الحسيب (أسماء الله الحسنى)

الحسيب هواسم من أسماء الله الحسنى، على وزن فعيل بصيغة المبالغة، له معنيان :

الكفاية والاقتدار، بمعنى أنه كافي المتوكلين، والحفيظ على جميع شيء، الذي يحفظ أعمال عباده من طاعة أومعصية ليجازيهم بها.
المكافيء والمُحاسب.

في القرآن الكريم

قد ورد في القرآن الكريم ثلاث واحدة منونًا :

وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا سورة النساء:6
وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا سورة النساء:86
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا سورة الأحزاب:39

وورد الحاسب مرتين بصيغة الجمع :

ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ سورة الأنعام:62
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ سورة الأنبياء:47

الأقوال في معناه

نطق ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: ﴿وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا﴾ سورة الأحزاب:39 :«أي: وكفاك يا محمد بالله حافظاً لأعمال خلقه ومحاسباً عليهم»
نطق الزجاج : «الحسيب يجوز حتىقد يكون من حسبت الحساب، ويجوز حتىقد يكون أحسبني الشيء إذا كفاني. فالله تعالى "محسب" أي: كاف فيكون فعيلاً في معنى معمل كأليم ونحوه»
نطق السعدي :«الحسيب: هوالعليم بعباده، كافي المتوكلين، المجازي لعباده بالخير والشر بحسب حكمته وفهمه بدقيق أعمالهم وجليلها»
ونطق أيضاً:«والحسيب بمعنى الرقيب الحاسب لعباده المتولي جزاءهم بالعدل، وبالفضل، وبمعنى الكافي عبده همومه، وغمومه. وأخص من ذلك أنه الحسيب للمتوكلين: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ سورة الطلاق:30، أي: كافيه أمور دينه ودنياه»
ونطق أيضًا :«والحسيب أيضاً هوالذي يحفظ أعمال عباده من خير، وشر، ويحاسبهم إذا خيراً فخير وإن شراً فشر، ونطق تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ سورة الأنفال:64، أي: كافيك وكافي أتباعك، فكفاية الله لعبده بحسب ما قام به في متابعة الرسول ظاهراً وباطناً، وقيامه بعبودية الله تعالى»
ونطق في موطن أخر :«﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾ سورة النساء:86، فيحفظ على العباد أعمالهم حسنها وسيئها، صغيرها وكبيرها ثم يجازيهم بما اقتضاه فضله وعدله وحكمه المحمود»
نطق الخطابي :«الحسيب هوالمكافئ فعيل بمعنى عمل كقولك: أليم بمعنى مؤلم، تقول العرب: نزلت بفلان فأكرمني وأحسبني أي أعطاني ما كفاني حتى قلت: حسبي، والحسيب أيضاً بمعنى المحاسب، كقولهم: وزير ونديم بمعنى موازر ومنادم ومنه قول الله سبحانه: ﴿كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ سورة الإسراء:14 أي: محاسباً والله أفهم»
نطق ابن القيم :

وهوالحسيب كفاية وحماية

والله كافي العبد جميع أوان

مراجع

↑ شرح أسماء الله الحسنى لهاني حلمي نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2014 على مسقط واي باك مشين.
^ تفسير الطبري (22/12)
^ تفسير الأسماء ص:49
^ تيسير الكريم الرحمن: 947
^ توضيح الكافية الشافية ص:126-127
^ الحق الواضح المبين ص:78
^ تفسير السعدي ص:191
^ شأن النادىء ص:69-70