إن تأثير التعرض المحض ظاهرة نفسية توضح ميل الناس لتفضيل الأمور لمجرد أنهم على دراية بها. في فهم النفس الاجتماعي، يسمى هذا التأثير أحيانًا مبدأ الألفة، وأُثبت هذه التأثير بالكثير من الأمور المتنوعة، بما في ذلك الحدثات والشخصيات الصينية واللوحات والأصوات والأشكال الهندسية. في دراسة جاذبية الأشخاص، وُجد أنه حدثا زادت رؤية الأشخاص لبعضهم، حدثا كانوا أكثر ألفة.

الأبحاث

أجرى جوستاف فيشنر أول درس معروف عن هذا التأثير في عام 1876، ووثق إدوارد تيتشنرهذا التأثير عند شعوره بالدفء لوجود شيء مألوف، ولكن هذه الفرضية أُهملت عندما أظهرت النتائج حتى تفضيل الأمور لا يعتمد على الانطباعات الذاتية للفرد.

الباحث الأكثر شهرة لتطوير تأثير التعرض المحض هوروبرت زايونك. قبل إجراء بحثه، لاحظ حتى التعرض لحافز حديث يثير في البداية غريزة الخوف والتجنب، وهذا يحدث لجميع الكائنات الحية. وعند جميع تعرض لاحق لهذا الحافز الجديد، تقل غريزة الخوف شيئًا فشيئًا، وبعد التعرض المتكرر، يبدأ الكائن الحي بالاهتمام الشديد لهذا الحافز. أدت هذه الملاحظة إلى البحث وتطوير تأثير التعرض المحض.

زايونك

في السيتينات من القرن الماضي، أظهرت سلسلة التجارب التي أجراها زايونك حتى الأشخاص يميلون إلى تقييم الحافز المألوف بشكل إيجابي أكثر من غيره من المحفزات التي لم يثبق لهم التعرض لها. في البداية، نظر زايونك إلى اللغة وتكرار الحدثات المستخدمة، حيث عثر حتى الحدثات الإيجابية الكاملة استُخدمت أكثر من نظيراتها السلبية. في وقت لاحق، أظهر نتائج مماثلة لمجموعة متنوعة من المحفزات مثل المضلعات وصور التعبيرات والرسومات.

في عام 1980، اقترح زايونك فرضية الأسبقية العاطفية: حتى الوجدان يمكن استنباطه مع إدخال الحد الأدنى من التحفيز. من خلال تجارب تأثير التعرض المحض، سعى زايونك إلى تقديم مرشد على فرضية الأسبقية العاطفية، أي حتى الأحكام العاطفية تتم دون عمليات معهدية مسبقة.

أُجريت تجربة لاختبار تأثير التعرض المحض باستخدام بيض الدجاج المخصب، حيث لُعبت نغمات على ترددين مختلفين لمجموعة مختلفة من الكتاكيت قبل حتى تُمس. عند الفقس، لعبت النغمات لمجموعتي الكتاكيت. كانت جميع مجموعة تتخذ باستمارا نفس النغمة التي لُعبت قبل ذلك.

كشفت تجربة أخرى الأحرف الصينية لفترات قصيرة لمجموعتين من الناس. قيل لهم بعد ذلك حتى هذه الرموز تمثل صفات وطلب منهم تقييم ما إذا كانت الرموز تحمل دلالات إيجابية أوسلبية. صُنفت الرموز التي رآها الأشخاص في السابق بشكل إيجابي أكثر من تلك التي لم يروها. في تجربة مماثلة، لم يُطلب من الناس تقييم دلالات الرموز، ولكن طُلب منهم وصف مزاجهم بعد التجربة. أفاد أعضاء المجموعة الذين تعرضوا بشكل متكرر لشخصيات معينة بأنهم في حالة مزاجية أفضل من أولئك الذين لم يتعرضوا لذلك.

وفقًا زايونك، فإن تأثير التعرض المحض يمكن حدوثه دون إدراك واعٍ، كما حتى تفضيل الأمور لا يحتاج إلى استدلالات. هذا الانادىء حفز الكثير من البحث في العلاقة بين الإدراك والتأثير. يوضح زايونك أنه إذا كانت التفضيلات أوالمواقف تعتمد فقط على وحدات المعلومات ذات التأثير المرتبط بها، فإن الإقناع سيكون بسيطًا إلى حد ما. يناقش زايونك بأن الأمور ليست كذلك، حيث فشلت أساليب الإقناع البسيطة هذه فشلاً ذريعًا. كما أوضح حتى الاستجابات المؤثرة للمنبهات تحدث بسرعة أكبر بكثير من الاستجابات المعهدية، وأن هذه الاستجابات غالبًا ما تحدث بثقة أكبر بكثير. يقول زايونك حتى الفكر (الإدراك) والشعور (التأثير) مختلفان، وأن الإدراك ليس خاليًا من التأثير ولا يؤثر على الإدراك.

وفقًا لزايونك، لا يوجد مرشد تجريبي على حتى الإدراك يسبق أي شكل من أشكال خلق القرار. في حين حتى هذا افتراض شائع، يقول زايونك أنه من المرجح حتى تُتخذ القرارات دون إدراك.

جوتزنجر

أجرى تشارلز جوتزنجر تجربة باستخدام تأثير التعرض المحض على فصله في جامعة ولاية أوريغون. كان جوتزنجر قد جعل طالبًا يحضر إلى الفصل في حقيبة سوداء كبيرة مع ظهور قدميه فقط. وُضعت الحقيبة السوداء على طاولة في الجزء الخلفي من الفصول الدراسية. كانت تجربة جوتزنجر تتمثل في مراقبة ما إذا كان الطلاب سيتعاملون مع الحقيبة السوداء وفقًا لمجرد تأثير التعرض ل زايونك. تعامل الطلاب في الفصل أولاً مع الحقيبة السوداء بشكل عدواني، والتي تحولت بمرور الوقت إلى فضول، وفي النهاية إلى صداقة. تؤكد هذه التجربة تأثير التعرض المحض لزايونك، وذلك ببساطة عن طريق تقديم الحقيبة السوداء مرارًا وتكرارًا للطلاب الذين غُير موقفهم، أوكما يوضح زايونك حتى مجرد تعرّض الفرد المتكرر لحافز هوشرط كافٍ لتعزيز موقفه تجاه هذا الحافز.

بورنشتاين

وجد التحليل التلوي لـ 208 تجربة حتى تأثير التعرض المحض قوي وموثوق، مع تأثير حجمه r = 0.26. عثر هذا التحليل حتى التأثيرقد يكون أقوى عند تقديم محفزات غير مألوفة لفترة وجيزة، ويصل تأثير التعرض المحض إلى الحد الأقصى خلال 10-20 عرضًا، وتظهر بعض الدراسات حتى الإعجاب قد ينخفض بعد سلسلة طويلة من التعرضات. على سبيل المثال، يُعجب الأشخاص عمومًا بالأغنية بشكل أكبر بعد سماعها عدة مرات، لكن الكثير من التكرار يمكن حتى يقلل هذا الإعجاب. التأخير بين التعرض وقياس الإعجاب يميل بالعمل إلى زيادة قوة التأثير، كما حتى التأثير أضعف على الأطفال وللرسومات واللوحات بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من المحفزات. أظهرت إحدى تجارب فهم النفس الاجتماعي حتى التعرض للأشخاص الذين نكرههم في البداية يجعلنا نكرههم أكثر.

زولا-مورغان

دعمًا لانادىء زايونك حتى التأثير لا يحتاج إلى حدوث الإدراك، أجرى زولا مورغان تجارب على قرود يعانون من آفات في اللوزة الدماغية (بنية الدماغ التي تستجيب للمنبهات العاطفية). في تجاربه، أثبت زولا مورغان حتى آفات اللوزة تؤدي إلى إضعاف الأداء العاطفي، ولكن ليس العمليات المعهدية. ومع ذلك، فإن آفات قرن آمون (بنية الدماغ المسؤولة عن الذاكرة) تضعف الوظائف الإدراكية ولكنها تهجر الاستجابات العاطفية نشيطة بشكل كامل.

تطبيقات

صناعة الإعلانات

إن التطبيق الأكثر وضوحًا لتأثير التعرض المحض هوفي الإعلان، لكن الأبحاث حول فعاليته في تعزيز مواقف المستهلكين تجاه شركات ومنتجات معينة كانت مختلطة. اختبرت إحدى الدراسات تأثير التعرض المحض مع إعلانات الشعارات على شاشة الكمبيوتر. طُلب من الطلاب في سن الجامعة قراءة منطق على الكمبيوتر بينما تومض إعلانات الشعارات في أعلى الشاشة. أظهرت النتائج حتى جميع مجموعة تتعرض لراية للشعار قامت بتصنيف الإعلان بشكل إيجابي أكثر من الإعلانات الأخرى التي تُعرض بشكل متكرر أوأقل. هذا البحث يدعم تأثير التعرض المحض. أظهرت دراسة مختلفة حتى المستويات الأعلى من التعرض للوسائط ترتبط بانخفاض سمعة الشركات حتى عندماقد يكون التعرض إيجابيًا في الغالب. خلصت مراجعة لاحقة للبحث إلى حتى التعرض يؤدي إلى تضارب لأنه يؤدي إلى عدد كبير من الارتباطات التي تميل إلى حتى تكون محببة وغير محببة. من المرجح حتىقد يكون التعرض مفيدًا عندما تكون الشركة أوالمنتج جديدًا وغير مألوف لدى المستهلكين، وقد لاقد يكون هناك مستوى مثالي من التعرض للإعلان. في دراسة ثالثة، استعد المستهلكون بدوافع عاطفية. قُدمت مجموعة من المستهلكين العطشيين بوجه سعيد قبل تقديم المشروبات، بينما قُدمت مجموعة ثانية بوجه غير سار. اشترت المجموعة ذات الوجه السعيد المزيد من المشروبات، وكانت على استعداد أيضًا لدفع المزيد لقاء المشروبات أكثر من نظرائهم غير السعداء. تعزز هذه الدراسة انادىء زايونك حتى الخيارات ليست في حاجة إلى الإدراك، حيث غالبًا ما يختار المشترون ما يحبهون بدلاً من ما أدركوه جيدًا. في عالم الإعلان، يشير تأثير التعرض المحض إلى حتى المستهلكين لا يحتاجون إلى التعهد على الإعلانات، فالتكرار البسيط يكفي لجعل ما يسمى بـ "تتبع الذاكرة" في عقل المستهلك ويؤثر بشكل غير واعي على سلوكهم.

مجالات أخرى

تأثير التعرض المحض موجود في معظم مجالات اتخاذ القرار البشري. على سبيل المثال، يميل الكثير من تجار الأسهم إلى الاستثمار في الأوراق المالية للشركات المحلية لمجرد أنهم على دراية بها، على الرغم من حتى الأسواق الدولية تقدم بدائل مماثلة أوأفضل. كما يؤدي تأثير التعرض البحث لتشويه نتائج استطلاعات تصنيف المجلات الفهمية، حيث حتى الأكاديميين الذين تجاوز لهم حتى نشروا أوأكملوا مراجعات لمجلة أكاديمية معينة، فإن معدلهم أعلى بشكل كبير من غيرهم الذين لم يسبق لهم عمل ذلك. هناك نتائج مختلطة حول مسألة ما إذا كان التعرض يمكن حتى يؤيد العلاقات الجيدة بين مختلف الفئات الاجتماعية، فعندماقد يكون لدى المجموعات بالعمل مواقف سلبية تجاه بعضها البعض، يمكن حتى يؤدي التعرض الإضافي إلى زيادة العداء.

المراجع