الشكور
نطق الله تعالى : { ومن تطوَّع خيراً فإنَّ الله شاكرٌ عليم (سورة البقرة الآية 158) ونطق تعالى: { إذا تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم (سورة التغابن الآية 17) ، {وكان الله شاكراً عليماً (سورة النساء الآية 147) .
- من أسمائه تعالى ( الشاكر، الشكور ) الذي لا يضيع سعي العاملين لوجهه بل يضاعفه أضعافاً مضاعفة، فإنَّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، وقد أبلغ في كتابه وسنة نبيه بمضاعفة الحسنات الواحدة بعشر إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة ، وذلك من شكره لعباده، فبعينه ما يتحمل المتحملون لأجله ومن عمل لأجله أعطاه فوق المزيد، ومن هجر شيئاً لأجله عوضه خيراً منه ، وهوالذي وفق المؤمنين لسقماته ثم شكرهم على ذلك وأعطاهم من كراماته، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وكل هذا ليس حقاً واجباً عليه، وإنما هوالذي أوجبه على نفسه جوداً منه وكرماً.
وليس فوقه سبحانه من يوجب عليه شيئاً نطق تعالى : { لا يسأل عما يعمل وهم يسألون (سورة الأنبياء الآية 23) فلا يجب عليه سبحانه إثابة المطيع ، ولا عقاب العاصي بل الثواب محض فضله وإحسانه، والعقاب محض عدله وحكمته؛ ولكنه سبحانه الذي أوجب على نفسه ما يشاء فيصير واجباً عليه بمقتضى وعده الذي لا يخلف كما نطق تعالى : {خط ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم (سورة الأنعام الآية 54) وكما نطق سبحانه : { وكان حقاً علينا نصر المؤمنين (سورة الروم الآية47) وممضى أهل السنة أنه ليس للعباد حق واجب على الله وأنه مهما يكن من حق فهوالذي أحقه وأوجبه ولذلك لا يضيع عنده عمل قام على الإخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فإنهما الشرطان الأساسيان لقبول الأعمال. فما أصاب العباد من النعم ودفع النقم ، فإنه من الله تعالى فضلاً منه وكرماً، وإن نعًّمهم فبفضله وإحسانه ، وإن عذبهم فبعدله وحكمته ، وهوالمحمود على جميع ذلك.