قضية إبادة هولودومور الجماعية

تتألف قضية إبادة هولودومور الجماعية من محاولات البت في كون المجاعة السوفييتية بين عامي 1932 و1933 بمعظمها إبادةً جماعية عرقية ضد الأوكرانيين (في الهولودومور) والكازاخيين (في «إبادة غولشكين الجماعية»)، أم نتيجة غير مقصودة عمومًا لـ«إعادة توجيه النظام السوفييتي إمداداتِ الحبوب مخفِّفة الجفاف لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية». فتكت المجاعة بما يقارب 5.5 إلى 6.5 مليون إنسان في الاتحاد السوفييتي، منهم 1.3-1.5 مليون كازاخي، و3-4 ملايين أوكراني. يصعب تحديد العدد الدقيق للوفيات نظرًا إلى غياب السجلات.

ما يزال جدال الفهماء قائمًا حول كون الهولودومور مفتعلةً (من طرف)، أم من خلق الطبيعة، أم غير مقصودة، أم غير موجهة لعرق معين (من طرف آخر)، ويُعتبر هذا الجدال قضية مهمة في السياسة الحديثة، ولا يوجد إجماع دولي على كون السياسات السوفييتية مندرجة تحت التعريف القانوني للإبادة الجماعية أم لا. قورنت الهولودومور بالمجاعة الأيرلندية بين عامي 1845 و1949، والتي كانت موضعًا لخلاف وجدال مماثلين.

جدال فهمي

روبيرت كونكويست

صرّح المؤرخ روبيرت كونكويست بدايةً في كتابه حصاد الحزن في عام 1986 بما يلي: «يبدوبالتأكيد حتى تهمة الإبادة الجماعية تُوجّه للاتحاد السوفييتي لممارساته في أوكرانيا»، ولكنه تراجع عن هذا الرأي في رسالة إلى ويتكروفت وديفيز عام 2003، ونطق: هل استقصد ستالين التسبب بمجاعة عام 1933،يا ترى؟ لا. ما أعتقده أنه كان بإمكانه منعها وهي على وشك الحدوث، ولكن فضّل «المصلحة السوفييتية» على إطعام الجياع، ومن ثم ساهم فيها بكامل وعيه.

روبيرت ديفيز

استنتج أستاذ التاريخ آر. دبليو. ديفيز وشريكه المؤلف ويتكروفت حتى المجاعة لم تكن مقصودة، ولكنها من خلق يد بشرية، إذ حللا بيانات أرشيفات لم تكن متوفرة مسبقًا ليوضحا حتى كلًا من التحول الصناعي السريع وتعاقب حصادين سيئين (1931 و1932) كان السبب الرئيسي للمجاعة. ومع ذلك، يتفق الباحثان على حتى سياسات ستالين تجاه الفلاحين كانت وحشية عديمة الشفقة، ولا تبرّئه من مسؤولية الوفيات الهائلة بسبب المجاعة. يذكر ديفيز وَويتكروفت في منطقة لهما عام 2006 بعنوان «ستالين والمجاعة السوفييتية بين عامي 1932-1933»:

إننا نعتبر سياسة التحول الصناعي السريع سببًا كامنًا للمشاكل الزراعية في بدايات ثلاثينيات القرن العشرين، ولا نعتقد حتى نماذج الصين أوالسياسة الاقتصادية الجديدة للتحول الصناعي كانت قابلة للتطبيق في ظل الظروف السوفييتية محليًا ودوليًا.

من جهة أخرى، انتقد إيلمان مفهوم ديفيز وويتكروفت للنية بأنه محدود جدًا:

وفقًا لهما، وحدها الأفعال التي يكمن هدفها الوحيد في التسبب بموت الفلاحين تُعتبر نيةً، أما القيام بأفعال لها أهداف أخرى (مثل تصدير الحبوب لاستيراد الآلات) ولكن فاعلها يفهم بالتأكيد أنها ستتسبب أيضًا بتجويع الفلاحين، فلا تُعتبر تجويعًا متعمدًا. ولكن، هذا التفسير للنية يتعارض مع التفسير القانوني العام.

مايكل إيلمان

يصرّح أستاذ الاقتصاد مايكل إيلمان بأن سلوك ستالين يمثّل جريمة بحق البشرية، ولكنه ليس إبادة جماعية، فيخط في منطقة له عام 2007 بعنوان «مراجعة لستالين والمجاعة السوفييتية بين عامي 1932-1933»:

يشكل سلوك جماعة ستالين في الفترة ما بين 1930 و1934 جريمة بحق البشرية وضوحًا (أوسلسلة من الجرائم)، كما هومحدد في الفقرتين الفرعيتين 1 (d) و(h) من المادةسبعة من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ]...[ هل كانت جماعة ستالين مذنبة بارتكاب إبادة جماعية أيضًا،يا ترى؟ يعتمد ذلك على تعريف «الإبادة الجماعية». ]...[ كان العنصر المادي الأول هوتصدير الحبوب في أثناء اندلاع مجاعة، وتمثّل الثاني بحظر الهجرة من أوكرانيا وشمال القوقاز، أما الثالث، فكان عدم بذل ستالين أي جهد لتوفير إمدادات من الحبوب من الخارج ]في ملاحظة في الصفحة 97 من «انتظار ستالين»، يشير ستيفن كوتل إلى حتى ستالين قد استورد الحبوب من الخارج، بما يتضمن كندا، ليساعد في تدبير المجاعة. قد يتناقض هذا مع تقصّد افتعالها، ولكنه لم يرد الإعلان عن الأزمة، وهوأمر غير مستغرب، حتى لا يستغل ذلك نقاد نظامه في الداخل والخارج.[ ]...[ إذا كان المؤلف الحالي عضوًا في هيئة المحلفين في محاكمة هذه القضية، فإنه سيدعم حكم تبرئة ستالين (أومن الممكن الحكم الإسكتلندي بعدم إثبات التهمة)، وذلك نظرًا إلى ما يلي: بدايةً، إمكانية إعطاء العناصر المادية الثلاثة للجريمة المنادىة تفسيرات لا تفضي إلى إبادة جماعية، وثانيًا، لا يُعتبر العنصران الذهنيان دليلًا لا لبس فيه على الإبادة، علاوةً على حتى الاشتباه بجماعة عرقية قد يؤدي تباعًا لإبادة، ولكنه بحد ذاته لا يُعتبر دليلًا عليها، ومن ثم يظهر حتى الدليل الضروري على وجود نية محددة لإبادة جماعية غير موجود.

المراجع

^ David R. Marples. Heroes and Villains: Creating National History in Contemporary Ukraine. p.50
^ Davies, Robert; Wheatcroft, Stephen (2016). The years of hunger: Soviet agriculture, 1931–1933. Springer. ISBN .
^ "Russian lawmakers reject Ukraine's view on Stalin-era famine". Russian News & Information Agency. 2008-04-02. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2015.
^ "Resolution of the Kyiv Court of Appeal, 13 January 2010". مؤرشف من الأصل فيعشرة أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 02 فبراير 2019. The Conclusions of the forensic court demographic expertise of the Institute of Demography and Social Research of the National Academy of Sciences of Ukraine, dated November 30, 2009, state that ثلاثة million 941 thousand people died as a result of the genocide perpetrated in Ukraine. Of these, 205 thousand died in the period from February to December 1932; in 1933 - 3,598 thousand people died and in the first half of 1934 this number reached 138 thousand people;v. 330, p.p. 12-60
^ (باللغة الروسية). LB.ua. 14 January 2010. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 21 يوليو2012.
^ Bayer, Alexei (8 February 2014). "Ukraine and Ireland: Overcoming Mighty Neighbors". The Globalist. مؤرشف من الأصل في 05 مايو2019.
^ Kuchytsky, Stanislav (17 February 2007). . Den (باللغة الروسية). مؤرشف من الأصل في 09 فبراير 2008. اطلع عليه بتاريخ 27 نوفمبر 2008.
^ David Marples (30 November 2005). "The great famine debate goes on..." ExpressNews (جامعة ألبرتا), originally published in the Edmonton Journal. مؤرشف من الأصل في 15 يونيو2008.
↑ Davies, Robert; Wheatcroft, Stephen (June 2006). "Stalin and the Soviet Famine of 1932-33: A Reply to Ellman". Europe-Asia Studies. 58 (4): 625–633. doi:10.1080/09668130600652217.
^ Conquest, Robert (1986). . Oxford University Press. ISBN . مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2020.
↑ Ellman, Michael (June 2007). "Stalin and the Soviet Famine of 1932-33 Revisited". Europe-Asia Studies. روتليدج. 59 (4). doi:10.1080/09668130701291899.