الرهبانية الأنطونية

عودة للموسوعة

الرهبانية الأنطونية


الرهبانية الأنطونية هي جماعة كنسية مسيحية مارونية انطلقت بتنظيمها الحالي في بداية القرن الثامن عشر، بمبادرة المطران جبرائيل البلوزاني مطران حلب.

يُظهر تاريخ الحياة الرهبانية لنا، حتى جميع انطلاقة رهبانية جديدة كانت دوماً جواباً لحاجة، أحست بها الكنيسة، في وقت محدد ومعيّن. والمجدد والمصلح أوالمؤسس، هوصاحب رؤية وهونبي - هورجل يَصغي إلى صوت الله في طواعية الروح. وان من سعى إلى التجديد ورغب في الإصلاح ينبغي حتىقد يكون رجل الروح، ورجلاً حكيماً وقديساً، يعمل لبناء جسد المسيح الذي هوالكنيسة. وقد عرّف البطريرك اسطفانوس الدويهي عن الدير والروحانية الرهبانية :

  • إنه المُعين الروحي لاستملاك الفضائل.
  • وإنه المدافع عن الأمانة الرسولية.
  • وإنه مأوى المحتاجين من المؤمنين وغيرهم.

انشأ المطران البلوزاني سنة 1673 دير سيدة طاميش، ليكون كرسياً لأبرشيته، ونموذجاً للحياة الرهبانية المتجددة. فهذا بعد حتى درّب رهبانه مدة طويلة على السيرة الرهبانية الشرقية، أوفد النخبة منهم أمثال الخوري رزق الله السبعلي، والقس بطرس البزعوني أولاً، ثم رئيس ديره الخوري سليمان الحاجي المشمشاني والقس عطاالله الشبابي وموسى البعبداتي ثانياً ليجددوا دير مار اشعيا الراهب الحلبي، القائم على تلة عرمتا في تخوم منطقة كسروان؛ هؤلاء أنشأوا جماعة رهبانية جديدة في تنظيمها تجسِّد الإنجيل، وتجاوب على حاجة الكنيسة في واقعها الاجتماعي محققة آمالها.

تميزت الرهبانية الأنطونية ببساطة عيش أبنائها الذين كرّسوا ذواتهم في خدمة الله والقريب وحافظوا على نسكيّة الرسالة القائمة على اختيار الله في الصمت والمناجاة الفردية والقراءة الربانية والمواظبة على الصلاة الجماعية الخورسية الطقسية، وممارسة الأصوام والتقشفات، وتجسيد المحبة الإنجيلية التي هي رباط الكمال والتي تجعل من الجماعات الرهبانية ومن الاخوة، جماعة واحدة، جماعة محادثة وصورة الثالوث الأقدس.

انسجاماً مع تراثها الرهباني العريق، وعلى صورة المسيح المتأمل على الجبل، والمبشر بملكوت الله والشافي السقمى، والهادي الخطأة والضالين، عملت رهبانيتنا بصورة مستمرة، على إظهار غنى المسيح للمؤمنين وغير المؤمنين، وذلك من خلال شهادة أبنائها الذين سلكوا سبيل الروح وتفانوا بروح الخدمة الرسولية، كما ذكر السمعاني في مقدمة القوانين والرسوم: "... نظراً إلى سيرة رهبانكم الحميدة وإفادتهم الطائفة بالوعظ والمثل الصالح والتبشير، وبفتح المدارس في ديورتهم للتعليم، وبطاعتهم لرؤساء الكنيسة وامتثالهم للمراسيم البيعية، فصاروا بذلك مقبولين جداً عند الرؤساء والشعب ونموذجاً لسائر الملل الشرقية... ثُبتت قوانينكم".

نظرت الكنيسة المحلية إلى فرادة رسالتها، ومدى تجاوبها مع حاجات الكنيسة الملحة وخاصة الكنيسة المحلية، وإفادتها القريب، فباركتها وشجعتها واعتبرتها نمطاً من أنماط الحياة الرهبانية الشرقية الثابتة، فاعتنت بها. وبهدي من الروح القدس، أثبتها أولاً البطاركة: اسطفان الدويهي، البلوزاني وعوّاد ثم البابا اكليمنضوس الثاني عشر سنة 1740 بقوة البراءة الحبرية "أب المراحم"، فأضفى عليها بهذا التثبيت طبيعة قانونية "هوالحق الحبري" مع جميع الحقوق والانعامات التي تعود للمؤسسة التوحيدية.


أديار الرهبانية الأنطونية:

معظم الأديار بناها الرهبان بتعبهم كما تدل الوثائق والحجج في محفوظات الأمانة العامة. أما انتشارها في مختلف المناطق، فهوعلامة واضحة عن أهداف ورسالة الرهبانية الناشئة.

ففي القرن الثامن عشر بنيت تباعاً الأديار التالية:

  • عنصر جدير مار أشعيا وهوالدير الأم (1700) في منطقة يحكمها الأمراء اللمعيون.
  • دير مار الياس غزير (1712)
  • دير سيدة شقيق (هجر عام 1712)
  • دير مار عبدا المشمّر (1716)
  • دير مار الياس أنطلياس (1723) الشهير بـ"عاميته" التاريخية.
  • دير مار سركيس النهر إهدن (1739)
  • دير مار جرجس الضبيه (1740)
  • أنطوش بيروت سوق أبوالنصر (1745) قرب كاتدرائية مار جرجس المارونية.
  • دير مار يوحنا القلعة بيت مري (1748) في حكم الأمراء اللمعيين.
  • أنطوش قرنايل (1749) في حكم الأمراء اللمعيين.
  • دير سيدة بكركي (1750)
  • دير مار سمعان عين القبو(1756)
  • دير مار بطرس وبولس قطين (1760)
  • دير مار أنطونيوس بعبدا (1764)
  • دير مار روكس الدكوانه (1767)
  • دير مار يوسف زحله (1773)
  • دير مار انطونيوس البدواني جزين (1774)
  • انطوش مار الياس قب الياس (1775)
  • دير مار ادنا النمورة (1792).

في القرن التاسع عشر:

  • دير مار ضوميط روميه المتن (1818)
  • دير مار نوهرا قرنة الحمرا (1827)
  • دير سيدة النجاة طرسوس - هجريا - (1828) هجر بسبب الحرب الكونية.
  • دير سيدة المعونات ضمان (1828)
  • انطوش مار روكس حوش حالا - رياق - (1848)
  • انطوش السيدة الميناء (1850)
  • دير مار الياس الكنيسة (1851)
  • دير مار يوسف بحرصاف (1851)
  • انطوش مار مارون بحنس (1853)
  • دير مار سركيس زغرتا (1854)
  • مدرسة مار عبدا بسكنتا (1857)
  • دير مار نوهرا القنزوح الفتوح (1864)
  • انطوش مار مارون شننعير (1864)
  • دير سيدة الخلاص عين العلق (1870)
  • دير مار يوحنا عجلتون (1897).

في القرن العشرين:

  • الوكالة العامة في روما أودير مار يوحنا مارون (1907)
  • دير مار بطرس صليما (1911)
  • مدرسة مار شعيا روما (1924).
  • دير مار شربل وندسور - كندا - (1977)
  • رعية سيدة لبنان تورنتو- كندا - (1978)
  • رعية سيدة الخلاص مرجعيون (1978)
  • رعية الجالية اللبنانية بروكسيل - بلجيكا - (1983)
  • دير الرب مرجعيون (1990)
  • دير مار أنطونيوس الكبير بانياس - سوريا - (1991)
  • مدرسة مار جرجس البوشرية (1991)
  • دير مار أنطونيوس شابونوليون - فرنسا - (1992)
  • مدرسة مار أنطونيوس فاريا (1992).


الأهداف الجديدة للرهبانية

إن الرهبانية، منذ نشأتها، وكما أراد لها مجددها البطريرك البلوزاني، وجدت نفسها في محيط غير مسيحيي، كان عليها حتى تتخطى فيه الصعوبات الكثيرة وتختبر فيه أهمية العيش المشهجر بين الأديان المتنوعة. وقد توّصل الرهبان الأنطونيون إلى توطيد أطيب العلاقات مع الأمراء الدروز آل أبي اللمع، الذين اهتدى منهم الكثير إلى الإيمان الكاثوليكي، في برمانا وقرنايل وبيت مري وضمان. وكان الأمير عبدالله قيد بيه أبي اللمع أول من حمى دير مار أشعيا وساعد في تأسيسه. فكافأه الله بأن دعى أحفاده إلى الإيمان بالمسيح. فقد رزقه الله ولدين هما احمد ومنصور اللذين، رغم بقائهما درزيين، احسنا كثيراً إلى الإيمان الكاثوليكي وأذنا لأولادهما باعتناق المسيحية. إلى غير ذلك أصبح ولدا الأمير أحمد، بشير وسليم، وولدا الأمير منصور، أمين وعلي من المسيحيين الموارنة. أما الرهبان الذين حققوا رسالتهم مع الأمراء الدروز والسنيين فقد ذكر منهم التاريخ على التوالي:

  • الأب شاوول الأسمر (1794 - 1855). توصّل حتى يهدي بعض أمراء الدروز إلى الدين المسيحي. وقد دفع الحقد بعض المتعصبين، فسمّموا له، ولكن بفضل العناية الإلهية، لم يصب بأي ضرر.
  • الأب يوسف لبكي (1800 - 1883). أمضى ستاً وثلاثين سنة في دير سيدة ضمان مرشداً للمير حيدر أحمد شهاب. وبفضل تصرفاته الحسنة، وهب الأمير حيدر، التقي، للرهبانية كنيسة ضمان مع الأراضي المجاورة لها.
  • الأب يشوع مكرزل (1809 - 1855). تعين لخدمة الأمراء الشهابيين الروحية.
  • الأب انطونيوس شراباتي (+ 1864): قضى تسع سنوات في بيت الدين مرشداً للأمير بشير الشهابي حاكم لبنان.

هذه الأعمال الرسولية لم تبق خفية ومجهولة إذ حتى البابا بندكتوس الرابع عشر،بعث برسائل إلى جميع من البطريرك ورئيس عام الرهبانية الأنطونية، يدعوهما فيها إلى دعم هذه الرهبانية وذلك "لحسن ترتيبها، ولأنها تعزّز الديانة الكاثوليكية ما بين غير المؤمنين، والاخوة غير الكاثوليك، بضياء نورها اللامع".

حبساء الرهبانية الأنطونية

إن الحياة النسكية، التي عاشها الأباء المجددون، انعكست على الجماعة الرهبانية الجديدة. فانصرف عدد منهم إلى الاستحباس بعد حتى مارسوا، ولسنوات طويلة، الحياة المشهجرة والفضائل الإنجيلية والعمل اليدوي. جاز لهم بالانعزال في محابس قريبة من الأديار، لكي يتمكن الرهبان من زيارتهم والاهتمام بحاجاتهم الضرورية. من هؤلاء الحبساء لم يبقِ التاريخ إلا على أسماء القليلين لأن الحروب والاضطهادات والتشتت محتهم من الذاكرة ومن السجلات والله وحده عليم، كما كان يقول تيودوروس القورشي، عن نساك سوريا القديمة.

  • الأب يوحنا الجعيتاوي (+ 1779) أمضى ثماني وعشرين سنة في الحياة الرهبانية، ثم انفرد في محبسة دير مار عبدا المشمر، على مطّل نهر الكلب، طيلة خمس وعشرين سنة قضاها بالصلاة والتقشفات والعمل اليدوي. دفن في مدافن الدير المذكور.
  • الأخ كرياكوس. عاش في الرهبانية واحداً وعشرين عاماً. ثم انفرد في محبسة دير مار بطرس وبولس قطين. توفيّ عام 1843 ودفن في مدافن الدير.
  • الأخ وهبه الحاج بطرس. نذر نذوره الرهبانية في دير مار أشعيا عام 1831. وكان في عيشه قدوة لأخوته الرهبان. انفرد في محبسة دير مار عبدا المشمر مدة ثلاثين سنة، عاشها في الصلاة والعمل اليدوي. توفيّ في رائحة القداسة عام 1867 ودفن في مدافن الدير.
  • الأب سرابيون الشمالي. جميع ما يعهد عنه أنه استحبس في محبسة مار عبدا المشمر، وتوفي في حالة القداسة عام 1888 ودفن في مدافن الدير.
  • الأخ يوحنا الحايك. توفيّ ناسكاً في محبسة دير مار عبدا المشمر عام 1888، ودفن في الدير المذكور.
  • الأخ جرمانوس الدرناني. انصرف إلى النسك في محبسة دير مار بطرس وبولس قطين. ثم بعد تردد أقاربه ومعارفه إلى المحبسة، طلب إلى المسؤولين نقله إلى محبسة دير مار عبدا المشمر حيث أمضى فيها أربعاً وخمسين سنة، مظهراً جميع أنواع الفضيلة وممارساً الصلاة العقلية والإماتات والأشغال اليدوية. ثم انتقل إلى ربه عام 1890 ودفن في الدير.
  • الأخ سابا نصرالله. ولد هذا الحبيس عام 1843. ترهب في دير مار روكس - الدكوانة عام 1864. بعد قضائه سبع عشرة سنة في العيش الأخوي المشهجر، انفرد في محبسة دير مار اشعيا في برمانا عام 1881، وأمضى تسع عشرة سنة يمارس الصلاة العقلية والتقشفات المتنوعة. توفي برائحة القداسة عام 1900 وأقيمت له في الدير جنازة كبيرة، اشهجر فيها أباء الرهبانية وعدد وافر من الفهمانيين المجاورين للدير. ولا تزال محبسته قرب الدير محجاً للمتعبدّين.
  • القس جرمانوس الأهدني. عاش حياته الرهبانية في دير القديسين سركيس وباخوس في اهدن ثم انفرد في محبسة مار عبدا المحفورة في الصخر فوق النبع، توفي عام 1890. كان المؤمنون يزورونه وخصوصاً السقمى منهم. وهوشفيع داء الصرع.

شهداء الرهبانية الأنطونية

إن الأكثر استحقاقاً من أبناء الرهبانية الأنطونية في القرن التاسع عشر بنوع خاص، هم الذين قدمّوا اعناقهم للاستشهاد في المذابح المرعبة التي حدثت في تاريخ لبنان عام 1842 - 1860. وكانت بلدات بيت مري وصليما وزحله وجزين ودير القمر وراشيا وحاصبيا مسرحاً لتمثيل أفظع المشاهد. فالأديار والكنائس وبيوت الشركاء والغلال أحرقت أونهبت أوأتلفت.

عام 1860 بلغت القساوة حدّها الأقصى؛ إذ إذا الرهبان طُردوا من الأديار أوهربوا، وكان نصيب الكثيرين الموت ذبحاً. ففي دير مار أنطونيوس جزين اغتال عام 1842 الأب جناديوس لطفي والأخ أغابيوس عزيز. وعام 1845، اغتال الأبوان نهرا فارس ويوسف شاهين ثم الأب الياس الأسمر. وعام 1860، مضى ضحية الإيمان الأب أبوعيسى والأخوان روحانا عزيز وافرام غنام والراهبة برباره عون من حيطورة، والأب اسطفان الحلوالذي ضرب بالفأس وطرح في جب من الهشيم ثم توفيّ.

وفي نفس السنة اقتحم جيش الأرناؤوط دير مار روكس الدكوانه وقتل أربعين راهباً. وهؤلاء انضموا بدورهم إلى قوافل الشهداء الذين قضوا في سبيل الإيمان. أما الأحداث الأخيرة في الحرب اللبنانية فلم تكن أخف وطأة على الرهبانية من الحروب السابقة. فالقصف العنيف طال أكثر أديارها من الجنوب والبقاع حتى أقصى الشمال. وقد دمرت الحرب وعلى دفعات الكثير من المراكز والكنائس، كما أدت إلى استشهاد البعض من أبناء الرهبانية إبان خدمتهم الكهنوتية وهم:

  • الأب الياس لطف الله في دير القلعة بتاريخ ثلاثة يوليو1976
  • الأب طانيوس سلامه في دير مار روكس الدكوانة بتاريخ 27 مارس 1976
  • الأب شعيا غانم في دير مار يوسف زحلة بتاريخ 15 ابريل 1976
  • هذا وغيّبت الحرب بتاريخ 13 اكتوبر 1990 الأبوين البير شرفان وسليمان ابوخليل في دير القلعة، ولتاريخه لم يعهد بعد مصيرهما. كما استشهد في 11 مايو1992 الأب سمعان خوري في دير مار يوحنا عجلتون.


انتهاك الأديار وطرد الرهبان منها

إن الحرب العالمية الأولى، التي أنزلت بالشعب اللبناني أقصى النكبات، لم تحترم قدسية الأديار بل عرضتها للانتهاك والحرق والدمار. فقد استولى الجيش الهجري على معظم أديار الرهبانية وحولها إلى ثكنات ومراكز عسكرية:

  • دير مار اشعيا: في الثامن من أيلول عام 1916 احتّل الدير 350 جندياً، ونزع عنه الاسم فدعي "قلعة جمال باشا". لجأ رهبانه إلى كوخ عند الشركاء في المزكّه.
  • دير مار يوسف بحرصاف: احتل احتلالاً عسكرياً. فتوسل المدبر يوسف الحاج بطرس ونسيبه الأب انطون إلى القائد رضا باشا كي لا تدنّس الكنيسة في الدير، وإزاء توسلهما هذا المشروع، أمر ذلك الطاغية، فنفيا حالاً إلى الأناضول. ومات هناك الأب يوسف من جرّاء معاملات قاسية ونجا رفيقه بأعجوبة.
  • انطوش مار مارون بحنس: احتله الجيش الهجري وطرد الرهبان منه.
  • دير مار يوحنا القلعة في بيت مري: احتله الجيش الهجري وسمَّاه "قلعة رشاد" وطرد الرهبان منه. فمضوا مع رئيسهم العام، الأباتي برنردوس غبيره، وعاشوا في "الشبورية"، مغرسة صغيرة في أسفل قرية عين سعادة.
  • دير القديسة تقلا: احتله الجيش الهجري وطرد الرهبان منه.
  • دير مار انطونيوس بعبدا: احتله الجيش الهجري وحرق مطبعته الشهيرة. واحتل أيضاً دير مار روكس الدكوانه.

كانت نتيجة هذه الاحتلالات، حتى الرهبان الأنطونيين، بعد حتى طردوا من أديارهم، تعرضوا لضروب من الشقاء والأمراض والجوع. وقضى المئات منهم فريسة العوز والبؤس. كما حتى بعضهم تشتتوا في عالم الاغتراب وأسسّوا رعايا للموارنة في أميركا وكندا.

أما استرجاع هذه الأديار، بعد نهاية الحرب، فيعود الفضل الكبير فيها إلى الأباتي يوسف العراموني الذي كان نائباً عاماً من 1922 إلى 1929، ثم انتخب رئيساً عاماً على الرهبانية. لكن الظروف المأساوية، التي عانت منها الرهبانية أثناء الحرب، أثرت سلباً على نهضتها فتوقف فيها الابتداء حتى عام 1931.

إعادة التنظيم الرهباني

بعد حتى استقرت الأحوال في نهاية الحرب الفاتكة، عمل المسؤولون في الرهبانية على جمع الضم وأحياء العيش المشهجر بدءاً بالمدرسة الاكليريكية التي تنقلت بين مار شعيا وعجلتون ومار روكس الدكوانه إلى حتى هجرزت عام 1938 في مار شعيا. ويعتبر تأسيس الاكليريكية الصغرى أوالطالبية في مار شعيا سنة 1941 قاعدة انطلاق هامة في حياة الرهبانية. فالشبان الراغبون في الانتماء كانوا يتلقون الدروس الابتدائية حتى بلوغ سن الخامسة عشرة فينتقلون إلى فترة الابتداء حيث يختبرون الحالة الرهبانية قبل إبرازهم النذور.

في أواخر العام 1949 قرر الأباتي بطرس لطيف، رئيس عام الرهبانية، نقل المدرسة الاكليريكية إلى دير مار أنطونيوس بعبدا حيث تابع الطلاب والرهبان برامج مدرسية منظمة، طبقاً لمناهج الدولة، وصاروا يتقدمون من الامتحانات الرسمية لنيل الشهادات العليا التي تؤهلهم دخول الجامعات. أما الدروس الفلسفية واللاهوتية، فقد تابعها الرهبان في جامعة القديس يوسف للأباء اليسوعيين منذ عام 1932 إلى حتى حظيت الرهبانية، سنة 1958، بإنعام خاص، من المجمع المقدس للكنائس الشرقية، ساعدها على إرسال طلاب الفلسفة واللاهوت إلى روما لتحصيل هذه العلوم في معهد القديس انسلم للرهبان البنديكتان ثم جامعة القديس توما الحبرية فيما بعد. ويعود الفضل في ذلك، إلى صديق الرهبانية، الوفي، المرحوم الكردينال اكاسيوس كوسا، الراهب الباسيلي الحلبي، وبسعي الرئيس العام المرحوم الأباتي مارون حريقه. والجدير بالذكر حتى محاولة مماثلة كانت قد بدأت سنة 1924 ولكنها لم تنجح بسبب ظروف الحرب العالمية. لا ريب حتى التواجد الأنطوني في روما ساهم، إلى حد كبير، في إنعاش الرهبانية ونموها الروحي والفكري. وقد انعكس إيجاباً على تطورها ونهضتها على الرهبان الذين تخرجوا هناك وقد قاربوا السبعين كاهناً بعد مرور 36 سنة وهم موزعون في مختلف القطاعات الرهبانية. كما حتى امتداد هذا التواجد إلى ليون، في السنوات الأخيرة، منح الرهبانية دفعاً جديداً من النشاط الروحي والرسولي.

تجديد الطقوس

بذل الرهبان الأنطونيون جهدهم، على مثال البطريرك البلوزاني، كي يحفظوا للطقوس المارونية رونقها الأصيل. لقد مارسوا الفروض البيعية وأقاموا الصلوات في أوقاتها متقنين الألحان السريانية بدقة. ففي عام 1889 استدعى الأباتي عمانوئيل البعبداتي، لهذه الغاية، المرتل الشهير، الخوري جرجس عزيز الجزّيني، الذي تفهم على يد الأستاذ اميل بوتق في حلب. ومن تلامذته اشتهر الأب بولس الأشقر، الذي تابع دروسه الموسيقية في إيطاليا وفرنسا، حيث نشر عدة مؤلفات أهمها "الموسيقى الشرقية". ثم عاد إلى لبنان ليبدأ بإحياء الجوقات في الرعايا والمدارس إلى جانب وضع مؤلفات موسيقية طبع منها "المزامير ملحنة" و"الألحان السريانية" و"اللذة الحقيقية" وغيرها. ومن تلاميذه الذين عملوا في الليتورجية والألحان الكنسية الأب مارون مراد، يوحنا صادر والبير شرفان.

غير حتى تطوير الألحان الطقسية لم يتوقف عند هذا الحد، بل واصلت الرهبانية نشاطها في هذا الحقل إلى حتى تحقق لها إنشاء المعهد الموسيقي الأنطوني في بعبدا، بإدارة المايستروالأب يوسف واكد خريج معهد "سانتا سيشيليا" في روما للموسيقى المقدّسة. ومن أهداف هذا المعهد تنشيط الفن الموسيقي الكنسي في المدارس والرعايا مع الإبقاء على أصالة التراث.

العمل الرعوي

حُفظ للرهبان، في الطائفة المارونية، خلال تاريخها، دور ريادي في العمل الرعوي، فكانوا المرشدين الذين نقلوا، إلى المؤمنين، حدثة الله، كنتيجة لصلاتهم واعتزالهم. وكان للرهبانية الأنطونية، دورها في هذا المضمار، فأحيت الرياضات الكثيرة في الرعايا، وعملت في قسم من أديارها على خدمة النفوس ومرافقة المؤمنين وتنشئتهم على الصلاة ويقوم رهباننا اليوم في خدمة ومساعدة أكثر من ثلاثين رعية سواء كان في لبنان أوخارجه. وكان لهذه القربى الأثر الكبير في النهضة الليتورجية وفي الانفتاح على تيارات العصر وتكريسها في خدمة المؤمنين، فاكتسب الرهبان بذلك خبرة رعائية وحضوراً مميزاً بين الشباب المتعطشين إلى روح الرب. فنمى في أديار الرهبانية ورعاياها، نوعاً جديداً من الصلاة الليتورجية المسكونية، والتي كان نتيجتها إنشاء مركز الدراسات والأبحاث الرعوية والليتورجية لمرافقة أكبر عدد من المؤمنين، لوعي إيمانهم وعيشه، فلاقت المجلات الصادرة عنه، رواجاً لبساطتها وغنى محتواها.

كما تعي الرهبانية بقلق متزايد حاجة المؤمنين لأهمية التكرس للعمل الروحي، متابعة بذلك الحضور الرهباني لشعب الله، غارسة المراكز والأديار في المناطق النائية من جهة، وفاتحة إياها أيضاً، واحات صلاة وفسحات تأمل، من جهة أخرى، لعالم تزداد حاجة شبابه وأبنائه للإصغاء للرب وللقائه. فلبت بذلك دعوة الكنيسة في الفاتيكاني الثاني للعودة إلى الجذور والتجديد وأعطت لخدمة الحدثة المكان الأول في عملها وعصب التنشئة لشبابها علّها من خلال ذلك تظل علامة للملكوت والخيرات الكنسية.


النشاط الثقافي

إن العطاء السخي الذي وفرته الرهبانية لناشئتها عبر السنين، والعناية الخاصة بالناحية التثقيفية لدى أعضائها، أثمرا مواهب منوعة وظّفتها في خدمة الكنيسة والمجتمع. ومن شواهد التاريخ على هذه النهضة، "المطبعة الأنطونية" ومجلة "كوكب البرية" ثم مدرسة مار يوسف في بعبدا، التي أصبحت "المعهد الأنطوني"، المؤسسة التربوية الرائدة وما يتفرع عنها من معاهد فنية وتقنية؛ منها مساعد طبيب أسنان ومختبر طب أسنان لاهوت وموسيقى، والتي أصبحت معاهده العالية معاهد جامعية بعد حتى رخّصت الدولة اللبنانية للرهبانية الأنطونية بإنشاء «الجامعة الأنطونية» تضم كليتين وأربعة معاهد.

هذا إلى جانب المؤسسات التربوية التابعة للرهبانية والتي تعنى بتثقيف وتعليم التلامذة وتضم ما يقارب الخمسة آلاف تلميذ ما بين المعهد الأنطوني بعبدا ومتفرعاته، مدرسة حوش حالا رياق، مدرسة سيدة النجاة الميناء، مدرسة السيدة حصرون، مدرسة مار جرجس البوشرية ومدرسة مار أنطونيوس فاريا. أما الرهبان أصحاب الاختصاص، فنجد بينهم المؤرخ ورجل القانون والموسيقار وأستاذ الرسم والنحت وعالم الكتاب المقدس وآباء الكنيسة والليتورجية والآثار والآداب والاقتصاد والمعلوماتية. إلى جانب هذا، تعمل الرهبانية على مواكبة مسيرة التطور في العلوم الدينية والروحية والفنية والاجتماعية بتشجيع الرؤساء.

رسالة الرهبانية في الاغتراب

لم يطمح المؤسسون، كما فهمنا، إلى انتشار الرهبانية خارج المناطق اللبنانية التي نشأت فيها، ولا هدفت هي إلى توسيع نشاطها في بلدان أخرى. إلا حتى ظروف الحرب العالمية الأولى فرضت على رهبانها العيش في شتات المهاجر فبلغ بعضهم البرازيل والولايات المتحدة الأميركية وكندا حيث عملوا بمفردهم على خدمة الجاليات اللبنانية هناك.

  • رسالة كندا: إذا الخدمة الرعوية التي قام بها، وعلى مراحل، أفراد من الرهبانية في مدينة وندسور واونتاريو، أمثال الأباء سلوانس ابوجوده ويوحنا الحلوويوحنا دحدح منذ 1930 حتى 1977، فتحت المجال واسعاً لتثبيت الرهبانية في كندا بطلب من الكردينال كارتر الذي كان أسقف لندن يومذاك. وقد استجاب الأباتي ميخائيل ابوفاضل لهذا الطلب إدراكاً منه لفائدة الرسالة مع المغتربين اللبنانيين الذين اضطرتهم ظروف الحرب لهجر وطنهم. وقد انشأ دير مار شربل في وندسور سنة 1977 ثم كنيسة سيدة لبنان في تورنتوسنة 1983 بسعي الآباء الأجلاء يوحنا صادر، قيصر الأشقر وشربل شدياق.
  • رسالة بلجيكا: على أثر الحرب اللبنانية، وبداعي التوأمة بين جامعة الطب التي حاولت الرهبانية إنشاءها في بعبدا وجامعة لوفان في بلجيكا، تعهدت الرهبانية خدمة ومتابعة الطلاب اللبنانيين المنتقلين إلى بروكسل. إلى غير ذلك نشأت رسالة ضمت الجالية اللبنانية في بلجيكا مما استدعى استئجار كنيسة لتأمين الخدمات الروحية. وكان الاحتفال الأول برئاسة الأب العام الأباتي الياس عطاالله في 15 اغسطس 1983 والأب إتيان بركات.
  • شابونو- ليون: بعد النتائج المشجعة التي حققتها التنشئة في مدرسة روما، توجه الاهتمام إلى إيجاد مركز تنشئة آخر في فرنسا نظراً للفائدة الثقافية الكبرى التي تتناسب وحاجاتنا في لبنان. فبعد الجهود التي قام بها قدس الأباتي الياس عطاالله مع الكردينال البير دي كورتراي، رئيس أساقفة ليون، بدأ الرهبان دروسهم في سان جودار سنة 1986، ثم اكتملت المساعي مع قدس الأباتي بولس التنوري بإنشاء دير مار أنطونيوس في شابونوسنة 1992 مع الأب أنطوان خضرا الذي عمل جاهداً لإتمام المشروع.
  • رسالة بانياس - سوريا: بدافع الروح الرسولية، ونزولاً عند رغبة ملحة لسيادة المطران انطون طربيه، راعي أبرشية اللاذقية، بدأت الرهبانية عملها الرعوي في الأبرشية من خلال المساعدة في رياضات الصوم. ثم انصرف المرحوم الأب انطونيوس المعراوي إلى خدمة ثابتة لبعض الرعايا إلى حتى أوكل المطران طربيه رعية بانياس، بطريقة قانونية، إلى الرهبانية فأنشأت دير مار انطونيوس الذي تم تدشينه، بحضور قدس الأب العام الأباتي بولس التنوري، في 17 يناير 1991. وقد توسعت الخدمة والرسالة لتضم عدة رعايا مجاورة.

اليوبيل

في الفترة - المحور - التي تعيشها رهبانيتنا حالياً، يطل علينا اليوبيل وكأنه إحدى المحطات الأساسية في تاريخها التي يجب حتى نقابلها بكل جرأة ومحبة وإقدام، لنلتقط أنفاسنا وننفض ما علق من غبار الأيام على عيشنا الرهباني وما عبث به من نسيان وإهمال وضياع طوال الثلاثمائة سنة التي انقضت. فنعي حقيقة واقعنا وأين نحن من دفع فترة التأسيس ونضع قواعد تطلعات مستقبلية متينة كفيلة بتسليم الانحراف وتقويم المسيرة وملء عيشنا الرهباني بروح المؤسسين وما نصبوا إليه في سبيل مستقبل افضل.

اليوبيل، إذاً، وقفة أمام ضميرنا الرهباني لنقيّم، على ضوء روح المؤسسين ورسالة رهبانيتنا الخاصة، أين نحن من الرسالة المطلوبة منا ومن تحقيق ملكوت الله في عالمنا، أي ماذا عملنا بالزمن الذي أعطي لنا من الرب لعمل خلاصنا،يا ترى؟ فإذا ما توصلنا إلى وضوح في قراءة الماضي والى وعي واقعنا الحاضر، نتمكن عندئذ من إرساء أسس مستقبلية مُلهمة ورؤى مستنيرة نقابل بها الأيام الآتية وتحدياتها المتزايدة، خاصة في شرقنا الذي ما برح يتخبط في مآسيه وانقساماته السياسية والدينية والاجتماعية وينتظر الدواء الناجع لتضميد جراحاته.

فكان من الإلزام، وانطلاقاً من روح المسؤولية المصيرية وباب الجدية القصوى حتى نعي قيمة عمل اليوبيل هذا ودوره في إظهار حقيقتنا الذاتية والجماعية وإبراز مبرر وجود حياتنا الرهبانية الأنطونية، فنخلع عنا جميع ما شاخ وهرم ونقابل بإقدام الدعوة الملحة للتجديد المطلوب منا اليوم.

هذه الصورة المعبرة عن نشأة الرهبانية الأنطونية ونموها وانتشارها وجهاد أبنائها وتضحياتهم في سبيل الكنيسة، أردناها نموذجاً واضحاً يأخذه شبابها من ذاكرة التاريخ زاداً لهم في مسيرتهم الرسولية لتمجيد الله ونشر ملكوته.


  1. ^ اسطفانوس الدويهي اصل الموارنة ص 860
  2. ^ الجريدة الرسمية، تاريخخمسة اكتوبر 1996 بموجب مرسوم رقم 9278


مراجع

  • تاريخ الرهبانية الأنطونية المارونية، تأليف القس عمنوئيل البعبداتي، طبعة ثانية منقحة، بيروت، 1999 (536 صفحة).
  • يمكن العودة إلى المسقط الإلكتروني للرهبانية الأنطونية لمزيد من المعلومات: الرهبانية الأنطونية
تاريخ النشر: 2020-06-04 04:18:25
التصنيفات: مسيحية, رهبنة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

قريبا.. لجان محلية لمكافحة العنف في الملاعب المغربية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:11:10
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 77%

ريال مدريد يستعيد صدارة الدوري من بوابة خيتافي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:08:31
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 85%

معلول ينتظم وخالد عبدالفتاح يشارك في التدريبات الجماعية للأهلي

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:10:09
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 43%

جزائريون يعلقون على مشاركة المنتخب المغربي في “الكان”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:11:40
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 84%

حقيقة مشاركة المغرب في بطولة “كوبا أمريكا”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:10:51
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 84%

ماسينا يختار فريقا جديدا ويدق أبواب المنتخب!

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:11:17
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 80%

تعليق مصري بعد الهجوم على شيخ الأزهر في إسرائيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:09:09
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 99%

كوكا يواصل التأهيل في مران الأهلي

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:10:12
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 40%

مانشستر يونايتد يروض "ذئائب" وولفرهامبتون

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:08:33
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 97%

سموتريتش: لن يكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:08:25
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 97%

تراجع محدود في سعر الذهب عيار 21 خلال نهاية التعاملات - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:20:46
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

الأهلي يتغزل في معلول بعد عودته إلى القاهرة

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:10:07
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 44%

شاهد.. تفاعل رونالدو مع هدف عالمي "عابر للقارات"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:08:30
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 96%

الرجاء يتعاقد مع لاعب جزائري

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:11:14
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 83%

شهرزاد بطمة تدخل على خط اعتقال ابنة عمها

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:11:05
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 81%

طقس غد الجمعة.. أجواء باردة ورياح قوية بهذه المناطق

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-02 00:10:59
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 81%

تحميل تطبيق المنصة العربية