عبرت الجمعية المغربية لحماية المال العام، عن استغرابها من استمسرار حرمانها من وصل الإيداع منذ تقديم الملف القانوني للجمعية سنة 2014 وإلى غاية اليوم، وهو ما اعتبرته يشكل انتهاكا لحرية تأسيس الجمعيات وتضييق على الحق في التنظيم والتجمع.
الجمعية المغربية لحماية المال العام، اعتبرت في بيان لها، أن “المركز القانوني للجمعية المغربية لحماية المال العام هو كونها جهة تقوم بالتبليغ عن جرائم الفساد والرشوة واختلاس وتبديد المال العام وليست جهة مشتكية، ولا تعتبر الأشخاص خصوما لها مهما كانت مراكزهم الوظيفية وتسعى إلى التأسيس لممارسة مدنية حقوقية مستقلة على قاعدة الانتصار للمبادئ الحقوقية والدستورية ذات الصلة بالحكامة والشفافية والنزاهة والمساواة”.
ونبهت الجمعية، في بيانها، إلى “خطورة مساعي بعض الجهات والمراكز المستفيدة من واقع الفساد والريع والرشوة والاغتناء غير المشروع والهادفة إلى التضييق على الجمعية المغربية لحماية المال العام وشيطنة نشاطها وتحجيم أدوارها غير عابئة بخطورة شبكات الفساد والرشوة على الدولة والمجتمع”، مؤكدة أن “شيوع الفساد والرشوة والاغتناء غير المشروع وتبييض الأموال وتهريبها إلى الخارج يشكل خطرا حقيقيا على كل البرامج والسياسات الموجهة للتنمية ويهدد السلم والأمن الاجتماعيين”.
وشددت على أن “استمرار الفساد واستغلال مواقع المسؤولية للإثراء غير المشروع وخدمة المصالح الشخصية ضدا على المصالح العليا للوطن في سياق دولي ووطني ينبئ بتفاقم المخاطر والأزمات وتصاعد المطالب الاقتصادية والاجتماعية لأوسع فئات المجتمع يفرض على الدولة شن حرب لا هوادة فيها ضد كل مظاهر الفساد والرشوة ومحاكمة لصوص المال العام والمفسدين واسترجاع الأموال المنهوبة”.
وأكد البيان، أن “حالة فقدان الثقة في الفاعلين والمؤسسات وسعي بعض الجهات إلى التمكين للفراغ عبر إضعاف وتقزيم كافة مؤسسات الوساطة والسعي لتعميق الفساد والريع في الحياة العامة يعرض المصالح الحيوية للبلد للخطر في سياق وطني مطبوع بالطلب المجتمعي المتزايد على العدالة في توزيع الثروة والتطلع للاستفادة من ثمار البرامج العمومية الموجهة للتنمية فضلا عن التحديات الكبرى التي تفرضها الاستحقاقات القارية والدولية والمخاطر المتنامية أمنيا واقتصاديا وسياسيا”.
كما أعلن المكتب الوطني للجمعية المغربية لحماية المال العام، عن إطلاق دينامية للنقاش العمومي الوطني حول مكافحة الفساد وتخليق الحياة العامة بشراكة مع هيئات مهنية وحقوقية ومؤسسات البحث والتفكير يستمر إلى غاية شهر دجنبر من السنة الماضية.
وستفتتح الجمعية المغربية لحماية المال العام ديناميتها لمحاربة الفساد بندوة وطنية حول تجريم الإثراء غير المشروع، بشراكة مع هيئة المحامين، يوم الجمعة 7 يونيو المقبل بمدينة فاس، يشارك فيها مهتمين وباحثين.
كما ستنظم “حماة المال العام” ندوة وطنية حول مكافحة الفساد ورهان تخليق منظومة العدالة، بشراكة مع هيئة المحامين، يوم الجمعة 12 يوليوز المقبل بمدينة الرباط، بمشاركة مجموعة من الفاعلين الذين لهم علاقة بمنظومة العدالة.
ويرتقب أن تشمل مبادرة الجمعية المغربية لحماية المال العام، سلسلة من اللقاءات والندوات الفكرية والحقوقية لتوسيع النقاش المجتمعي حول معضلة الفساد والرشوة، من أجل فهم أسبابها والتحسيس بمخاطرها على كافة المستويات والبحث عن الحلول الممكنة لتطويقها، تحصينا للمجتمع من هذه الآفة