المهدية، تونس
المهدية مدينة ساحلية تونسية ومقر لولاية المهدية.
تمتد الطريق من المنستير بمحاذاة الساحل نحوالمهدية مارة بقرى لمتة، تونس التي يعمل سكانها بتجفيف الصوف والعناية بأشجار الزيتون، سعيدة وقصر هلال وهي قرى زراعية يعمل السكان فيها بحياكة الصوف والقطن، ثم بلدة المكين وسط المسافة تقريبا من المنستير والمهدية، حيث بساتين الزيتون وأعمال الفضة. بعدها تأتي المهدية الواقعة على مرتفع ساعدها في الماضي لتكون حصنا. جعلها الفينيقيون والرومان قاعدة استراتيجية لهم، لكن مجدها تحقق على أيدي العرب، لأن القائد الفاطمي الأول، عبيد الله والذي دعي بالمهدي بنى فيها حصنا سنة 916، لقاءا لمصر التي كانت هدفا لرغباته وسميت المهدية باسمه. ومازالت تحتفظ حتى الآن بالكثير من الآثار الفاطمية، لعل أشهرها أطلال قصر القائم بأمر الله الذي يرى بلقاءة الحصن العثماني المطل على البحر.
هاجمها المسيحيون ودمروها بنهاية القرن العاشر، ثم جعلها الصقليون والبربر قاعدة لهم وخربها الإسبان في القرن السادس عشر، بعد ذلك اتى الأتراك وأعادوا بناءها كحصن، مرة أخرى. وبالإمكان زيارة الحصن والمتحف الذي يضمّ شواهد أثرية من مختلف العصور التي مرّت بها المهدية .
كما يوجد فيها الجامع الكبير والقصبة التي تم بناءها أواخر القرن السادس عشر. وبين الجامع والقصبة آثار رومانية قديمة كثيرة.
تسير طريق جنوب المهدية عبر مزارع كثيرة يتم ريّها بواسطة الدلوالذي تقوم الحيوانات بتشغيله واستخراج المياه من الآبار الكثيرة الموجودة في المنطقة، وهي عادة للري معروفة ومنتشرة في جميع أنحاء المغرب، حتى تصل الطريق إلى قصور الساف بمسافة 12 وقع جنوب المهدية، وهي مدينة صغيرة. يتفرع شارع إلى الشرق ناحية الجم، والجم مدينة صغيرة تقع في وسط سهل كان خصيبا في الماضي ويبذل حاليا مجهود عظيم لإعادته خصيبا، تدريجيا. تقوم على جزء من مسقط مدينة رومانية قديمة كان الأغنى في إفريقيا، وكانت تدعى Thysdrus.
ثروتها أتت من أعمال الزراعة، خصوصا الزيتون. أهميتها تظهر من المسرح الضخم فيها والذي كان يتسع ل 30.000 مشاهدا. كما توجد آثارا خارج الجم على الطريق إلى صفاقس تدل على وجود فيلات الرومانيين الكبيرة والرائعة من الداخل والخارج، وبحدائق داخلية، مما يبين المستوى المعيشي الراقي لأولئك المستعمرين.
وتستمر الطريق بمحاذات الساحل إلى شِبّه فوق الشاطئ الذي ينتهي داخل البحر ب (رأس قبودية) مع وجود ميناء صغير فيه، وبرج قديم من العصور الوسطى. ثم تتابع الطريق عبر التلال الخضراء حول جبنيانه حتى تصل جنوبا إلى مدينة صفاقس.
تتميز المهدية بأنها مركز نشط لصيادي الأسماك، لذا أنشأت فيها صناعة تعليب السمك، بالإضافة إلى الأعمال اليدوية والحرفية التقليدية.
|