فارْك، مسقط مجتمع افتراضي أنشأه دْروكيرتِس، يوفّر لمستخدميه خاصّية التعليق على وجبة منطقاتٍ إخباريّة يوميّة مأخوذة من مواقع مختلفة. يتلقّى المسقط يومياً إسهامات للنشر، يبلغ عدد ما يُنشر منها المئات تقريباً، تظهر على المسقط للعلن، وتنتشر على الصفحة الرئيسية والصفحات الفرعية (تسلية، رياضة، هوس التيكنولوجيا، سياسة واقتصاد).

وفقاً لكيرتس، فالموضوعات تُختار بدون تحيّز سياسي مقصود، ويحاول استعراض منطقات تتراوح انتماءاتُها من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.

يقدّم مشهجروالمسقط (الذين يُسمّون، فاركرز) روابطَ للمشاركة، وهذه بحاجة إلى موافقة مدراء النشر (الأدمين)، الذين يمنحون الموضوع "الضوء الأخضر" للنشر على الصفحة الرئيسية أوإحدى الصفحات الثانوية. ما عدا الروابط المتعلقة بداعمي المسقط، فلجميع الروابط، بغض النظر عمّا إذا سُمح بنشرها أم لا، لها سلسلة مناقشة، حيث بإمكان المشهجرين التعليق عليها.

يمكن للروابط التي أُعطيت الضوء الأخضر حتى تحصل على أكثر من 300.000 مشاهدة في الشهر. ينتج عن هذا حركة مرور ويب هائلة في وقت وجيز، ما يُسفر عن تعطيل بعض المواقع الصغيرة بسبب الازدحام المروري الافتراضي أوفشل المخدّم.

النشأة

أنشأ دروكيرتس، من ليكسنجتون، كنتاكي، مسقطَ فارك. أفاد كيرتس أنّ حدثة «فارك» اتىت إمّا من توريةٍ استُخدمت في غرف الدردشة لحدثة فاك، أومن خطأ كتابي ارتُكب أثناء الطباعة تحت تأثير الكحول، مع أنه يقول للناس أنّ «السيرة الأولى هي الأفضل». أسرع كيرتس بتسجيل المسقط Fark.com في سبتمبر 1997، لأن أحد أصدقائه حذّره من نفاد أسماء المواقع ذات الحروف الأربع. في البداية، لم يكن ثمة محتوى على المسقط سوى صورة لسنجاب ذي خصيتَين كبيرتين. الصورة غير موجودة الآن، ولكنها تظهر في الصفحات المُزالة أوالناجمة عن خطأ المخدّم مع رسالة الخطأ 404.

في العام 1999، وبعد 18 شهراً من تسجيل اسم المسقط، أُطلق فارك كوسيلةٍ مسلّية لمشاركة منشورات الأخبار مع الأصدقاء، بدلاً من إرسال المحتوى عبر عدة رسائل بالبريد الإليكتروني.

ظهر التصميم الجديد للمسقط في 25 أبريل 2007، مع التعليق «هذه هي القابلة الجديدة لمسقط فارك. نأمل ألا يتعطّل شيء، فقد خرجنا جميعاً لتناول المشروب». استُقبل التصميم الجديد ببعض البرود من ناحية شريحة من المستخدمين، بسبب التغيير في تخطيط المسقط وبسبب موقف المدراء اللا-مبالي فيما بدا من ناحية التأثير على المستخدمين أوآرائهم. جواباً على ذلك، ذكر كيرتس الأسباب التالية للتصميم الجديد: «يجب على المواقع حتى تتطور مع مرور الوقت، وإلّا سينتهي بها الأمر إلى هيكلٍ مهجور».

في مايو2007، نشر كيرتس كتابه «ليست أخباراً، بل فارك: كيف من الممكن أن تحاول وسائل الإعلام تقديم الهراء كأخبار». تقصّى الكتاب صناعة وسائل الإعلام والأخبار الملحّة رغم غياب أخبارٍ تستحقّ النشر عملاً. بيعت 25.000 نسخة من الكتاب في الأسابيع الاثنا عشر الأولى من نشره. ورغم هذا الاستقبال الأوّلي القوي، تلقّى الكتاب اهتماماً عادياً من النقاد.

في 24 نوفمبر 2009، انعقدت شراكة بين فارك وجريدة يوإس إيه توديه، التي أصبحت المقدّم الحصري والراعي الرسمي لصفحة "جيك" في مسقط فارك، وهي صفحة تستعرض الكثير من الروابط ذات الصلة بالتيكنولوجيا.

طوّر فارك قابلة المسقط مرة أخرى في 1 يونيو2011، مع تعليق: «إعادة تصميم مسقط فارك ستطبّق في الساعةخمسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية. هذا تنبيه إلى الذين فاتتهم سلسلة روابط التنبيه الأخرى ويحتاجون لبعض الوقت ليُصابوا بالجنون».

لتجاوز الخلاف الذي سببّته تجربته السابقة في إعادة تصميم المسقط في 2007، قدّم كيرتس هذه المرة تصميماً تمهيدياً لمدة أسبوع قبل الأول من يونيو، ليمنح المستخدمين الفرصة للتعليق على التغييرات وإبداء آرائهم في مواطن الخلل. تغيّر شعار المسقط من «ليست أخباراً هذه، بل فارك» إلى «نحن لا نصنع الأخبار، بل نسخر منها».

أُطلق تطبيق آيفون للمسقط في 11 يونيو2012، لأجهزة الآيفون، آيباد، آيبود تاتش. يمكّن التطبيق المستخدمين من تلقّي الإشعارات بخصوص المنشورات التي تظهر على فارك، مصنفةً حسب الموضوع أوالحدثة المفتاحية، كما يسمح للمستخدمين التعليق على المنشورات. بالإضافة إلى ذلك، توجد خاصية "غفوة"، يختارها المستخدمون لتحديد الوقت الذي لا يرغبون فيه بتلقي الإشعارات (مثلاً، خلال النوم أوالعمل). ثمة خطة لإطلاق تطبيق آندرويد للمسقط.

الإدارة

مقارنةً بغيره من المواقع، يُعتبر مسقط فارك صغيراً نسبياً، يديره مؤسسه دروكيرتس من بيته قُرب ليكسينجتون، كنتاكي. يحصل المسقط على إيراداته من الإعلانات والعضوية المدفوعة في برنامج توتال فارك. وفقاً لتقديرات كيرتس في 2006، فمسقطه يجني سنوياً أقل من $600.000. يتقاضى كيرتس سنوياً راتباً يقدّر بـ60.000 دولار. وباقي الإيرادات تمضى إلى خزينة الحرب، كما يسمّيها كيرتيس، والمخصصة لدفع النفقات الأخرى، كاستضافة المسقط، وتصميمه، وإدارة المنتديات.

خصائص المسقط

الوسوم Tags

يمكن للناشرين إضافة الكثير من الوسوم لمنشوراتهم. يُستخدم الوسم newsflash للمحتوى المعدّل لأسباب ساخرة أوفنية، كما يُستخدم للأخبار العاجلة، وكرسالة لإعلام المدراء حتى شخصاً ما نشرَ منشوراً متعلقاً بالأخبار.

توتال فارك

في فبراير 2002، قدّم كيرتس توتال فارك كخدمة اشتراك، برسم $5 شهرياً. مع حلول مايو2007، كان هناك 2000 مشهجر، بإيرادات $120.000 سنوياً. يستطيع المشهجرون بهذه الخدمة التعليق على جميع المنشورات التي تُقدّم للمسقط، وليس فقط تلك التي يوافق المدراء على نشرها. كما يحصلون على بريد إلكتروني يحمل العنوان @ultrafark.com.

منافسات تصميم الفوتوشوب

يقدّم هذا القسم من المسقط منافسات تصميم يستخدم فيها المشهجرون برامج التصميم (مثل فوتوشوب) للتعديل على صورة يضعها مدير المنافسة. يتمّ تعديل الصورة للتسلية، أولخلق صورة ذات تصميم جماليّ تدلّ على موهبة المشهجر. ثم يصوّت المشهجرون في المنتدى على أفضل صورة.

حفلات فارك

من حينٍ لآخر، تُنظّم حفلات لمشهجري فارك، الذينقد يكونون في مكانٍ يتصادف زيارة كيرتس له.

حركة مرور الويب والمستخدمون

وفقاً لتقديرات ما قبل يونيو2009، فإنّ المسقط يتلقى ثلاثة إلى أربعة ملايين زائر مختلف شهرياً، وحصل على 60 مليون مشاهدة للصفحات و75 مليون مشاهدة للروابط الخارجية. تضع هذه الإحصائيات المسقط ضمن الـ 100 مسقط الأولى في اللغة الإنجليزية. تصنيف آليكسا لمسقط فارك هوفي المرتبة 2310 على العالم، حيث يقضي الزائر وسطياً 5.8 دقائق يومياً على المسقط. يتلقّى المسقط يومياً 2000 إسهاماً للنشر من المستخدمين، يُعطى الضوء الأخضر منها 50 تقريباً، أي يُسمح لها حتى تظهر على الصفحة الرئيسية للمسقط. يوجد 500.000 حساب اشتراك على المسقط، رغم حتى نسبة الذين يقرأون التعليقات هي 5%، ونسبة الذين ينشرون في المنتديات هي 1%.

الترويج الإعلامي

مع ازدياد شعبية المسقط، ظهر فارك عدة مرات على أكثر من وسيلة إعلام شهيرة. في العام 2006، ظهر كيرتس ومسقطه على غلاف مجلة بزنس 2.0. كجزء من تقرير صحفي عن مواقع الإنترنت الناجحة. في 2007 و2009، أشارت لعبة جيوباردي إلى مسقط فارك ضمن تصنيف (عناوين أخبار مسقط فارك). كما تستخدم الكثير من محطات الإذاعة وبرامج الكوميديا تستخدم المسقط كمصدر للأخبار الطريفة. ولكن ما يثير استياء كيرتيس أنّ جميع هؤلاء نادراً ما يذكرون المسقط كمصدر لأخبارهم.

المراجع