فتح القدير
جزء من سلسلة
| |
أمهات التفاسير | |
أهل السنة:
شيعة:
| |
التفاسير السنة | |
| |
التفاسير الشيعة | |
| |
التفاسير الصوفية | |
| |
التفاسير المعتزلة | |
| |
مصطلحات فهم التفسير | |
|
تفسير فتح القدير الشوكاني
• يعتبر هذا التفسير أصلاً من أصول التفسير، ومرجعاً من مراجعه لأنه جمع بين التفسير بالرواية والتفسير بالدراية، حيث أجاد فيه مؤلفه في باب الدراية، وتوسع في باب الدراية. شرع مؤلفه فيه في شهر ربيع الآخر من سنة 1223هـ، واعتمد في تفسيره على أبي جعفر النحاس، وابن عطية الدمشقي، وابن عطية الأندلسي، والقرطبي، والزمخشري وغيرهم.
طريقته في تفسيره
طريقة الشوكاني في كتابه ذكرها بعبارته في مقدمة هذا التفسير مبيناً بها منهجه فيه، وهي كالآتي:
- أنه يجمع بين التفسير بالرأي والتفسير بالمأثور، لذا أطلق عليه اسم " فتح القدير، الجامع بين فني الرواية والدراية من فهم التفسير"
- ويلاحظ أنه يذكر الآيات ثم يفسرها تفسيراً معقولاً ومقبولاً، ثم يذكر بعد الفراغ من ذلك : الروايات التفسيرية الواردة عن السلف، وهويذكر كثيراً عمن ذكر من أصحاب خط التفسير.
- يذكر المناسبات بين الآيات، ويحتكم إلى اللغة كثيراً. وينقل عن أئمتها كالمبرد، والفراء، وأبي عبيدة.
- كما يتعرض للقراءات السبع.
- ولا يفوته حتى يعرض لمذاهب الفهماء الفقهية في جميع مناسبة، ويذكر اختلافهم وأدلتهم، ويدلي بدلوه بين الدلاء فيرجح، ويستظهر ويستنبط، ويعطي نفسه حرية واسعة في الاستنباط لأنه يرى نفسه مجتهداً لا يقل عن غيره من المجتهدين.
نقله للروايات الضعيفة والموضوعة
- مما يؤخذ على الشوكاني –كرجل من أهل الحديث – أنه يذكر كثيراً من الروايات الموضوعة والضعيفة، ويمر عليها من دون حتى ينبه عليها. فمثلاً نجده عند تفسيره لقوله تعالى:(إنما وليكم الله ورسوله) ...الآية، وقوله تعالى:(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) ....الآية، يذكر من الروايات ما مذكور على ألسنة الشيعة، ولا ينبه على أنها موضوعة، مع أنه يقرر عدم صلاحية هذه الروايات للاستدلال على إمامة علي رضي الله عنه. فمن الروايات عن ابن عباس رضي الله عنه أنه نطق: تصدق علِيّ بخاتم وهوراكع، فنطق النبي للسائل:" من أعطاك هذا الخاتم"،يا ترى؟ نطق: ذلك الراكع، فأنزل الله فيه:(إنما وليكم الله ورسوله)... الآية ، ثم يمر على الرواية الموضوعة باتفاق الفهماء ولا ينبه على ما فيها.
ذمه للتقليد والمقلدين
- كما يلاحظ عليه ذمه للتقليد والمقلدين حتى أنه لا يمر عن آية تنعي على المشركين تقليدهم آباءهم إلا ويطبقها على مقلدي أئمة المذاهب الفقهية، ويرميهم بأنهم تاركون لكتاب الله وسنة نبيه. - ومع هذا فهويوافق الجمهور في مسألة حياة الشهداء وأنها حياة حقيقية لا مجازية، وذلك عند تفسيره قوله تعالى:(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) .
موقفه من المتشابه
- الشوكاني سلفي العقيدة، فكل ما ورد في القرآن من ألفاظ توهم التشبيه حملها على ظاهرها، وفوض الكيف إلى الله. فعند تفسيره لقوله تعالى:(إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) ...الآية، يقول ما نصه:"قد اختلف الفهماء في معنى هذا على أربعة عشر قولاً، وأحقها وأولاها بالصواب ممضى السلف الصالح: أنه استوى سبحانه عليه بلا كيف، بل على الوجه الذي يليق به مع تنزهه عما لا يجوز عليه" .
موقفه من المعتزلة
- وعلى الرغم من حتى الشوكاني من الزيدية الذين من المعروف عنهم تأثرهم بآراء المعتزلة، وعقائدهم في أغلب مسائل الكلام، إلا أنه لا يميل إلى القول بمبادئهم بل ونجده في تفسيره هذا يرد عليهم، ويعارضهم معارضة شديدة في كثير من المواقف. - ومما يلاحظ على المؤلف أنه منح لنفسه حرية واسعة خولت له حتى يسخر من عقول العامة، ويهزأ من تعاليم المعتزلة، وأن يندد ببعض مواقف أهل السنة ، وعلى الجملة فإن تفسير الشوكاني هذا له قيمته ومكانته الفهمية.