أكراد العراق

عودة للموسوعة

أكراد العراق

مناطق تواجد الأكراد بكثرة في العراق

أكراد العراق هم جزء من الشعب الكردي الذي يستوطن الحدود الحالية لجمهورية العراق. يعتبر مسألة اكراد العراق الأكثر جدلا والأكثر تعقيدا في القضية الكردية لكونها نشأت مع بدايات إقامة المملكة العراقية عقب الحرب العالمية الأولى وكان الطابع المسلح متغلبا على الصراع منذ بداياته ولكون العراق دولة ذات خليط عرقي وديني وطائفي معقد فإن الأكراد العراقيين غالبا ما وصفوا بكونهم أصحاب نزعات إنفصالية وإنهم لم يشعروا بالإنتماء الى العراق بحدوده الحالية. نشأت نتيجة هذا الصراع الطويل تيارات تؤمن بأن الأكراد الذين يستوطنون العراق قد قدموا من خارج العراق.

في لقاءة مع الزعيم الكردي جلال طالباني أجراه تلفزيون هيئة الأذاعة البريطانية يومثمانية ابريل 2006 صرح طالباني إذا فكرة إنفصال اكراد العراق عن جمهورية العراق امر غير وارد وغير عملي لكون اكراد العراق محاطين بدول ذات أقليات كردية لم تحسم فيها القضية الكردية بعد وإذا ماقررت هذه الدول غلق حدودها فإن ذلك الإجراءقد يكون كفيلا بإسقاط الكيان المنفصل من العراق. تم إستعمال القضية الكردية في العراق كورقة ضغط سياسية من الدول المجاورة فكان الدعم وبتر الدعم للحركات الكردية تعتمد على العلاقات السياسية بين بغداد ودمشق وطهران وأنقرة وكان الزعماء الأكراد يدركون هذه الحقيقة وهناك مقولة مشهورة للزعيم الكردي مصطفى بارزاني مفاده "ليس للاكراد اصدقاء حقيقيون".

نتيجة الطبيعة المعقدة للمسألة الكردية في العراق إنبعثت الكثير من نظريات المؤامرة وخاصة اثناء فترة إنتشار الأفكار القومية العربية حول زعماء الحركات الكردية ومنها على سبيل المثال إتهام محمود الحفيد بمحاولة فصل جزء من العراق فهما بان المنطقة الكردية في العراق لم تكن قد الحقت رسمياً بالعراق آنذاك، عندما بدأ الحفيد حركته عام 1919 وايضا الأتهامات التي وجهت الى مصطفى بارزاني بالتعاون مع اسرائيل، وتحديداً جهاز مخابراتها (الموساد) وأن الحكومة الاسرائيلية قدمت له الدعم السخي لقاء اشغاله الجيش العراقي في عمليات ما يسمى بـ(حركات الشمال)، حتى لا يتفرغ لمقاتلة الجيش الاسرائيلي وإن إقامة اي كيان كردي سيكون في مصلحة إسرائيل . كانت هناك بالعمل علاقة بين حركة البارزاني وإسرائيل من 1965 الى 1975 ولكن هذه العلاقة وعلى لسان الزعيم الكردي مسعود بارزاني "احدى الهفوات التي ارتكبتها الحركة الكردية في مسيرتها التاريخية، حيث لم تجن منها غير نقد الاعلام العربي واعلام دول الجوار الاخرى التي جعلتها قميص عثمان (اتهام جاهز) حدثا ارادوا النيل من الكرد" [1].

التأريخ

تاريخ الأكراد
مانيون
كاردوخيون
ميديون
هزوانيون
شداديون
حسنويون
عنازيون
مروانيون
أيوبيون
بدليسيون
أردلانيون
بهدينانيون
سورانيون
بابانيون

هناك قناعة راسخة لدى الأكراد وهذه القناعة مستندة على مصادر تأريخية إذا اكراد العراق هم أحفاد موجات متعاقبة من الشعوب التي إستوطنت المنطقة منذ القدم إما عن طريق الغزواوالهجرة ويرى اكراد العراق ان وجودهم في المنطقة منذ آلاف السنين يجعل الجدل حول الجذور العريقة للاكراد امرا غير مثمرا على الإطلاق فحتى إذا كانت الجذور الأصلية لأكراد اليوم تقع خارج الحدود الحالية للعراق فإن هذا الجدل لن يغير من الواقع السياسي والتأريخي شيئا. هناك الكثير من النظريات حول العمق التأريخي لتواجد الأكراد في المنطقة ومنها:

  • حسب المؤرخ الكردي محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" يتألف من طبقتين من الشعوب، الطبقة الأولى التي كانت تقطن كردستان منذ فجر التاريخ "ويسميها محمد أمين زكي" شعوب جبال زاكروس" وهي وحسب رأي المؤرخ المذكور شعوب "لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري، نايري" وهي الأصل القديم جدا للشعب الكردي والطبقة الثانية: هي طبقة الشعوب الهندو- أوربية التي هاجرت إلى كردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، واستوطنت كردستان مع شعوبها الأصلية وهم " الميديين والكاردوخيين"، وامتزجت مع شعوبها الأصلية ليشكلا معا الأمة الكردية [2].
  • الهوريون أوشعب هوري الذي كان يقطن شمال الشرق الأوسط في فترة 2500 سنة قبل الميلاد ويعتقد إذا اصولهم كانت من القوقاز اومايسمى القفقاز التي هي منطقة آسيو- أوروبية بين هجريا وإيران والبحر الأسود وبحر قزوين وسكنوا ايضا بالقرب من نهر الخابور وشكلوا لنفسهم ممالك صغيرة من اهمها مملكة ميتاني في شمال سوريا عام 1500 قبل الميلاد [3] [4] ويعتقد إذا الهوريون إنبثقوا من مدينة أوركيش التي تقع قرب مدينة القامشلي في سوريا . إستغل الهوريون ضعفا مؤقتا للبابليين فقاموا بمحاصرة بابل والسيطرة عليها في فترة 1600 قبل الميلاد ومن هذا الشعب إنبثق الميتانيون اوشعب ميتاني ويعتبر المؤرخ الكرديم محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" شعبي هوري وميتاني من الجذور الأولى للشعب الكردي . كانت نهاية مملكة شعب هوري على يد الآشوريين [5].
  • ذكر المؤرخ اليوناني زينوفون (427 - 355) قبل الميلاد في كتاباته شعبا وصفهم "بالمحاربين الأشداء ساكني المناطق الجبلية" وأطلق عليهم تسمية الكاردوخيين الذين هاجموا على الجيش الروماني اثناء عبوره للمنطقة عام 400 قبل الميلاد وكانت تلك المنطقة إستنادا لزينوفون جنوب شرق بحيرة وان الواقعة في شرق هجريا [6]. ولكن بعض المؤرخين يعتبرون الكاردوخيين شعوبا هندوأوروبية إنظمت لاحقا الى الشعب الكردي الذي بإعتقاد البعض يرجع جذوره الى شعوب جبال زاكروس الغير هندوأوروبية
  • إستنادا الى د.زيار في كتابه "ايران...ثورة في انتعاش" والذي طبع في نوفمبر 2000 في باكستان [7] فإنه بحلول سنة 1500 قبل الميلاد هاجرت قبيلتان رئيسيتان من الآريين من نهر الفولغا شمال بحر قزوين وإستقرا في إيران وكانت القبيلتان هما الفارسيين والميديين اسس الميديون الذين إستقروا في الشمال الغربي مملكة ميديا. وعاشت الاخرى في الجنوب في منطقة اطلق عليها الاغريق فيما بعد اسم بارسيس ومنها اشتق اسم فارس. غير ان الميديين والفرس اطلقوا على بلادهم الجديدة اسم ايران التي تعني "ارض الاريين" [8].هناك إعتقاد راسخ لدى الأكراد ان الميديين هم احد جذور الشعب الكردي ويبرز هذه القناعة في ما يعتبره الأكراد نشيدهم الوطني حيث يوجد في هذا النشيد إشارة واضحة الى إذا الأكراد هم "ابناء الميديين" وإستنادا الى المؤرخ الكردي محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" فإن الميديون وإن لمقد يكونوا النواة الأساسية للشعب الكردي فإنهم إنظموا الى الأكراد وشكلوا حسب تعبيره "الأمة الكردية". يستند التيار المقتنع بان جذور الأكراد هي جذور آرية على جذور الميديين حيث إذا هناك إجماعا على إذا الميديين هم اقوام آرية. إستنادا الى كتابات هيرودوت فإن أصل الميديين يرجع الى إنسان إسمه دياكوالذي كان زعيم قبائل منطقة جبال زاكروس وفي منتصف القرن السابع قبل الميلاد حصل الميديون على إستقلالهم وشكلوإمبراطورية ميديا وكان فرورتيش (665 - 633) قبل الميلاد أول إمبراطور واتى بعده إبنه هووخشتره.


موقف الأكراد من نشأة المملكة العراقية

اتى قرار تشكيل دولة العراق بموجب مؤتمر القاهرة الذي عقدته المملكة المتحدة في مارس 1921 في القاهرة لبحث شؤون الشرق الأوسط وتم القرار على إنشاء دولة ملكية في العراق وتنصيب فيصل بن حسين ملكا عليها في 23 اغسطس 1921 بعد إستفتاء وحسب كتاب "المسألة الكردية" للمؤلف م. س. لازاريف "لم يرحب به معظم الكرد" [9]. قابل الكيان الجديد منذ تأسيسه مشاكل متعددة فلم يألف سكان الولايات العثمانية الثلاث ( الموصل ، بغداد ، البصرة ) كيانا سياسيا متماسكا من قبل وكانت الولايات الثلاث تتميز بخصائص قومية وطائفية خاصة تختلف جميع منها عن الأخرى وكان الإسلام هوالرابط الرئيسي بين هذه الولايات الثلاث ولكن الدين وحده لم يكن كافيا في ذلك الوقت لتوحيد هذه الولايات الثلاث حيث عارض وجهاء البصرة الإنضمام الى الدولة العراقية وقاموا بإرسال رسالة الى المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس في 13 اغسطس 1921 وطالبوا فيها بإنشاء إدارة سياسية مستقلة في البصرة [10] وفي ولاية الموصل سعى الأكراد بمن فيهم كبار خطباء المساجد وفهماء الدين الى تشكيل دولة مستقلة تحت الإنتداب البريطاني وإستنادا الى كتاب "المفكرة الخفية لحرب الخليج" للمؤلفين بيار سالنجر واريك لوران فإن "العراق كان كيانا مصطنعا ومن خلق وزير المستعمرات البريطانية آنذاك (تشرشل) الذي خطرت له فكرة الجمع بين حقلي نفط متباعدين بدمج فئات مختلفة من الأديان والأعراق والطوائف" [11] [12] وقد استوعب هذا الملك فيصل نفسه وإستنادا الى عبد الكريم الأزري في كتابه "مشكلة الحكم في العراق" وناجي شوكت في كتابه "سيرة وذكريات 80 عاما" فإن الملك فيصل الأول خط في عام 1931 مذكرة مشهورة اتى فيها "إن البلاد العراقية هي جملة من البلدان التي ينقصها اهم عنصر من عناصر الحياة الإجتماعية ذلك هوالوحدة الفكرية والقومية والدينية فهي والحالة هذه مبعثرة القوى منقسمة على بعضها وبالإختصار اقول وقلبي يملؤه الأسى إنه في إعتقادي لايوجد في العراق شعب عراقي بعد بل توجد كتلات بشرية خالية من اي فكرة وطنية ، هذا هوالشعب الذي اخذت مهمة تكوينه على عاتقي" [13].

حركات محمود الحفيد

محمود الحفيد

بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى أصبح العراق تحت الإنتداب اوالإحتلال البريطاني ولكون خريطة العراق الحالية كانت لاتزال في طور التكوين حاولت هجريا إستمالة محمود الحفيد (1881 - 1956) إلى جانبها رغبة منها في إلحاق ولاية الموصل السابقة الى الجمهورية الهجرية الحديثة وكان الهجريز على محمود الحفيد سببه المكانة الدينية المرموقة لأسرة الحفيد في صفوف الأكراد. إلا ان الحفيد كان له تطلعات قومية فقام بالإتصال بالإنكليز ووعدهم بالسيطرة على الحامية الهجرية التي كانت ما تزال باقية في السليمانية ، لقاء منحه امتيازات في إدارة شؤون المدينة ، وتشكيل حكومة كردية برئاسته على حتى تكون تحت ظل الانتداب البريطاني [14]. نتيجة لهذا التعهد دخلت القوات البريطانية إلى السليمانية وتم تعين محمود الحفيد حاكما على السليمانية بشرط تعين ظابط بريطاني كمستشار له وبدأ العمل في تشكيل الحكومة الكردية التي وعد الإنكليز محمود الحفيد بها [15] طبقا لمعاهدة سيفر حيث اتى في المادة 64 من معاهدة سيفر مايلي "إذا حدث، خلال سنة من تصديق هذه الاتفاقية حتى تقدم الكرد القاطنون في المنطقة التي حددتها المادة (62) إلى عصبة الأمم قائلين حتى غالبية سكان هذه المنطقة ينشدون الإستقلال عن هجريا، وفي حالة اعتراف عصبة الأمم حتى هؤلاء السكان أكفاء للعيش في حياة مستقلة وتوصيتها بمنح هذا الإستقلال، فإن هجريا تتعهد بقبول هذه التوصية وتتخلى عن جميع حق في هذه المنطقة. وستكون الإجراءات التفصيلية لتخلي هجريا عن هذه الحقوق موضوعا لإتفاقية منفصلة تعقد بين كبار الحلفاء وبين هجريا. وإذا ما تم تخلي هجريا عن هذه الحقوق فإن الحلفاء لن يثيروا أي اعتراض ضد قيام أكراد ولاية الموصل ( بالانظمام الإختياري إلى هذه الدولة الكردية". لكن البريطانيين تنكروا لبنود معاهدة سيفر مما حدى بالحفيد إلى إعلان الثورة على الحكم البريطاني وقام بالسيطرة على مدينة السليمانية في 21 مايو1919 وطرد القوات البريطانية في المدينة وتمكن من أسر عدد من الضباط الإنكليز وأعرب تشكيل دولة كردية،وأعرب نفسه ملكا عليها ،واتخذ له فهماً خاصاً بدولته [16].

حشد البريطانيون قوة عسكرية كبيرة مدعوما بالطائرات الحربية وتمكنت من إلحاق الهزيمة بقوات محمود الحفيد وتم إعتنطق الحفيد وتم نفيه إلى الهند وبقي فيها منفيا حتى عام 1922 ولكن البريطانيون اضطروا إلى إعادته إلى السليمانية مرة اخرى بسبب الإضطرابات السياسية التي اعقبت نفيه وبعد رجوعه قام الحفيد مرة اخرى بطرد الإنكليز من السليمانية في 11 يوليو1923 ومرة اخرى تمكن البريطانيون اثناء حكومة ياسين الهاشمي من إعادة السليمانية الى حدود المملكة العراقية الحديثة التي لم تكن لحد تلك اللحظة تضم ولاية الموصل حيث تم ضم الموصل الى حدود المملكة العراقية في فبراير 1925 بناءا على توصية من عصبة الأمم [17] [18].

احدث توقيع نوري السعيد معاهدة 30 اغسطس 1930 إحتجاجا واسعا من قبل الأكراد ومظاهرات ضد المعاهدة وضد حكومة نوري السعيد فقام محمود الحفيد للمرة الثالثة بتحشيد اتباعه وطرد الإنكليز من منطقة نفوذه وأضاف عليه هذه المرة مذكرة إلى المندوب السامي البريطاني يطالبه بإنشاء دولة كردية في منطقة كردستان تمتد من زاخووحتى خانقين [19]. وللمرة الثالثة تمكن الإنكليز وقوات الحكومة العراقية من إلحاق الهزيمة به وقام الحفيد بتسليم نفسه في 13 مايو1931 وتم إبعاده إلى مدينة السماوة ،ثم نقل إلى مدينة الناصرية ، وأخيراً تم نقله إلى قصبة عانه ،ثم سمحت له الحكومة بالإقامة في بغداد وقررت مصادرة كافة أملاكه في السليمانية. ولم تلق تلك المعاهدة إستنكارا من الأكراد فقط بل قوبلت برفض شديد من قطاعات واسعة من الشعب العراقي بما فيهم سياسيون كبار وتم وصفه بمحاولة نوري السعيد وضع العراق تحت الأحتلال البريطاني التي هوأسوء بكثير من الأنتداب حيث نطق ياسين الهاشمي "لم تضف المعاهدة شيئاً إلى ما كسبه العراق بل زادت في أغلاله ، وعزلته عن الأقطار العربية ، وباعدت ما بينه وبين جارتيه الشرقيتين وصاغت لنا الاستقلال من مواد الاحتلال ،ورجائي من أبناء الشعب حتى لا يقبلوها" ونطق عنها حكمت سليمان "المعاهدة الجديدة تضمن الاحتلال الأبدي ، ومنحت بريطانيا امتيازات دون عوض أما ذيولها المالية ، فإنها تكبد العراق أضراراً جسيمة دون مبرر" ونطق عنها رشيد عالي الكيلاني "إن أقل ما ينطق عن هذه المعاهدة أنها استبدلت الانتداب الوقتي باحتلال دائم وأضافت إلى القيود والأثنطق الحالية قيودأ، واثنطقاً أشد وطأة" [20]


حركات مصطفى بارزاني

الملا مصطفى البارزاني

تزامنت حركة محمود الحفيد في السليمانية مع حركة كردية أخرى في منطقة بارزان بقيادة أحمد بارزاني (1892 - 1969) الأخ الأكبر لمصطفى بارزاني وإستنادا الى المؤرخ العراقي عبدالرزاق الحسني فإنه كانت هناك تقارير عن إتصالات بين أحمد بارزاني والفرنسيين في سوريا من اجل الحصول على الدعم ونيل الإستقلال ولكن فرنسا فضلت إثارة حالة عدم الإستقرار في العراق لكي تضمن إستمار وضع سوريا تحت إنتدابها.

في ابريل 1931 حمل أحمد بارزاني طلبا الى عصبة الأمم حول منح الأكراد الحكم الذاتي . في يناير 1932 شن الجيش العراقي الحديث مدعوما بسلاح الجوالبريطاني هجوما واسعا على منطقة بارزان وتم نفي احمد بارزاني الى السليمانية ثم جنوب العراق ولكن الحركة إستمرت بقيادة مصطفى بارزاني الأخ الأصغر لأحمد بارزاني الذي إستطاع ان يفلت من منفاه في السليمانية وعاد الى منطقة بارزان عبر الأراضي الأيرانية في 28 يوليو1943 وقام بجولة في قرى منطقة بارزان وإنظم اليه عدد كبير من رجال تلك القرى وفي 2 اكتوبر 1943 إندلعت الشرارة الأولى لحركة مصطفى بارزاني حيث إستولى نحو30 مسلحا عل مخفر للشرطة في منطقة شانه ده ر وإمتدت الى مناطق اخرى وتم السيطرة على 17 مخفرا للشرطة وكانت مطالب البارزاني هي التالية:

  • تشكيل ولاية كردية تضم كركوك ، اربيل ، السليمانية ، زاخو، دهوك ، العمادية ، سنجار ، خانقين ، مندلي.
  • إعتبار اللغة الكردية لغة رسمية في تلك الولاية.
  • تعيين نائب وزير كردي في جميع الوزارات العراقية.

تمت سلسلة من الإجتماعات بين بارزاني ونوري السعيد ووصي العرش عبد الإله والسفير البريطاني في بغداد وأظهر نوري السعيد إستعدادا لتطبيق مقترحات بارزاني إلا انه قوبل بمعارضة شديدة من وزراءه واعضاء مجلس النواب وبدأت إشاعات بالإنتشار بان نوري السعيد من اصل كردي وإنه تزوج من كردية وتحت هذه الضغوط إضطر السعيد الى تقديم إستنطقته وفشل الحوار وبدأ القتال مرة اخرى في 13 اغسطس 1945 حيث شنت القوات العراقية والقوة الجوية البريطانية هجوما على معاقل مصطفى بارزاني وبعد معارك عنيفة قام البارزاني مع 1000 من اتباعه بالإنسحاب الى إيران ثم الى الاتحاد السوفيتي.

في عام 1945 وبدعم من الاتحاد السوفيتي شكل أكراد إيران اول جمهورية كردية في مهاباد في ايران، خدم البارزاني كوزير للدفاع لجمهورية مهاباد التي كان عمرها قصيرا فبعد 11 اشهر من نشوئها تم القضاء عليها من قبل الحكومة الأيرانية بعد انسحاب القوات السوفيتية من الاراضي الايرانية حيت دخلت القوات السوفيتية جزءا من الاراضي الايرانية ابان الحرب العالمية الثانية. في عام 1958 ومع إعلان الجمهورية العراقية دعى الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم البارزاني للعودة الي العراق وبدأت مناقشات حول اعطاء الاكراد بعض الحقوق القومية لكن تطلعات البارزاني فاقت ما كان في نية عبدالكريم قاسم اعطاءه للأكراد ممى ادى الى نشوب الصراع مرة اخرى حيث قام عبدالكريم قاسم بحملة عسكرية على معاقل البارزاني عام 1961 [21] [22] [23] [24].

بعد الأطاحة بعبدالكريم قاسم فيتسعة فبراير 1963 من قبل البعثيين الذين استلموا مناصب الحكم بعد الإنقلاب عليه, وعينوا عبدالسلام عارف رئيسا جديدا للجمهورية العراقية.وفي اواخر مارس 1963 سافر وفد كردي برئاسة عضوالمخط السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ، آنذاك ، جلال طالباني الى بغداد لكن هذه المحادثات لم تفض الى نتائج عملية . أطاح عبدالسلام عارف بحزب البعث في 18 نوفمبر 1963 واخذ عارف يتقرب من القاهرة وموسكوويزيد من تسليح الجيش العراقي مما اثارت مخاوف إيران وقامت طهران تتدخل بالقضية الكردية وبدأت في ذلك الفترة ايضا بوادر إنشقاق وصراع داخلي في الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث بدأت خلافات جوهرية تظهر بين ابراهيم أحمد وجلال طالباني اللذان كانا اعضاء اللجنة المركزية للحزب من جهة ومصطفى البارزاني ومؤيديه من جهة اخرى فدعى ابراهيم احمد الى تجريد مصطفى بارزاني من صلاحيات كرئيس للحزب فانفصل ابراهيم أحمد وجلال طالباني عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ليشكلوا المخط السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني وفي عام 1966 شكلت المجموعة المنشقة حلفا مع الحكومة العراقية برئاسة عبدالرحمن عارف وشاركت في حملة عسكرية ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني. في عام 1968 وقبل مجيئ حزب البعث للسلطة قام بارزاني بزيارة سرية الى طهران وضمن الشاه محمد رضا بهلوي في تلك الزيارة الدعم للبارزاني وحركته [25].

الأكراد بعد عام 1968

اتفاقية اذار 1970

تزامن وصول حزب البعث للسلطة في يوليو1968 مع مجموعة من التغيرات السياسية والإقليمية التي كانت في صالح حركة مصطفى بارزاني فالدعم الأيراني للحركة زاد من القوة القتالية للاكراد وتكبدت القوات العراقية خسائر كبيرة وحسب تقارير مجلة نيوميدل أيست البريطانية فإن الحرب العراقية ضد الكرد كلفت ميزانية العراق في 1969 بما يقارب 30% ومن ناحية اخرى اعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إذا الولايات المتحدة مصممة على دعم الأنظمة المؤيدة لبلاده ومن ضمنها إيران . جميع هذه العوامل ادت الى خشية بغداد من تعاظم الدور الإيراني في المنطقة فقامت الحكومة العراقية بعرض المفاوضات مع بارزاني.

في 11 مارس 1970 م تم التوقيع على اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد بين الحكومة العراقية والزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني وفيه اعترفت الحكومة العراقية بالحقوق القومية للأكراد مع تقديم ضمانات للأكراد بالمشاركة في الحكومة العراقية واستعمال اللغة الكردية في المؤسسات التعليمية ولكن لم يتم التوصل إلى حل حاسم بشأن قضية كركوك التي بقيت عالقة بانتظار نتائج إحصائات لفهم نسبة القوميات المتنوعة في مدينة كركوك.

هذه العملية الإحصائية كانت أمل الأكراد بإظهار الهوية الكردية لمدينة كركوك نتيجة لقناعة الأكراد بتفوقهم العددي في مدينة كركوك وضواحيها بالإضافة إلي مدينة خانقين الواقعة جنوب شرقي مدينة كركوك. تم التخطيط لإجراء تلك الإحصائية المهمة عام 1977 م ولكن اتفاقية آذار كانت ميتة قبل ذلك التاريخ حيث ساءت علاقات الحكومة العراقية مع الزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني وخاصة عندما أعرب البارزاني رسميا حق الأكراد في نفط كركوك. اعتبرت الحكومة العراقية إصرار الأكراد بشأن كردية كركوك كإعلان حرب حيث حدى بالحكومة العراقية في آذار 1974 م إلى إعلان الحكم الذاتي للأكراد من جانب واحد فقط دون موافقة الأكراد الذين اعتبروا الإتفاقية الجديدة بعيدة جميع البعد عن إتفاقيات سنة 1970 حيث لم تعتبر إعلان 1974 مدينة كركوك وخانقين وجبل سنجار من المناطق الواقعة ضمن مناطق الحكم الذاتي للأكراد وقامت الحكومة العراقية بالإضافة إلى ذلك بإجراءات إدارية شاملة في مدينة كركوك كتغير الحدود الإدارية للمدينة بشكل يضمن الغالبية العددية للعرب في كركوك وأطلقت تسمية محافظة التأميم على المنطقة.

في تلك الأثناء كانت بغداد تندفع بخطوات سريعة نحوموسكووكان الإسرائيليون يلحون على الكرد ضرورة إشغال القوات العراقية في صراعات داخلية بهدف تخفيف الضغط على جبهتهم مع سوريا وقامت واشنطن بعد إجتماع سري بين محمود عثمان وريتشارد هيلمز رئيس وكالة المخابرات الأمريكية بتقديم مساعدات مالية وعسكرية محدودة الى الأكراد عن طريق إيران جميع هذه الضغوط ولغرض اخماد الصراع المسلح للاكراد اجبرت القيادة العراقية على توقيع اتفاقية الجزائر والقبول بنقطة خط القعر في شط العرب كحدود رسمية بين العراق وإيران وكان هذا تراجعا عن مذكرة عام 1969 حيث بلغ العراق الحكومة الأيرانية ان شط العرب كاملة هي مياه عراقية ولم تعترف بفكرة خط القعر ، ونقطة خط القعر هي النقطة التيقد يكون الشط فيها باشد حالات انحداره. وكانت هذه الإتفاقية كفيلة بسحب دعم الشاه للحركة الكردية التي إنهارت تماما في عام 1975 وانتهى المطاف بالبارزاني إلي الولايات المتحدة الأمريكية حيث توفي فيها عام 1979 في مستشفى جورج واشنطن.


بعد حرب الخليج الثانية

منطقة رئيسية: حرب الخليج الثانية

بعد غزوالعراق 2003

منطقة رئيسية: غزوالعراق 2003

المصادر

من اهم الاحداث في تاريخ خانقين سنار مريض وبطنه توجعه (كناحه)

تاريخ النشر: 2020-06-04 03:27:12
التصنيفات: أكراد, أكراد العراق

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ستولتنبرغ: استعدوا لسماع أخبار سيئة من أوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-03 06:07:31
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 96%

إعلام فلسطيني: استهداف آليات إسرائيلية في بيت حانون شمال غرب غزة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-03 03:22:31
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 41%

سفير مصر بأستراليا: حرص المصريين على التصويت يعكس الانتماء الوطنى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-03 03:22:18
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 39%

وزير الدفاع الأمريكي يعلن زيادة تمويل واشنطن لإنتاج الذخيرة بنسبة 50%

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-03 03:22:29
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 41%

بعثة الأهلى تغادر تنزانيا فى طريق العودة إلى القاهرة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-03 03:22:40
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 50%

آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /03.12.2023/

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-03 06:07:30
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 96%

موعد مباراة الزمالك وسوار الغينى اليوم الأحد 3 / 12 / 2023 فى الكونفدرالية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-03 03:22:35
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 35%

مصريون فى توجو يدلون بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية..فيديو وصور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-03 03:22:38
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 38%

تفاصيل اليوم الثانى من الانتخابات الرئاسية للمصريين بالخارج.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-03 03:22:42
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 43%

لحظة بلحظة.. تطورات الحرب في قطاع غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-03 06:07:34
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 85%

مواعيد قطارات السكة الحديد فى الوجهين البحرى والقبلى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-03 03:22:16
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 41%

تحميل تطبيق المنصة العربية