محمد عمر الداعوق
الداعية محمد عمر الداعوق ، مؤسس ورائد جماعة عباد الرحمن في لبنان ، ولد محمد عمر الداعوق لعائلة بيروتية معروفة عام 1910 توفاه الله فجر يوم الأحد 26 صفر 1427 هـ الموافق 26 آذار 2006م . وانتهى به تحصيله الفهمي إلى مدرسةالصنائع المهنية، حيث نال شهادة فنية في الميكانيكا التي برع فيها، مما يسّر له العمل واكتساب الخبرة وثقة الناس، وأصبح يُعهد بالمهندس محمد عمر الداعوق.
تتلمذ، وهوبعد يافع، على الشيخ الداعية سعدي ياسين ، فحصّل جانباً من العلوم الدينية كما سعى لتثقيف نفسه عبر دراسة الخط والمراجع الإسلامية. وكان مما يميزه التزامه وحرصه على تطبيق ما يتفهمه من تعاليم الإسلام.
في ذلك الوقت، كانت فلسطين تستقطب اليد الفنية الماهرة، فتوجه اليها «أبوعمر» وأقام فيها سنوات حيث تزوج وأسس منشأة حديثة للخراطة. وفي عام 1947 عندما أخذت تلوح نُذُر كارثة فلسطين عاد إلى لبنان.
في بيروت بدأ «أبوعمر» دعوته، فانطلق يحدث الناس ويحثهم على طاعة الله والعودة إلى الدين ويدعوهم للتضامن والوحدة لئلا يصيبهم ما أصاب أهل فلسطين. كان يستغل جميع مناسبة وكل منبر وكل منتدى للدعوة، وكانت له دروس منتظمة في مسجدي الإمام علي بن أبي طالب في الطريق الجديدة والمسجد العمري في الوسط التجاري. كان خلوقاً طيباً صادقاً ومندفعاً، يتحلى بروح التسامح والشعور العالي بالمسؤولية تجاه المسلمين، وكانت أحاديثه تتسم بالطابع الروحي والأخلاقي، وكانت دعوته تتميز بالحكمة والبساطة والعفوية والاعتدال.
ولما شعر باقبال الناس وتجاوبهم، فكّر مع مجموعة من اخوانه من أهل بيروت، في تأسيس «جماعة عباد الرحمن» بهدف نشر مكارم الأخلاق وتربية الشباب تربية مبنية على تعاليم الإسلام. عام 1951 حصل محمد عمر الداعوق على ترخيص رسمي وفتح مركزاً في محلة البسطة الفوقا. مذ ذاك بدأ شباب الجماعة ينتشرون في مساجد بيروت وسائر المدن والقرى يخطبون في الناس ويدعونهم للعودة إلى الله ويقدمون لهم ما أمكن من الدعم والخدمات الاجتماعية. في فترة الستينات، ومع تزايد اقبال الشباب وتعاظم المسؤوليات هجر العمل وتفرغ للدعوة. وفي هذه الفترة تضاعف نشاطه في الكثير من المجالات سواء الخطابة في المساجد، أوالتحدث في المنتديات وعبر الاذاعات، أوالكتابة للنشرات أوالقيام بالرحلات الرياضية والمخيمات الكشفية. في أوائل السبعينات وتلبية لدعوة أمير الشارقة، وبعدما شعر حتى اخوانه الشباب قد تمرسوا بالدعوة وقيادة الجماعة، حط رحاله في الخليج العربي، وأكمل دعوته من هناك محدثاً يومياً عبر اذاعة الشارقة ثم مدرساً وموجهاً دينياً عبر دروس تبثها وسائل الإعلام المتنوعة ومنها التلفزيون. وقد لقي «أبوعمر» في دول الخليج المتنوعة ما يستحق من حسن وفادة وتكريم ورعاية، كما اكتسب صيتاً طيباً بحيث كان يُرجع اليه لحل كثير من القضايا العائلية والمشاكل الاجتماعية.