء ما يحدث في العالم من أمور هذا عددها.
لهذا فأولاد الله دائما مطمئنون فرحون متهللون غير خائفين مرتكنين إلي وعد الرب الصادق الأمينلاتخافوا أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر (متي 28:20).
وإنه هو الراعي الصالح الذي يرعي خرافه الخاصة ويهتم بها ولا يعوزها شيء (مز2,يو10).
الذي يحيا القيامة ويعيش في أفراحها ويسلم للرب كل مقاليد حياته لا يمكن أن يعرف الخوف أو يراه ولا يمكن للخوف أن يتسلل إلي قلبه وهذا ما حدث مع التلاميذ الذين وقت الصلب والآلام فروا مذعورين خائفين مضطربين وذهبوا واحكموا غلق الأبواب عليه, وهكذا معلمنا بطرس الذي خاف وأنكر الرب أمام الخدم وأمام جارية بعد القيامة صاروا أشخاصا آخرين وصارت لهم قلوب أسود, ووقفوا أمام كل طوئف اليهود ورؤسائهم يرددون عبارتهم المشهورة نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا(أع4:20).
وأيضا ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس(أع5:19).
القيامة غرست في قلوب أولادها القوة والشجاعة وأصبح كل أولادها جبابرة بأس لا أحد فيهم يخاف أو يضعف, ولهذا كانوا يواجهون الموت وكل صنوف العذاب بكل شجاعة مثل سيدهم الذي علمهم ألا يخافوا ممن يقتلون الجسد, لأنهم لن يستطيعوا أن يفعلوا أكثر من هذا(متي10:28).
الرب الذي قام في هدوء ومنح السلام لتلاميذه هو يقيمنا معه ويملأ قلوبنا فرحا وسلاما وهدوءا وطمأنينة تملأ قلوبنا جميعا.