الحرب السورية الأولى

عودة للموسوعة

  الحرب السورية الأولى (باليونانية: Α΄ Συριακός πόλεμος)‏ (بالإنجليزية: First Syrian War)‏ هي واحدة من سلسلة من الصراعات بين البطالمة والإمبراطورية السلوقية. حيث نشب آنذاك توتر بين الإمبراطوريتين حول وضع جنوب سوريا منذ معركة إبسوس (301 ق.م). وفي المعاهدة (303 قبل ق.م) التي أنشأت التحالف المنتصر في إبسوس، وُعِد فيها بطليموس الأول بأن تكون سوريا تحت سيطرته لكنه لم يرسل أية قوات إلى إيبسوس، وحينما تم توزيع السيطرة على الاراضي فور انتهاء المعركة كانت سوريا من نصيب سلوقس الأول.

وكان رد عمل البطالمة عام (301 ق.م) حتى قاموا باحتلال معظم أراضي سوريا جنوبي دمشق، فضلا عن الكثير من أراضي فينيقيا. وفي وقت لاحق طالب البطالمة بسوريا حتى دمشق. كانت هذه سياسة البطالمة التقليدية والتي تهدف إلى توفير الأمن لمعقلهم المصري. وفي ذات الوقت، سيطر السلوقيون على باقي أجزاء الجنوب السوري، لأسباب مماثلة - حيث كان معقل إمبراطوريتهم يقع في شمالي سوريا وشرق آسيا الصغرى.

جزء من شبه جزيرة الأناضول، والتي توضح وضع إيونية القديمة.

ومن الواجب ذكره تجنب بطليموس الأول وسلوقس الأول الحرب بين إمبراطوريتهما طيلة فترة حياتهما، ولكن وتقريبا في عام (283 ق.م) توفي بطليموس الأول لأسباب طبيعية (الوحيد من خلفاء الإسكندر الأكبر الذي يتوفى لأسباب طبيعية)، وتم اغتال سلوقس الأول في الفترة نفسها تقريبا عام (280 ق.م) إثر معركة كوروبيديوم. كما يظهر حتى النزاع الأول بين الإمبراطوريتين أتى عقب (الحرب الدمشقية، 280-279 ق.م) على الفور، وفي أغلب الظن دار في إيونية، في محيط مدينة ميليتوس.

قابل وريث سلوقس الأول ابنه أنطيوخوس الأول ثاني ملوك الدولة السلوقية الكثير من الأعداء خلال تلك الفترة. وكان أيضا في حالة حرب مع أنتيغونوس الأول، وقابل تمرداً في التترابولس السوري، موطن عائلته، وفي عام (279 ق.م) قام الغال بغزومقدونيا، قبل حتى ينتقلوا إلى اليونان ثم في وقت لاحق إلى آسيا الصغرى، التي وصلوا إليها بحلول عام (277 ق.م). وللقاءة التهديد الغالي أبرم جميع من أنطيوخوس وأنتيغونوس معاهدة سلام (حوالي عام 279 ق.م)، واتفقوعلى توزيع مناطق النفوذ على النحوالتالي: مقدونيا واليونان تحت سيطرة أنتيغونوس، تراقيا وجميع المناطق الشرقية تحت سيطرة أنطيوخوس.

شكّل هذا التحالف تهديداً للبطالمة وطموحاتهم. امتلك بطليموس الثاني أسطولا قويا، وكان يطمح إلى إنشاء إمبراطورية بحرية في بحر إيجة، حيث كان له حلفاء في مدينة ميلتوس.

قضية الجوف السوري

كان سبب الحرب قضية احتلال ما يعهد بالجوف السوري، وقتئذ قام بطليموس الأول بعد معركة إبسوس وتفكك دولة أنتيغونوس الأول باحتلال هذه المنطقة. ولم يبد الحكام السلوقيون رغبة في قبول هذا الموقف.

بداية الحرب

اندلعت الحرب السورية الأولى عام (276 ق.م). حنئذ كان أنطيوخوس الأول قد انتهى من إخماد الثورة التي اندلعت في التترابولس السوري، وبعدها قام بالتحرك غرباً للقاءة التهديد الغالي. وأمضى فصل الشتاء من (عام 277-6 ق.م) في ساردس، في ليديا، استعدادا لحملته ضد الغال. ولكنه سرعان ما تخلى عن هذه الخطة، عندما شن بطليموس الثاني في ربيع (عام 276ق.م) غزواً إلى وسط سوريا، واستولى على دمشق ووادي مارسياس الواقع خلف جبال لبنان، وعندئذ هجر أنطيوخوس الأول ابنه سلوقس ليحمي آسيا الصغرى وعبر جبال طوروس ثانية وهزم الغزاة وردهم على أعقابهم واستعاد «دمشق» وقد شغلته سوريا طيلة عام (278 ق.م) وأمضى الشتاء في ربوعها.

ومن المحتمل أنه في خريف عام (276 ق.م) كانت قواته البرية في آسيا الصغرى وكذلك أسطوله قد طوقا مدينة ميليتوس، وكان البحر أمامه مفتوحًا؛ إذ كان في إمكانه حتى يرسل أخته فيلا إلى بيلا عاصمة مقدونيا، وكان أسطول البطالمة القوي وقتئذ يساعد حملة بطليموس الثاني في سوريا، ومن المحتمل أنه في عام ٢٧٥ق.م قام أمير البحر كاليكراتيس من أهالي ساموس بحمل الحصار البحري الذي كان مضروبًا على ميليتوس، إلا حتى الحصار البري استمرعلى الأرض ولربما كان قد نجح أيضا. وعلى أية حال لا نفهم مصير الحرب فيها بعد ذلك.

حوالي (عام 275 ق.م) كانت قد وصلت إليه تعزيزات جنوده من بابل، وكان قد تجاوز ذلك بمدة شهر إرسال تعزيزات من عشرين فيلًا من فِيَلة القتال، وعندما عبر جبال طوروس ساق هذه الفِيَلة معه، آخذا في الحسبان حتى الفِيَلة كانت فتاكة بالرجال الذين لمقد يكونوا قد رأوهم من قبل، وقد تحقق له ما حسبه، فقد كسب بها المعركة التي هَزم فيها الغاليين وهي الواقعة المعروفة بنصر الفِيَلة، وبانتهاء عام ٢٧٥ق.م يظهر أنه قد أظهر نشاطًا مدهشًا، وأنه وصل إلى بر السلامة، وقام بإعادة مملكته إلى ما كانت عليه من فَخَار حتى بعد هزيمته على يد بطليموس الثاني، ومن أجل ذلك منحوه لقب «المخلص» بسبب الهزيمة التي تكبدها «الغاليون».

ومما تجاوز نفهم حتى أنطيوخوس الأول كان قد كسب الجولة الأولى في الحرب، ولكن سنرى أنه في الوقت الذي أخفق فيه بطليموس الثاني والغاليون كانت قد ظهرت على مسرح التاريخ امرأة نالت نصرًا مبينًا عزيزًا على أعداء البطالمة، وهذه المرأة هي أرسينوي الثانية أخت بطليموس الثاني وأرملة جميع من ليسيماخوس ومن بعده بطليموس كيراونوس على التوالي، وفي وقت ما بين عامي (277 و275 ق.م) تزوجت أرسينوي الثانية من أخيها بطليموس الثاني، على الرغم من حتى زواج الأخ من أخته كان يعتبر حدثًا مستنكرًا في بادئ الأمر بالنسبة للتنطقيد الإغريقية، ولكنه كان يعتبر من جهة المصريين تقليدًا لازمًا ليحفظ الدم الإلهي خالصًا. وفي الوقت نفسه تبنى بطليموس الثاني ابن أرسينوي الثانية الذي أنجبته من ليسيماخوس وكان يدعى ومسماه بطليمووقد تبنت هي بدورها بِكر أولاده من أرسينوي الأولى وهوالذي أصبح فيما بعد بطليموس الثالث. وسرعان ما ثبت حتى هذا الزواج المثير للجدل حقق نجاحاً كبيراً. أصبحت أرسينوي الثانية الحاكم المشارك لمصر البطلمية، كما تم ضمها إلى قائمة الآلهة المصرية بعد وفاتها.

وفي عام (274 ق.م) بدا حتى أنطيوخوس الأول كانت يعد لخطة كبرى لغزومصر، وقتئذ قام بتزويج ابنته من الأخ غير الشقيق لبطليموس ماغاس، حاكم قورينائية (في ليبيا حاليا). وسرعان ما أعرب ماغاس استقلاله عن الدولة البطلمية في مصر، وفي عام (274ق.م) شن غزواً على الدولة البطلمية في مصر واقترب من الوصول إلى الإسكندرية، كما ساعده تمرد مرتزقة بطليموس الغاليين، وردت أريسنوي حينئذ بدعم الغزوالليبي لقورينائية، الذي أجبر ماغاس على العودة غربا لتأمين قاعدته، وحوصر مرتزقة بطليموس الثاني الغاليين على جزيرة وتم إخماد تمردهم.

كان المفتاح الحقيقي لنصر البطالمة هوأسطولهم البحري حيث تم في عام (274 ق.م) إرسال هذا الأسطول لمهاجمة سواحل آسيا الصغرى، ما شكل تهديدا مباشرا على مباشراُ على أنطيوخوس الأول في معقله الصقلي. وانتهت آمال أنطيوخوس الأول في الحصول على مساعدة من مقدونيا عندما قام جميع من بطليموس الثاني وأرسينوي الثانية بتمويل حملة لغزومقدونيا بقيادة بيروس الإبيري.

حقق غزوالبطالمة لآسيا الصغرى نجاحا كبيرا. كما استولى كاليكراتيس على جزء كبير من السواحل، ما اضطر أنطيوخوس الأول للاعتراف بالهزيمة. كما سيطر البطالمة أيضا على غربي قيليقية وسلسلة من المواقع التي ضمت جنوب ليقيا، كاونوس، هاليكارناسوس، مندوس وكنيدوس. كما حتى البطالمة كانوقد أنهوالحرب بعد سيطرتهم على ميليتوس، وفي سوريا سيطروا على جميع من فينيقيا ووادي مارسياس.

نهاية الحرب

في أعقاب الحرب، بدأت أرسينوي الثانية التخطيط للهجوم على مقدونيا، حيث كان ابنها بطليموس مسيطرا بشكل جيد على العرش. توفيت أرسينوي الثانية (عام 270 ق.م) قبل حتى تدخل خطتها حيز التطبيق. وانتهت حرب الكرومنادين بفوز أنتيغونوس، وقيام تحالف بين أنطيوخوس وأنتيغونوس ضد بطليموس الثاني.

انظر أيضا

  • الحرب السورية الثانية
  • الحرب السورية الثالثة
  • الحرب السورية الرابعة
  • الحرب السورية الخامسة
  • الحرب السورية السادسة

مراجع

  1. ^ سليم حسن (1957). موسوعة مصر القديمة المجلد الرابع عشر. مصر: الهيئة العامة المصرية للكتاب. سليم حسن موسوعة مصر القديمة الجزء 14 الاسكندر الاكبر وبداية عهد البطالمة في مصر ط الهيئة العامة للكتاب على مسقط واي باك مشين (نسخة محفوظة August 26 2019)
  2. ^ ريكارد, جي. "الحرب السورية الأولى ، 276-272 قبل الميلاد". مؤرشف من الأصل في 06 أغسطس 2019.
تاريخ النشر: 2020-06-01 20:25:11
التصنيفات: اليونان القديمة, إغريق, بطالمة, تاريخ سوريا القديم, تاريخ سوريا حسب الحقبة, تاريخ مصر القديمة, حروب سوريا, سلوقيون, مصر القديمة, Webarchive template errors, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P361, مقالات تسيء استعمال حجم الصورة, صور كما في ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P276, صفحات تستخدم خاصية P156, مقالات تحتوي نصا باليونانية, مقالات تحتوي نصا بالإنجليزية, بوابة اليونان القديم/مقالات متعلقة, بوابة اليونان/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ/مقالات متعلقة, بوابة سوريا/مقالات متعلقة, بوابة مصر/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

“الإرهاب” في معرض الكتاب | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:20:06
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 53%

كوريا الجنوبية وأميركا تطلقان صواريخ ردا على تجارب بيونغيانغ

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:18:48
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 50%

المملكة المتحدة ستزود أوكرانيا قاذفات صواريخ

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:21:02
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

إنجاز صفقات قبل فتح الأظرفة! | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:20:05
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

اتحاد الكرة يخاطب الأندية للحصول على رخصة الاحتراف

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:20:44
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

باقى أسبوعين.. موعد مرتبات شهر يونيو 2022 القطاع العام والحكومى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:21:02
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

سعر الذهب فى مصر اليوم الإثنين 6 -6-2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:20:59
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

النصب باسم التجنيد | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:20:04
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

أوكرانيا تضرم النار في أطنان من الذرة والقمح - أخبار العالم

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:20:38
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

أهم الأخبار المتوقعة اليوم الاثنين الموافق 6 يونيو 2022

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:17:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 70%

أفضل 6 لحظات ملكية خلال اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث.. صور

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:18:47
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

هكذا تسلل كورونا إلى الوداد والمنتخب | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:20:03
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

تعرف على سعر الدولار اليوم الإثنين 6- 6- 2022 فى البنوك المصرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:21:00
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

العاصفة المدارية أليكس تقترب من الوصول إلى اليابسة في برمودا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:21:01
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

الديربي دون جمهور وأربع سنوات للبيضي | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:20:07
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

لفتيت يسترجع الدعم من الأحزاب | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-06 09:20:08
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية