أنشأت سينما أسيوط في عهد الملك فؤاد الأول وقام بإنشائها المهندس (إيفل)، والذي قام بتشييد برج (إيفل)، حيث كان قد وصل إلى أسيوط لبناء كوبري على الترعة الإبراهيمية لعبور قطار السكك الحديدية وربط شرق المدينة بغربها على غرار كوبري إمبابة والذي شيدة المهندس (إيفل) أيضًا.

وعندما أراد أن يترك بصمة لشعب أسيوط طلب منهم تحديد
قطعة ارض لبناء دار عرض سينمائي، فتم تحديد قطعة
أرض بركة مجاورة لقنطرة المجذوب حيث كانت هذه الأرض موضعًا للبرك والمستنقعات، ومتفرع بالقرب منها شارع ضيق لا يزال موجود حاليًا اسمه شارع البركة، فقام المهندس(إيفل ) بوضع بلوكات ضخمة من الرصاص أسفل المبنى لمنع آثار الرطوبة بالمبنى وشيد المبنى الذي أصبح أول سينما أهلية في ربوع مصر لصاحبها إخوان مقار.

وتميزت بنظام فريد لإضاءة قاعات العرض السينمائي، يوجد مبنى سينما مماثل باريس/ فرنسا.

جدير بالذكر أن الرئيس جمال عبد الناصر قام بتأميم المبنى الذي أصبح ملك للدولة، وقد حضر الرئيس جمال عبد الناصر وكامل مجلس قيادة الثورة به حفل السيدة أم كلثوم في ذكرى احتفال ثورة يوليو ٠٠وقام الفنان يوسف وهبي والسيدة أمينة رزق بتقديم عرض مسرحية (عطيل) فيها.

كما قام الفنان إسماعيل ياسين بعرض إحدى مسرحياته على خشبة المسرح الخاص بالسينما، وفي عهد الخصخصة قام الدكتور عاطف عبيد بتخصيص المبنى كحق انتفاع للمهندس نجيب ساويرس، والذي قام بتغيير الاسم من سينما أسيوط الشتوي إلى (رينيسانس) كحق انتفاع فقط، والذي قام بدورة ببيعها لشركة نهضة مصر والتي كانت مملوكة لرجل الأعمال الأردني علاء الخواجا زوج الفنانة إسعاد يونس.

والمبنى مسجل على المخطط التفصيلي للمحافظة بأنه مكان ترفيهي وليس دور سينما فقط وقيل إن بعض رجال الأعمال قاموا بالذهاب إلى الفنانة إسعاد يونس لشراء المبنى؛ تمهيدًا لهدمه وإقامة أبراج سكنية في موضعة -وقتئذ – عارض البعض من أهالي أسيوط.

وقالوا إنهم سينشئون في الأبراج السكنية دور عرض
سينمائي!!! وفي عددها الصادر يونية 2015 نشرت
صحيفة “محامي الأمة” بأسيوط نداء بشأن صمت
المسؤولين وقتئذ على محاولة إزالة المبنى ( السينما ) الوحيدة في أسيوط رغم أنه لا يوجد له مثيل إلا في باريس/ فرنسا وأنه مبنى ذو طابع مميز وعاصر فترة لا بأس بها من تاريخ أسيوط، وذلك أسوة بوقف إزالة مبنى قصر ( الحزب الوطنى )بمنطقة وسط البلد إذ كان
المهندس أيمن عبد المجيد يقف بالمرصاد لأي صاحب
عقار يطلب قرار إزالة إلا إذا تأكد تماما أن المبنى ليس
أثري حتى لو كان مبنيا من الطوب اللبن؟!!

ومناشدة المهندس المسؤل بتحمل مسؤولياته تجاه المتلاعبين بالتاريخ والتحاليل على القانون بأن يمنع إزالة المبنى الذي بناة اشهر مهندس في العالم ورويدا رويدا.

توقفت العروض السينمائية وأشيعت بأن ذلك تمهيدا لإزالته، وأزالت أسيوط جزء غالي من تاريخها الحقيقي بمذبحة القصور في تسعينات القرن الماضي ثم مبنى مصنع الكوكولا ومبنى ( قصر ) الحزب الوطني ومبنى السينما الوحيدة في المدينة (رينيسانس ) أسيوط بدايات الألفية الجديدة؛ ليصبحوا ( خرائب ) وساحات لبقايا الهدم والازالة في انتظار الكلمة الأخيرة للقضاء، ولأعضاء مجلسي النواب والشيوخ بأسيوط.