النوير قبائل تعيش على النيل بالسودان وينتمون مع الدينكا إلى أصل عثر واحد، وهم ثاني أكبر المجموعة النيلية، إذ يحتلون المرتبة الثانية بعد الدينكا من حيث التعداد السكاني، ثم يليهم الشلك، وأساطير النوير شبه المقدسة لديهم تحكي حتى جدهم الأكبر (لانجور) قد عبر النيل الأبيض عند منطقة (فشودة)، ثم سار بهم إلى شرق ملكال حيث استقر بهم المقام هناك وهم ينحدرون أصلاً من الجد (ابينوينق) شقيق دينج وهوجد الدينكا والنوير في جميع أنحاء السودان ويتحدثون بلهجة واحدة وأسلوبهم في الحياة واحد ويعتقدون حتى تاريخهم يبدأ من منطقة ليج المقدسة لديهم، حيث شهدت هذه المنطقة نشأة جميع فصائل النوير ثم تفرقوا منها إلى جميع مناطقهم الحالية ثم نزحوا غرباً حتى استقروا بمنطقة (ميوم)، ثم اتجهوا شرقاً فسار كثير منهم إلى اكوبوا وواط والناصر وميورد وايود ومن فروع النوير هناك ليك وجكناج بمحافظة ربكونة ونوير جقي واروك وادوار ونونق بمحافظة اللير وهناك فروع شتى للنوير بمركز فنجاك ويمتدون إلى داخل الحدود الإثيوبية.

نظم القبيلة

خلال فصل مطرأمطار يعيش النوير في قرى مرتفعة على ظهر هضاب صغيرة مقببة وتلال أومنطقة على امتداد أرض غير شديدة الانحدار، وينشغلون بزراعة الدخن والذرة. والأرض التي تفصل بين قرية وأخرى تكون مغمورة لستة أشهر، ومن ثمَّ فهي ليست صالحة للإقامة ولا للزراعة ولا للرعى. أية مسافة من خمسة إلى عشرين ميلاً يمكن حتى تفصل بين القرى المتجاورة، بينما تفصل المسافات الأكبر أقساماً من القبيلة الواحدة وتفصل جميع قبيلة عن الأخرى.

عادات وتنطقيد

في نهاية موسم الأمطار يحرق الناس الحشائش لتوفير مرعى حديث ويغادرون قراهم للإقامة في معسكرات صغيرة. وعندما يصبح الجفاف شديداً تهجرز مساكن تلك المعسكرات الوسطية حول مصادر المياه الدائمة.

وبالرغم من حتى تلك التحركات تتم أساساً من أجل الأبقار فإنها تمكن النوير أيضاً من صيد الأسماك، وهوما يكاد يستحيل من مواقع القرى، ولوبدرجة أقل، فهم يمارسون صيد الحيوانات وجمع الفواكه والجذور البرية، وعندما تهطل الأمطار مجدداً يعودون إلى قراهم، إذ تتوفر حماية للأبقار وتسمح الأرض المرتفعة بممارسة الزراعة. وتتألف تلك الجماعات المحلية من العائلة أحادية الزواج المرتبطة بكوخ مفرد، تحتل العائلة مسكناً واحداً، القرية الصغيرة، والقرية، والمعسكر، والمنطقة، والأقسام القبلية ذات الأحجام المتنوعة، والقبيلة، والمجتمع الدولي تلك تمثل حدود الأفق الاجتماعي للنوير. وتعد العائلة، والعائلة المنزلية، والقرية الصغيرة جماعات منزلية أكثر منها سياسية. وتتجمع القرى والوحدات السياسية لأرض النوير في أقسام أوفروع قبلية. وهناك بعض القبائل الصغيرة جداً إلى الغرب من النيل تتألف من قرى متجاورة فقط. وفي القبائل الأكبر إلى الغرب من النيل وفي قبائل شرق النيل كلها نجد حتى الإقليم القبلي ينقسم إلى عدد من المناطق التي تفصل بينها أراض غير مأهولة، والتي تعترض بين أقرب مواقع إقامة لقبائل متماسة أيضاً.

التوزيع السكاني

وبما أنَّ النوير يغادرون قراهم إلى معسكر بالقرب من الماء فإنَّ لهم توزيعاً ثانياً في موسم الجفاف. وعندما يعسكرون على ضفاف نهر فإن تلك المعسكرات في حالات يلي بعضها الآخر بعد جميع عدة أميال، لكنهم عندما يعسكرون حول أحواض داخلية فإنَّ مسافة عشرين إلى ثلاثين ميلاً تفصل بين جميع معسكر والذي يليه. والمبدأ الإقليمي لبنية النوير السياسية يتم تعديله بعمل الهجرات الموسمية. والنوير يكوّنون جماعات قروية منفصلة في فصل الأمطار ويمكن حتى يتحدوا في معسكر مشهجر خلال موسم الجفاف، وكذلك الذين هم من القرية نفسها يمكن حتى ينضموا إلى معسكرات مختلفة، عادة ماقد يكون ضرورة، في القبائل الأكبر، لأعضاء قرية اجتياز أراض واسعة في البلاد، مأهولة بجماعات قروية أخرى، وصولاً إلى الماء، ويمكن حتى يقع معسكرهم قريباً من قرى أخرى. ولتجنب الفقدان الكلى لبترانهم بعمل طاعون الماشية أوبسبب كارثة أخرى، فإن النوير يقومون بتوزيع البتران في معسكرات متعددة.

النظام القبلي

هناك قانون داخل القبيلة؛ وآلية لفض النزاعات والتزام أخلاقي لاحتوائها عاجلاً أم آجلاً. إذا اغتال الشخص أحد أفراد القبيلة، يمكن منع أوحجب الضغينة بدفع أبقار بين القبيلة والأخرى، وليست هناك وسائل للجمع بين الأطراف في النزاع ولا يقدم التعويض، كما انه غير مطلوب. بالتالي إذا اغتال فرد من قبيلة أحداً من قبيلة أخرى، فإن العقوبة يمكن حتى تتخذ فقط شكل حرب قبلية. ويجب ألا نفترض أنَّ العداءات داخل القبيلة يمكن حلها بيسر، فهناك سيطرة معتبرة على الثارات داخل القرية، لكن حدثا كبر حجم الجماعة المحلية أصبحت التسوية أكثر صعوبة. وعندما يدخل قسمان كبيران من القبيلة في عداء، فإن فرص التحكيم الفوري والتسوية تكون ضئيلة، تختلف قوة القانون باختلاف المسافة في البنية القبلية التي تفصل الأشخاص المعنيين. ومع ذلك طالما حتى الإحساس بالجماعة يظل باقياً والعهد القانوني معترفاً به رسمياً داخل القبيلة، بغض النظر عن التقلبات والتناقضات التي قد تظهر في العلاقات العملية بين أفراد القبيلة، فإنهم يظلون يعدون أنفسهم مجموعةً متحدة. ومن ثمَّ إما حتى يتم الإحساس بالعداءات وتسويتها، وبالتالي الاحتفاظ بوحدة القبيلة، أوأنَّ العداءات تظل غير محسومة بحيث يفقد الناس الأمل والتطلع إلى التسوية وأخيراً يتوقفون عن الإحساس بأن عليهم تسويتها، بحيث تنفلق القبيلة لتظهر عنها قبيلتان جديدتان.

نسب النوير

إنَّ سلسلة نسب النوير هي مجموعات أبوية النسب، وتؤلف جميع الأفراد الأحياء المنحدرين، عبر الذكور فقط، من مؤسس ذلك الخط المحدد منطقياً، تضم أيضاً الأفراد الأموات المنحدرين من المؤسس، لكن أولئك الأموات يحتلون أهمية فقط من حيث إنَّ وضعهم الوراثي يفسر العلاقة بين الأحياء، القرابة الأبوية المتسعة يعترف بها إلى أبعد مدى يمكن تتبعه، بحيث إذا عمق سلسلة النسبقد يكون متوافقاً دوماً مع عرضها. ليست سلاسل نسب النوير مشهجرات مجتمعيَّة متموضعة رغم أنَّ أعضاءها عادة ما تربطهم علاقة بالمسقط ويتحدثون عن الموضع كما لوأنه كلياً مجموعة أبوية النسب. جميع قرية نوير ترتبط بسلسلة نسب، ورغم أنَّ أعضاءها عادة ما يؤلفون نسبة قليلة من المجتمع، فإنها تلتصق بهم بحيث يمكننا التحدث عنها تجمعاً لأشخاص متجمعين حول نواة أبوية النسب.

التجمع لغوياً يتطابق مع النواة من خلال تعريف مجتمع القرية باسم سلسلة النسب. فقط بالرجوع إلى قواعد الزواج الخارجي وبعض النشاطات الطقوسية يتوجب على المرء عد سلاسل النسب مجموعات مستقلة كلياً. في الحياة الاجتماعية عموماً فإنَّ سلاسل النسب تؤدى وظيفتها في إطار المجتمعات المحليَّة، على كافة المستويات من القرية إلى القبيلة، وكجزء منها لا نستطيع هنا مناقشة الطرق التي تصبح بها مجموعات الإقامة شبكة للروابط القرابية الزواج، والتبني، وغيرها من الاحتمالات ولكن النتيجة حتى جميع مجموعة محلية هي أموية النسب تتجمع حول نواة أبوية النسب، قواعد الزواج الخارجي هي المبدأ الفاعل في هذه النزعة.

انتشار العشائر

عشائر النوير في جميع مكان متفرقة، بحيث يجد المرء في جميع قرية أومعسكر ممثلين لعشائر متنوعة. وتحركت سلاسل نسب صغيرة على امتداد أرض النوير واستقرت هنا وهناك وجمعت نفسها حول عناصر أبوية غير مترابطة في مجتمعات محلية. الهجرة وامتصاص الدينكا كانت ظروفاً عملت لمصلحة انتشار العشائر واختلاطها كونهم كانوا غزاة، ورعاة مراحيل ولا يدينون بعبادة السلف، فإن النوير ما كانوا أبداً مقيدين بنقطة معينة لا بالضرورة ولا بالإحساس، دون حتى نقدم نوعاً من البينات ودون انادىء أية مؤهلات، نحاول تفسير لما تتشرح عشائر النوير، بخاصة العشائر السائدة، إلى سلاسل نسب أكثر بكثير مما هومعتاد لدى الشعوب الأفريقية. ومن وجهة نظرنا تتشرح العشائر لديهم لأن البنية السياسية التي يرتبطون بها مشرحة بالكيفية التي وصفناها. الالتزامات الاجتماعية وسط النوير تتجلى في الأساس من خلال تعبير قرابي وتتحدد العلاقات المتداخلة للمجتمعات المحلية في إطار القبيلة طبقاً لعلاقة النسب الأبوي. وبالتالي كما تتشرح القبيلة كذلك تتشرح العشيرة معها وتصبح نقطة الافتراق بين أقسام القبيلة نقطة الانحراف في بنية سلسلة نسب العشيرة مرتبطة بكل قسم. إنه كما أتضح لنا، فالعشائر وسلاسل أنسابها ليست مجموعات مشهجرة متميزة، لكنها متضمنة في المجتمعات المحلية، والتي تؤدى وظيفتها بنيوياً من خلالها. والأمر كذلك، ليس مدهشاً أنها تتخذ شكل الدولة التي تمنحهم وجوداً مشهجراً.

الشكل البنيوي

تلك العشائر التي ترتبط بقبائل لها امتداد وعمق في سلسلة نسبها أكبر من تلك العشائر غير المرتبطة بقبيلة، وحدثا كبرت القبيلة زادت أهمية هذا الارتباط بالنسبة للنوير. إنه في القبائل الأكبر مساحة وتعدادا وفي تلك التي تمددت أكثر واستوعبت أجانب أكثر، مثل اللو، والجاجاك الشرقيين، وقبائل الجاجوك، نجد الاهتمام الأكبر بالوضع المتميز والسائد للعشائر الارستقراطية. بالطبع، تؤثر العلاقات السياسية ليس فحسب على شكل العشيرة البنيوي، مقسمة إياها إلى شرائح على خطوط التفرق السياسي، إنما يجوز القول بأن نظام العشيرة يمارس بدوره فاعلية مناظرة على البنية السياسية. في ارتباك سلاسل نسب الأصل المختلف للعشيرة وفي شبكة من الصلات الأموية النسب، فإنَّ البنية السياسية تتخذ شكلاً متوافقاً في لغة القرابة، جعل عشيرة واحدة نظام واحد لسلاسل القرابة يتوافق مع القبيلة وبنيتها في لقاءة الشرائح. فكما حتى الفرد عضوفي شريحة قبلية في لقاءة شرائح أخرى في المرتبة نفسها وأيضاً عضوفي الوقت نفسه في القبيلة التي تضم جميع تلك الشرائح، فهوأيضاً عضوفي سلسلة نسب بلقاءة سلاسل نسب أخرى في نفس المرتبة وعضوفي الوقت نفسه في العشيرة التي تضم جميع سلاسل النسب تلك، وهناك توافق صارم بين هذين المركبين للانتماء، طالما حتى سلسلة النسب تحتوي على الشريحة والعشيرة في القبيلة. كما حتى المسافة في بنية العشيرة بين سلسلتي نسب لعشيرة سائدة تنزع إلى التوافق مع المسافة في بنية القبيلة بين القسمين الذين ترتبط العشيرتان بهما. بالتالي فإن نظام سلاسل النسب للعشيرة السائدة يمكن النوير من التفكير في قبيلتهم بالشكل المتوافق لبنية العشيرة. في جميع شريحة تمنح صلات شبكة القرابة وحدة وتماسكاً عبر العلاقة المشهجرة بسلسلة نسب العشيرة السائدة التي تقيم هناك، وبما أنَّ سلاسل النسب المنفصلة تلك هي مركب في علاقتها بالعشائر الأخرى فإنَّ مجمل القبيلة ينبني حول إطار أبوي النسب كلياً. رغم حتى الأقسام قد تنزع إلى الانسحاب والانقسام، فإن قيمة أبوية، تتقاسمها سلاسل النسب السائدة تظل محتواة فيها.

نسق طبقات العمر

مؤسسة قبلية أخرى هي نسق طبقات العمر، وهونسق ينال قدراً من الأهمية الاجتماعية لدى النوير أكثر من بقية الشعوب النيلية في السودان. يمر أطفال النوير بفترة الرجولة عبر امتحان قاسٍ وسلسلة من الطقوس. وتجرى تلك التلقينات حيثما توفر عدد كافٍ من الأطفال في سن 14الى 16 سنة في قرية أومنطقة. الشبان الذين تمَّ تلقينهم في سنوات متتالية ينتمون كلهم إلى فئة عمرية واحدة، وهناك فترة أربع سنوات فاصلة بين آخر دفعة من فئة الملقنين والدفعة الأولى لفئة الملقنين اللاحقين، خلال السنوات الأربع الفاصلة، هذه لا يتم تلقين أية دفعة من الأطفال. وتكون مدة التلقين مفتوحة على مدى ست سنوات، بحيث تكون هناك عشر سنوات بين بداية جميع فئة عمرية وبين بداية الفئة التي تسبقها وتلك التي تليها. لا تنتظم الفئات العمرية بصورة دائرية. فئات النوير العمرية هي مؤسسات قبلية صرفة، على الأقل في القبائل الكبيرة، حتى جميع أقسام القبيلة لها الفترات المفتوحة والمنغلقة نفسها وتسمى الطبقات بالأسماء نفسها. وهي أيضاً المؤسسات القومية للنوير الأكثر خصوصية، ذلك حتى ندوب التلقين هي علامات مجتمعهم ووسام سيادتهم. ورغم حتى جميع قبيلة كبيرة لها تنظيم خاص بها لطبقتها العمرية، فإن القبائل المتجاورة تنسق طبقاتها زمنيا واسميا، بحيث إذا النوير الغربيين، والنوير الشرقيين، والنوير الوسطيين ينزعون إلى الانقسام إلى ثلاثة أقسام في هذا الشأن. لكنه حتى عندما يسافر الفرد من ركن من أرض النوير إلى ركن آخر، يمكنه بسهولة حتى يدرك الطبقة المماثلة لطبقته في جميع منطقة. إنَّ نظام الطبقة العمرية، بالتالي، مثل نظام العشيرة، ففي حين حتى له مضمونه القبلي فإنه غير مقيد بخطوط التفلق السياسي.

رجال الأبقار

يوجد في جميع قبيلة فرد له شرف افتتاح التلقين وإغلاقه وأن يعطى التسمية لكل طبقة عمرية. ينتمي هذا الفرد إلى واحدة من سلاسل النسب التي لها علاقة طقوس بالأبقار ويعهد هؤلاء الأفراد ب (رجال الأبقار). ويفتتح فترات التلقين ويغلقها في منطقته وتحذوالمناطق الأخرى لقبيلته حذوه. بمجرد حتى يتم افتتاح الفترة، فلكل قرية ولكل منطقة حتى تلقن أطفالها وقت ما تشاء. ولا ترتبط الطبقات العمرية بنشاطات مشهجرة ولا يمكن القول بأنَّ لها وظائف سياسية. ليست هناك مراتب (للمحاربين) و(للكبار) ينشغلون بإدارة البلاد، وليست الطبقات العمرية وحدات عسكرية، إذ يقاتل الفرد مع أعضاء مجتمعه المحلي، بغض النظر عن عمره. ليس هناك تدريب تعليمي أوأخلاقي في طقوس التلقين، وليست هناك قيادة في الطبقات العمرية. لا يوجد عادة أكثر من ست فئات عمرية في وقت واحد، طالما حتى ست فئات تغطى حوالي خمسة وسبعين عاماً. وحدثا ماتت فئة يظل اسمها عالقاً في الذاكرة لجيل أوجيلين، وتصبح جميع الفئة الأكبر سناً مع مرور الزمن، ومن ثمَّ يرتقى الفرد من مرتبة دنيا إلى مرتبة وسطى، ومن مرتبة وسطى إلى مرتبة عليا في مجتمعه بوصفه عضواً في جماعة. وبالتالي يمثل التراتب في نسق الطبقات العمرية المزيد من التجسيد لمبدأ التشرح الذي لاحظناه خاصةً مميزة لنسق القرابة والنسق السياسي للنوير. والدور الأكثر بروزاً للطبقات العمرية في تحديد السلوك يكمن في الكيفية التي تتأثر بها الواجبات والمصالح خلال الانتنطق من الطفولة إلى الرجولة. أيضاً فإنَّ جميع ذكر من النويرقد يكون، بفضل وضع طبقته في البنية، في حالة أولوية، أومساواة، أودونية بالنسبة لكل رجل آخر من النوير. وبعض الرجالقد يكونون (أبناء له)، وبعضهم (اخوة له)، وبعضهم (آباء له). دون الدخول هنا في التفاصيل، ويمكننا القول أنَّ سلوك الرجل تجاه الآخرين في مجتمعه يتحدد بأوضاعهم في نسق الطبقات العمرية. وبالتالي فإن العلاقات العمرية، شأنها شأن علاقات القرابة، وهي محددات بنيوية للسلوك، فالنسق السياسي الإقليمي ونسق الطبقة العمرية كلاهما متماسك في ذاته ويتداخلان في حالات، لكنهما لا يعتمدان على بعضهما.

الضغائن والنزاعات

يعمل النسق السياسي، في اعتقادنا، عبر مؤسسة الضغينة التي تنظم عن طريق ميكانيزم يعهد ب(الزعيم جلد النمر)، هذا الشخص هوواحد من أولئك المتخصصين الذين يهتمون، وفق قدرات طقوسية، بفاعليات مختلفة لحياة النوير الاجتماعية والطبيعة. والزعماء جلد النمر ينتمون إلى سلاسل نسب معينة فقط، رغم أنه ليس جميع أعضاء سلاسل النسب تلك يمارسون قوتهم الطقوسية الموروثة. في معظم أنحاء أرض النوير لا تشكل سلاسل النسب فروعاً من عشائر سائدة. وعندما يقتل إنسان فرداً آخر عليه حتى يتوجه فوراً إلى الزعيم، ويقوم الأخير بجرح يده حتى يسيل الدم. وإلى حتى توضع العلامة هذه، يتوجب على القاتل ألا يأكل ولا يشرب. إذا خاف من الثأر، كما هوالحال دائماً، عمليه حتى يبقى في منزل الزعيم، لأنه مكان مقدس عندهم. وخلال الشهور القليلة اللاحقة على الزعيم حتى ينتزع من أقرباء القاتل وعداً بقبولهم دفع تعويض لتجنب الضغينة ويقنع أقرباء القتيل بأنَّ عليهم قبول التعويض. وخلال هذه الفترة لا يشرب أعضاء الفريقين ولا يأكلون من إناء واحد، ولا يحق لهم الأكل، بالتالي في منزل الطرف الثالث نفسه. يجمع الزعيم من ثمَّ الأبقار حتى وقت قريب يتألف التعويض من حوالي أربعين إلى خمسين بقرة ويأخذها إلى منزل القتيل، حيث يقوم بأداء طقوس الأضحيات المتنوعة للتطهير والتكفير. هذا هوالإجراء المتبع لتسوية الضغينة، وكان هذا هوالتقليد المتبع، ذلك حتى النوير شعب مضطرب يقدر الشجاعة كأعلى فضيلة ويمتلك مهارة في القتال.

الالتزام الأخلاقي

من عادات وتنطقيد النوير التي يحافظ عليها الكثير ما اتى على صيغة مثل: (ليس للبنت بلد أوقبيلة) ويعني ذلك إذا الزواج لا يجب حتىقد يكون في قبيلة واحدة تنغلق على نفسها، لذلك يحرم النوير على أنفسهم الزواج من الأقربين أوالزواج من الأسر ذات السمعة السيئة وسط القبيلة أوذات العيوب الخلقية أوذات الأمراض الوراثية، وهم لا يختنون ذكورهم أوإناثهم، ويغسلون الميت ويحلقون شعره ثم يلف بثوب ويصلى عليه حسب العهد والتنطقيد، ويدفن الميت بالقرب من بيته ويمنع مرور أي إنسان بالقرب منه لمدة أسبوعين، والمرأة تعلن الحداد على زوجها خمسة وأربعين يوماً بعدها تُقسم ملابس الميت على فقراء القبيلة. وللنوير ستة (شلوخ) على شكل دائري أفقي على الجبهة تبدأ على الأذن وتنتهي عند الأذن الأخرى، كما يقومون بخلع ست أسنان للدلالة على انتنطق الصبي ولابد من حتى يجروا عليه عادة التشليخ ولا يأكل الدجاج إلا الصبيان منهم؛ والفرد في النوير لا يشيع جثمان جدته أبداً ولا يمشي في جنازتها.

تنطقيد غريبة

إن الابن الأكبر عندما يموت أبوه يعتبر جميع زوجات أبيه له إلا أمه ومن ينجبه من أولاد لقاء تلك الزيجات فهم إخوة وليسوا أبناء، ونطق كثير من معمري النوير: إذا من أكبر الأسباب التي منعتهم من الاستجابة الكبيرة للمسيحية رغم عمل الكنيسة المكثف وسطهم حتى الكنيسة تحرم تعدد الزوجات، كما يمكن للمرأة حتى تقوم بتأجير شاب قوي ليتزوج من امرأة أخرى ويكون نتاج الزواج من البنين والبنات للمرأة صاحبة المال.

مراجع

النوير في المشاريع الشقيقة

---

• صور وملفات صوتية من كومنز