بوجا (حسب الأبجدية العالمية للنقحرة السنسكريتية: pūjā، بالديوناكري: पूजा، وحسب الجمعية الصوتية الدولية: [puːd͡ʒɑː]) هي شعيرة صلاة يؤديها الهندوس عند الصلاح ليتعبّدوا إلهًا أوأكثر من آلهتهم، أوليضيّفوا أويكرموا ضيفًا، أوليحتفلوا بحدث ما. يمكن حتى تقام هذه الصلاة من أجل الاحتفال بحضور ضيفٍ عزيز، أوللاحتفال بذكرى ميت. تعود حدثة بوجا إلى السنسكريتية، وتعني التبجيل والتكريم والإجلال والعشق والعبادة. البوجا هي تقريب المحبّ للماء أوالزهور أوالنور أوالطعام للإله، وهي شعيرة مهمة في الهندوسية. فبالنسبة إلى المصلّي،قد يكون الإله حاضرًا في تمثال، وهويراه. يسمّى التواصل بين الإنسان والألوهة، أوبين الإنسان والغورو، دراشان، أي الرؤية.

يقيم شعيرة البوجا أيضًا البوذيون والجاينيون. في التقليد الهندوسي، تُقام البوجا في مناسبات عديدة، وبتكرارات معينة وأساليب متنوعة. يمكن حتى تضم هذه المناسبات: البوجا اليومية في البيت، أوالاحتفالات الدينية في المعابد، أوالمهرجانات السنوية. في أحوال أخرى، تُقام البوجا لتعلّم أبرز الأحداث في العمر، مثل ولادة مولود أوإقامة زفاف أوبدء مغامرة. تُقام البوجا في مكانين رئيسين: البيت والمعابد، في مراحل معينة من الحياة وأحداث مخصوصة، أوفي المهرجانات مثل دورجا بوجا ولاكشمي بوجا. ليست البوجا مفروضةً أوإلزامية في الهندوسية. يمكن حتى تكون عادةً يومية عند بعض الهندوس، ومقامة بين فترة وأخرى عند بعض آخر، ونادرة في حياة بعضٍ ثالث. في بعض المعابد، تقام بوجات متعددة جميع يوم في أوقات متعددة، وفي معابد أخرى لا تقام إلى في المناسبات.

تختلف البوجا باختلاف الفرقة والمنطقة والمناسبة والإله المقدَّس والمراحل المتبعة. في مهرجانات نيغاما الرسمية، توقد نار لتكريم الإله أغني، من غير وجود صنم أوصورة. أما في مهرجانات الأغاما، فيحضر تمثال أوصنم للإله المقدس. في المهرجانين، يُشعل مصباح أوعود بخور أثناء إنشاد الصلاة أوغناء الترتيلة. يقيم البوجا عادةً المصلّي وحده، ولكن يرافقه أحيانًا كاهن عارف في شعيرة معقدة وتراتيل. في المعابد والمناسبات التي يأتيها الكهنة، تقدم قرابين الطعام والفواكه والحلويات للاحتفال أوالإله، ويتشاركها بعد الصلوات جميع الحضور.

يمارس الهندوس في الصين بوجا الأغاما وبوجا النيغاما. أما في إندونيسية البالية، فبوجا الأغاما أشيَع في المنازل والمعابد. تسمى البوجا أحيانا في إندونيسيا: سمباهيانغ.

التأثيل

ليست أصول البوجا واضحة. يقول يوهنس أدريانس بيرناردس فان بويتينين إذا البوجا نشأت من شعائر اليجنا، فيربطها بشعيرة البرافارغيا الفيدية. تستعمل الريغفيدا في الترتيلة 8,17 حدثة ساكيبوجانايا (शाचिपूजनायं)  في الآية الثانية عشر، وهي هنا لقب للإله إندرا في سياق نداء فردي (تمجيد). يشرح العالم القديم ومفسر النص الفيدي سايانا الحدثة بأنها شكل من أشكال «التمجيد أوالعبادة أوالنادىء». تستعمل سوترات الغرهيا حدثة بوج في سياق الشعائر، وكذلك العالم السنسكريتي بانيني. ولكن، لا نص من هذه النصوص يتضمن حتى البوجا صلاة تعبدية.

وحسب رأي ناتاليا ليدوفا، فيبعد حتى تكون البوجا من أصل هندي آري وأصل فيدي، لأنها لا جذر سنسكريتيًّا لها، وليس لها موازيات من نفس الأصل في اللغات الهندية الأوروبية. ويرجح أنها من أصل درفيدي، ولكن أدلة هذه الفرضية البديلة قليل من الممكن لأن الصلاة التعبدية ليست قديمةً قِدَم الهندوسية. يقول كولنز إذا جذورها قد تكون «بو» (زهر) و«جي» (صنع)، لأن فيها خلق قرابين من الزهر للإله. ولكن هذه الأطروحة معضلة لأن الجذر «بو» من أصل هندي أوروبي، أما الجذر «جي» فمن أصل درفيدي. يقترح تشاربنتر حتىقد يكون أصل حدثة بوجا في اللغات الدرفيدية. واقتُرح لها جذران تاميليان: بوساي «المسح بشيء ما» أو«(بو- أي زهر) و(سي، أي صنع)»، فتكون «بوسي» الصنع بالزهور.

الأصول

كان أول ذكر للبوجا -حسب قول الباحثين- في سوترات الغريهيا، وهي سوترات تضع ضوابط الشعائر المنزلية. استخدمت هذه السوترات التي يُرجَع تاريخها إلى نحوعام 500 قبل الميلاد، المصطلح بوجا للدلالة على إكرام الكهنة حين يُدعَون إلى المنزل ليقيموا شعائر من أجل الأسلاف الراحلين. في الأزمنة الفيدية، كان مفهوم البوجا العام كما هو، لم يتغير، ولكنه توسع ليضم الترحيب بإله إلى جانب إكرام الضيف. أما المتون البورانية الأدبية التي تعود إلى القرن السادس بعد الميلاد، ففيها شرح تفصيلي لكيفية أداء صلاة البوجا الإلهية (ديفا بوجا). تدمج البوجا الإلهية الشعائر الفيدية مع التعبد لإله في صيغتها الطقسية. وكأشياء كثيرة في الهندوسية، استمرت البوجا الفيدية والبوجا التعبدية حتى اليوم، والخيار فيهما متروك للهندوسي نفسه.

تاريخيًّا، تشكلت البوجا في الهندوسية حول فكرة ضيافة إله أوإنسان مهم، كضيف كريم أوعزيز، بأفضل الطرق الممكنة حسب قدرات جميع إنسان، وهويُجزى بالسعادة والبركة لقاء هذا. يقترح بول ثييم من الفصول التي في الرامايانا حتى حدثة البوجا تعني حُسن استقبال الضيوف وأن الأمور التي تهدى للضيوف يمكن حتى تهدى للآلهة في بيوتها. كانت الشعائر محل السؤال هي «القرابين العظيمة الخمسة» أوبانكاماهاياحنا، التي في نصوص سوتر الغرهيا. لذا تطورت البوجا من التنطقيد الفيدية المنزلية ونُقلت إلى المعابد بسبب المشابهة، فكما حتى إكرام الضيوف المهمين بالهدايا التي تسعدهم مهم، فكذلك إكرام الآلهة في بيوتها (المعابد) وتقديم القرابين التي تسعدها مهم. تظهر عقود الألواح النحاسية التي توثق منح بعض الناس أراضيهم للمعابد حتى هذه الصلاة شُجّعت منذ أواسط القرن الرابع بعد الميلاد.

الدلالة

في أقدم النصوص التي تشرح البوجا الفيدية، كان معنى البوجا استقبال كاهن في البيت حتى يؤجي أدعيته إلى الآلهة. هذا مثال عن صلاة توسّل قيلت في بوجا فيدية، حسب ويد ويلوك:

يا إندرا-أغني، أيها اللذَيْن ذبحا فرترا بصاعقتهما الجميلة، امنحانا هدايا جديدة.

يا إندرا، أعطنا كنوزًا بيدك اليمنى.

يا أغني، أعطنا بهجات البيت الخيّر.

أعطيانا القوة والثراء في الماشية وملك الأحصنة الجيدة.

أسفسو

في البوجات الفيدية، انتقلت دلالة الإله من التوسل والأهداف الخارجية إلى عيش الوحدة مع الآلهة وجواهرهم الروحية. وأصبحت شكلًا من أشكال اليوغا التي تهدف إلى الوعي بالإله من خلال إجلاله وتقديسه. ومهما يكن من أمر، فحتى في هذه الدلالة الروحية النظرية، استمرت البوجا عند كثير من الناس أداةً لاستجلاب الرغبات والشهوات، مثل صحة الأبناء وسرعة التعافي والنجاح في المغامرة المشهودة أوغيرها. في بنية البوجا وإقامتها، هجرز المانترات والشعائر على الروحانية، ولا تذكر الرغبات والشهوات إلا في نهاية البوجا.

يربط زيمر البوجا بالينترات، فكلاهما شعيرة تساعد العابد على الهجريز على المفاهيم الروحية. ويقول زيمر إذا البوجا في الهندوسية هي طريق وعملية لتغيير الوعي، يُجمع فيها العابد والدلالة الروحية للإله معًا. تعدّ الإقامة الشعائرية للبوجا في أجزاء كثيرة من الهند، على أنها محررة ومطهرة وشكل من يوغا الروح والمشاعر.

تضم البوجا في الهندوسية أحيانًا أصنامًا وتماثيل. بل أشخاصًا وأماكن وأنهارًا وجوامد وأيّ شيء يراه بعض الهندوس تجليًّا للحقيقة الإلهية. لا يقتصر الوصول إلى الإله على التأمل الروحي في مدرسة اليوغا الهندوسية أوالتماثيل في مدرسة بكتي. يعتقد البعض حتى الألوهة في جميع مكان، لا حدّ لها، وأن البوجا لهذه التجليات تدل على نفس المعنى الروحي الذي تدل عليه الصلاة للناس والأماكن والأنهار والجوامد أوأي شيء آخر.

تاريخ النشر: 2020-06-01 19:52:49
التصنيفات: انحناء, تقاليد هندوسية, سلوك وخبرة هندية, شرف, عبادة, يوغا, مقالات بدون مصدر منذ مايو 2020, جميع المقالات بدون مصدر, مقالات بدون مصدر منذ 2020, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة جاينية/مقالات متعلقة, بوابة الهندوسية/مقالات متعلقة, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أنشيلوتى بعد التتويج بمونديال الأندية: المغرب يمنحنى الحظ السعيد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:21:04
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

الأوراق المطلوبة لتسليم المعلمين الجدد العمل بالمدارس.. إنفوجراف

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:22:27
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 40%

الاستئناس بعلم الفراسة في لجان التوظيف والقبول السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:24:11
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

أبرز أدعية الفجر اليوم الأحد 12 فبراير 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:20:57
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

أمريكا تحقق في زراعة الرقاقات بالأدمغة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:24:13
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 58%

"محطة قطارات الصعيد" تبادلية عملاقة ذات طابع فرعونى ومستوى خدمى عالمى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:22:28
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 50%

مواعيد الصلاة اليوم الأحد 12 فبراير 2023 فى محافظات مصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:20:58
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

حظك اليوم.. جميع الأبراج الفلكية الأحد 12 فبراير 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:20:52
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

تهيئة المتاحف في حدائق الأحساء السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:24:12
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

«القومى للترجمة» ينظم حفل تأبين شيخ المترجمين محمد عنانى.. اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:21:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 64%

إصابة 5 أشخاص فى تصادم طائرة وحافلة بمهبط مطار لوس أنجلوس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:22:25
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 38%

دعاء مُضاد لمساعي وكيل وزارة الخارجية !!

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:23:19
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

بريطانيا ترسل فريقا طبيا لمساعدة منكوبى الزلزال

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:20:54
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

تتويج فينيسيوس.. تعرف على جوائز الأفضل فى كأس العالم للأندية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:21:06
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 69%

إنقاذ رضيع أمضى 140 ساعة تحت الأنقاض فى تركيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:22:30
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 35%

مصرع طالب متأثرًا بإصاباته بجروح طعنية بالبطن ونزيف حاد بسوهاج

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:21:15
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

ريال مدريد يحرز لقبه الخامس بمونديال الأندية على حساب الهلال السعودي

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:23:18
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 63%

سعر الريال السعودى اليوم الأحد 12 فبراير 2023 فى البنوك المصرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:20:53
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

روبوت يميز الروائح أكثر من الإنسان السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:24:14
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 59%

رصد «خلل بالرادار».. الدفاع الأمريكية: لم نعثر على أى جسم فوق مونتانا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-12 06:21:36
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 54%

تحميل تطبيق المنصة العربية