الاتصالات أوتبادل المعلومات، أوتوفير التسلية عن طريق الكلام أوالكتابة أوأية وسائل أخرى، وربّما كانت أبرز أنواعها هي الاتصالات الشخصية التي تحدث عندما يُعبِّر الناس لبعضهم البعض عن أفكارهم ورغباتهم. ويتصل الناس مع بعضهم البعض من خلال طرق عديدة، ومن ذلك: الكلام، وتحريك أياديهم، وحتى تعبيرات وجوههم. ويستخدم الناس المكالمات الهاتفية، والخطابات للاتصالات الشخصية.

أسباب اختلاف التعريفات

يمكن القول بوجود مدخلين لتعريف الاتصال:

  • المدخل الأول: ينظر إلى الاتصال على أنه عملية يقوم بها طرف مرسل بإرسال رسالة إلى طرف لقاء، بما يؤدي إلى آثر معين.

ويهدف إلى تعريف المراحل التي يمر بها الاتصال ويدرسها على حدة، وأهدافها وتأثيرها على عملية الاتصال ككل. وعهد الباحثون الاتصال كعملية يتم من خلالها نقل معلومات أوأفكار معينة من المرسل إلى المستقبل بشكل هادف، ومن أبرز نماذج هذه التعريفات:

  1. الاتصال بأنه العملية التي يتم من خلالها نقل رسائل معينة من مرسل إلى مستقبل.
  2. الاتصال الجماهيري وهوالاتصال الذي يتم بين أكثر من شخصين وتقوم بها المؤسسات أوالهيئات.
  3. الاتصال هوانتنطق المعلومات والأفكار والاتجاهات والعواطف من إنسان لأخر أومن جماعة إلى أخرى.
  4. الاتصال عملية تعدد الوسائل والهدف الذي يتصل أويرتبط بالآخرين ويكون ضروريا اعتباره تطبيقا لثلاث عناصر وهي العملية والوسيلة والهدف.
  5. الاتصال عملية تفاعل بين طرفين خلال رسالة أوفكرة أوخبرة عبر قنوات اتصالية تتناسب مع مضمون الرسالة.
  • المدخل الثاني: يرى ان الاتصال يقوم على تبادل المعاني الموجودة للرسائل، من خلال تفاعل أفراد الثقافات المتنوعة، وذلك لتوصيل المعنى وفهم الرسالة.

وهوأيضاً تعريف بنائي أوهجريبي حيث يركز على العناصر المكونة للمعنى، والتي تنقسم إلى ثلاث مجموعات:

  1. قارئ الموضوع الخبرة الثقافية والاجتماعية.
  2. الموضوع وإشاراته ورموزه.
  3. الوعي بوجود واقع خارجي يرجع إليه الموضوع.

وينظر إلى الاتصال على أنه عملية التبادل معاني وعلى أنه عملية تتم من خلال الاتكاء على وسيط لغوي، والمرسل والمستقبل يشهجران في إطار دلالي وأنه أيضاً عملية تفاعل رمزي ومن النماذج الاتصال:

  1. الاتصال تفاعل بالرموز اللفظية بين طرفين المرسل والمستقبل.
  2. الاتصال عملية يتم من خلالها تحقيق معاني مشهجرة متطابقة بين الشخص القائم بالمبادرة والشخص الذي يستقبلها.

التعريف التالي قد يحدث الأقرب لوجهة النظر المتعددة سابقا وهوحتى الاتصال عملية يقوم بمقتضاها ما بين مرسل ومستقبل ورسالة في مضامين اجتماعية، ومن خلالها يتم نقل افكار ومعلومات ومنبهات بين الأفراد عن قضية أومعنى مجرد أوواقع معين، وهوأيضا عملية مشاركة بين المرسل والمستقبل وليس عملية نقل إذ حتى النقل ينتهي عند النبع أما المشاركة فتعني الازدواج أوالتوحد في الوجود وهذا هوأقرب إلى العملية الاتصالية.

من التعريفات السابقة للاتصال، يلاحظ عدم اتفاق الباحثين على تعريف موحد للاتصال، ويعود ذلك إلى تعدد العلوم الإنسانية وهذا لا يشير إلى خلل بل إلى ثراء في المعنى، وتعريف الاتصال لم يعد يقتصر على أنه نشاط إنساني يمكن حتى يتوقف بتحقيق الهدف بل هواتصال إنساني يتسم بالاستمرارية.

ولولا الاتصالات الشخصية، لَما عهد الآباء احتياجات أبنائهم، ولما استطاع المدرسون مساعدة تلاميذهم على التفهم، ولما استطاع الأصدقاء التنسيق مع أصدقائهم، ولما استطاع الناس المشاركة في الفهم، ولكان ضروريًا حتى يتفهم جميع إنسان جميع شيء بنفسه، ولما أمكن للبشر في أغلب الحالات حتى يحيوا لفترة طويلة بإذن الله.



الاتصال الجماهيري

ويتم نوعٌ آخر مهم من الاتصالات، عندما تُبعث الرسائل إلى جمهور كبير. ويُسَمى هذا النوع الاتصال الجماهيري. وتعد الخط إحدى أقدم وسائل الاتصال الجماهيرية، كما يعد التلفاز واحدًا من أحدثها. وتعتبر الجرائد والمذياع وسائل أخرى يمكن عن طريقها إرسال المعلومات إلى الكثير من الناس. وكما حتى البشر تصعب عليهم الحياة بدون الاتصالات الشخصية، فكذلك الدول لا تستطيع الاستمرار في الوجود بغير وسائل الاتصالات العامة. فأخبار نتائج الانتخابات، أوأخبار الزلازل، أوالأحداث المهمة الأخرى يمكنها حتى تنتشر وتصل إلى أعداد هائلة من الناس في دقائق من خلال وسائل الاتصالات العامة.

مفهوم الاتصال الجماهيري: حينما نذكر الاتصال الجماهيري سيخطر على بالنا لأول وهلة وسائل الإعلام الجديدة من مذياع وتلفزيون ووسائل الإعلام الجديد أيضاً وقد أصبحت جماهيرية الاستخدام. مصطلح الاتصال الجماهيري يحتوي على متغيرين أساسيين – الاتصال، الجمهور حيث أنها أصبحت تختلف عن الاتصال العادي اختلافاً تاماً فالاتصال الجماهيري نوع خاص من الاتصال ينطوي على اشتراطات مميزة في الأداء أولها طبيعة الجمهور ثم تجربة الاتصال ثم صاحب الاتصال. بعد ذلك لنسهب قليلاَ في مفهوم الجماهير وهوالمتغير الثاني وقد بدأ بالظهور مع ظهور وسائل الإعلام الحديثة أما حدثة (جمهور- جماهير) اصطلاحا فتعود للجذر اللغوي (جمهر). ومن وجهة نظر محرر آخر أنها عملية تتسم باستخدام وسائل الاتصال الجماهيرية ويمتاز أيضاً في قدرته على توصيل الرسالة أياً كان محتواها إلى أكبر قدر من الناس باختلاف شرائح المجتمع. وفي وسائل الاعلام نسمع أونقرأ عبارات كثيرة تشير إلى ذلك: تدفق الجماهير المشجعين للفريق... فرقت الشرطة جماهيراً من المواطنين اتىت للاحتجاج..... ازدحم الشارع بجماهير وفيرة بسبب عطلة العيد. إذاً تعريفنا للاتصال الجماهيري هوالاتصال الموجه نحوجماهير كبيرة نسبياً، مختلفة الثقافات، متعددة الانتماءات، ومجهولة الاسم والهوية.

الاتصال الجماهيري كغيره من أنماط الاتصال فهويمر بعدة مراحل: 1-القائمون بالاتصال: هم الذين يعملون على تشكيل ومحتوى للوسائل الاتصال ولتحقيق أهداف محددة. 2-الرسالة:التي يتم نقلها عبر وسائل الاتصال الجماهيري المتعارف عليها. 3-الجماهير:هي الفئة مهما اختلف نوعها أوعددها والتي يتم نقل الرسالة الاعلامية إليها.

  1. التأثير: النتيجة التي تظهر من خلال نقل الرسالة ويعكس مدى تأثير وسائل الاتصال وأهدافها. خصائصه: كون الاتصال الجماهيري يؤثر على الأفراد والمجتمعات بصورة مباشرة وغير مباشرة فإن من أبرز خصائصه، اعتماده على التكنولوجيا الحديثة والكثير من وسائط النقل، وعادةً ما يتسم هذا النوع من الاتصال بالعمومية، يعمل الاتصال الجماهيري على تقديم معاني مشهجرة لملايين الناس كما يعيبها حتى عاد الصدىقد يكون متأخراَ بعكس جميع وسائل الاتصال الأخرى.

صعوبات ومعوقات إعداد نماذج الاتصال

تقابل الباحثين عدة صعوبات عند وضع نماذج لعملية الاتصال وأهمها: أ- تجمد عملية الاتصال: يضطر القائم بالاتصال إلى تجميد عملية الاتصال لكي يفهم عناصرها ومكوناتها، فعند تجميد الواقع في صورة أوتجميد العملية في نموذج قد ينسى العلاقات بين العناصر ويتم تجميد التفاعل وديناميكية الأحداث فعند وصف عملية الاتصال في نموذج ما، فإننا لا نذكر جميع العناصر بل نذكر العناصر التي نشعر بأهميتها فقط. ب- إغفال بعض العناصر الهامة أوترتيب العناصر ترتيبا لا يتفق مع الواقع: الصعوبة الثانية في بناء النماذج هوحتى العنصر الذي يتكون منه النموذج قد يتم تحديده بشكل غير دقيق أوحتى العلاقات التي تفترض وجودها قد لا تنطبق على العلاقات بين أحداث الواقع. ج- استخدام اللغة: تستخدم اللغة في الوصف، إلا حتى اللغة هي عملية تتغير من وقت لآخر. كذلك تتقدر وتفقد صفتها أوخاصيتها كعملية حينما نسجلها أونخطها، فالإشارات أوالكتابات على الورق هي تسجيل للغة أوصورة للغة وهي علامات ثابتة. كذلك تعتبر اللغة المنطوقة خلال فترة قصيرة ثابتة إلى حد ما. كما توافق عالم الاتصال ديوتش مع بيرلوفي وظائف النماذج الاتصالية على النحوالتالي: 1- الوظيفة التنظيمية. 2- الوظيفية الموجهة. 3- الوظيفية القياسية.

  1. تنظيم المعلومات وتشجيع القيام بالابحاث والتنبؤ والسيطرة على الظواهر أوالتحكم بها.

المراجع: - المزاهرة، منال هلال 2012 ، نظريات الاتصال، الأردن، دار المسيرة للنشر والتوزيع. - المشاقبة، بسام عبد الرحمن 2011 ،نظريات الاتصال، الأردن، دار أسامة للنشر والتوزيع.

أهميـة الاتصالات

ُتوجد الاتصالات حولنا في جميع الأراتى، فأغلب المدن الكبرى بها على الأقل جريدة واحدة يومية. وكثيرًا ما نرى سعاة البريد يسلمون البريد. ويحتوي الهواء من حولنا على إشارات تلفازية غير مرئية، يمكن حتى يلتقطها جهاز التلفاز، ويحولها إلى أصوات وصور. كما أننا نستخدم الاتصالات بطرق عديدة في المنزل، والمدرسة، والأعمال، والصناعة، وفي الشؤون العالمية.

في المنزل

نستعمل أنواعًا عديدة من الاتصالات الشخصية والعامة في المنزل. فالمذياع المزوّد بساعة، قد يوقظنا في الصباح ويُعرِّفنا الوقت والطقس المتسقط، وينقل أخبار اليوم. ويسمح لنا الهاتف بالتحدث مع أشخاص قريبين أوبعيدين عنا. وقد تخبرنا مذكرة من أحد أفراد الأسرة حتى صديقًا قد اتصل أوتُذَكِّرنا بميعاد.

تتيح الصحف أنواعًا عديدة من الاتصالات. فبعض الموضوعات تزودنا بالمعلومات في مجال الأخبار، وبطرق إعداد الطعام. كما تزودنا منطقات أخرى، بأنواع الفكاهة، والمتعة كالمسلسلات الهزلية، والموضوعات المضحكة.

ويُشاهد ملايين الناس التلفاز للترفيه في أوقات فراغهم، إلاّ حتى التلفاز يقوم بتزويد المشاهدين بفوائد أكثر من مجرد الترفيه. فيحصل أغلب الناس على جزء كبير من الأخبار عن طريق البث الإخباري التلفازي. وتُزّود الإعلانات التلفازية الناس بالمعلومات عن المنتجات والخدمات.

في المدرسة

يستخدم المدرسون مجموعةً منوعةً من طرق الاتصالات، لمساعدة تلاميذهم على التفهم. فكثيرًا ما يحاضرون للفصل بكامله، أويُوجِّهون مناقشةً جماعية، وفي أوقات أُخرى يساعد المدرسون تلاميذهم بشكل فرديّ.

وتعد الخط المدرسية المقررة، من أكثر وسائل الاتصال العامة استعمالا في المدارس. وكذلك يستخدم المدرسون وسائل اتصال أخرى عديدة، مثل الشرائح، والملصقات، والتسجيلات الصوتية والمرئية، والأفلام. وتُطْلعُ الأفلام التعليمية الطلبة على تجارب عديدة لا يمكنهم الحصول عليها في الحياة. ويُعيد الممثلون والممثلات تجسيد الأحداث المهمة في التاريخ، كمسقطة القادسية أوحياة عمر المختار. وتأخذ الأفلام الطلبة إلى عوالم بعيدة، كقاع المحيط، أوالقطب الجنوبي. كما تُظْهِرُ الرسوم المتحركة عمليات لم يكن من الممكن حتى يراها التلاميذ بطريقة أخرى، مثل حركة محرك السيارة، أومقاومة الجسم البشري الجراثيم.

ويحتوي الكثير من غرف الدراسة على أجهزة تلفازية تستقبل دروسًا معدة خصيصًا عن طريق تلفاز الدائرة المغلقة. وهذا الإرسال التلفازي يُرسل عبر الأسلاك إلى عدد محدود من المشاهدين، ولا يبث على الهواء. كما يشجع المدرسون تلاميذهم على مشاهدة البثّ التلفازي، للأحداث المهمة، كإطلاق سفينة فضاء، أوخطاب يلقيه رئيس الحكومة.

في الأعمال والصناعة

لكل الأعمال الكبرى تقريبًا عمال منتشرون في أكثر من مكان، مثل الموظفين الذين يعملون في الممحرر الفرعية، أومندوبي المبيعات الذين يزورون العملاء؛ لذلك بحاجة الأعمال إلى اتصالات سريعة موثوق بها. ويتم الكثير من اتصالات الأعمال بوساطة الهاتف، أوبوساطة أجهزة تُسمى الطابعات عن بعد أوآلات الفاكسميلي التي تُرسِل وتستقبل رسائل مكتوبة عبر الأسلاك. وباستخدام هذه الوسيلة للاتصالات، يمكن للمؤسسات المتعددة الفروع حتى تُغير ثمن أحد الأصناف في جميع فروعها في دقائق معدودة. وكان هذا الأمر ـ قبل أيام الاتصالات السريعة ـ يستغرق عدة أسابيع لإبلاغ جميع فرع.

وللعديد من الأعمال دائرة اتصالات، تتكون من اثنين أوأكثر من الحواسيب، متصلة بخطوط هاتفية خاصة. وتتبادل الحواسيب، كميات ضخمة من البيانات بسرعة فائقة. وتقوم الآلات بترجمة المعلومات إلى صورة مكتوبة بواسطة طابعات عالية السرعة، أوعلى شاشات تُسمى شاشات عرض طرفية تحتوي على أنابيب أشعة الكاثود.

وتطبع أكثر الشركات الكبرى مجلاتها الخاصة، أوجرائدها لموظفيها. وتُسمى هذه المطبوعات نشرات دورية، تزودهم بالمعلومات عن خطط الشركة، والمنتجات الجديدة وأمور أخرى. وقد تتصل الشركات الكبرى بموظفيها، عن طريق دائرة تلفازية مغلقة، وتنتج أفلامها وشرائط الإنضمام المرئية الخاصة بها بنفسها.

في الشؤون العالمية

كانت الأخبار تنتقل بين الأمم ببطء، قبل عصر الاتصالات الحديثة السريعة. وقد تسبَّب الوقت الطويل الذي كان يضيع حتى يتم تسلم الرسائل أحيانًا في مشكلات. فقد كان من الممكن على سبيل المثال، ألاّ تقع حرب عام 1812 م (بين بريطانيا والولايات المتحدة)، لووُجد البرق أوالهاتف في ذلك الوقت. وقد بدأت الحرب جزئيًا؛ لأنّ بريطانيا عرقلت حرية الملاحة الأمريكية. وقد أعربت الولايات المتحدة الحرب على بريطانيا في 18 يونيو1812 م. وكانت بريطانيا، قبل يومين من هذا الإعلان، قد أعربت أنها يفترض أن تُوقف عرقلة الملاحة الأمريكية، ولكن هذا الخبر كان لابد حتى يعبر المحيط الأطلسي، بوساطة السفن، حتى يصل إلى الولايات المتحدة، ولكنه لم يصل إلا بعد بدء القتال. وقد كان من الممكن أيضًا حتى تمنع الاتصالات السريعة المعركة الرئيسية في هذه الحرب. وقد خاض الجنود هذه المعركة في نيوأورليانز في يناير 1815 م، بعد 15 يومًا من توقيع معاهدة سلام في أوروبا. وقد قُتِل نحو315 شخصًا وُجرح نحو1,290 في هذه المعركة.

ويمكن حتى تؤدي الاتصالات السريعة إلى نتائج سيئة إذا لم يتم التعبير عن الرسائل بدقة. فقد أوفدت الولايات المتحدة وحلفاؤها في عام 1945م، قرب نهاية الحرب العالمية الثانية، رسائل بالراديوإلى اليابان، تُحذِر بأن اليابانيين سيقابلون تدميرًا عاجلاً ومطلقًا إذا لم يستسلموا. وقد كان المسؤولون اليابانيون ينوون حتى يردوا بأنهم يفترض أن يؤجلون التعليق؛ لأنهم يحتاجون لوقت أطول لدراسة الرسالة. وبدلاً من هذا، فقد ردّوا بحدثة تعني، أنهم يفترض أن يتجاهلون التحذير. ولوكانوا قد اختاروا ردًا آخر، فلربما حال ذلك دون إسقاط الولايات المتحدة، قنابل ذرية على المدينتين اليابانيتين هيروشيما وناجازاكي. وقد توفي أوفُقد نحو132,000 رجل وامرأة وطفل بعد الانفجارين، ويعتقد البعض حتى ما وقع كان نتيجةً لفشل في الاتصالات.

يقول الناس كثيرًا إذا الاتصالات، قد جعلت العالم أصغر. فقد كان العالم يظهر هائلاً، عندما كانت الرسائل في أوروبا تصل إلى أمريكا بعد رحلة في المحيط تستغرق أسابيع عديدة. والآن يستطيع الراديو، حتى ينقل الصوت البشري حول العالم في جزء من الثانية، وبالسرعة نفسها تقريبًا، يستطيع الفرد حتى يتصل هاتفيًا بشخص آخر في أي بلد تقريبًا. وقد جعلت أقمار الاتصالات الصناعية البثّ التلفازي على مستوى العالم ممكنًا، فيستطيع المشاهدون في منازلهم حتى يشاهدوا أحداثًا تقع في قارة أخرى، كمراسم جائزة نوبل، أوالتوقيع على معاهدة.

عناصر الاتصال

تتنوع عمليات الاتصال ، لكنها لا تتم إلا إذا توفرت بها أربع عناصر رئيسية: المرسل، المستقبل، الرسالة، الوسيلة، وأضيف مؤخراً في فهم الاتصال عنصرين: عاد الصدى، والتأثير

المرسل (Sender)

يتمثل بالمسوق أومجموعة الباعة أوالشركة أوأية مجموعة أخرى تكون هادفة إلى إيصال فكرة أومعلومة أومنتج أوخدمة معينة إلى جمهور مستهدف في السوق. والنقطة الجوهرية في هذا الأمر هوحتىقد يكون هنالك هدف من وراء الإتصال والذي يعد نقطة البدء لعملية الإتصال، حتى يدرك تماماً عملية طبيعة المشكلة التيقد يكون بها الطرف الأخر، وماهية الفهم أوالمنفعة التي سيحصل عليها من وراء عملية الاتصال هذه. فالشركات الترويجية قد تنفق الكثير من الوقت والمال والجهد في عملية الإتصال هذه، إلا أنها تفشل في تحقيق هدفها المرسوم. ولعل ذلك يعود أساساً إلى عدم فهمها الدقيق لمدى استيعاب الطرف الآخر لمعنى ومضمون الرسالة أوالفكرة التي طرحتها الشركة أوحتى هنالك ضعف في الموثوقية بين الطرفين وقد ترجع لأسباب أومواقف سابقة أولضعف القائمين على عملية الإتصال بهم كرجال البيع أومندوبي المبيعات، أولكون المنتج المقدم لا يتوافق بحقيقته مع مواصفات وخصائص ما تم عرضه في عملية الإتصال.

المستقبل Receiver

المستقبل أوالمتلقي (Receiver): هوالجمهور الذي يتلقى الرسالة الاتصالية أوالإعلامية ويتأثر بها أويتفاعل معها. وهوعنصر مهم جدا لأنه يلعب دوراً مهماً في إدراك معنى الرسالة وقياس درجة تأثيره في عقلية ذلك الجمهور. قد يرفض الجمهور أويستجيب لتلك الرسالة أوقد يتخذ موقف اللامبالاة، فليس ضرورياً، فليس ضروريا حتى الجمهور ينصاع تلقائياً للرسالة الإعلامية. يعتبر المتلقي هوأبرز حلقة في عملية الاتصال، فالقارئ هوالشخص المهم عندما نخط، والمستمع هوالمهم عند التحدث، ويجب حتى يضع المصدر في اعتباره طبيعة المتلقي حتى يضمن تحقيق الهدف من الرسالة. كما حتى جميع ما يتعلق بالمصدر ينطبق أيضاً على المتلقي، فالفرد في بداية عملية الاتصال والفرد في نهاية العملية متماثلان إلى حد كبير. وقد يحدث من المفيد أحيانا عند التحدث عن المصدر والمتلقي حتى نفترض حتى مهمتهما مستقلتان أنهما يعملان منفصلين. بالنسبة للمهارات نجد حتى المتلقي يجب حتىقد يكون قادراً على الاستماع والقراءة والتفكير، كذلك بالنسبة للمصدر نجد حتى الكيفية التي يفك بها شفرة الرسالة ستحددها جزئياً اتجاهاته نحونفسه ونحوالمصدر ونحومضمون الرسالة، أما بالنسبة لمستوى معهدته بالواقع فإنه إذا لم يستطع حتى يفك شفرة الرسالة فلن يستطيع حتى يفهمها، أوقد يحرفها لا شعورياً أثناء إدراكها. فحينما يختار المصدر رسالته، يجب حتى يختار شفرة يعهدها المتلقي ويختار المضمون الذي يفترض أن يهم المتلقي، وحينما يعالج الرسالة فإنه ستتوقف معالجته على تحليله للمتلقين الذين يريد التأثير عليهم بالرسالة، أي مهاراتهم واتجاهاتهم ومعارفهم ومراكزهم في الإطار الاجتماعي والثقافي، فالتبرير الوحيد لوجود المصدر ولحدوث الاتصال هو(المتلقي)، فهوالهدف الذي يجب حتى تكرس جميع القوى للتأثير عليه.

الوسيلة (Channel)

الوسيلة هي الأداة أوالقناة التي باستخدامها يتم نقل الرسالة من المرسل إلى المستقبِل، وهي قنوات تختلف باختلاف طبيعة ومستوى الاتصال. ففي الاتصال الجماهيري يُقصد بالوسيلة القنوات الاتصالية الإلكترونية كالهاتف، والتلفزيون، والإذاعة والحاسب وغيرها من الأجهزة الالكترونية الحديثة، أوالمطبوعات الورقية كالصحف والمجلات والنشرات. أما الاتصال الجمعي مثل المحاضرة أوخطبة صلاة الجمعة، بالإضافة إلى المؤتمرات تكون الوسيلة الميكروفون. أما في الاتصال اللقاءي والذي يعهد بالاتصال الشخصي أيضاً، فإن الوسيلة لا تكون ميكانيكية وإنما تكون طبيعية كالقنوات السمعية والبصرية والصوتية التي يقوم المرسل بتوظيفها لنقل الرسالة، فالاتصال هنا يقوم على أكثر من أداة في الوقت نفسه، فنحن نقوم بالتحدث مع الآخرين عبر الصوت وننصت لما يقولون من خلال السمع، ونتبادل الحركات الجسدية والاتصالات الغير لفظية من خلال القنوات البصرية وبقية الحواس كاللمس مثلاً. كما أنه ينبغي مراعاة الكثير من العوامل أثناء اختيار وسيلة الاتصال المناسبة لطبيعة الرسالة، ومن هذه العوامل: اختيار الوسيلة التـي لا تشويش فيها، حتى تكون الوسيلة ملفتة لانتباه المستقبل، وينبغي اختيار الأداة التي تساعد في الهجريز على محتوى الرسالة، كـما هوضروري حتىقد يكون للوسيلة قدرة سريعة على نقل الرسالة.

الرسالة( Message)

هي جوهر عملية الاتصال لأنها تمثل المضمون أوالمحتوى لعملية الاتصال الترويجي وهي تتكامل مع قناة الاتصال وتتوافق معها، ويمكن حتى تكون الرسالة الموجهة إلى الطرف الآخر على شكل كلام، إشارات، سلوك، كتابة،...إلخ، ولكن من المهم جدا حتى تكون واضحة وذات معنًا للمستلم، فعندما توجه رسالة إلى المستهلك عن منتج معين عبر وسائل الإعلان يجب حتىقد يكون الإعلان بما يكفي لتوضيح مدى المنفعة التي سيحصل عليها المستهلك من هذا المنتج، وأين يجده، وما هوثمنه، وما هي الخدمات المصاحبة له عند الشراء أوبعد الشراء...الخ.

ومن الشروط الواجب توافرها في الرسالة فضلاً عن المعنى الذي تحويه هوحتى تكون ذات جاذبية معينة بحيث تثير لدى المستهلك الرغبة في استلام وفهم الرسالة والتفاعل معها. وقد يحدث أبعاد الجاذبية هنا ذات بعد عقلاني كما هوفي تحديد الخصائص والمواصفات الفنية والاقتصادية للسلعة أوالخدمة المقدمة له، أوحتى تكون ذات بعد عاطفي والتي تمثل المحاكاة للجوانب النفسية والشخصية التي تميز المستهلكين وبما يثير لديهم الدوافع الداخلية للتفاعل مع مضمون الرسالة والاستجابة لها.

التغذية الراجعة

رجع الصدى (feedback) في عملية الاتصال وقد يطلق عليه البعض التغذية الراجعة هوردة العمل المتسقطة من المتلقي أثناء تلقي الرسالة ، بحيث يصبح المتلقي مرسلا ويضع فكرة في كود ثم ينقلها إلى من أوفد إليه الرسالة، فيصبح المرسل هنا متلقي، ويكون عاد الصدى لفظي وغير لفظي. وتختلف عملية عاد الصدى (feedback) بين أنواع الاتصال ، مثلا في الاتصال الشخصي واللقاءي تكون عملية عاد الصدى مباشرة وواضحة ، ويمكن للمتلقي حتى يحظى بها مباشرة خلال عملية الاتصال، فبذلكقد يكون للتغذية الراجعة أثر كبير على المتلقي، أما في الاتصال الجماهيري فرجع الصدىقد يكون متأخر ولا يتم أثناء عملية الاتصال ويكون مؤجل لفترة من الزمن ، ولكن غياب عنصر عاد الصدى في عدد من الاتصال الجماهيري لا يعني عدم أهميته أوعدم وجوده ، فمع تطور التقنيات في حياتنا واختراع الانترنت والهاتف زادت سرعة عاد الصدى في الاتصال الجماهيري بحيث أصبح يمكن للمتلقي عرض وجهة نظره من خلال الهاتف أوغيره أثناء عملية الاتصال الجماهيري.

وقد يحدث عاد الصدى (feedback) إما إيجابيا أوسلبيا، فرجع الصدى الإيجابي يعبر عن تأييد المتلقي للمرسل وإعجابه به، وهويعتبر دعم وتأييد للمرسل سواء كان عن طريق الاتصال اللفظي بقول ذلك، أوعن طريق الاتصال الغير لفظي من إيماء الرأس والابتسام أثناء عملية الاتصال ، أما النوع الآخر وهوعاد الصدى السلبي فهوالعكس تماما، فالمتلقيقد يكون معارض للمرسل وغير مؤيد له، ويظهر له الإعراض والإنكار.

تطور الاتصالات

ما قبل التاريخ

الرسم على الصخور، استخدمها إنسان ما قبل التاريخ لتصوير حياته

من المحتمل أنّ الإنسان الأول قد تفاهم مع الآخرين بالأصوات والإيحاء قبل استعمال الحدثات الحقيقية. ولا يُعهد كيف من الممكن أن بدأ التخاطب البشري، وهذا أمر اختلف الفهماء فيه منذ القدم ودارت آراؤهم فيه حول أربعة محاور: الأول حتى اللغة توفيق من الله والثاني أنها إلهام والثالث أنها اصطلاح والرابع أنها محاكاة للأصوات كما لخصه ابن جني وغيره.

وعلى جميع حال فقد تبادل الناس المعلومات في المقام الأول مشافهة. كانت الرسائل الشفهية ينقلها عداؤون لمسافات طويلة. واستخدم الناس قرع الطبول، وإشعال النار، وإشارات الدخان للاتصال بالآخرين الذين يفهمون الرموز المستخدمة. كانت الصور والرسوم هي المراحل الأولى نحواللغة المكتوبة. وقد بدأ الفنانون قبل التاريخ استخدام سلسلة من الصور لحكاية سيرة، كتاريخ رحلة صيد ممتعة أوعاصفة عنيفة. وبالتدريج طّور الناس نظامًا من الصور الصغيرة التي ترمز للأشياء والأفكار الأكثر شيوعًا. ويُعهد هذا النظام بالكتابة بالصور وقد طور السومريون الذين عاشوا في بلاد الرافدين أول نظام للكتابة بالصور حوالي سنة 3500 ق.م.

وقد استخدمت الكتابة بالصور بكفاءة في الأمور المألوفة، ولكن الناس قابلوا صعوبة في كتابة الحدثات الجديدة، أوغير المألوفة، وبالتدريج تفهموا حتى يجعلوا جميع رمز يُمثل صوتًا بدلاً من شيء أوفكرة؛ ونتيجة لذلك أمكن لهم حتى يخطوا أية حدثة في اللغة المنطوقة.

وقد اتىت الكتابة في المرتبة الثانية، بعد التخاطب مباشرةً، بين أبرز الاختراعات الأولى الخاصة بالاتصالات. وقد مكّنت الناس من تبادل الرسائل عبر المسافات الطويلة، دون الاعتماد على ذاكرة المُرْسَل إليه. كما أمكن أيضًا الاحتفاظ بالمعلومات لاستخدامها في وقت لاحق. وباختراع الكتابة انتهى عصر ما قبل التاريخ، وبدأت حقبة التاريخ المكتوب.

خلال الأزمنة القديمة

الكتابة المسمارية،ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد، تتكون من حروف مسمارية منقوشة على الطين أوالصلصال

كانت الكتابة خلال تلك الأزمنة الوسيلة الرئيسية للاتصالات عبر المسافات الطويلة. وقد استأجر رجال الأعمال والأثرياء وسطاء محترفين، نقلوا الرسائل سيرًا على الأقدام، أوعلى ظهور الخيل، أوعن طريق السفن. كما استخدم القادة العسكريون الحمام الزاجل لنقل الرسائل.

وفي حوالي عام 500 ق.م، طوّر الإغريق القدماء طريقةً سريعة لإرسال الرسائل من مدينة لأخرى على مجموعة من الجدران اللبنية. وقد كانت المسافة بين هذه الجدران قريبة، بحيث كان جميع منها يمكن رؤيته من الجدار المجاور له. وقد مثلت الفجوات، خلال أعلى جميع سور، حروف الهاتى. ويقوم الشخص بإشعال النار في الأماكن المناسبة على الجدار لإرسال رسالة. ويرى المراقب على الجدار المجاور النيران وينقل الرسالة. ويُسَمّى هذا النظام من الاتصالات بالبرق المرئي.

وقد حصل الرومان القدامى على الأخبار من صحيفة مكتوبة باليد تُسمّى الأحداث اليومية (الأكتا ديورنا)، وكان يصدر بعض النسخ من الصحيفة جميع يوم ويلصق في الأماكن العامة.

خلال العصور الوسطى

كان للنصرانية تأثير مهم على الاتصالات في القرون الوسطى التي بدأت في حوالي عام 400 م، واستمرت نحوألف سنة. وكان القليل من الناس يستطيعون القراءة والكتابة. وكان أغلبهم من قادة الكنيسة؛ ونتيجة لذلك فقد كان أغلب الخط والاتصالات المكتوبة يدور حول موضوعات دينية.

وقد قام فنانون ـ وخاصة من العرب والمسلمين ـ يُدعون الناسخين (المحررين)، بنسخ الخط يدويًا حرفًا حرفًا. ولم يكن هناك كتابان متشابهان تمامًا. وقد زخرف الناسخون عملهم بالصور والتصميمات المصنوعة من المضى والفضة مع استخدام الألوان. ولأن الناسخين كثيرًا ما كانوا يكدحون لشهور لإنتاج مجلد واحد فإن عدد الخط التي كانوا يستطيعون إنتاجها كان قليلا. ولكن الناتج كان كافيًا لأن عددًا قليلاً من الناس كانوا يستطيعون القراءة. فكثير من الناسخين أنفسهم لا تعنيهم قراءة الخط التي كانوا ينقلونها أحيانًا.

وقد انتقلت أغلب الأخبار خلال القرون الوسطى مشافهة. فقد سار المنادون في شوارع القرى يعلنون حالات الميلاد والوفاة والأحداث العامة الأخرى ذات الأهمية. وقد حمل أيضًا الفنانون والباعة المتجولون وغيرهم ـ ممن كانوا ينتقلون من مكان لآخر ـ الرسائل والأخبار.

بداية الطباعة

طابعة يدوية،استخدمت في ألمانيا سنة 1811

بدأت الطباعة في الغرب خلال عصر النهضة الأوروبية الذي كان عهد نشاط فكري امتد في جميع مكان في أوروبا من القرن الرابع عشر إلى القرن السابع عشر الميلاديين. وقد أوجدت الصحوة الفكرية لعصر النهضة إقبالاً على الخط لم يستطع النسخ باليد مجاراته. وقد حلّت هذه المشكلة باختراع الطباعة التي كانت معروفة منذ قرون في آسيا ولدى المسلمين في الأندلس، ولكنها لم تكتشف في أوروبا حتى القرن الخامس عشر الميلادي.

لم يطبع الأوروبيون الأوائل الخط، ولكنهم طبعوا بدلاً من ذلك أوراق اللعب التي كانت مطلوبة بشدة، فقد كان الفنان يقوم بنحت صورة بارزة لورقة لعب على كتلة من الخشب. ثم يقوم الطابع بوضع الحبر على الصورة البارزة ويضغط ورقة لعب فارغة عليها فتنتقل الصورة على الورقة. وسرعان ما استخدم الطابعون هذه الطريقة المسماة الرسم أوالطباعة بالكتل الخشبية لعمل الخط بالإضافة إلى أوراق اللعب. ولكن نقش جميع حدثة على الكتلة الخشبية كان يستغرق وقتًا طويلا.

وقد جعل اختراع الحروف القابلة للتحريك الطباعة أسرع بكثير؛ لأن الحروف المنقوشة نفسها يمكن استخدامها مرارًا. فيمكن للطابع بعد طبع صفحة، فصل الحروف المطبعية ثم إعادة ترتيبها.

وقد وُجِدت الطباعة بالحروف المطبعية القابلة للتحريك في آسيا منذ القرن الحادي عشر الميلادي، ولكن هذا الاختراع لم ينتقل إلى أوروبا في ذلك الوقت. ويعتبر أغلب المؤرخين جوهانس جوتنبرج الذي كان حدّادًا ألمانيًا مخترع حروف الطباعة القابلة للتحريك في أوروبا. انظر: جوتنبرج، جوهانس. ففي منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، قام جوتنبرج بتجميع عدة اختراعات ليوجد نظامًا جديدًا كاملا للطباعة. فقام بعمل بتر منفصلة من حروف الطباعة القابلة للتحريك جاعلا لكل حرف نموذجًا صغيرًا وآخر كبيرًا. وقام بصف حروف الطباعة داخل إطار (صندوق الصف) لتكوين الصفحات. كما أوجد حبرًا خاصًا به من الألوان والصبغات والمواد الأخرى. وحوّل معصرة خمر كان يمتلكها إلى مبنىً للطباعة يعتبر الأول من نوعه في أوروبا. وكان جوتنبرج قد عثر صعوبة في الحصول يدويًا على نسخ منتظمة الطبع. ولكن آلة الطباعة الجديدة جعلت بالإمكان وضع ضغط منتظم على الصفحة.

حروف (حدثات) قابلة للتحريك، سهلت كثيراً عملية الطباعة في العصور الوسطى

وسرعان ما أصبحت الطباعة أبرز وسائل الاتصال الجماهيري. واختفى فن النسخ باليد. ولكن الكثير من الناس تخوفوا حتىقد يكون فن الطباعة الجديد سحرًا شريرًا اتى عن طريق الشيطان. ولم يستطيعوا حتى يستوعبوا كيف من الممكن أن يمكن إنتاج الخط بهذه السرعة، أوكيف من الممكن أن يمكن حتى تبدوجميع النسخ متشابهة تمامًا. ولتهدئة مخاوف الناس، ركز الطابعون الأوائل على إنتاج العهدين القديم والجديد، والخط الدينية بدلاً من الأعمال الفهمية، أوالكتابات الأخرى.

لقد مكّن العدد الكبير من الإنجيل المطبوعة الكثير من النصارى من قراءة الخط المقدسة بأنفسهم؛ ونتيجة لذلك بدأ بعضهم في التساؤل عن بعض تصرفات الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وبهذه الطريقة ساعدت الطباعة على مولد الإصلاح الديني البروتستانتي في القرن السادس عشر الميلادي. وقد بدأت هذه الحركة محاولةً لتقويم الكنيسة الكاثوليكية، وانتهت بتأسيس البروتستانتية.

القرنان السابع عشر والثامن عشر الميلاديان

اسْتُخْدِم فن الطباعة أيضًا في الأعمال التجارية والصناعية في القرن السابع عشر الميلادي. وظهرت صحف إخبارية تُسمى كورانتوس ـ كانت تشبه الجرائد إلى حد ما ـ في هولندا وإنجلترا وبلاد أخرى. وكانت تنشر ـ في الغالب ـ أخبار الأعمال التجارية مثل السفن الراسية وما تحمله من بضائع. كما نشرت الصحف الإخبارية الإعلانات، وسرعان ما أضافت الكورانتوس أخبارًا لا تتعلق بالأعمال التجارية وأصبحت أولى الجرائد الحقيقية.

استمر انتشار الطباعة في القرن الثامن عشر الميلادي وجعلت الخط والمجلات والجرائد المعلومات متوافرة للقراء أكثر فأكثر. وتبادل الناس الأخبار عن طريق الرسائل، وأسس الكثير من الدول أنظمة بريدية. وكانت الرسائل ـ قبل القرن الثامن عشر الميلادي ـ تسلم بوساطة قباطنة السفن أوالمسافرين الآخرين.

وبالرغم من ذلك، فإن أغلب الاتصالات لم تكن في القرن الثامن عشر الميلادي أسرع مما كانت عليه في الأزمنة القديمة. فالأخبار انتقلت بنفس سرعة انتنطق البشر على القدمين، أوعلى ظهور الخيل، أوبالسفن. ثم طوّر مهندس فرنسي، يسمى كلود شاب في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وسيلة للاتصال السريع عبر المسافات الطويلة، حيث صمم جهازًا مرئيًا للبرق، يشبه الجهاز الذي اخترعه الإغريق القدماء، ويتكون من سلسلة من الأبراج بين باريس والمدن الأوروبية الأخرى. ويقوم عامل في جميع برج بتحريك قضيب وذراعين كبيرين متصلين بمفاصل على السطح ليرسم الرسائل. ويقرأ مراقب على البرج الذي يليه الرسائل بوساطة مقراب (تلسكوب) ويقوم برسمها بالطريقة نفسها إلى غير ذلك كان يتم نقل الرسائل.

بداية القرن التاسع عشر الميلادي

أحدث الكثير من الاختراعات الجديدة ثورةً في الاتصالات. وحدث تقدمٌ مهم في الطباعة عام 1811 م، عندما استخدم طابع ألماني يُدعى فريدريك كوينج محركًا بخاريًا لتزويد آلة الطباعة بالقوة المحركة. وكان على الطابعين حتى يستمروا في وضع الحروف المطبعية باليد، ومع ذلك فإن عملية الطباعة نفسها أصبحت أسرع مئات المرات. واستخدمت جريدة التايمز اللندنية آلة طباعة كوينج لأول مرة في عام 1814 م، ومكّن هذا الاختراع التايمز، وجرائد أخرى من طباعة أعداد كبيرة، بتكلفة قليلة، مما جعل بالإمكان توزيع الجرائد على نطاق واسع.

وقد زاد اختراع السفن البخارية والقطارات من سرعة انتنطق الأشخاص والأخبار. ولكن الاتصالات السريعة لم تبدأ إلا مع اختراع البرق الكهربائي الذي يُرسل الرسائل عبر الأسلاك في ثوان. وقد صمم مخترعون في الدنمارك وألمانيا وبريطانيا وبلاد أخرى أجهزة برق متعددة خلال أوائل القرن التاسع عشر الميلادي. لكن جميع هذه الأجهزة كان يعتريها نقطتا ضعف هما افتقارها لمصدر ثابت للكهرباء، وصعوبة استخدامها.

وخلال الثلاثينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، بدأ الرسام والمخترع الأمريكي صمويل مورس، العمل على جهاز كهربائي للبرق. وطوّر مورس وشريكه ألفرد فييل، بعد سنين من التجارب، جهازًا بسيطًا للبرق، له مصدر ثابت من التيار يُنتِج بوساطة بطاريات ومغنطيس كهربائي. وكان الجهاز يُرسل رسائل على هيئة نقاط وخطوط تُسمى شفرات مورس. وقام مورس بتسجيل اختراعه في عام 1840 م، ولأول مرة انتقلت الأخبار بسرعة الكهرباء. وبدأت الجرائد تقريبًا في الحال في استخدام تلغراف مورس. وفي الستينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، كانت خطوط البرق قد قامت بوصل أغلب المدن بعضها ببعض. وأصبح البرق الوسيلة الرئيسية للاتصالات عبر المسافات الطويلة.

كان البرق (التلغراف) يستطيع إرسال الرسائل فقط، حيث توجد أسلاك. وفي عام 1858 م، تم وضع كبل بحري للتلغراف عبر المحيط الأطلسي، لكن الكبل تعطل بعد بضعة أسابيع. وتم وضع أول كبل يعمل بنجاح عبر المحيط الأطلسي في عام 1866 م، وكان ذلك أساسًا نتيجة لجهود المليونير الأمريكي سيرس فيلد، والفيزيائي البريطاني اللورد كلفين. وقد مكّن هذا الكبل الممتد تحت الماء، من إرسال الرسائل عبر المحيط الأطلسي في دقائق.

ازداد تطور الاتصالات باختراع التصوير، وقد أسهم الكثير من الفهماء الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين في تطويره، بحيث لا يمكن حتى يُعتبر إنسان واحد مخترع التصوير. وفي عام 1826 م، خلق عالم الفيزياء الفرنسي، جوزيف نيسفور نيبس، أول صورة ثابتة. وتعتمد طريقة نيبس التي تُسمى الهليوجراف على تعريض صفيحة فلزية للضوء لمدة ثماني ساعات تقريبًا. ونتيجة لذلك، فقد أمكنه فقط تصوير الأمور الثابتة كالمنازل ولم يتمكن من تكوين صور للأشياء المتحركة.

وقد عمل الرسام الفرنسي لوي جاك مانديه داجيير، شريكًا لنيبس لعدة سنوات، وفي الثلاثينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، طوّر داجيير نوعًا مُحسنًا من الصور الضوئية سُمي الصورة الداجييرية. بحاجة الصورة الداجييرية إلى عدة دقائق فقط للتعريض للضوء. وفي الوقت نفسه تقريبًا، اكتشف المخترع البريطاني وليم هنري فوكس تالبوت طريقة للتصوير باستخدام ورق سالب (نيجاتيف) بدلاً من الصفيحة الفلزية. ولكن اختراع فوكس تالبوت الذي سُمي التولبوتيب أوالكالوتيب لم يستخدم على نطاق واسع؛ لأنه ابتكر صورة أقل وضوحًا من كيفية التصوير الداجييري. لكن فكرة استخدام سالب مرن، أصبحت المفتاح للتصوير الحديث. وفي الطرق الأخرى المستخدمة كان على المصور استخدام زجاج أوصفائح فلزية يجب تغييرها في جميع تعريض للضوء. ولكن باستخدام كيفية تالبوت أصبح من الممكن تحريك الفيلم خلال الكاميرا واستخدامه لالتقاط سلسلة من الصور.

أواخر القرن التاسع عشر الميلادي

هاتف، صورة تظهر غراهام بل يتحدث عبر الهاتف الذي اخترعه سنة 1876

أدى عدد كبير من الاختراعات إلى تحسين الاتصالات، منها الآلة المحررة والهاتف والحاكي (الفونوغراف) والسينما. وفي عام 1868 م، قام ثلاثة شركاء أمريكيين هم كارلوس جليدن، وكريستوفر لاثام شولز وصمويل سوليه بتسجيل براءة اختراع عن أول آلة محررة عملية. وقد بدأ إي رمنجتون وأولاده، صناعُ بندقيات رمنجتون الشهيرة، بإنتاج الآلة المحررة في منتصف السبعينيات من القرن التاسع عشر.

وسجل ألكسندر غراهام بيل ـ وهومدرس للصم أسكتلندي المولد ـ براءة اختراع نوع من الهاتف في عام 1876 م. وقد مكّن جهاز بل من نقل الصوت البشري عبر الأسلاك. كما سجل إليشا جراي، وهومخترع أمريكي براءة اختراع آلة مماثلة في الوقت نفسه تقريبًا. ولكن أول شبكة للهاتف تم تمديدها في نيوإنجلاند عام 1878 م، واستخدمت تصميم بل. وبحلول عام 1890 م، كان نظام بل للهاتف يستخدم على نطاق واسع في أمريكا وأوروبا.

وفي عام 1877 م، اكتشف المخترع الأمريكي توماس أديسون أول فونوغراف عملي، وكان يسجل الصوت على أسطوانة مغطاة بطبقة فلزية رقيقة. وبعد ذلك بنحوعشر سنوات، اكتشف إميل برلينر ـ وهوأمريكي من أصل ألماني ـ فونوغرافًا يستخدم قرصًا بدلاً من أسطوانة. ومع بداية القرن العشرين، حل فونوغراف برلينر الذي يستخدم القرص محل فونوغراف أديسون.

واستمر الطابعون يصفون الحروف المطبعية باليد، حتى الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، كما كان جوتنبرج يعمل. ولكن في عام 1884 م، سجل أُوتمار مرجنتيلر، وهوميكانيكي ألماني بالولايات المتحدة، براءة اختراع آلة اللينوتيب. وتستَخدم اللينوتيب لوحة مفاتيح لصف حروف الطباعة آليًا، دون الحاجة للصف اليدوي. وقد عجّل هذا الاختراع إنتاج الصحف والمطبوعات الأخرى.

وفي عام 1887 م، طوّر رجل دين أمريكي يُدعى هانيبال جودوين الشريط السينمائي الذي كان متينًا ولكن في الوقت نفسه كان مرنًا. وقام جورج إيستمان، وهومُصَنع لمواد التصوير، بتقديم الشريط السينمائي في عام 1889 م، ونجح أديسون ومخترعون آخرون، في تصوير وعرض أفلام سينمائية خلال التسعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي. وربما كان أديسون قد استوحى تصميمه لآلة عرض الأفلام من المخترعَيْن الأمريكيين توماس أرمات وتشارلز فرانسيس جنكنز.

بداية العصر الإلكتروني

المذياع، صورة لمذياع من سنة 1959 م أعد لاستقبال أمواج من نوع (هاي في)

قرب نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، حدثتْ ثورة في الاتصالات مرة أخرى. ففي ذلك الوقت، كانت وسائل الاتصالات السريعة عبر المسافات الطويلة هي البرق والهاتف، وكان جميع منهما يستطيع إرسال الرسائل فقط عبر الأسلاك. ولكن خلال العصر الإلكتروني، استخدم المخترعون فرعًا من العلوم والهندسة يُسمى الإلكترونيات في إرسال الإشارات عبر الفضاء. ولقد أمكن بسبب عصر الإلكترونيات اختراع الراديو، والتلفاز، وعجائب الاتصالات الحديثة الأخرى.

تطورت الاتصالات الإلكترونية نتيجة أفكار وتجارب عدة فهماء. ففي عام 1864 م، وضع عالم الفيزياء البريطاني جيمس كلارك ماكسويل نظرية تقول إذا الموجات الكهرومغناطيسية تنتقل في الفضاء بسرعة الضوء. وفي أواخر الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، قام الفيزيائي هينريتش هرتز بإجراء تجارب أثبتت وجود هذه الموجات. ولم يستطع هرتز حتى يتبين أي تطبيق عملي لبحوثه. وفي عام 1895 م، قام مخترع إيطالي يُدعى جوليلموماركوني بالجمع بين أفكار ماكسويل وهرتز وآخرين ليتمكن من إرسال إشارات عبر الفضاء. وسمىّ ماركوني جهازه البرق اللاسلكي وهوما نسميه نحن الراديو.

في البداية، كانت إشارات شفرة مورس تُرسل فقط بوساطة جهاز ماركوني. وفي عام 1906 م أوصل ريجنالد إيه فيسيندن ـ وهوفيزيائي كندي المولد، سماعة الهاتف بجهاز برق لاسلكي، وأصبح واحدًا من أوائل الأشخاص الذين نقلوا الكلام. وفي مساء عيد الميلاد لعام 1906 م، التقط عدد من مشغلي الراديو، أول بث إذاعي بواسطة فيسيندن. وقد دهشوا حين سمعوا موسيقى عيد الميلاد، وسمعوا قراءة من العهدين القديم والجديد بدلا من سماع شفرة مورس.

خلال بدايات القرن العشرين، طوّر لي دي فورست الأمريكي، وبعض المهندسين الكهربائيين، أجهزة مختلفة سُميت الصمامات المفرغة يمكنها التقاط وتكبير إشارات الراديو. ولقد مكنت الصمامات المفرغة من تطوير الراديوكما نعهده الآن. ولقد ظهرت منذ سنة 1908 م، محطات راديوتجريبية عديدة، الكثير منها ذات صلة بكليات الهندسة أوالجامعات.

وسرعان ما ظهرت محطات الراديوفي كثير من البلاد. وفي عام 1922 م، قبلت محطة دبليوإي إيه إف (weaf) في نيويورك أجرًا لقاء السماح بإذاعة إعلان على الهواء لشركة تبيع الشقق. وطوّرت الولايات المتحدة نظامًا للراديوالتجاري، ثم وضعت فيما بعد نظامًا للتلفاز التجاري، يتم دفع تكلفة أغلب البرامج بوساطة أصحاب الإعلانات. أما في أغلب البلاد الأخرى فتحصل شبكات الراديووالتلفاز على الجزء الأكبر من ميزانياتها من الحكومة.

تطور الاتصالات الحديثة

تلفاز، من أبرز وسائل نقل المعلومات في عصرنا الحالي.

نتج التلفاز، كالكثير من الاختراعات الأخرى، من أبحاث وتفكير الكثير من الناس. وترجع محاولة إرسال الصور عبر الفضاء إلى القرن التاسع عشر الميلادي. وتم تطوير أول نظام عامل في عام 1926 م، عندما استطاع جون لوجي بيرد، وهومهندس أسكتلندي إثبات إمكانية النقل التلفازي. وفي عام 1936 م، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية أول بث تلفازي مفتوح الدائرة (عام). وبدأت شركة الراديوالأمريكية البث المنتظم في عام 1939 م، واستخدمت كاميرات تلفازية محسنة وأنابيب إلكترونية للصور المعدلة بواسطة فلاديمير كوسما زوريكين، وهوفيزيائي أمريكي، روسي المولد.

توقفت البرامج التلفازية مؤقتًا في بداية الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي، خلال الحرب العالمية الثانية، ثم استؤنف الإرسال بعد الحرب. ومع بداية الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي، بدأت محطات التلفاز في الولايات المتحدة وأوروبا بث برامجها.

في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، اخترع مهندس هولندي يُدعى فالديمار بولسن آلة تسجل الصوت على أسلاك حديدية. ولكن اختراع بولسن لم يحظ باهتمام يذكر. وخلال الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي، طوّر مهندسون ألمان مسجلات تسجل الصوت على شرائط مغناطيسية. وبخلاف تسجيل الفونوغراف، فإنّ تسجيلات الشرائط الجديدة يمكن الاستماع إليها مرة أخرى بعد تسجيلها بإرجاع الشريط. وتمكنت مسجلات الصوت والصورة المطورة في الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي من تسجيل الصورة بالإضافة إلى الصوت على شريط مغنطيسي. في البداية كانت محطات التلفاز فقط تستخدم مسجلات الصوت والصورةتيب، ولكن مسجلات الصوت والصورةتيب كاسيت المطورة في السبعينيات من القرن العشرين الميلادي جعلت هذا الإنضمام رخيصًا، بدرجة جعلته متاحًا للاستخدام المنزلي. ويستطيع الأشخاص توصيل مسجل الصوت والصورةتيب كاسيت بجهاز التلفاز الخاص بهم لتسجيل البرامج آليًا لمشاهدتها في فترة لاحقة. وفي بداية الثمانينيات من القرن العشرين، أُدخلت عدة شركات أقراص الصوت والصورة. ويتم نقل الصور والأصوات السابق تسجيلها على أقراص الصوت والصورة بوساطة جهاز تشغيل آلي لجهاز التلفاز المتصل به.

الهاتف الننطق، صورة توضح تطور الهاتف الننطق بمرور الزمن.

قامت أقمار صناعية أرضية تُسمى أقمار الاتصالات لأول مرة بنقل الرسائل بين المحطات الأرضية في عام 1960 م، وقبل ذلك الوقت كانت الإشارات التلفازية تُرسل فقط بوساطة الكبل، أوإلى حيث توجد أبراج نقل لتقوية الإشارات. ومكنت الأقمار الصناعية من ترحيل الإشارات التلفازية عبر المحيطات. وكذلك تستطيع الأقمار الصناعية نقل رسائل الراديووالهاتف والاتصالات الأخرى.

وخلال السبعينيات من القرن العشرين، بدأت الكثير من الجرائد والمطبوعات الأخرى، في استخدام الحاسوب في التحرير، وأنظمة صف الحروف المطبعية. حيث يقوم المحرر بكتابة الموضوعات على لوحة مفاتيح متصلة بالحاسوب. وبينما يقوم بالكتابة تخزن في الوقت نفسه الحدثات في الحاسوب وتعرض على شاشة عرض طرفية، ويتصل الحاسوب بدوره بجهاز يسمى آلة التجميع أوالتصفيف الضوئي، وبمجرد الضغط على زر تقوم الآلة بوضع الموضوع على هيئة حروف مطبعية مصفوفة على شريط فونوغرافي.

وفي أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، بدأ الكثير من الشركات ترويج هواتف خلوية متحركة. وبموجب هذا النظام تقسم المدن إلى مقاطعات تسمى خلايا جميع منها له ناقل راديومنخفض الطاقة ومستقبل. وعندما تنتقل السيارة المزودة بالهاتف من خلية إلى أخرى يقوم الحاسوب بنقل المكالمات من ناقل ومستقبل إلى آخر بدون انقطاع المكالمة. وفي أواخر الثمانينيات من القرن العشرين، بدأت الكثير من الشركات في استخدام عملية تُسمى الناسوخ (الفاكسميلي أوالفاكس) للإسراع بالاتصالات، وتقوم آلة الفاكس بإرسال واستقبال نسخ المستندات عبر أسلاك الهاتف وتستطيع إعادة نسخ جميع من الكتابة والصور.

اتصالات المستقبل

من المحتمل حتى تضم هذه الاتصالات أشكالاً عديدة من طاقة الموجات الضوئية والليزرات، وهي أجهزة تُنتج حزمة ضيقة من الضوء الشديد القوة. وحتى الآن فقد أعطى أحد فروع الفيزياء المُسمى البصريات الليفية استخدام الضوء لإرسال رسائل أكثر، وبسرعة أكبر، عما هوالحال عند استخدام الكهرباء أوموجات الراديو. فباستخدام اتصالات الألياف البصرية، يُحول شعاع الليزر الإشارات الكهربائية الخاصة بمكالمة هاتفية، أوصورة تلفازية إلى نبضات ضوئية. يُوجَّه الليزر إلى أحد أطراف جدائل زجاجية شفافة تسمى الألياف البصرية. ويستطيع الضوء حتى ينتقل مسافات شاسعة خلال الألياف، دون حتى يفقد قوته أووضوحه. وعند طرف الاستقبال، يقوم جهاز بإرجاع ضوء الليزر إلى الأصوات والصور. وتستطيع حزمة من الألياف البصرية لا تتجاوز جميع واحدة منها سمك شعرة من جسم الإنسان، حتى تبث آلاف المكالمات الهاتفية أوالبرامج التلفازية في الوقت نفسه. ويُستعمل الليزر أيضًا في طريقة للتصوير الثلاثي الأبعاد تُسمى التصوير التجسيمي حيث يقوم جهاز يُسمى مفرق الأشعة بتقسيم ضوء الليزر إلى شعاعين يُوجه أحدهما إلى الجسم المراد تصويره، ثم تقوم المرايا بتجميع شعاعي الضوء معًا مرة أخرى، وحيث يتجمع الشعاعانقد يكونان نموذجًا ثلاثي الأبعاد يمثل هيئة الجسم. وقد يستخدم التصوير التجسيمي في فترة لاحقة لإنتاج أفلام وصور وبرامج تلفازية تتكون من صور ثلاثية الأبعاد تسبح في الفضاء. وسوف يستطيع المشاهدون السير حول الصور ثلاثية الأبعاد ـ كما لوكانت مناظر حقيقية ـ ليروا زوايا جديدة حدثا تحركوا.

وربما تنساب الاتصالات، في المستقبل، عبر طريق المعلومات فائق السرعة، وهومصطلح لشبكة إلكترونية جبارة ستتألف من منظومة تضم أنظمة الهاتف وأنظمة التلفاز الكبلي والشبكات الحاسوبية. وسيوفر طريق المعلومات فائق السرعة معلومات مستفيضة وخدمات متنوعة كثيرة لمستخدميه في المنازل والمدارس وأماكن العمل. ولن ينحصر تأثير طريق المعلومات فائق السرعة الذي يقدم المعلومات بالصوت والصورة والصوت والصورة على نوعية الاتصالات بين الناس بل سيؤثر أيضًا على طرق حياتهم ودراستهم وتفهمهم. عملى سبيل المثال يمكن لمستخدم هذه الشبكة حتى يتصفح، من منزله، عددًا من الخط بمخطات مختلفة حول العالم. وقد أمكن لمستخدمي الحاسوب الاتصال ببعضهم بوساطة قاعدة بيانات ضخمة عهدت بالإنترنت. وتتكون هذه الشبكة من آلاف الشبكات الصغيرة وملايين الحواسب.

دراسة الاتصالات

دراسة الاتصالات ليست فرعًا واحدًا من التعليم، ولكنها تضم مجالات عديدة من الدراسة، وهناك الكثير من نظريات الاتصال التي نمت وتطورت في العقود الأخيرة. يضم الفهماء الذين يدرسون الاتصالات فهماء التربية والتاريخ وفهماء الرياضيات وفهماء الأعصاب وفهماء النفس وفهماء الاجتماع. ويقوم أغلب هؤلاء الفهماء بدراسة بعض جوانب الاتصالات فقط. ويكرس آخرون أنفسهم لدراسة هذا المجال؛ عملى سبيل المثال أصبح العلاَّمة الفلسطيني رمزي شحاتيت معروفًا بدراساته عن وسائل الاتصالات العامة. فقد درس رمزي تأثير وسائل الاتصالات العامة على المجتمع في عدة خط منها مجرة جوتنبرج؛ وفهم وسائل الاتصالات العامة.

وتَضُمّ المجالات الأساسية لدراسة الاتصالات.

  • فهم الاجتماع وفهم النفس.
  • فهم اللغة (اللسانيات).
  • فهم الضبط والتحكم ونظرية المعلومات.
  • دراسة الاتصالات غير الكلامية.

فهم الاجتماع وفهم النفس

أنتجت مجالات فهم الاجتماع وفهم النفس أولى الدراسات الأكاديمية (النظرية) عن وسائل الاتصالات العامة في الثلاثينيات من القرن العشرين. فقد قام عالما الاجتماع الأمريكيان بول لازارسفيلد، وفرانك ستانتون، بدراسة حول المستمعين لبرامج إذاعية مختلفة. وشجع عملهم هذا باحثين أمريكيين آخرين، منهم عالم النفس الاجتماعي هادلي كانتريل، وعالم الاجتماع روبرت ميرتون، على درس تأثير البث الإذاعي والتلفازي على الجمهور.

وقد أجرت البلاد المتحاربة، خلال الحرب العالمية الثانية، حملات نادىئية واسعة الانتشار. ونتيجة لذلك بدأ الكثير من الفهماء في دراسة فن النادىية والرأي العام. وقام عالم النفس الأمريكي كارل هوفلاند، بدراسة وسائل الإقناع التي تستعملها الاتصالات وتؤدي إلى تعديل الناس لمعتقداتهم. وبعد انتهاء الحرب في عام 1945م، تفهم الكثير من الفهماء تأثير وسائل الاتصالات العامة على الأفراد والمجتمع.

فهم اللغة

هوالدراسة الفهمية للغة. وقد كان إدخال النحوالتحويلي، في الخمسينيات من القرن العشرين، بوساطة عالم اللغة الأمريكي نعوم تشومسكي، واحدًا من أبرز التطورات في فهم اللغة. ويتكون النحوالتحويلي من القواعد التي تحدد جميع الجمل التي يمكن تكوينها في أي لغة. وقد اكتشف تشومسكي حتى لغات العالم تتشابه أكثر مما تختلف، وأن هناك مبادئ عامة تنطبق على جميع اللغات، وقادته هذه الاكتشافات إلى الاعتقاد بأن جميع إنسان عنده القدرة على تفهم القواعد العامة للغة عند المولد.

وهناك مجال آخر مهم لفهم اللغة هوفهم دلالات الألفاظ وتطورها (فهم المعاني)، الذي يحلل معاني الحدثات ومشكلات الاتصالات التي تتولد بسبب اللغـة. ومن الفهماء الذين أسهموا في تطوير فهم المعاني ألفرد كورزيبسكي، وهوعالم بولندي أمريكي، وإس. إيه هاياكاوا وهومن التربويين الأمريكيـين.

فهم الضبط والتحكم ونظرية المعلومات

فهم الضبط والتحكم هودراسة كيفية تحويل المعلومات بوساطة الجهاز العصبي للكائنات الحية، وبوسائل التحكم الآلي. ودراسة المعلومات المرتدة (التغذية الراجعة) جزء مهم من فهم الضبط والتحكم، وهي العملية التي بواسطتها تقوم الأجهزة، والكائنات الحية بالتحكم في نفسها. وقد طوّر فهم الضبط والتحكم عالمُ الرياضيات الأمريكي نوربرت وينر، الذي طُبِعَ كتابه فهم الضبط في عام 1948 م.

وهناك فهم آخر ذوصلة بهذا المجال يُسمى نظرية المعلومات. وقد تم تطويره في الوقت نفسه تقريبًا بوساطة عالمي رياضيات آخرين، هما كلود شانون، ووارن ويفر. وتختص نظرية المعلومات بالقوانين الرياضية التي تحكم الاتصالات، لاسيّما العوامل التي تعوق إرسال الرسائل. وقد أدى جميع من فهم الضبط والتحكم، ونظرية المعلومات دورًا مهمًا في تطور علوم الحاسوب.

دراسة الاتصالات غير الكلامية

من المحتمل حتى تكون هذه الدراسة أقدم مجالات البحث في الاتصالات الإنسانية، وترجع على الأقل، إلى القرن التاسع عشر، عندما حلل مدرسوالتمثيل، والتمثيل الإيمائي، كيفية استخدام حركات الوجه والجسم في نقل الأحاسيس. وتضم الدراسة الحديثة للاتصالات غير الكلامية التي تُسمى أحيانًا لغة الجسم عِلْمَين، يُسميان الكينَسِيكس (فهم الحركة الجسمية) والبروكسميكا. وفهم الكاينسيكا هودراسة حركات الجسم والوجه، بوصفها مصاحبات للكلام. وقد تم تطوير فهم الكاينسيكا بوساطة عالم سلالات أمريكي يُدعى ريي بيردوستل، الذي استخدم أفلامًا بالتصوير البطيء، لمتحدثين لتحليل إيماءاتهم وتعبيراتهم.

وقد تم تطوير فهم الكاينسيكا بوساطة عالم السلالات الأمريكي إدوار هال. وقد تفهم هال، كيف من الممكن أن يستخدم الناس في الثقافات المتنوعة، الإيماء، ووضع الجسم، والمسافة التي يتحدثون منها، وإشارات غير كلامية أخرى، لنقل مشاعرهم، ووضعهم الاجتماعي. ويشعر أغلب الناس بالحرج في وضع أغلب هذه المعلومات في حدثات. ولكن فهم البروكسميكا، يسمح للناس، بإرسال واستقبال رسائل دون استخدام الحدثات.

اقرأ أيضاً

  • الرسالة
  • إعلام
  • إعلان
  • هاتف
  • قناة تلفزيونية
  • إذاعة
  • بث
  • مذياع
  • إنترنت
  • شبكة عالمية

مصادر

  • Daniel Chandler, "The Transmission Model of Communication" https://web.archive.org/web/20100106130649/http://www.aber.ac.uk/media/Documents/short/trans.html
  1. ^ الموسوعة العربية الكاملة، أهمية الاتصال، الاتصالات
  2. ^ المزاهرة، منال هلال 2012، نظريات الاتصال، الأردن، دار المسيرة للنشر والتوزيع.
  3. ^ نظريات الاتصال، مي العبدالله، دار النهضة العربية،2010 :30
  4. البكري، ثامر،الاتصالات الترويجية والترويج، عمان: دار حامد،2008
  5. نظريات الاتصال،هلال المزاهرة،دار المسيرة للطباعة والنشر،2012
  6. ^ الاتصال ونظرياته المعاصرة، حسن مكاوي، ليلى السيد،الدار المصرية اللبنانية، ط8/2009
  7. ^ نظريات الاتصال، مي العبدالله، دار النهضة العربية،2010
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:07:19
التصنيفات: اتصالات, نظرية الاتصال, نظرية الاتصالات, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, بوابة مجتمع/مقالات متعلقة, بوابة إعلام/مقالات متعلقة, بوابة لسانيات/مقالات متعلقة, بوابة أدب/مقالات متعلقة, بوابة علم الاجتماع/مقالات متعلقة, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, بوابة تقانة/مقالات متعلقة, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P268

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

التساقط الكثيف للثلوج يتسبب في غلق عدة طرقات بالوطن

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-05 18:23:50
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

وزارة التجارة تسابق الزمن لفتح الأسواق الجوارية في رمضان

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-05 18:23:44
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

تصدير شحنات معتبرة من الكوابل الكهربائية والأسمنت للسوق الأوروبية

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-05 18:23:47
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 56%

مختصون يدعون الى التشخيص المبكر لمخلفات الإصابة بكوفيد-19

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-05 18:23:55
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

البيان الختامي لأشغال المؤتمر الوطني السابع للتجمع الوطني للأحرار

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-03-05 18:24:07
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

إنشاء مركز وطني لتطوير شجرة “الأرغان” بالجزائر قريبا

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-05 18:23:52
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

ترقب تساقط أمطار على ولايات داخلية من الوطن هذا الأحد

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-05 18:23:36
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

إل جي الجزائر تشارك في معرض “ديجيماكت” “DIGIMACT

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-05 18:23:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

بعد عدة محاولات فاشلة...شيخ تسعيني بآسفي يضع حدا لحياته بطريقة مأساوية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-05 18:23:23
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 82%

أنباء عن مقتل أحد أعضاء وفد أوكرانيا في المحادثات مع روسيا

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-05 18:23:20
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 76%

«لافروف» يوضح الشروط الروسية لإيقاف النزاع في أوكرانيا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-05 18:23:12
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

عملية مشتركة بين طنجة وتطوان لضبط موثق وزوجته سرقا 10 ملايين درهم

المصدر: طنجة 7 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-05 18:23:15
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

توقيف مُهرّبَيْن وحجز حوالي طنّ ونصف من المخّدرات

المصدر: طنجة 7 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-05 18:23:14
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

تحميل تطبيق المنصة العربية