الشكور (أسماء الله الحسنى)

الشكور من أسماء الله الحسنى على وزن فعول بصيغة المبالغة ، ومن أسماء الله الحسنى أيضًا الشاكر ، ومعناه :أن الشكور هوالذي يزكوعنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء، فشكره لعباده مغفرته لهم.

في القرآن الكريم

قد ورد في القرآن الكريم أربع مرات :

في قوله تعالى: ﴿لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ سورة فاطر:30
وفي قوله: ﴿إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ﴾ سورة فاطر:34
وفي قوله: ﴿وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ سورة الشورى:23
وفي قوله: ﴿وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ﴾ سورة التغابن:17 .

في السنة النبوية

ورد معني شكر الله في الحديث : «نطق رسول الله :بينما رجل يمشي بطريق عثر غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له فغفر له»

الأقوال في معناه

نطق السعدي : «من أسمائه تعالى الشاكر الشكور : وهوالذي يشكر القليل من العمل الخالص النقي النافع، ويعفوعن الكثير من الزلل ولا يضيع أجر من أحسن عملا بل يضاعفه أضعافا مضاعفة بغير عد ولا حساب، ومن شكره أنه يجزي بالحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وقد يجزي الله العبد على العمل بأنواع من الثواب العاجل قبل الآجل، وليس عليه حق واجب بمقتضى أعمال العباد وإنما هوالذي أوجب الحق على نفسه كرما منه وجودا، والله لا يضيع أجر العاملين به إذا أحسنوا في أعمالهم وأخلصوها لله تعالى»
نطق الزجاج : «الشكور من أسماء الله عز وجل - وكذلك الشاكر- معناه: أنه يزكوعنده القليل من الأعمال، فيضاعف لهم به الجزاء وكأن الشكر من الله تعالى هوإثابته الشاكر على شكره، فجعل ثوابه للشكر وقبوله للطاعة شكرا على طريقة اللقاءة كما نطق عز اسمه: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾سورة البقرة:194»
نطق ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ﴾ : «غفر لهم الكثير من السيئات، وشكر لهم اليسير من الحسنات»

وصف العبد الشكور

وصف الشكور قد يُطلق على الإنسان، حيث حتى الشكر لله عبادة في الإسلام :

ذكر القرآن حتى من يتصف بهذه الصفة هم قليل، فنطق تعالى : ﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾سورة سبأ:13
فقد وُصِفَ النبي نوح في القرآن الكريم بالعبد الشكور ، فنطق تعالي ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ سورة الإسراء:3
وذكر في الحديث، فعن عائشة نطقت : «كان رسول الله إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه ، نطقت عائشة : يا رسول الله أتصنع هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! ، فنطق : يا عائشة أفلا أكون عبدًا شكورًا»

عبادة الشكر

تحدث الكثير من الآيات في القرآن الكريم عن حتى الشكر لله عبادة، وعن جزاء الشاكرين، منها :

نطق تعالي في سورة الأعراف : ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ .
نطق تعالي في سورة إبراهيم : وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ .
نطق تعالي في سورة إبراهيم : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ .

مراجع

^ ذكره الجزري في النهاية
^ المعجم المفهرس لمحمد فؤاد عبد الباقي
^ رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة
^ الحق الواضح المبين للسعدي ص:70
^ مرجع الزجاج ص 47
^ تيسير العلي القدير المجلد الثالث ص430
^ عبادة الشكر نسخة محفوظة 02 يوليو2018 على مسقط واي باك مشين.
^ رواه مسلم (1169ح 2820) و(413ح 4837) بزيادة :"فَلَمّا كَثُر لحْمُهُ صلى جَالِسًا، فإذا أرادَ أَنْ يَرْكَعَ، قام فَقَرأَ ثمَّ رَكَعَ