أبو رجاء العطاردي

أبوراتى العطاردي، الإمام الكبير شيخ الإسلام عمران بن ملحان التميمي البصري من كبار المخضرمين استوعب الجاهلية وأسلم بعد فتح مكة ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، أورده أبوعمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب وقيل إنه رأى أبا بكر الصديق

حدث عن عمر وعلي وعمران بن حصين وعبد الله بن عباس وسمرة بن جندب وأبي موسى الأشعري وتلقن عليه القرآن ثم عرضه على ابن عباس وهوأسن من ابن عباس وكان خيرا تلاء لكتاب الله قرأ عليه أبوالأشهب العطاردي وغيره وحدث عنه أيوب وابن عون وعوف الأعرابي وسعيد بن أبي عروبة وسلم بن زرير وصخر بن جويرية ومهدي بن ميمون وخلق كثير نطق جرير بن حازم، سمعته يقول هربنا من النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له ما طعم الدم نطق حلونطق الأصمعي حدثنا أبوعمروبن العلاء قلت لأبي راتى ما تذكر نطق أذكر اغتال بسطام ثم أنشد:

وخر على الألاءة لم يوسد * وكأن جبينه سيف صقيل

ثم نطق الأصمعي اغتال بسطام قبل الإسلام بقليل

نطق أبوسلمة المنقري حدثنا أبوالحارث الكرماني -وكان ثقة- نطق: سمعت أبا راتى يقول: أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا شاب أمرد، ولم أر ناسا كانوا أضل من العرب؛ كانوا يجيئون بالشاة البيضاء فيعبدونها، فيختلسها الذئب فيأخذون أخرى مكانها يعبدونها، وإذا رأوا صخرة حسنة جأووا بها وصلوا إليها، فإذا رأوا أحسن منها رموها، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى الإبل على أهلي فلما سمعنا بخروجه لحقنا بمسليمة.

وقيل إذا اسم أبي راتى العطاردي عمران بن تيم وبنوعطارد بطن من تميم، وكان أبوراتى فيما قيل يخضب رأسه دون لحيته، نطق ابن الأعرابي: كان أبوراتى عابداً كثير الصلاة وتلاوة القرآن، كان يقول ما آسى على شيء من الدنيا إلا حتى أعفر في التراب وجهي جميع يوم خمس مرات، نطق ابن عبد البر كان رجلا فيه غفلة وله عبادة عمر عمرا طويلا أزيد من مئة وعشرين سنة.

أبلغ إسحاق بن طارق أنبأنا ابن خليل أنبأنا أحمد بن محمد أنبأنا الحداد أنبأنا أبونعيم أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب حدثنا أبوالعباس السراج حدثنا المفضل بن غسان حدثنا وهب بن جرير عن أبيه سمعت أبا راتى يقول: بلغنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم ونحن على ماء لنا ينطق له سند، فانطلقنا نحوالشجرة هاربين بعيالنا، فبينا أنا أسوق القوم إذ وجدت كراع ظبي فأخذته فأتيت المرأة فقلت: هل عندك شعير،يا ترى؟ فنطقت: قد كان في وعاء لنا عام أول شيء من الشعير فما أدري بقي منه شيء أم لا، فأخذته فنفضته، فاستخرجت منه ملء كف من شعير ورضخته بين حجرين وألقيته والكراع في برمة لنا، ثم قمت إلى بعير ففصدته إناء من دم وأوقدت تحته ثم أخذت عواد، فلبكته به لبكا شديدا حتى أنضجته ثم أكلنا، فنطق له رجل: وكيف طعم الدم،يا ترى؟ نطق: حلو. نطق محرز بن عون حدثنا يوسف بن عطية عن أبيه دخلت على أبي راتى، فنطق بعث النبي صلى الله عليه وسلم وكان لنا صنم مدور فحملناه على قتب، وتحولنا ففقدنا الحجر -انسل فسقط في رمل-، فرجعنا في طلبه فإذا هوفي رمل قد غاب فيه فاستخرجه، فكان ذلك أول إسلامي، فقلت: إذا إلها لم يمتنع من تراب يغيب فيه لإله سوء، وإن العنز لتمنع حياها بذنبها، فكان ذلك أول إسلامي، فرجعت إلى المدينة وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم، نطق عمارة المعولي سمعت أبا راتى يقول: كنا نعمد إلى الرمل فنجمعه ونحلب عليه فنعبده، وكنا نعمد إلى الحجر الأبيض فنعبده. نطق أبوالأشهب كان أبوراتى العطاردي يختم بنا في قيام لكل عشرة أيام.

وفاته

نطق ابن عبد البر وغير واحد من المؤرخين توفي سنة سبع ومئة وقيل سنة وثمان، ذكر الهيثم بن عدي عن أبي بكر بن عياش نطق اجتمع في جنازة أبي راتى الحسن البصري والفرزدق، فنطق الفرزدق: يا أبا سعيد، يقول الناس: اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشرهم، فنطق الحسن: لستُ بخير الناس ولستَ بشرهم، لكن ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس،يا ترى؟ نطق: شهادة حتى لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وعبده ورسوله ثم انصرف ونطق:

ألم تر حتى الناس توفي كبيرهم * وقد كان قبل البعث بعث محمد

ولم يغن عنه عيش سبعين حجة * وستين لما بات غير موسد

إلى حفرة غبراء يكره وردها * سوى أنها مثوى وضيع وسيد

ولوكان طول العمر يخلد واحدا * ويدفع عنه عيب عمر عمرد

لكان الذي راحوا به يحملونه * مقيما ولكن ليس حي بمخلد

نروح ونغدووالحتوف أمامنا * يضعن بنا حتف الردى جميع مرصد.