ولع عاطفي

عودة للموسوعة

الولع العاطفي (بالإنجليزية: limerence)‏ وهي حالة ذهنية ناتجة عن الانجذاب الرومانسي لشخص يختبر فيها المنجذب عادة أفكارًا هوسية عن الشخص موضوع الاهتمام وخيالات عنه ورغبة في إنشاء علاقة معه أواستبقائها إذا كانت موجودة بالعمل، ويرغب في حتى تكون مشاعره متبادلة. يمكن تعريف الولع العاطفي أيضًا بأنه حالة لاإرادية من الرغبة الشديدة.

وجد الفهماء مستويات منخفضة من السيروتونين -ناقل عصبي بالمخ مسؤول عن تحديد المزاج- عند الأشخاص الذين يمرون بحالة متقدمة من الولع العاطفي تشبه تلك الموجودة لدي سقمى اضطراب الوسواسي القهري.

أصل المصطلح ومعناه

صاغت عالمة النفس دوروثي تينوف مصطلح «ليميرينس» في كتابها الذي ألفته عام 1979، «الحب والولع العاطفي: تجربة الوقوع في الحب»، لوصف مفهوم استخلصته من عملها في منتصف الستينيات، عندما أجرت لقاءات مع أكثر من 500 إنسان لتتحدث معهم عن موضوع الحب.

يُعُرَّف مصطلح الولع العاطفي-ولا يقتصر التعريف على المعنى الجنسي فقط- من ناحية آثاره المحتملة وعلاقته بنظرية الارتباط. فيوصف بأنه «حالة لاإرادية من العشق والتعلق بشخص ما، وتشتمل على أفكار ومشاعر وسلوكيات تدخلية وهوسية تموج بين النشوة واليأس، وتتوقف مشاعر النشوة أواليأس على المعاملة التي يتلقاها من يمر بحالة الولع العاطفي من الشخص المولع به».

تؤكد نظرية التعلق على حتى «الكثير من المشاعر الأكثر حدة تنشأ أثناء مراحل التكوين، والإبقاء، والتعطيل، والتجديد لعلاقات التعلق». يُقترح حتى «حالة الولع العاطفي هي المعايشة الواعية/الاختبار الواعي لدوافع الحافز الجنسي» التي يمر بها الإنسان أثناء تكوين التعلق، أي أنه «الاختبار الذاتي أوالمعايشة الذاتية لدوافع الحافز الجنسي التي تحدث أثناء فترة تكوين الشريك في الترابط الإنساني العاطفي».

خصائص مميزة

يعطي مصطلح الولع العاطفي تنويعًا جديدًا لمفهوم الحب، ويمثل محاولة للدراسة الفهمية لطبيعة الحب. يعد الولع العاطفي حالة إدراكية وعاطفية من التعلق العاطفي والهوس بشخص آخر، وعادة ما يشعر به المرء لا إراديًا، ويتسم برغبة قوية في تلقي مشاعر مماثلة من المولع به. وهوفي ذلك نوع من الحب الرومانسي يقترب من الهوس. ترى تينوف حتى الانجذاب الجنسي جزء أساسي من مشاعر الولع العاطفي، فالمولَع به هوشريك جنسي محتمل.

يُفسَّر الولع العاطفي بالافتتان أحيانًا، أوما يُعهد بالعامية الإنجليزية باسم «الكراش». يحمل الافتتان في كلامنا المعتاد معاني عدم النضج والرغبة -الناتجة عن الجهل بالآخر- في اكتشافه والتعهد إليه وعادة ما تنتهي سريعًا. تلاحظ (تينوف) حتى الولع العاطفي مثل الافتتان، قد يختفي بعد وقت قصير جدًا من بداية الشعور به، ويشبه في ذلك افتتانات المراهقة المبكرة التي تتمركز حول الرجفة العاطفية الأولية. ترى (تينوف) حتى الأمر يصبح مقلقًا عندما تبدأ تلك المشاعر بالتبلور، مثلما يصفها ستندال في أطروحته الي صدرت عام ١٨٢١ بعنوان «عن الحب»، فيأخذ ذلك الافتتان العاطفي الأولي في التحول، ويبالغ الشخص في تضخيم مميزات محبوبه، ولا يهتم كثيرًا بل يتجاهل عيوبه مكونًا بذلك الكيان المولَع به.

ترى تينوف حتى هناك نوعين على الأقل من الحب : الولع العاطفي، الذي تصفه من بين صفات أخرى بأنه «حب تعلقي»، والنوع الثاني وهو، العاطفة المُحِبَّة مثل الموجودة بين المرء ووالديه أوأطفاله. وأشارت إلى حتى أحد النوعين قد يتطور إلى الآخر، فنجد أولئك الذين طوروا ولعهم العاطفي بشخص إلى النوع الثاني–العاطفة المحبة- مع نفس الشخص يقولون: «لقد كنا واقعين في الحب بجنون في بداية زواجنا، ونشعر الآن بالحب الهادئ تجاه بعضنا». يشبه الفرق بين العاطفتين، الفرق الذي تحدث عنه فهماء الأخلاق بين المشاعر التي يختبرها الإنسان أثناء «وظيفة تكوين الرابط مع الشريك» و«وظيفة الإبقاء على الشريك» في النشاط الجنسي. ويشبه أيضًا الفرق بين «التعلق» في نظرية التعلق، و«التوق إلى حتى يتلقى من يشعر بالولع العاطفي المشاعر المماثلة من الشخص المولَع به» في مفهوم تينوف للولع العاطفي، وكلا الأمرين مرتبط بالجنسانية.

يصف (هايز) الولع العاطفي بأنه «نوع من الشغف والافتتان الكامل» وهوغير متبادل عادة، ربطتها تينوف بنوع الحب الذي شعر به دانتي تجاه بياتريس التي التقاها مرّتين في حياته لكنها ألهمته كتابة لا فيتا نوفا والكوميديا الإلهية. إذا هذا التوق الشديد وغير المُشبَع لشخص آخر هوما يعرّف الولع العاطفي، حيث يصبح المرء «مهووسًا إلى حد ما بهذا الشخص ويقضي الكثير من وقته في تخيله». قد يستمر ذلك الولع العاطفي فقط إذا هجرت الرغبة غير مشبعة، لذلك ينصح في بعض الأحيان بالتعزيز المتبتر لدعم تلك المشاعر الكامنة. يلاحظ هايز حتى «كون الشخص محل الولع والتعلق قاسي المنال يجعل الشعور قويًا للغاية»، لكن في نفس الوقت، من غير المحتمل حتى يبقى المرء في حالة الولع العاطفي إذا ظل الشخص محل الافتتان قاسي المنال لعدة أشهر أوسنوات.

يتميز الولع بالتفكير التدخلي والحساسية الواضحة للأحداث الخارجية التي تعكس تصرف المولع به تجاه الشخص الذي يشعر بالولع. فيختبر الشخص مشاعر الحبور البالغ أواليأس الشديد، ويعتمد ذلك على ما إذا كانت مشاعر الولع متبادلة أم لا. يعيش الشخص في تلك الحالة الشغف والحب اللامنطقيين اللذين قد يصلا به إلى فترة السلوك الإدماني. عادة، يُلهم من يمر بتلك الحالة شغفًا وإعجابًا بالغين تجاه المولَع به. قد يجد أولئك الذين لم يختبروا الولع العاطفي من قبل صعوبةً في فهمه، لهذا عادة ما يتجاهله الآخرون باعتباره غير مستحق للاهتمام ويعتبرونه مجرد خيالات رومانسية سخيفة.

يفرق تينوف بين الولع العاطفي والعواطف الأخرى فيؤكد على حتى الحب ينطوي على الاهتمام برفاهية الشخص الآخر وشعوره. بينما لا يحتاج الولع العاطفي ذلك، ومن المؤكد أنه قد يتم الخلط بين الحالتين. يعبر المرء عن جميع من العاطفة والمودة كمشاعر موجهة لشخص آخر بصرف النظر عما إذا كانت متبادلة أم لا، في حين حتى الشخص في حالة الولع العاطفي يرغب بشدة في حتى يتلقى المشاعر المماثلة من الشخص المولَع به، وفي نفس الوقت تظل مشاعره متقدة سواء قوبل بنفس المشاعر أم لا. الاتصال الجسدي بالشخص المولَع به ليس ضروريًا وليس كافيًا للفرد الذي يمر بالولع العاطفي، على عكس الشخص الذي يشعر بالانجذاب الجنسي. في الحالات التي تؤثر فيها أنماط التعلق المبكرة وغير الصحية أوالصدمة النفسية على الولع العاطفي، فإن المولَع به عادة ماقد يكون تمثيلاً للشخص الذي كان طرفًا في العلاقة التعلقية غير الصحية السابقة، أومسبب الصدمة النفسية السابق. يؤيد عدم تلقي مشاعر مماثلة من المولع به الدروس المتلقاة من الخبرات غير الصحية السابقة وبالتالي يؤيد من حالة الولع العاطفي.

مكونات

ينطوي الولع العاطفي على تفكير تداخلي حول الشخص المولَع به. تضم الخصائص الأخرى الشوق الحاد لأن يبادله الشخص المولع به نفس المشاعر، والخوف الشديد من الرفض، والخجل المزعج في وجود الشخص المولَع به. في حالات الولع غير المتبادل، يمكن الحصول على راحة عابرة من خلال تخيل حتى المولع به يبادله المشاعر. يقترح تينوف حتى مشاعر الولع العاطفي تتكاثف عند اختبار الشدائد أوالعقبات أوالمسافة. تسمى تلك الظاهرة «التكثيف من خلال الشدائد». قد يحدث لدى الشخص المولع عاطفيًا حساسية شديدة تجاه أي عمل أوفكر أوحالة تصدر من الشخص المولع به ويمكن تفسيرها إيجابيًا. لذلك فهويميل إلى ابتكار تفسيرات «معقولة» أواختلاقها لتصرفات الشخص المولع به العادية التي يراها كعلامة على انجذابه الخفي له.

المراجع

  1. ^ Szuchman, Paula; Anderson, Jenny (12 June 2012). It's Not You, It's the Dishes (originally published as Spousonomics): How to Minimize Conflict and Maximize Happiness in Your Relationship (الطبعة Reprint). Random House Trade Paperbacks. صفحة 368. ISBN .
  2. ^ Tennov, Dorothy (1999). . Scarborough House. ISBN . مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 12 مارس 2011.
  3. ^ Willmott, Lynn (2012). Love and Limerence: Harness the Limbicbrain. Lathbury House. ISBN .
  4. ^ Bowlby, John (1987). "Attachment". In Gregory, Richard (المحرر). The Oxford Companion to the Mind. Oxford. صفحة 57.
  5. ^ Agmo 2007، صفحات 173, 186
  6. ^ De Munck, V. C., المحرر (1998). Romantic Love and Sexual Behavior. صفحة 5.
  7. ^ Tennov 1998، صفحة 96
  8. ^ Leggett & Malm 1995، صفحة 86
  9. ^ Tennov 1998، صفحة 79
  10. ^ Moore 1998، صفحة 260
  11. ^ Hayes, Nicky (2000), Foundations of Psychology (الطبعة 3rd), London: Thomson Learning, ISBN  CS1 maint: ref=harv (link)
  12. ^ Diamond, Lisa. "Emerging Perspectives on Distinctions Between Romantic Love and Sexual Desire" (PDF). Current Directions in Psychological Science. 13: 2. مؤرشف من الأصل (PDF) في 04 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 25 يوليو2016.
تاريخ النشر: 2020-06-01 19:21:43
التصنيفات: العلاقات الشخصية, حياة شخصية, علاقات بين الأشخاص, علم الجنس, فلسفة الحب, مشاعر, CS1 maint: ref=harv, مقالات تحتوي نصا بالإنجليزية, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تعليم الدقهلية تعلن عن استعداداتها لامتحانات الثانوية العامة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:21:25
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

رئيس الوزراء يتفقد مشروع المدينة التراثية بالعلمين الجديدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:21:17
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 59%

الرئيس السيسي يستقبل ملك البحرين بمدينة شرم الشيخ

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:20:57
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

آخر موعد لسداد فاتورة التليفون الأرضي شهر يونيو 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:21:17
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

«التمريض» تحذر من الالتحاق بالأكاديميات الخاصة غير المعتمدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:21:18
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

رئيس الوزراء يتفقد مشروعات مدينة العلمين الجديدة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:20:58
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

وزير الزراعة يشدد على التصدي لتبوير الأراضي الزراعية والبناء عليها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:21:16
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 69%

رئيس حي السلام يكشف تفاصيل هدية الرئيس لـ«سيدة الكشك»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:21:13
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 67%

يوفر 400 فرصة عمل.. افتتاح أول ملتقى توظيف لـ«قادرون باختلاف»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:21:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

النيابة تستدعي مسئولين بحى الوايلي لسؤالهم حول العقار المنهار

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:21:02
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 56%

الأكبر في قطاع التشييد.. رئيس الوزراء يفتتح ملتقى «بناة مصر» الإثنين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:21:12
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

«ممنوعون من الرؤية».. مساومة الآباء ماديًا مقابل التواصل مع أبنائهم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:21:12
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

عيار 21 بـ1005.. ارتفاع أسعار الذهب بالأسواق المحلية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:21:14
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

تحميل تطبيق المنصة العربية