محمد زاهد بن عمر

محمد زاهد بن عمر بن زاهد (1859 -ثمانية مارس 1929) (1275 - 27 رمضان 1347) عالم مسلم ومدرس ديني حجازي. ولد في المدينة ونشأ بها. تفهم أولًا على والديه فحفظ القرآن وجوّده فبرع فيه وأصبح حافظًا وقارئًا مشهورًا. ثم اتجه إلى المسجد النبوي فتلقی فيها دروسه على جملة من الفهماء منهم يحيى دفتردار وعبد القادر الطرابلسي وعمر بري الأول وعبد الجليل برادة وحسن الأسكوبي وإبنه إبراهيم وأجازه شيوخه بالتدريس. فأصبح مرجعًا دينيًا سلفي العقيدة، حنفي الممضى، واسع الاطلاع. تصدر للتدريس بالمسجد النبوي وبعد سنوات عيّن إمامًا وخطيبًا فيها. فهومن ضمن الذين سجنوا في قلعة الطائف في العهد العثماني سنة 1907. استشاره الشريف الحسين بن علي في موضوع الخلافة، فأبلغه أنه لم يتأهل لها بعد. وبعده خرج من المدينة إلى موريس بأفريقيا عام 1917 ومكث بها سنوات وقد عمل كثيرًا على نشر العلوم الدينية الإسلامية هناك. عاد إلى وطنه وتوفي بها.

سيرته

هومحمد زاهد بن عمر بن زاهد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله زاهد. ولد في المدينة عام 1275 هـ/ 1859 م في عائلة مسلمة عريقة فوالده الخطيب عمر زاهد (1263 - 1318 هـ) ( 1847 - 1901 م) أحمد فهماء الحجاز والمدرس بالمسجد النبوي. نشأ محمد زاهد محاطًا بالفهماء فنبع منذ صغره فبدأ بحفظ القرآن على يد الشيخ النملة، وكانت تراجعه له والدته الحافظة فاطمة البوسنوية وجدته أيضًا ميمونة الخطيب من أشهر بيوت العلوم في دمشق. فحفظ محمد زاهد القرآن وجوّده فبرع فيه وأصبح حافظًا مشهورًا.

تعليمه في المسجد النبوي

وبعذ ذلك اتجه إلى المسجد النبوي فتلقی أولا على يد والده ثم التحق بحلقة عمه أخا والده من أمه يحيى دفتردار فدرس عليه بعض العلوم الفقهية والأحكام الشرعية. وبعده بحقلة عبد القادر الطرابلسي وقرأ عليه كثيرًا من العلوم، وعمر بري الأول ودرس عليه بعض العلوم العربية والدينية كالتفسير والحديث وفهم المنطق. وبعد ذلك التحق بحلقة الأديب عبد الجليل برادة ودرس على يديه خط الأدبية والدينية مثل الكامل في اللغة والأدب للمبرد وأدب المحرر لابن قتيبة وآداب النطقي وديوان الحماسة وديوان المتنبي ومقامات الحريري وتتلمذ عليه في العلوم الأدبية. ثم تفهم على يديه الحديث والفقه الحنفي وعلوم اللغة العربية.
وبعده تفهم على حسن الأسكوبي وقرأ عليه الكامل للمبرد مرة ثانية بحواشي الطليوسي وحواشي ابن الحاج ومجمع الأمثال للميداني والمقامات الحريري بشرح المسعودي وديوان أبي تمام ودرس عليه فهم الفلك. ودرس أيضًا على إبراهيم بن حسن الأسكوبي الفقه والحديث والتفسير والمنطق والأدب والهيئة .وانصرف محمد زاهد يتزود بزاد العلوم ولا يقف عند حد معين فجد واجتهد فكان قوي الحافظة، سريع الفهم، أثيرًا عند شيوخه، سلفي العقيدة، حنفي الممضى، واسع الاطلاع، فأصبح مرجعًا لطالب الفهم، وأجازه شيوخه بالتدريس.

تدريسه بالمسجد النبوي

تصدر للتدريس بالمسجد النبوي وأصبح من فهماء المسجد، فالتف الطلاب حوله وآثروه على غيره فكانت حلقته من أكبر الحلقات في دروس العربية والدينية‌، وكان يجيد فهم المنطق وأصول القرأءات ويجيد التفسير والحديث وأصول الفقه. ومن تلاميذه : عمر بري ومصطفى خليفة وعلي عبد القادر حافظ وعثمان عبد القادر حافظ وسالم خليفة وحسن جياد.
وقد توارث محمد زاهد مهنة الإمامظ والخطابة من آبائه وأجداده، فعندما تفرس فيه خطباء المسجد النبوي الفصاحة عيّن بأمر من شيخ الأئمة والخطباء إمامًا وخطيبًا.

اقامته في موريشيوس

فهومن ضمن الذين سجنوا في قلعة الطائف في العهد العثماني سنة 1325 هـ/ 1907 م. استشاره الشريف الحسين بن علي في موضوع الخلافة، فأبلغه أنه لم يتأهل لها بعد. وبعده خرج من المدينة إلى موريس بأفريقيا عام 1335 هـ/ 1917 م ومكث بها سنوات وقد عمل كثيرًا على نشر العلوم الدينية الإسلامية هناك، وقد عاد إلى وطنه في الحكم السعودي، وعنما استقر في مسقط رأسه اتىه وفد من موريس يطلبوه ليعود معهم فاعتذر محمد زاهد.
وفي عام 1343 هـ/ 1925 م وبعد استقرار الحكم السعودي على الحجاز، حاول عبد العزيز آل سعود حتى يعينه قاضيًا للمدينة فاعتذر عن ذلك بحجة السقم، وبقي يفهم في منزله. وكان يختم القرآن جميع ليلة من ليالي رمضان في أيام تقاعده عن التدريس .

حياته الشخصية

تزوج وله من الأبناء مصطفى وعبد الله وإبراهيم. لقد جمع محمد زاهد مخطة قيمة وفيها نوادر الخط والمخطوطات التي خطها بيده وعلق عليها وشرحها بأسلوبه . ولقد كانت موجودة عند حفيده زاهد مصطفى زاهد.

وفاته

توفي محمد زاهد بن عمر في 27 رمضان 1347 هـ/ثمانية مارس 1929 عن عمر يناهز الثالثة والسبعين.

مراجع

^ ISBN 9786030215478
↑ عبد الله بن أحمد آل علاف الغامدي (2015م/ 1436 هـ). أئمة المسجد النبوي في العهد السعودي 1345 - 1436 هـ (الطبعة الثانية). الطائف، السعودية: دار طرفين. صفحة 22-28.
^ فهد العرابي الحارثي (1999). موسوعة أسبار للفهماء والمتخصصين في الشريعة الإسلامية في المملكة العربية السعودية. الطائف، السعودية: أسبار للدراسات والبحوث والإعلام. صفحة 992.
↑ أنس الخطي (1993). أعلام من أرض النبوة (الطبعة الأولى). المدينة، السعودية: الخزانة الخطية الحسنية الخاصة. صفحة 221-229.