البدلة العينية أوالعين الاصطناعية هي نوع البدلات القحفية الوجهية التي تستبدل العين الطبيعية المفقودة. تُركب البدلة على غرسة محجرية مزروعة تحت الجفون. عادة ما يطلق على البدلة العينية اسم العين الزجاجية، لكنها في الحقيقة قسقطة محدبة مصنوعة غالبًا من بلاستيك الأكريليك الطبي. بعض البدلات العينية المستخدمة اليوم تكون مصنوعة من زجاج الكريوليت. أحد الأشكال البديلة للبدلات العينية يمكن حتىقد يكون طبقة رقيقة صلبة توضع فوق العين المصابة. يُعهد صانعوا البدلات العينية باختصاصيي العيون الصناعية. لا تتيح البدلات العينية الرؤية، من يغرس بدلة لا يتمكن من الرؤية، أما الغرس الذي يتيحها لأصحابه فيُسمى البدلة النظرية.

التاريخ

كان أول مرشد معروف على استخدام البدلة العينية هووجود امرأة عُثر عليها في شهر السختة في إيران، ويرجع تاريخها إلى 2900-2800 سنة قبل الميلاد. لتلك البدلة شكل نصف كروي وقطر يزيد قليلًا عن 2.5 سم (1 بوصة)، وهي تتكون من مادة خفيفة للغاية، من الممكن معجون البيتومين. سطح العين الاصطناعية مغطى بطبقة رقيقة من المضى، محفورة بدائرة مركزية تمثل القزحية، وخطوط مضىية منقوشة مثل أشعة الشمس. على جانبي العين توجد ثقوب صغيرة محفورة يمر من خلالها خيط مضىي لتثبيت مقلة العين في مكانها. بما حتى الأبحاث المجهرية أظهرت حتى مقبس العين يحتوي بصمات واضحة للخيط المضىي، فلا بد من حتى تلك المرأة كانت ترتدي البدلة خلال حياتها. إضافة إلى ذلك، يشير نص عبري قديم إلى امرأة ارتدت عينًا اصطناعية مصنوعة من المضى. ومن المعروف حتى الكهنة الرومان والمصريين صنعوا عيونًا اصطناعية في أوائل القرن الخامس قبل الميلاد من طين مطلي معلّقٍ بقماش ويُلبس خارج المحجر.

كانت أول عيون اصطناعية تُغرس في المحجر مصنوعة من المضى ذي المينا الملونة، ثم تطورت لاحقًا إلى استخدام الزجاج (من هنا أتت تسمية «العين الزجاجية») في جمهورية البندقية نهاية القرن السادس عشر. كانت تلك المواد خامًا وغير مريحة وهشة وبقيت طريقة صناعتها سرية حتى نهاية القرن الثامن عشر، عندما أصبحت باريس مركز صناعة العيون الاصطناعية. لم يستمر هذا الوضع طويلًا، فمع التطور الذي بدأ في ألمانيا، أصبحت الأخيرة تعتبر مركز صناعة العيون الصناعية لامتلاكها تقنيات متفوقة في نفخ الزجاج. بعد فترة وجيزة من إدخال فن صناعة الزجاج إلى الولايات المتحدة، توقفت الواردات الألمانية إليها بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية. نتيجة لذلك، صنعت الولايات المتحدة عيونًا اصطناعية لكنها كانت من بلاستيك الأكريليك.

توسعت صناعة البدلات العينية الحديثة من استخدام الزجاج إلى استخدام أنواع مختلفة من المواد. في الولايات المتحدة، تُصنع تصنيع معظم البدلات العينية باستخدام ميتاكريليت البولي ميثيل، أوالأكريليك. في بعض البلدان وخاصة في ألمانيا، ما تزال البدلات العينية تصنع غالبًا من الزجاج.

حدود الواقعية

لطالما عمل جراحوالعيون معًا لجعل العيون الاصطناعية تبدوأكثر واقعية. تظافرت الجهود والاستثمارات لعقود من الزمن لتحسين مظهر العيون الاصطناعية لكنها كانت تصطدم بعجز البؤبؤ فيها عن الحركة. ظهر أحد الحلول لهذه المشكلة مؤخرًا في جهاز يعتمد على شاشة إل سي دي تحاكي حجم البؤبؤ استجابةً للضوء المحيط.

أنواع الغرسات وهجريبها الكيميائي

هناك الكثير من الأنواع المتنوعة من الغرسات، تصنّف إما حسب الشكل (الشكل الكروي لقاء البيضاوي)، الموحّدة لقاء حسب الطلب، مسامية لقاء غير المسامية، الهجريب الكيميائي المحدد، ووجود رابط أونقطة حركية. يمكن ببساطة تقسيم أنواع الغرس إلى مجموعتين رئيسيتين: غرسات غير مدمجة (غير مسامية) وغرسات مدمجة (مسامية).

الغرسات غير المدمجة

على الرغم من وجود أدلة على حتى الغرسات العينية كانت موجودة منذ آلاف السنين،  لم تظهر غرسات كروية حديثة غير مدمجة إلا عام 1976 تقريبًا. لا تحتوي الغرسات غير المدمجة على جهاز فريد لهجرّب على العضلات ولا تسمح بنموالأنسجة العضوية في المادة غير العضوية. ليس لهذه الغرسات صلة مباشرة بالبدلات العينية. عادة ما تُغطى هذه الغرسات بمادة تسمح بتثبيت عضلات العين ما يُحسن حركة الغرسة، لكنه لا يسمح بالاقتران الميكانيكي المباشر بين الغرسة والعين الاصطناعية. تضم الغرسات غير المدمجة كرات من  الأكريليك والزجاج والسيليكون.

الأكريليك

البوليميثيل ميثاكريلات (بّي إم إم إيه) هوتعبير عن مادة لدنة بالحرارة وشفافة متاحة للاستخدام من أجل تصنيع العين الصناعية، تُستبدل العدسات داخل العين عندما تُزال العدسة الأصلية أثناء عملية إعتام عدسة العين كما استخدمت تاريخياً كعدسات لاصقة صلبة.

للبّي إم إم إيه درجة جيدة من التقبل الحيوي مع أنسجة الجسم بشكل أكبر بكثير من الزجاج على الرغم من استخدام مواد مختلفة من أجل خلق الغرسات غير المندمجة في الماضي، إلا حتى البولي ميثيل ميثاكريلات ما زال أحد الاختيارات الأساسية للزراعة.

الغرسات المدمجة

تسمح الطبيعة المسامية للغرس المتكامل بتنامي الأنسجة الليفية الوعائية طوال عملية الغرس وبالتالي يمكن إدخال الأوتاد فيها. بما حتى الاقتران الميكانيكي المباشر يحسن من حركة العين الاصطناعية، فقد بذلت الجهود والمحاولات لتطوير ما يسمى «بالغرسة المتكاملة» التي ترتبط مباشرة بالعين الاصطناعية. تاريخيًا، لم تنجح عمليات الغرس التي ترتبط مباشرة بالبدلات العينية بسبب الالتهابات المزمنة أوالعدوى التي تسببها مادة الغرس غير المسامية المكشوفة. أدى هذا الواقع إلى تطوير عمليات غرس شبه مدمجة ذات سطح أمامي مصمم بشكل خاص والتي يُزعم أنها تنقل حركة الغرس بشكل أفضل إلى العين. كان الاعتقاد السائد عام 1985 حتى المشكلات المرتبطة بالغرسات المدمجة قد حُلّت إلى حد كبير عبر إدخال غرسات كروية مصنوعة من هيدروكسيباتيت الكالسيوم المسامي. تسمح هذه المادة بنموالأنسجة الليفية الوعائية خلال عدة أشهر. تُصنع الغرسات المسامية حاليًا من مجموعة متنوعة من المواد بما في ذلك الهيدروكسيباتيت الطبيعي والاصطناعي وأكسيد الألومنيوم والبولي إيثيلين.

يمكن للجراح تغيير محيط الغرسات المسامية قبل غرسها أوأثناء الجراحة على الرغم من صعوبة ذلك بعض الأحيان.

الهيدروكسي أباتيت (إتش أي)

تصنع غرسات الهيدروكسي أباتيت الكروية بمجموعة متنوعة من الأحجام والمواد المتنوعة (المرجانية والصناعية والصينية).

اكتسبت غرسات الهيدروكسي أباتيت شعبية واسعة منذ ظهورها عام 1989 خصوصاً بعد حصولها على موافقة إدارة الغذاء والدواء إذ كانت في فترة من الفترات الغرسة الأوسع انتشاراً واستخداماً في الولايات المتحدة. تسمح الطبيعة سهلة الاختراق لهذه المادة بتطور ونشوء النسج الليفية ضمن مادة الغرسة وتسمح بإدخال جهاز اقتران (بي إي جي) مع تقليل خطورة حدوث الالتهابات أوالعدوى التي كانت شائعة مع الأنواع السابقة من الغرسات المندمجة المكشوفة.

حركة الغرسة

تعتبر حركة الغرسة والبدلة من الجوانب المهمة في المظهر التجميلي العام بعد عملية الاستئصال وهي ضرورية لتحقيق الهدف المثالي، المتمثل في تكوين عين نابضة بالحياة تشبه العين العادية إلى حد كبير. هناك الكثير من النظريات المتعلقة بتحسين حركة العين، منها استخدام مادة اصطناعية مدمجة أوربط الغرس أوتغطيته، أوخياطة عضلات العين مباشرةً في الغرس الاصطناعي. تحدد كفاءة نقل الحركة من الغرس إلى البدلة العينية درجة حركية البدلات. تنتقل الحركة من غرسات كروية تقليدية غير مسامية عبر توتر السطح عند القابلة الملتحمة إلى البدلة العينية. تتميز عمليات الغرس شبه المدمجة بأسطح غير منتظمة الشكل تخلق آلية اقتران غير مباشرة بين الغرسة والبدلة ما يضفي مزيدًا من الحركة على البدلات. من المتسقط حتى يؤدي الدمج المباشر للغرسات بالبدلات العينية من خلال آلية اقتران خارجية إلى تحسين الحركة أكثر.

على الرغم من حتى المنطق يقول إذا غرسات الهيدروكسيباتيت بدون ربط حركي ستؤدي إلى حركة محسنة للعين الاصطناعية، فإنه عند استخدام تقنيات جراحية مماثلة، تستخدم غرسات مسامية من الهيدروكسيأباتيت وغرسات كروية من الأكريليك ما يعطي حركية للعين لا تختلف كثيرًا عن بقية الغرسات. يشير هذا الأمر إلى حتى المادة المصنوعة منها الغرسة قد لاقد يكون لها تأثير على حركة الغرس طالما حتى العضلات تعلق بها ولا تُربط. أبرز الأشخاص الذين يعيشون مع بدلات عينية

• باز باستين – لاعب هوكي كندي (عين يمنى)
• سامي ديفيس جونيور – مغني أمريكي
• هيلين كيلر – مصلحة اجتماعية أمريكية عمياء وصماء (كلتا العينين)
• دان كرينشو– عضوكونغرس أمريكي (العين اليمنى)
• أليس وولكر – خطة (العين اليمنى)
• بيتر فوك – ممثل أمريكي (العين اليمنى)
• نيك غريفين – زعيم الحزب الوطني البريطاني (العين اليسرى)
• هنري لي لوكاس – قاتل متسلسل (العين اليسرى)
• مختار بلمختار – إرهابي جزائري (العين اليسرى)
• بين دريفوس – محرر (العين اليسرى)
• كار ويليت – مصارع مندي (العين اليمنى)

المراجع

بدلة عينية في المشاريع الشقيقة

---

• صور وملفات صوتية من كومنز