يهود الجزيرة العربية

عودة للموسوعة

يهود الجزيرة العربية

صورة تعود لعام 1914 ليهودي يمني بثياب يهودية تقليدية

وجدت قبل الإسلام في خيبر وتيماء ويثرب ( المدينة المنورة ) وفي اليمن وفي مناطق أخرى متفرقة. وقد ورد إسم تيماء في العهد القديم، في سفر إشعياء.

وهذا الوجود اليهودي يثير قضية علاقة تلك التجمعات اليهودية ببني إسرائيل الأصليين، خاصة ان بعض الخرائط التي تتبناها بعض الجماعات الدينية واليمينية الإسرائيلية، لما يسمى في عهدهم، دولة إسرائيل الكبرى، تقتطع جزء كبير من الجزيرة العربية، حيث يمدون حدود دولتهم الإفتراضية شرقا للفرات وغربا للنيل، وشمالا حتى هضبة الأناضول، وجنوبا حتى المدينة المنورة.

لهذا يعد من الضروري إستعراض حقيقة القبائل اليهودية التي وجدت في الجزيرة العربية قبل الإسلام وشطر من صدر الإسلام في شمال الجزيرة، وحتى الأن في اليمن والبحرين. وذلك لبيان الحقيقة كما أيضا لدحض أي إنادىء مبني على أساطير.

القبائل العربية التي إعتنقت اليهودية

ذكر ابن قتيبة في حديثه عن أديان العرب في الجاهلية: حتى اليهودية كانت في حمير وبني كنانة وبني الحارث بن كعب وكندة وبعض قضاعة. وذكر نفس الأمر ابن حزم الأندلسي الظاهري في جمهرة أنساب العرب عند حديثة عن نفس الموضوع، وبالمثل ياقوت الحموي في معجمه. وذكر اليعقوبي حتى بني النضير فخذ من جذام تهودوا ونزلوا جبل ينطق له نضير فسموا به، وحتى بني قريظة أيضا فخذ من جذام تهودوا ونزلوا بجبل يسمى قريظة فنسبوا إليه. أما صاعد البغدادي الأندلسي، صاحب المصنفات، والذي كان من المقربين من محمد بن أبي عامر المعروف بالمنصور، فقد ذكر صاعد مجموعة من القبائل التي تسربت إليها اليهودية مثل حمير وبني كنانة وبني الحارث بن كعب وكندة. وذكرت مصادر أخرى حتى اليهودية وجدت في بعض الأوس من قبائل الأنصار، وبني نمير وبعض غسان وبعض جذام. بل حتى بعض المصادر تذكر حتى الآية القرآنية البقرة 256، نزلت بسبب حتى بعض الأنصار هودوا أولادهم قبل الإسلام وعندما اتى الإسلام أرادوا حتى يقسروا أبنائهم على إعتناق الإسلام، فنزلت تلك الآية الكريمة التي تحرم الإكراه في الدين. ومما يدعم جميع تلك المصادر نمط الحياة الذي عاشه العرب في الجزيرة العربية، فقد كان يهود الجزيرة العربية لا يفترقون عن بقية القبائل العربية في العادات والتنطقيد في شيء، حتى أشعارهم لا تتبدى بها إلا الطبيعة العربية الخالصة، ومثال على ذلك شعر السموأل بن عادياء، فالسموأل يذكر في لاميته المعروفة إنه من بني الديان، وقد ذكر القلقشندي في نهاية الأرب نسب بني الديان كالتالي:

بنوالديان - بفتح الدال المهملة وتشديد الياء المثناة تحت ونون في الآخرة بطن من بني الحارث بن كعب من القحطانية وهم بنوالديان ومسماه يزيد بن قطن بن زيادة الحارث بن كعب بن الحارث بن كعب والحارث قد تقدم نسبه في الألف واللام مع الحاء‏.‏

نطق في العبر‏:‏ وكان لهم الرئاسة بنجران من اليمن والملك على العرب بها وكان الملك منهم في عبد المدان بن الديان وانتهى قبل البعثة إلى يزيد بن عبد المدان ووفد أخوه على النبي صلى الله عليه وسلم على يد خالد بن الوليد‏.‏

نطق ابن سعيد‏:‏ ولم يزل الملك بنجران في بني عبد المدان ثم في بني أبي الجود منهم ثم انتقل إلى الاعاجم الآن‏.‏

نطق أبوعبيدة‏:‏ ومن بني عبد المدان هؤلاء الربيع بن زياد أمير خراسان في زمن معاوية وشداد بن الحارث الذي يقول فيه الشاعر‏:‏ يا ليتنا عند شدادٍ فينجزنا ويمضى الفقر عنا سيبة الغدق. إنتهى ما ذكر القلقشندي.

إذا فالسموأل عربي أصيل من بني الديان من بني الحارث بن كعب من مذحج من قحطان.


إنتشار اليهودية في الجزيرة العربية

تشير بعض الدراسات الحديثة الجادة (التوراة اتىت من جزيرة العرب/ كمال الصليبي وكذلك تأريخ سوريا القديم/ أحمد داوود) إلى حتى اليهودية هي إحدى الديانات العربية، التي نشأت أصلا في غرب الجزيرة العربية.

أما النظرية القديمة التقليدية فترى حتى اليهودية قد وصلت الجزيرة العربية عن طريق أحد الوسائل التالية أوبعضها معا أوكلها مجتمعة:

  • أولا: يحتمل عبر عامل الإحتكاك التجاري مع يهود العراق و بلاد الشام.
  • ثانيا: أو/ ونتيجة فرار بعض اليهود إلى الجزيرة العربية أثناء فترة حكم الرومان لفلسطين، خاصة مع تعدد ثورات اليهود وقمعها على يد الرومان وتدمير المعبد وفرض ضرائب خاصة على اليهود، مما من الممكن حدا ببعضهم للفرار بعيدا عن الرومان فمضى بعضهم ليستقر في الجزيرة العربية، وهناك بحكم عامل الإحتكاك بين دين سماوي له كتاب وعقيدة واضحة مترابطة وفقه متين، وبين أديان أرضية لا تملك أيا من هذا، حتى يتغلب الدين السماوي على الأرضي.
  • ثالثا: أو/ ونتيجة لحملة التبشير المنظمة والمحمومة التي نشطت في المجتمعات اليهودية في الفترة اليونانية-الرومانية بشكل يعد جميع الباحثين المهتمين بتاريخ اليهودية أمر فريد لم تشهده اليهودية من قبل ولا من بعد، والتي كانت نتيجتها تحول بعض سكان بلاد حوض البحر المتوسط وغيرها إلى اليهودية حتى وصلت بعض التقديرات باليهود في الدولة الرومانية إلى عشرة بالمائة من السكان (جوتين: اليهود والعرب)، وهي أقصى نسبة وصل لها تعداد اليهود في دول حوض البحر المتوسط، حيث بدأت النسبة في التناقص المستمر بظهور المسيحية ثم الإسلام. والعهد الجديد ( الذي يضم الإناجيل الأربعة وسفر الأعمال والرسائل والرؤيا ) يوضح بعض تلك التجمعات فيما يعهد اليوم بسوريا وهجريا واليونان وإيطاليا وجزر البحر المتوسط. وقد أشار الإنجيل لهذا النشاط التبشيري المحموم في الفترة الرومانية، والذي يعد بحق غريبا إذا قورن بالإنغلاق اليهودي اليوم، حتى في العالم الغربي.

طبيعة اليهودية في الجزيرة العربية

إن بني إسرائيل الوارد ذكرهم في التوراة والقرآن الكريم هم بإجماع أهل الإختصاص من نسل سيدنا يعقوب إبن إسحاق إبن إبراهيم الخليل، عليهم السلام جميعا. وإبراهيم هوأبوالعرب المستعربة من الإسرائيليين والعدنانيين، الذين تنتمي قبيلة قريش إليهم. موطن العرب المستعربة بشقيها الإسرائيلي والعدناني هوغرب شبه الجزيرة العربية، فيما يعهد بالحجاز وتهامة، حيث عاش سيدنا إبراهيم الخليل، عليه السلام في حوالي القرن الثامن عشر قبل الميلاد وقام ببناء الكعبة مع ولده إسماعيل. يظهر حتى شبه الجزيرة العربية قد عاشت في هذه الحقبة التأريخية بالذات عصرها المضىي وفردوسها المفقود، حيث كانت تحتضن أبرز الطرق التجارية العالمية البرية والبحرية، كان الخليج العربي في الشرق والبحر الأحمر في الغرب والبحر العربي في جنوب الجزيرة العربية والموانيء والثغور البحرية المطلة عليها تغص بالسفن، التي تنقل البضائع والتجارة العالمية آنذاك بين حوض البحر الأبيض المتوسط الخاضع للسيادة العربية الكاملة، البابلية والفينيقية والمصرية وبين موانيء الهند والصين. وفي موازاة هذا الممر المائي كان هناك خط بري للقوافل يربط بلاد الشام والعراق ومصر عبر نجد والحجاز باليمن وعمان. في ظل هذا الإنتعاش الإقتصادي إستقر البدووالرعاة وتطورت الزراعة وبنيت السدود. كذلك كثرت الأسواق وازدهرت المدن والثغور وأصلحت الطرق وشيدت المعابد. إستمر هذا العصر المضىي في الجزيرة العربية أكثر من ألف عام. هذا العصر تمجده التوراة كثيرا وتخلده بالمزامير ويشير إليه القرآن الكريم في قصص عاد وثمود وإرم وفرعون ومدين وسبأ. كذلك الأساطير العربية التي من الممكن تستنطق الذاكرة، تتحدث عن عصر غابر تتزاحم فيه الجنان، التي تتدفق قيها العيون أوتفيض بالأنهار وتظللها الأشجار. بسبب التنافس والنزاع المستمر بين الدول العربية القديمة من الفينيقيين والأشوريين والبابليين والمصريين واليمنيين والاحباش في السيطرة على هذا الممر التجاري والبحري الهام، في القرون الثامن والسابع والسادس قبل الميلاد، ثم أخيرا صعود الإمبراطورية الفارسية وتدمير الدولة البابلية وإحراق عاصمتها بابل عام 539 ق.م.، تعرضت الجزيرة العربية كسائر الوطن العربي القديم آنذاك لإضطرابات وكوارث إقتصادية وسياسية خطيرة، وظلت عقودا طويلة فريسة للسلب والنهب والسبي، فدمرت القرى والمدن وبادت كثير من القبائل العربية أوسقطت في الأسر أوأضطرت إلى هجر مواطنها الأصلية. من الممكن كان أخطر هذه الأحداث هي حملة الملك الأشوري سرجون الثاني (721 ق.م)، حيث دمرت مملكة إسرائيل في الجنوب، ثم حملتا الملك البابلي نبوخذ نصر (597 ثم 585 ق.م)، حيث تم تدمير مملكة يهودا في الشمال وتخريب عاصمتها أورشليم (الفدس القديمة في عسير، التي من الممكن هي اليوم قرية فرت الواقعة قرب مدينة الطائف، أنظر د. كمال الصليبي / التوراة اتىت من جزيرة العرب) وأخذ كثير من بني إسرائيل (بنوإسرائيل كانوا آنذاك أقرب إلى تحالف قبلي يضم عددا من قبائل الحجاز في غرب الجزيرة العربية) وغيرهم من القبائل أسرى إلى نينوة وآشور وبابل. لعل بعض ما تحدثنا به التوراة، وما يرد في القرآن الكريم، وما يرويه المؤرخون المسلمون عن العرب البائدة مثل عاد وثمود وطسم وجديس والعماليق، وكذلك إنهيار سد مأرب، يرتبط بهذا التاريخ المضطرب بالذات وبهذه الكوارث والأحداث التي ألمت بهذا الجزء من غرب الجزيرة العربية. إذا هذا الفصل من تاريخ العرب القدماء يعطي تفسيرا معقولا لإختفاء بني إسرائيل ككيان سياسي وإجتماعي وتحالف قبلي من الوجود وإندثارهم. أمااليهودية، التي كانت في البداية دينا قبليا أوقوميا خاصا بالعرب من بني إسرائيل في الحجاز، فقد واصل إنتشاره وإعتنقه كثير من القبائل والشعوب العربية الأخرى في وقت لاحق، فوصل أولا إلى اليمن والحبشة، كما بلغ في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد شمال أفريقيا ومصر والشام والعراق. وقبل ظهور النصرانية والإسلام كانت اليهودية دينا سائدا في الوطن العربي بين جميع الشعوب العربية من الأشوريين والبابليين والكلدانيين والاراميين والمصريين. وعند ظهور الإسلام كان كثير من قبائل الجزيرة العربية تدين باليهودية، وكانت مدن تيماء ويثرب ونجران مراكز دينية يهودية معروفة. كذلك كان الشاعر العربي الجاهلي السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي، من بطون قحطان، الذي يضرب به المثل في الوفاء يهودي الديانة ويسكن في خيبر القريبة من يثرب. أما في القرنين الأخيرين قبل الميلاد، حيث ترجمت التوراة لأول مرة إلى لغة أحنبية وهي اليونانية، فقد أصبحت الديانة العربية اليهودية بالتدريج دينا عالميا، اعتنقه شعوب وأمم أخرى خارج الوطن العربي. فمن المعروف مثلا حتى يهود اليوم من إوروبا والولايات المتحدة "الإشكيناز" ينحدرون من قبائل الخزر، ذوي الأصول الهجرية المغولية، الذين أسسوا مملكة الخزر في جنوب روسيا وكانووثنيين قبل حتى يعتنقوا اليهودية في منتصف القرن الثامن الميلادي. لذلك فإن يهود الغرب المنتشرين اليوم في أوروبا وأمريكا ومؤسسي الحركة الصهيونية وما يسمى بإسرائيل، ليسوا عبرانيا ولا عربا على الإطلاق ولا يمتون إلى بني إسرائيل أوسيدنا إبراهيم بأي صلة قرابة. من الثابت تأريخيا حتى الديانات السماوية التوحيدية الثلاث اليهودية والنصرانية والإسلام ظهرت في الوطن العربي وهي من طبيعة الحال ديانات عربية أصلا وكل رسلها وأنبيائها من العرب. من المفيد هنا الإشارة إلى المبادئ الأساسية، التي تميز هذه الديانات العربية عن غيرها من أديان العالم, والمعروفة بأركان الإيمان، وهي ستة: الإيمان بالله وملائكته وخطه ورسله واليوم الآخر وبالقدر، خيره وشره. إلا حتى معظم معتنقي هذه الديانات العربية اليوم، بمن فيهم اليهود ليسوا عربا، بل ينتمون إلى شعوب وأمم وأوطان مختلفة. فيما يتعلق بعبراني وعربي وأعرابي فهناك دراسات لغوية وتأريخية تؤكد إذا لها نفس المعنى، للدلالة على البدوالرحل أوعلى جنس العرب في شبه الجزيرة العربية في العصور التوراتية. فأبوالأنبياء إبراهيم (عليه السلام)، وأبوالعرب و"العبرانيين" على السواء يقول في سفر التكوين من العهد القديم من التوراة: "أنا عبراني وآراميا كان أبي". لكن عبري أوعبراني إختفت من الإستعمال مع مرور الوقت، بينما إستمر إستخدام عرب وعربي بنفس المعنى. وبناء على ذلك فكل ما يعهد قديما بعبري أوعبراني، فهوعربي بلغة اليوم. كذلك اللغة العبرية، فقد خرجت بالتدريج من الإستعمال كلغة محكية في القرون الأخيرة قبل الميلاد، لتحل مكانها لغات عربية أخرى، مثل الحميرية والأمهرية والآرامية ولغتنا العربية الحديثة (وكانت لهجة قريش قبل الإسلام). إذا من يفهم اللغة العبرية، رغم أنها خرجت من الإستخدام منذ أكثر من إثنين وعشرين قرنا، سيكتشف بسهولة قربها الكبير من اللغة العربية. وتشابه قواعد النحووالصرف، وإشتراك مفردات اللغتين في معظم الأسماء والجذور أمر واضح. إذا جميع هذه الحقائق تفند نادىوي الغرب والصهاينة وتؤكد بطلان مزاعمهم حول الأصل الواحد ليهود العالم أوالإنادىء بإنهم يشكلون شعبا يهوديا، طرد قبل أكثر من ألفي عام من فلسطين أوغيرها من الأرض العربية. من الملاحظ حتى معظم المؤرخين الأوروبيين والمسبشرقين، لأسباب سياسية وإستعمارية وعنصرية معروفة، يصرون على إعتبار اليهود شعبا واحدا (شعب الله المختار) ويتحاشون إستخدام عرب وعربي عند معالجة تأريخ الوطن العربي والحضارات والديانات واللغات العربية القديمة ويصرون عوضا عن ذلك على إستخدام مصطلحات مستحدثة (مخترعة) ومضللة مثل الشرق الاوسط والحضارات السامية والشعوب الشرق أوسطية واللغات السامية، الخ.. وهذا يساهم بالتأكيد في تشويه الحقائق أحيانا أوطمسها أحيانا أخرى، مما جعل الكثير من المفكرين والباحثين العرب - مع الأسف - يقلدون هذا النهج الخاطئ والمغرض دون وعي، فيصلون غالبا إلى نتأئج خطيرة ومدمرة للوعي العربي. الأمثلة على ذلك كثيرة: ربط العرب بالبداوة وحصر تأريخ العرب بعصر الجاهلية وبالإسلام فقط، وسلخ الحضارات العربية القديمة مثل الأشورية والبابلية والارامية والفينيقية والمصرية والبربرية، وكذلك الديانات العربية القديمة مثل البابلية والمصرية واليهودية والنصرانية من التأريخ العربي. ناهيك عن ندرة البحوث الجادة التي توضح العلاقة المتينة بين اللغات العربية القديمة، كالآرامية والحميرية والمصرية القديمة والعربية الحديثة ومراحل التطور التي مرت بها الكتابات والخطوط والابجديات العربية منذ آلاف السنين، وتأثيرها على لغات العالم الأخرى وتأثرها بها. كذلك تساهم النظم التربوية والتعليمية ووسائل الإعلام العربية في تغييب الوعي الوطني والقومي بإهمال البحوث التأريخية (المستقلة عن المدارس والمؤسسات الغربية) وتعريف المواطن العربي بحضاراته القديمة وأديانه وفلسفته السابقة للحضارة العربية الإسلامية، خاصة في الفترة التأريخية الراهنة، الحاسمة والحساسة، التي تزداد فيها خطورة التعصب الدينى والنزعات الطائفية على وحدة المجتمع العربي.

تمّ الاسترجاع من "http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%86%D9%8A%D9%81:%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF_%D8%B9%D8%B1%D8%A8"


إختلف يهود الجزيرة العربية عن بقية يهود الشرق العربي القديم وحوض البحر المتوسط، في إنهم إقتصروا على التاناخ، أي العهد القديم، ولم يأخذوا بالتلمود، سواء البابلي أوالأورشليمي، رغم حتى التلمودين المذكورين تم الإنتهاء منهما قبل ظهور الإسلام بوقت طويل يكفي لوصولها إليهم، خاصة إذا سكان الجزيرة العربية لمقد يكونوا معزولين عن العالم، نتيجة مرور طرق التجارة العالمية بأرضهم وفي البحار المحيطة بجزيرتهم. لهذا فمن الممكن حتى نعدهم أقرب لليهودية في صورتها الأولى منهم لليهودية الحديثة التي يعتنقها أغلب يهود اليوم والتي تقوم على التاناخ، أي العهد القديم، مع التلمود. وأقرب الطوائف اليهودية الحالية إلى يهود الجزيرة العربية الأقدمين، هي طائفة اليهود القراؤون. أما حاليا فإن يهود الجزيرة العربية في اليمن والبحرين من اليهود الربانيين الذين يأخذون بالتلمود مع التاناخ. ويلاحظ حتى يهود أثيوبيا المعروفين بالفلاشا، أيضا لا يأخذون بالتلمود وإلى اليوم، ولا ريب في حتى اليهودية إنتقلت لأثيوبيا قادمة من اليمن، لكن يهود الفلاشا حافظوا على طبيعة عقيدتهم بخلاف يهود اليمن الذين تحولوا إلى اليهودية الربانية التي تأخذ بالتلمود مع التاناخ.


الوضع الحالي

تقلص الوجود اليهودي في الجزيرة العربية بإسلام الكثير ممن تهود من القبائل العربية طواعية، مثل قبائل الحارث بن كعب وكنانة وكندة وقضاعة وجذام وغيرهم وشاركت تلك القبائل في حركة الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين وفي الدولة الأموية وشطر من الدولة العباسية، حتى أسقطها المعتصم مع سائر القبائل العربية من ديوان الجند مستبدلا بهم الأتراك، كما شاركت تلك القبائل في الفتنة الكبرى كمعظم القبائل العربية. وقد خرج بعض اليهود من الجزيرة العربية مع ظهور الإسلام نتيجة لمحاربتهم للإسلام وإستعداء القبائل العربية الوثنية على المسلمين مثل بني النضير. وقد إكتمل الخروج من شمال الجزيرة العربية في صدر الإسلام في عهد عمر بن الخطاب والذي عوضهم ماديا عن ممتلكاتهم بعد حتى أوفد من قيمها بالعدل. أما في جنوب الجزيرة العربية فقد ظل في اليمن الوجود يهودي متواصلا بلا إنقطاع لليوم، وإذا تقلص كثير بالهجرة الطوعية لخارج اليمن. كما لاتزال هناك جالية يهودية صغيرة في البحرين.

منطقات مشابهة

  • يهود البحرين.
  • يهود الكويت.
  • يهود العراق.
  • يهود اليمن.
  • يهود مصر.

المراجع

1) القرآن الكريم.

2) التاناخ، المعروف في المسيحية بالعهد القديم.

3) العهد الجديد.

4) خط التراث، وتضم: سيرة ابن هشام ومصنفات ابن قتيبة، واليعقوبي، وابن حزم الأندلسي، وياقوت الحموي.

5) مشروح تأريخ العرب

6) التوراة اتىت من جزيرة العرب/ كمال الصليبي

7) تأريخ سوريا القديم/ أحمد داوود


8) Naphtali LEWIS, Life in Egypt under the Roman rule, 1983, Oxford

9) .Goitein (S.D), Jews and Arabs, 1955, New York

تاريخ النشر: 2020-06-04 04:04:41
التصنيفات: يهود, تاريخ يهودي, الجزيرة العربية, تاريخ العرب, انساب

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

"زلة لسان" أيسا تثير جدلاً في الأردن.. فيديو

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:19:04
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

«المصرية للمطارات» تعلن قائمة الفائزين بقرعة الحج لعام 1443

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:18:16
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 59%

طنجة.. التحقيق مع شرطيين متورطين في التهريب والهجرة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:19:10
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

تفاصيل أزمة الإمام المغربي الذي ضرب طلبته بـ"الفلقة".. فيديو

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:19:05
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

الأهلي يواصل تجهيزاته لـ «المؤتمر الصحفي العالمي»

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:18:08
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 44%

شائعات تتعلق بالخيانة.. أنباء عن انفصال بيكيه وشاكيرا

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:19:03
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

وزير السياحة والآثار يشارك في الاحتفال بالعيد القومي لإيطاليا

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:18:20
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

رئيس حزب الغد: الحوار الوطني فرصة عظيمة لجميع القوى السياسية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:18:22
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

«المحامين»: العلم والتدريب هما أساس أي محامي

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:18:23
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

يهم مغاربة المهجر..إجراءات جديدة بشأن “عملية 2022”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:18:38
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 77%

تعاون بين البيئة والزراعة لمواجهة «التغيرات المناخية»

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:18:21
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

ندوة حول مشروع الموازنة العامة للدولة للعام الحالي بـ«مستقبل وطن»

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:18:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

الإنتربول: كمية كبيرة من الأسلحة المرسلة لأوكرانيا ستنتهي في يد مجرمين

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:19:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

نائب رئيس البنك الإسلامي: التغير المناخي يمثل تحدياً في غاية الأهمية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:18:17
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

فاتورة مستشفى تصدم سائح أميركي في المغرب

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:19:07
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

جمارك مطار برج العرب الدولي تضبط  تهريب هواتف محمولة بـ272 ألف جنيه

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-02 00:18:16
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية