ديموقراطية المؤتمرات الشعبية
جزء من سلسلة السياسة |
الديمقراطية |
---|
|
الأشكال الرئيسية |
|
الأنواع |
|
بوابة السياسة |
ديموقراطية المؤتمرات الشعبية هي الحكم الشعبي وليس التعبير الشعبي، وهي رقابة الشعب على نفسه، وذلك من خلال المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية، التي هي الثمرة النهائية لكفاح الشعوب من أجل الديموقراطية، ونتاج الفكر الانساني الذي استوعب كافة التجارب الانسانية من أجل الديموقراطية.
ان الديموقراطية المباشرة هي الأسلوب المثالي لتجسيد سلطة الشعب، وبما حتى الشعب مهما كان عدده يستحيل جمعه في مكان واحد ليناقش ويتدارس ويقرر سياسته، لذا انصرفت الأمم عن الديموقراطية المباشرة، واستعيض عنها بنظريات حكم عديدة كالمجالس النيابية، والتكتلات الحزبية، والاستفتاءات التي أدت جميعها إلى عزل الشعب عن ممارسة ادارة شؤونه، وسلب سيادته، واحتكار السياسة والسيادة من قبل تلك الأدوات المتعاقبة والمتصارعة على الحكم، من الفرد إلى الطبقة، إلى الطائفة والقبيلة إلى المجلس النيابي أوالحزب، وحيث ان فكرة الديموقراطية المباشرة لا يمكن حتى يختلف عليها اثنان عاقلان على أنها المثلى. بيد حتى أسلوب تطبيقها كان محالا، وحيث ان النظرية العالمية الثالثة التي يتضمنها الكتاب الأخضر تقدم تجربة واقعية وعملية للديموقراطية المباشرة، فلم يبق أمام الجماهير المتطلعة إلى امتلاك سلطتها الا التخلص (سلميا) من كافة أشكال الحكم الديكتاتورية السائدة في العالم ، والتي تسمى زيفا بالديموقراطية بأشكالها المتعددة من المجالس النيابية إلى الطائفة وال قبيلة والطبقة، إلى الحزب الواحد، إلى الحزبين، إلى تعدد الأحزاب. وما تباين واختلاف الأنظمة التي تدعي الديموقراطية الا مرشد على أنها ليست ديموقراطية. ولا يمكن تحقيق السلطة الشعبية الا بكيفية واحدة وهي المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية (فلا ديموقراطية بدون مؤتمرات شعبية، واللجان في جميع مكان).
ولتطبيق الديموقراطية المباشرة يقسم الشعب إلى مؤتمرات شعبية أساسية تضم في عضويتها جميع المواطنين البالغين سن الرشد ذكورا واناثا. ويختار جميع مؤتمر شعبي أمانة له لتدير جلساته، وتصيغ قراراته، ويختار جميع مؤتمر من تلك المؤتمرات الشعبية الأساسية لجنة شعبية ادارية من بين أعضائه لتطبيق قراراته وتحل محل الادارة الحكومية المعينة، فتصبح جميع المرافق في المجتمع تدار بواسطة لجان شعبية مسؤولة أمام المؤتمرات الشعبية الأساسية التي اختارتها وتملى عليها السياسة وتراقبها في تطبيق تلك السياسة، وبهذا تصبح الادارة شعبية والرقابة شعبية، وينتهي التعريف الزائف للديموقراطية الذي يقول: الديموقراطية هي رقابة الشعب على الحكومة. ليحل محله التعريف السليم وهو: الديموقراطية هي رقابة الشعب على نفسه.
ولأن المواطنين جميعا الذين هم أعضاء تلك المؤتمرات الشعبية ينتمون وظيفيا أومهنيا إلى فئات عمل مختلفة، لذا عليهم حتى يشكلوا مؤتمرات شعبية مهنية خاصة بهم، علاوة على كونهم مواطنين أعضاء في المؤتمرات الشعبية الأساسية أواللجان الشعبية.
ان ما تتناوله المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية من قرارات يرسم في صورته النهائية في مؤتمر الشعب العام الذي يضم أمانات المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية، ثم يحال بالتالي ما يصوغه مؤتمر الشعب العام الذي يجتمع دوريا أوسنويا إلى المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية ليبدأ التطبيق من قبل اللجان الشعبيةالمسؤولة أمام المؤتمرات الشعبية الأساسية. ان مؤتمر الشعب العام ليس مجموع أعضاء أونواب كالمجالس النيابية، انه لقاء المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية.
لصياغة قرارات المؤتمرات الشعبية في شكلها النهائي لتصبح جاهزة للتطبيق من قبل اللجان الشعبية في المؤتمرات الشعبية المنتشرة في كافة أنحاء البلاد.
بذلك تحل معضلة أداة الحكم ، وتنتهي الأدوات الديكتاتورية السائدة في العالم، ويصبح الشعب هواداة الحكم، وتحل معضلة الديموقراطية في العالم.