المفاوضات بين إسرائيل وحماس … هل هي جادة أم لشراء الوقت؟
المفاوضات بين إسرائيل وحماس … هل هي جادة أم لشراء الوقت؟
المتابع للأنباء التي تتواتر علي الساحة العالمية منذ ما يزيد علي شهرين حول مفاوضات تجري بين السلطة الإسرائيلية وزعماء منظمة حماس -بوساطة أكثر من دولة- بهدف وضع حد للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين تعتقلهم حماس, ومن ثم الانتقال إلي مائدة المفاوضات بغية الوصول إلي اتفاق سلام يفضي إلي حل الدولتين وإنهاء مشكلة الشرق الأوسط التي تجاوز عمرها ثلاثة أرباع القرن… أقول إن المتابع لذلك السيناريو الممتد والمتأرجح بين التقدم والإخفاق, في الوقت الذي تتواصل عمليات التطهير العرقي والإبادة الإنسانية للفلسطينيين, لا يمكن إلا أن يستخلص أننا إزاء سيناريو بغيض لشراء الوقت وتمكين إسرائيل من إنجاز خطتها الشيطانية لمحو قطاع غزة تماما من شعبه ومن عمرانه وبنيته التحتية حتي لا تقوم له قائمة مرة أخري.
ولعل ما يبرر هذه الرؤية السوداوية وتلك الخطة اللعينة -التي لم يعد كثيرون يبرئون حماس من الضلوع فيها- أن سائر القوي الدولية وأولها مصر ومعها أمريكا وتوابعها الأوروبيون وروسيا والصين تتخذ موقفا صارما جدا ضد الاجتياح البري الإسرائيلي لرفح جنوب قطاع غزة.. وإليكم بعض عناوين الصحف الصادرة خلال الفترة الماضية والتي إن دلت علي شيء تدل علي عدم جدية المفاوضات الإسرائيلية مع حماس واستمراء كل منهما تواصل العصف بالفلسطينيين قتلا وتشريدا وتجويعا بمعدلات مخيفة تتجاوز أبشع ما يعرفه التاريخ الحديث عبر حروب الإبادة.
** جيش الاحتلال يتوعد باجتياح رفح إذا لم توافق حماس علي صفقة الأسري.
** في اجتماع الهدنة في القاهرة: حماس تؤكد جديتها في التوصل لاتفاق.. ورغبة إسرائيلية في هدوء دائم.
** المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية يدعو كلا من إسرائيل وحماس إلي إظهار المزيد من الالتزام والجدية في مفاوضات وقف إطلاق النار.
** في سياق المساعي المصرية الحثيثة لوقف إطلاق النار والوصول إلي هدنة في غزة, أعلنت حركة حماس أنها تدرس رد إسرائيل علي اقتراح بشأن الهدنة وإطلاق سراح أسري إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة, وحال الانتهاء من دراسة المقترح سوف تقوم بتسليم ردها عليه. (أرجو ملاحظة أن كل ذلك الكر والفر يجري بينما تستمر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتشريد للفلسطينيين!!) يعني بالبلدي: إسرائيل وحماس علي قلبهم مراوح!!!.
** عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة تتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإفساد صفقة تلو الأخري لإطلاق سراح ذويهم وإنقاذ أرواحهم, الأمر الذي يفضح جريمة الإهمال من حكومة نتنياهو علاوة علي فشل الضغط الإسرائيلي علي حماس (وهنا يبرز التساؤل: هل هو فشل أم تواطؤ بين إسرائيل وحماس لشراء الوقت ريثما تكتمل سيناريوهات تفريغ غزة من أهلها؟!!).
** وسط استمرار قصف إسرائيل لعدة مناطق في قطاع غزة من بينها مدينة رفح المكتظة بالنازحين, وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة خان يونس, جري الكشف عن مقابر جماعية تفضح جرائم الاحتلال في الاعتداء علي جثث القتلي وسرقة الأعضاء منها وتغيير ملامحها للحيلولة دون التعرف عليها (كل ذلك بينما حماس تدرس بكل أريحية كيفية الرد علي مجريات المفاوضات بينها وبين إسرائيل!!!).
** ووسط رفض مصري قاطع وتحذير من مذابح وخسائر بشرية فادحة: خطة إسرائيلية لاجتياح رفح بقوات برية مع إنشاء مدينة خيام للنازحين, وتشير التصريحات الإسرائيلية أن هناك خلافات حول ذلك الاجتياح بين إسرائيل وأمريكا ستتم إزالتها قريبا جدا (لا يخفي علي أحد أن الخلافات المذكورة ذات طبيعة ناعمة مخملية تراعي عدم خدش مشاعر إسرائيل المرهفة!!!).
** حماس تحمل نتنياهو مسئولية تعطيل المفاوضات, بينما يحمل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حماس مسئولية تعطيل المفاوضات… وواضح أن المفاوضات المذكورة بشأن التوصل إلي هدنة في قطاع غزة المنكوب (وإلي حين الاستقرار علي من المسئول عن تعطيل المفاوضات فليذهب قطاع غزة إلي الجحيم!!!).
** واشنطن تعبر عن مخاوفها من اجتياح إسرائيل لرفح, لكن ذلك لا يمنعها من دراسة منح إسرائيل صفقات أسلحة تتجاوز قيمتها مليار دولار تشمل ذخائر دبابات ومركبات عسكرية وقذائف هاون, وممثلو رئيس الوزراء الإسرائيلي يوافقون علي أخذ مخاوف أمريكا في الاعتبار (من الواضح أن أمريكا تبذل جهودا جبارة لتطييب خواطر إسرائيل وعدم جرح مشاعرها!!!).
** إسرائيل تكثف غاراتها علي غزة… والأمم المتحدة من خلال خبرائها لحقوق الإنسان تعلن أن تدمير العمران والبني التحتية في غزة علي يد قوات الاحتلال الإسرائيلي هو الأعلي مقارنة بأي صراع آخر تم في التاريخ… فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلي نحو 34 ألف قتيل و77 ألف جريح جراء الحرب التي تجاوزت شهرها السابع.
*** هذه مقتطفات مما حملته الأنباء في آخر شهر عن تداعيات الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة… لكن أرجوكم ألا تقلقوا وأن تتذرعوا بالصبر انتظارا لما تسفر عنه المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس!!!