إعجاز القرآن

عودة للموسوعة

إعجاز القرآن

سلسلة القرآن الكريم
القُرْآنٌ الكَرِيْمٌ
بوابة القرآن الكريم


نسخة من كتاب القرآن

يعتبر المسلمون حتى القرآن هوكتاب الله وأنه أعجوبة بإعجازه وبحد ذاته۔ ، وإن فيه إعجاز أومعجزات۔

الإعجاز مشتق من العجز۔

والعجز: الضعف أوعدم القدرة۔

والإعجاز مصدره أعجز: وهوبمعنى الفوت والسبق۔

والمعجزة في اصطلاح الفهماء: أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم من المعارضة۔

وإعجاز القرآن : يقصد به: إعجاز القرآن الناس حتى يأتوا بمثله. أي نسبة العجز إلى الناس بسبب عدم قدرتهم على الآتيان بمثله۔

وقد تحدى الله المشركين حتى يأتوا بمثل القرآن أوحتى يأتوا بعشر سور من مثله ، فعجز عن ذلك بلغاء العرب، وأذعنوا لبلاغته وبيانه وشهدوا له بالإعجاز، ومازال التحدي قائما لكل الإنس والجن۔

((أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)). سورة هود آية 13

((قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)). سورة الإسراء آية88

ثم أرخى لهم حبل التحدي ووسع لهم فيه غلية التوسعة فتحداهم ان يأتوا ولوبسورة واحدة من مثلهِ، أي سورة ولومن قصار السور، فنطق: (( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )). سورة يونس آية 38 وبقي ذلك التحدي قائماً، منذ ذلك الوقت ليومنا الحاضر وقد استوعب أصحاب اللغة مقدار قوة الإسلوب القرآني وحلاوته، ولم يدركه إلا من كان مرهف الحس، وهذا الذي حدا بأحد المختصين حتى يقول بأن الذي أحس به من ذلك الاسلوب معنى لا يمكن تفسيره، وقد قرر أيوسليمان الخطابي من قبلهِ عدم قدرة الفهماء عن ابراز تفاصيل وجوه الاعجاز ، فنطق: مضى الأكثرون من فهماء النظر إلى وجوه الاعجاز من جهة البلاغة لكن قاسي عليهم تفصيلها، وأصغوا فيه إلى حكم الذوق.

ونطق العلامة ابن خلدون: الاعجاز تقصر الإفهام عن ادراكه وإنما يدرك بعض الشيء منهُ من كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي وحصول ملكته، فيدرك من إعجازه على قدر ذوقه.

وكما حتى الله أيد أنبياءه ورسله بالآيات المعجزات، فقد أنعم الله على رسوله محمد بمعجزات كثيرة رآها الذين عاصروه، فآمن من آمن وكفر من كفر، وهجر محمد المعجزة الخالدة الباقية، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، القرآن.

وظهرت آيات بينات في إعجاز القرآن من الناحية اللغوية والبلاغية بينها الكثير من فهماء اللغة قديما وحديثا وخطوا المتون وألفوا الأسفار، ولم تزل هذه المعجزة القرآنية باقية تتحدى جميع البشر على حتى يأتوا بمثله.

وظهرت مؤلفات إسلامية كثيرة في العصر الحالي بينت أوجه الاعجاز من الناحية الفهمية وسميت بالإعجاز الفهمي للقرآن لكونها تفسر الآيات من الناحية الفهمية الحديثة كما يفهمها الناس الآن لكون الفهم هولغة العصر الحالي.

الجدة الدائم

إن جميع كلام بشري يبلى إذا تكرر، وبقدر ترديده بقدر ما يبلى، وتسقط مكانته، ولكن القرآن يعهد عنه بجدته الدائمة، التي لا يؤثر فيها ترديد أوتكرار، فكم يردد المسلمون ويكررون سورة الفاتحة وقصار السور جميع يوم وكم أعادوا تلاوة القرآن وجميعهم يزعمون إنه لا زال جديداً على ألسنتهم، وهذه علامة إعجازية تخضع للتجربة من جميع من يعهد اللغة العربية في أي زمان ومكان، ولوأخذنا ببعض الآراء الحيادية في هذا الموضوع مثل رأي المستشرق المعروف (ليون) حيث نطق: ((حسب القرآن جلالة ومجداً حتى الأربعة عشر قرناً التي مرت عليهِ لم تستطع حتى تخفف ولوبعض الشيء من أسلوبهِ الذي لا يزال غضاً كأن عهده بالوجود أمس)).


المصدر من الله

إن أي كلام من كلام البشر إنماقد يكون إنعكاساً لشخصية قائله، وفهمه ومزاجه ونفسيته، وكل كلام يحمل صفة وروح قائله، لإنه أثر من آثاره. وقاريء القرآن المتدبر لمعانيه لا بد حتى يقع في نفسه شعور بأن هذا القرآن (كلام الله) وإنه لا يمكن بحال من الأحوال حتىقد يكون كلام بشر، والوجه الإعجازي في هذه المسألة إذا للقرآن سراً خاصاً يشعر بهِ جميع من يقابل نصوصه إبتداءً قبل حتى يبحث عن مواضيع الإعجاز فيها، فسلطان العبارات القرآنية تشعرهُ بمعاني الإعجاز القرآني وراء هذه العبارات والتي يدركها العقل من التعبير، وإن هنالك عنصراً ينسكب من الحس بمجرد الإستماع لهذا القرآن فإن كان غامضاً على بعض الناس الذين لايتقنون اللغة العربية فهم يحسونه ويجعلهم يدركون بإن مصدره هوالله.

الكلام الفريد

إن أي كلام من أي إنسان على وجه هذه الأرض يمكن إدماجه بغيره من الكلام فلا يستطيع أحد حتى يميز كلامه الذي أدمج فيه. لأنه بالأمكان حتى يقلد الناس كلام أي أديب أوشاعر، غير إذا الوجه الإعجازي هنا إذا أخذنا سورة من القرآن وحاولنا إدماجها في أي كلام لابد حتى تتميز وحدها وتظهر على ذلك الكلام، ولهذا نطق عنه طه حسين في كتابهِ مرآة الإسلام : (إن القرآن ليس نثراً كما إنهُ ليس بشعر إنما هوقرآن ولا يمكن حتى يسمى بغير هذا الاسم)، ليس شعراً وهذا واضح فهولم يقيد بقيود الشعر، وليس نثراً لأنه مقيد بقيود خاصة به وحده لا توجد في غيره وهي التي يتصل بعضها بأواخر الآيات، بنغمة صوتية خاصة. وقد استوعب ذلك المستشرق الفرنسي الدكتور موريس فنطق: (إن القرآن أفضل كتاب أخرجته العناية الألهية لبني البشر، وإنه كتاب لا ريب فيه). وكان مما نطقه المستشرق جيمس متشز في منطقه : (لعل القرآن هوأكثر الخط التي تقرأ في العالم، وهوبكل تأكيد أيسرها حفظاً، وأشدها أثراً في الحياة اليومية لمن يؤمن به).

قوة تأثير الإعجاز القرآني

جرب بنفسك أقرأ شيئا من كلام البشر في موضوع من الموضوعات ثم أقرأ ما تيسر لك من القرآن في نفس الموضوع عندئذ تشعر إنه ليس بوعظ ديني ولا إرشاد تربوي يمكن حتى يضاهي هذا الكلام، ولقد استوعب هذهِ العلامة الإعجازية في القرآن المستشرقون ونطق أحدهم وهوالمستشرق(س.ل): (إن أسلوب القرآن جميل وفياض ومن العجب أنه يأسر بأسلوبهِ أذهان المسيحيين، يجذبهم إلى تلاوته سواء في ذلك الذين آمنوا أم لم يؤمنوا به وعارضوه). ويكفي المتأمل ما أحدثه القرآن من تأثير هائل في حياة العرب في الجاهلية حتى جعلهم من رواد الفهم والفهم وسادوا العالم به.

علوم الإعجاز القرآني

  • التفصيل التأريخي لأحداث الرسل والأنبياء.

لقد أحتوى القرآن على تفصيل تأريخي للأنبياء والمرسلين السابقين وهوالتاريخ الذي لم يكن يعهد العرب عنه شيئاً سوى الأحبار والرهبان، وكانوا على خلاف فيما بينهم، أما أمة العرب فقد كانوا أميين لايفهمون شيئا عنه، فلما اتىهم النبي محمد بتاريخ الرسل والأنبياء مفصلاً، أعترف به الرهبان والأحبار وصدقوه فيما روى عن ربهِ واضحاً جلياً، وخرجوا من دين كانوا فهماءه وتبعوا محمداً.

(( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ))، سورة هود آية 49.

  • الكشف عما يدور في صدور الناس وخاصة المنافقين.

وحصل هذا في عدة مناسبات في عهد النبي محمد، ومنها حيث كان اليهود يبشرون بظهور نبي قرب زمانه يخرج من بلاد العرب، وكانوا يتهددون العرب بأتهم سيتبعونه ويقتلونهم معه اغتال عاد وإرم. فلما ظهر محمد، وأقام في المدينة كان العرب المؤمنون يلقون اليهود ويذكرونهم بما كانوا يقولون من بشارات فيعترفون ويعلنون إيمانهم ثم إذا خلا بعضهم ببعض أنكر بعضهم على بعض الأعتراف بما يفهمون من أمر النبي محمد، لأن ذلك سيجعل العرب شاهدين عليهم يوم القيامة وظنا منهم إذا الحساب سيكون على الشهادة فقط. فاخبر القرآن حاكياً حالهم وكشف قولهم الذي نطقوه سراً بينهم، فما كذبوا ما نطقه ودخل منهم جماعة في الإسلام. ((وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ. أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ )) سورة البقرة آية 76-77.

  • الأخبار عن غيوب ومسائل تكون في المستقبل القريب والبعيد.

كما أبلغ القرآن عن أحداث ستكون في المستقبل وفي عهد النبي محمد، وبعده، فاتى مرور الأيام تفسيراً لما أنبأنا به ومن أمثلة هذا: الأخبار بأن الروم ستغلب الفرس في بضع سنين أي أقل من عشر سنوات، بعد حتى فرح الوثنيين الكفار في مكة بإنتصار الفرس على الروم، وتأهبوا على كذب ما وعد الله في كتابه فما مرت السبع سنوات إلا وتحقق ما وعد الله: (( الم . غُلِبَتِ الرُّومُ . ِفي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ . ِفي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ . وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) سورة الروم الآيات 1-5. وقد عهد العصر الحديث ان منطقة البحر الميت هي أكثر الاراضي انخفاضا في العالم : (( في ادنى الأرض وهم من بعد غلَبهم سيغلبون )) وقد جرت المعركة الأولى بين الفرس والروم في منطقة البحر الميت


  • الأخبار عن العلوم الحديثة وعن حقائق بشكل يلفت النظر لا ريب فيه.

وهوالإعجاز الفهمي الذي لايمكن حتى نبينه سوى قولنا إنه إخبار سابق للمحدثات الفهمية في عصرنا ومن ذلك قوله:

(( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ . َيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ)) سورة الرحمن آية 19-20. وقد أكتشف الباحثون [1] حتى مياه البحار لا تمتزج مع بعضها البعض، بل لقد وجدوا حتى مياه البحر الأبيض المتوسط لا تمتزج بمياه المحيط الأطلنطي عند جبل طارق. فهناك إلتقاء وبينهما حاجز ، (( أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )) سورة النمل آية 61. وللمزيد من هذه الأمثلة الفهمية التي لا يسع المقام ذكرها هنا نرجومراجعة كتاب توحيد الخالق للشيخ عبد المجيد الزنداني.

[2]


السبق الفهمي

حدثة السبق الفهمي تطلق كما تطلق حدثة السبق الصحفي، فالقرآن ليس كتاب فيزياء فلكية ولا علوم كيمياء أوطب أوزراعة، أوغيرها من علوم الأستخلاف الأرضي التي فوضها الله إلى الإنسان، الذي جعله خليفة في الأرض، حسب قول القرآن. ولقد حث القرآن على طلب الفهم والدراسة: ((أقرأ وربك الأكرم . الذي فهم بالقلم . فهم الإنسان مالم يفهم)) سورة العلق الآيات 3-5.

إذن ليس القرآن كتابا فهميا بحتا لهذه العلوم يجب حتى نجد فيه جميع ما نشاء من الحقائق الفهمية في شتى الميادين كما يتصور، بل هوكتاب هداية وتعريف لهوية الإنسان، فالتعريف لما خلق الإنسان وما هودور الإنسان في هذه الحضارة، وما سيكون حاله وما ينتهي إليه وما ينتظره بعد موته. فهوكتاب فهمي للسلوك البشري والأخلاق والمعاملات : (( إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)) سورة الإسراء آية 9.

أما جانب السبق الفهمي ففي قوله :((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) سورة فصلت آية 53. ولقد أصطلح الفهماء على تسمية هذا السبق الفهمي بالإعجاز الفهمي في القرآن والسنة.

الإعجاز الفهمي في القرآن والسنة

معنى الإعجاز الفهمي : ـ الإعجاز الفهمي هوإخبار القرآن أوالسنة النبوية بحقيقة أثبتها الفهم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول محمد مما يظهر صدقه فيما أبلغ به عن ربه الله ، وفق أصطلاح الهيئة العالمية للإعجاز الفهمي في القرآن والسنة.

ـ الإعجاز الفهمي للقرآن يُقصد به تجاوز هذا الكتاب العزيز بالإشارة إلى عدد من حقائق الكون وظواهره التي لم تتمكن العلوم المكتسبة من الوصول إلى فهم شيء منها إلا بعد قرون متطاولة من تنزل القرآن بحسب تعريف الدكتور زغلول النجار .

ولقد تحقق الوعد وكان مما تحقق في عصرنا هذا عصر العلوم الكونية أنه حدثا تقدمت الكشوف الفهمية في ميدان من الميادين كشف القرآن للناس عن السبق الفهمي له، وكشف عن معنى من المعاني التي كانت مبهمة، فهوليس من رجل أمي لأنه يتوجب عليه حتى يحيط بكل هذه العلوم الكونية البحتة، ومن الآيات الصريحة:

  • إنفصال الأرض في فهم الفلك.

لقد ثبت عند فهماء الفلك حقيقة فهمية حتى الأرض أنفصلت عما في السماء، وأختلف الفهماء في طبيعة هذا الأنفصال فهناك من يقول إنها أنفصلت عن الشمس وآخرين لهم نظرية تقول بإنها أنفصلت عن نجم آخر، وإذا كان يصعب على الإنسان تصور هذا فإن البدوي في الصحراء أكثر الناس سخرية من هذا القول، غير إذا هذه الحقيقة الكونية [3] قد أجراها الله على لسان رجل أمي هومحمد، لا يعهد شيئا من علوم الفلك قبل أربعة عشر قرنا من الزمان فيما أوحي إليه من القرآن، حيث نطق: ((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ )) سورة الأنبياء آية 30.

  • الماء والحياة.

ولقد تضمنت الاية أعلاه حقيقة فهمية [4] أخرى لا بحاجة إلى توضيح وهي حتى سائل الماء شيء مهم وأساسي لوجود الحياة على كوكب الأرض، ولا يوجد حاليا سائل في الأرض يصلح حتىقد يكون وسطا صالحا للتفاعلات الحيوية في جسم الأحياء غير الماء، ولقد أكتشف أحد الباحثين إذا بعض الأحياء المجهرية كالبكتريا تستطيع العيش بدون هواء لفترة زمنية ولكنها لا تستطيع الأستغناء عن الماء مطلقا كما تشير الآية إلى ذلك من قبل حتى يعهد البشر هذا من قبل، وإن كانت الآية تشير إلى حقيقتان فهميتان فما أحرى حتىقد يكون الخطاب موجها للكفار دون غيرهم لعلهم يؤمنون.

  • الفرث والدم في فهم التشريح للأنسجة.[5]

بعد تقدم الفهم وأكتشاف كيفية تكون اللبن في الأنعام، ووجد الباحثين حتى الأنزيمات الهاضمة تحول الطعام إلى فرث يسير في الأمعاء الدقيقة حيث تمتص العروق الدموية (الخملات) المواد الغذائية الذائبة من بين الفرث فيسري الغذاء في الدم، حتى يصل إلى الغدد اللبنية وهناك تمتص الغدد اللبنية المواد اللبنية التي سيكون منها اللبن من بين الدم فيتكون اللبن، الذي أخرج من بين فرث أولا، ومن بين دم ثانيا، وذلك نص صريح تنطق به الآية في القرآن: (( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ )) سورة النحل آية 66.

  • إنخفاض نسبة الأوكسجين في الهواء عند الصعود إلى الأعلى نحوالسماء.[6]

بعد تمكن الإنسان من بلوغ السماء بالطيران بوسائل النقل الحديثة عهد أنه حدثا أرتفع إلى الأعلى في الجوقل الأوكسجين والضغط الجوي، مما يسبب ضيقا شديدا في الصدور وعملية التنفس، وذلك عين ما تنطق به الآية قبل طيران الإنسان بثلاثة عشر قرنا من الزمان كما ورد في القرآن: ((فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء)) سورة الأنعام آية 125. والحرج شدة الضيق، والآية تبين أنه من عمل ما يستحق به حتى يعاقبه الله بإضلاله. فمثل حاله عند سماعه الموعظة وما يتصل بها من الإيمان بالإسلام،وما يصيبه من ضيق شديد كمثل الذي يتصعد في السماء، فما أدرى الرجل الأمي بهذه الحقيقة التي لا يعهدها إلا من صعد للسماء، فهذا إعجاز فهمي لا ريب فيه.

  • الظلمات المتعددة في أعماق البحار السحيقة والأمواج التي تغشاها.

كشفت العلوم الحديثة إذا في قاع البحار العميقة الكثيرة الماء (البحر اللجي) ظلمات شديدة، حتى إذا المخلوقات الحية تعيش في هذه الظلمات بلا أدوات بصرية وإنما تعيش مستخدمة حواسها الأخرى كالسمع، ولا توجد هذه الظلمات الحالكة في ماء البحر الذي يحيط بالجزيرة العربية وإنما أكتشفوها في المحيطات البعيدة عنها ذات الماء الكثير (البحر اللجي)، كما أكتشف الفهماء [7] موجا بحريا داخليا يغشى البحر وهوأطول وأعرض من الموج السطحي وتم كشفه كذلك بواسطة الأقمار الصناعية، والآية القرآنية تقول:(( َأوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ)) سورة النور آية 40. فتكونت هذه الظلمات نتيجة البحر العميق اللجي أولا، ثم الموج الداخلي الذي يعكس أشعة ضوء الشمس فلا يسمح لها بالنفاذ إلى الأسفل ثانيا، والموج السطحي ثالثا الذي يعكس جزءا من الأشعة، والسحاب الذي يحجب كثيرا من أشعة الشمس فلا يسمح لها بالنفاذ إلى الأسفل رابعا، فهي ظلمات بعضها فوق بعض وأسبابها المنشئة لها بعضها فوق بعض.

  • الموج البحري ومن فوقه موج آخر.

مسألة أخرى تبينها هذه الآية وهي الموج البحري الذي كان الناس جميعا لا يعهدون سوى موج واحد في البحار، فالآية أعلاه تقول هنالك موجا آخر في أعماق البحار، وأكتشف الغواصون [8] في بداية القرن العشرين حقيقة كانت مخبوءة في أعماق البحار تلك الحقيقة التي تبين موجا آخر يقذف بالغائصين فيه كما يقذف بالسابحين عليه، وأكتشف هذا الموج الغواصين الأسكندنافيين، فمن أين لمحمد فهما بالبحار سوى إذا هذا القرآن معجزة فهمية.

  • طبيعة الجبال كالأوتاد في فهم الجيلوجيا.

الوتد يغرس في الرمل لتثبيت الخيمة، إلى غير ذلك الجبال فقد أخترقت بإمتداداتها الطبقة اللزجة التي تقع في أسفل الطبقة الصخرية التي تكون القارات، فأصبحت بالنسبة للقارات كالوتد للخيمة، فالوتد يثبت الخيمة بالجزء الذي يغرس في الصحراء إلى غير ذلك الجبال تثبت القارات بالجزء المغروس منها في الطبقة اللزجة التي تقع تحت الطبقة الصخرية التي تتكون منها القارات. ولقد تأكد للفهماء هذه الحقيقة الفهمية في علوم الأرض عام 1965م،[9] وفهموا أنه لولا خلقت الجبال هكذا كالأوتاد لطافت القارات، ومادت الأرض وأضطربت من تحت أقدامنا، فالقرآن يذكرنا بهذه الحقيقة بقوله: ((َوأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ)) سورة النحل آية 15.

  • الفساد في البيئة [10].

ظهور الفساد الذي يضم البر والبحر، وقد عبّر القرآن عن ذلك بقوله : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، سورة الروم آية 41، ووصفها بالماضي لأن القرآن لا ينطق إلا بالحق فالمستقبل بالنسبة لله هوحقيقة واقعة لا مفر منها وكأنها سقطت في الماضي وأنتهى الأمر، ولذلك اتى التعبير عن هذه الحقيقة الفهمية بالعمل الماضي. وكذلك تحدثت الآية عن المسؤول عن هذا الفساد البيئي وحددّت الفاعل وهوالإنسان، وتحدثت عن إمكانية الرجوع إلى العقل والمنطق وإلى العمل على إعادة التوازن للأرض.

  • سرعة الضوء.

أثبت القرآن حقيقة سرعة الضوء وهي نفسها سرعة جميع أشكال الطيف.[11] (يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ. ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرّحِيمُ)

  • فهم النباتات.

لقد كان معلوما للناس قديما إذا الذكورة والأنوثة لا توجد إلا في الأنسان والحيوان، أما في النباتات فلم يدروا الناس حقيقة هذا الأمر إلا في الوقت الراهن بفهم النبات، [12]وتقدم فهم التشريح للنبات وقد ذكر القرآن ذلك : (( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ)) سورة يس آية 36. كما كان الناس قديما يجهلون حقيقة النباتات وتكوينها وكشفت العلوم الحديثة إذا النباتات تتكون من مواد أساسية واحدة هي :(كربون، وهيدروجين، ونتروجين، وكبريت أوفسفور) وبعض المواد الضئيلة الأخرى، غير إذا سبب أختلاف نسبة التراكيب الكيمياوية في النبات يرجع إلى أختلاف أوزان النبات في جميع منها، وإن جذر جميع نبات لا يمتص من المواد في الأرض إلا بمقادير موزونة محددة، وبهذا تحدث القرآن لنا عن هذه الحقيقة الفهمية: ((والأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ)) سورة الحجر آية 19.

  • التراكب في الحب والثمار في النباتات والصبغة الخضراء.

جهل الناس عموما كيف من الممكن أن يتكون الحب والثمار في النبتة، كما جهلوا كيف من الممكن أن تتكون أجزاء النبات المتنوعة، وأخذ الفهماء يدرسون فهم النبات وكيفقد يكون النبات حبوبه وثماره لعلنا نقدر على محاكاة هذه الحقيقة الغائبة عن تصورنا، ثم أكتشف فهماء النباتات التمثيل الضوئي أو(التمثيل الكلوروفيلي)، حيث وجدوا حتى في النبات مصانع خضراء صغيرة (بلاستيدات خضراء)، هي التي تعطي النبات لونه الأخضر ومنها تخرج المواد الغذائية التي تتكون منها الحبوب والثمار، وسائر أجزاءه.[13] وبعد سقيه بالماء يخرج النبات من البذور في الأرض وهذه المصانع الخضراء هي أول من يخرج من الحبة عند بدء نموها، وكما نطقت الآية في القرآن: (( وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) سورة الأنعام آية 99. فالآية أشارت لحقيقة المادة الخضراء بأنه يخرج منها الحبوب والثمار متراكبة فالحديث هنا عن الصبغة الخضراء المعروفة بالكلوروفيل لا عن النبات.

  • مواقع النجوم في الفيزياء الفلكية وهي ليست كما يراها البدوي في الصحراء.[14]

إن الناظر للسماء يظن النجوم قريبة، غير حتى التقدم الفهمي في علوم الفيزياء الفلكية اتى ليبين لنا إذا الأبعاد فيما بين النجوم ومواقعها كبيرة جدا لا يتخيلها أويتصورها عقل بشر، وهذه النجوم قد خرج منها ضوءها قبل فترة طويلة فمنها ما يبعد سنوات ضوئية. عن الأرض ومنها ما يبعد عدة ملايين من السنين الضوئية. ومانرى في الحقيقة سوى مواقعها التي غادرتها في غابر الأزمان، وهذه الحقيقة بقيت مجهولة حتى مطلع القرن العشرين، حيث بينت المراصد الفلكية بعد المسافة إلى هذه الأجرام السماوية وكوننا لا نرى سوى مواقعها التي غادرتها وهذه النجوم تنطلق في الفضاء بسرعة كبيرة لا يفهم مداها وهي تضيء وينطلق ضوءها من حولها، وهي كما نطقت الآية: ((فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وإنه لقسم لوتفهمون عظيم)) سورة الواقعة آية 75- 76.

  • البرد من فوق كالجبال في السحب الركامية.[15]

ومن مزايا السحب الركامية أنها تمتد رأسيا إلى علوخمسة عشر كيلومترا أوأكثر، وبذلك تظهر لمن ينظر إليها عن بعد كالجبال الشاهقة. وتتيح فرصة النموفي الإتجاه الرأسي نشوء السحب الركامية عبر طبقات من الجوتختلف درجاتها الحرارية أختلافا بينا، فتنشأ بذلك الدوامات الرأسية وتتولد حبيبات البرد، ولهذا فإن السحاب الركامي هووحده قادر على توليد حبيبات البرد الثلجية وهذه حقيقة فهمية بحد ذاتها تفسرها الآية:(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَأباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)، سورة النور آية 43. إلى غير ذلك يقرر الجزء الأول من الآية مراحل تكون السحب الركامية الممطرة بالرغم من إذا الإنسان لم يتوصل لهذه الحقيقة إلا في الماضي القريب، وعندما أستخدم الفهماء الرادار في أعقاب الحرب العالمية الثانية تبين لهم حتى السحب إنما تبدأ على هيئة عدة خلايا أووحدات من السحب التي تثيرها تيارات الهواء فتتوحد وتكون السحب الركامية، ثم يخصصها بالنموالرأسي حتى تصير كالجبال فعندئذ تجود دون غيرها من السحب بالبرد، وليس من اللازم حتى يتساقط البرد من السحابة بمجرد تكونه، إذ من الممكن يحول التيار الهوائي الصاعد دون نزوله في مكان معين حتى إذا ما ضعف هذا التيار هوى البرد على هيئة ركام لا هوادة فيه، وكأنما أنفجرت السحابة وهذا يفسر لنا المراد بقوله: ( فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ).

  • السدم وتكونها في الفلك خارج المجرة.[16]
  • التوسع والتمدد الكوني [17].

حقيقة اتساع الكون، ويظهر ذلك في القرآن: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)، سورة الذاريات، آية 47. وفي هذه الآية معجزتان فهميتان، فقد تحدثت الآية عن حقيقة الكون: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا)، وقد ثبُت حتى الكون منظم، وأن في الكون هندسة مبهرة فالكون يحوي أعمدة من السدم ، ويحوي جسوراً من المجرات، ويحوي كذلك خيوطاً عظمى جميع خيط يتألف من آلاف المجرات ويمتد لمئات البلايين من السنوات الضوئية.

  • القوى الجاذبية بين النجوم والكواكب.

(اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَأوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا)﴾ سورة الرعد الآية 2. وتشير الدراسات الكونية إلى وجود قوى مستترة‏,‏ في اللبنات الأولية للمادة,‏ تحكم بناء الكون، وتمسك بأطرافه، ومن القوى التي تعهد عليها الفهماء في جميع من الأرض والسماء أربع صور‏,‏ يعتقد بأنها أوجه متعددة لقوة عظمى واحدة، تسري في مختلف جنبات الكون؛ لتربطه برباط وثيق، وإلا لانفرط عقده، وهذه القوى هي‏:‏ (1)‏ القوة النووية الشديدة . (2)‏ القوة النووية الضعيفة . (3)‏ القوة الكهربائية المغناطيسية‏(‏ الكهرومغناطيسية‏). (4)‏ قوة الجاذبية‏‏ .

وهذه القوى الأربع هي النادىئم الخفية، التي يقوم عليها بناء الكون,‏ وقد أدركها الفهماء من خلال آثارها الظاهرة والخفية في جميع أشياء الكون المدركة‏.‏

وتعتبر قوة الجاذبية على المدى القصير أضعف القوى المعروفة لنا‏,‏ وتساوي:(‏10‏- 39 )‏ من القوة النووية الشديدة‏,‏ ولكن على المدى الطويل تصبح القوة العظمى في الكون‏,‏ نظرًا لطبيعتها التراكمية، فتمسك بكافة أجرام السماء‏,‏ وبمختلف تجمعاتها‏.‏ ولولا هذا الرباط الحاكم، الذي أودعه الله‏‏ في الأرض، وفي أجرام السماء ما كانت الأرض، ولا كانت السماء. ولوزال هذا الرباط، لانفرط عقد الكون، وانهارت مكوناته‏ [18].‏

  • حقيقة الثقوب السوداء.[19]
  • أرتفاع السماء [20].
  • دحي الأرض [21].

ومعنى دحاها أي بسطها لتكون صالحة للإنسان والنبات، ومن معاني الأدحية البيضة، ومن معاني دحا: دحرج. ويظهر إذا الأرض عند أنفصالها أخذت تدور وتتدحرج في مسارها ولا تزال تتدحرج وتتقلب وهي تجري في فلكها، فهل هناك تفسير أوضح لهذه الحقيقة الفهمية من غير حدثة دحاها؟

  • مراحل وأشكال القمر والتنقل في منازل معلومة والتفرقة بين ضوء الشمس ونور القمر حسب ما اتىنا في الفهم الحديث.

(والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم) سورة يس آية 39. حيث تقرر هذه الآية الحقيقة في سبب تغيير شكل القمر في جميع شهر وهوتنقله في منازل (مواقع) معلومة حتى يعود هلالا كما بدأ والعرجون تعبير عن شكل الهلال المقوس. (وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) سورة نوح آية 16. حيث نجد في هذه الآية التفريق بين ضوء القمر والشمس، إلى غير ذلك جميع آيات القرآن تصف الشمس بالسراج المنير الوهاج المضيء، بينما تصف الآيات القرآنية القمر بالنور ، فالفرق واضح في التعبير ويدل على حقيقة فهمية واضحة وهي حتى التقدم الفهمي أثبت حتى ضوء الشمس من ذاتها ينبع فهي كالسراج المشتعل، بينما القمر فليس ضوؤه إلا انعكاسا من الشمس فليس من ذاته ولقد انار بنور الشمس .

  • جريان الشمس حول المجرة [22].
  • خلق السماء [23].
  • الإعجاز الفهمي لآيات الحديد، حيث بينت الآية 25 من سورة الحديد حقائق كثيرة منها انزال الحديد من السماء عن طريق النيازك الساقطة على الأرض وفي الكتاب تفصيل آخر .
  • فهم الأجنة والولادة والظلمات الثلاث التي يحيط بها الجنين [24].
  • الحكمة من تحريم لحم الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير.

لقد حرم القرآن لحم الخنزير، ونفذها المتدينون امتثالاً لأمر الله الخالق للبشر، وطاعة له دون حتى يناقشوا العلة من التحريم ، وقد عثر الفهماء في عصرنا الحاضر من الأدلة الفهمية على وجود الأمراض في لحوم الخنازير ما يكفي ليوصوا بهجر تناوله أوالإقلال منه حسب الأمراض التي وجدوها فيه، ويتساؤل البعض لم لا تربى الخنازير تربية صحية نظيفة ،يا ترى؟ ولم لا تتخذ الوسائل لاكتشاف اللحوم المصابة وإتلافها،يا ترى؟ وإذا كان ذلك ممكناً في مكان وظروف معينين فهل يمكن تحقيقه في جميع الظروف ،يا ترى؟ أوليس الأولى عدم المخاطرة وتجنب المهالك ،يا ترى؟ بل الحقيقة حتى هذه الوسائل كلها لم تكن مجدية في واقع الحال في أي زمان ومكان.[25]

وغيرها كثير من الإعجازات الفهمية التي يعجز العقل عن إدراكها لأنها مخصصة للجيل القادم من البشرية فلا ندركها نحن ولا أبنائنا، فهوكتاب فهم وتربية وأخلاق وإعجاز لغوي وفهمي وسبق في كافة الميادين على الرغم من كثرة الخصوم فهويحجك بحجته ويدمغك بتاثيره كأنما يسوقك لما يريد لا ما تريد.


الخلاصة

القرآن كتاب إرشاد وهداية وليس كتابا للهندسة أوالفلك أوالكيمياء بحيث نجد فيه جميع ما يتعلق بهذه العلوم، ووعد القرآن بإنه سيعهدنا بهذه الآيات والإعجازات الفهمية حسب الوقت والزمن.

ولم تكن البيئة التي هبط فيها الوحي مهيأة لتلقي حقائق لم تتحقق منها البشرية إلا بعد عصر التنزيل بقرون, ولذا كانت الإشارات الفهمية في الحديث النبوي لمحمد محدودة بينما فاض بها القرآن, وادخرت تلك الإشارات الفهمية لأجيال قادمة تعاين حقائقها بينة على الوحي وتأييدا لرسالة الله في القرآن, وقد شفعت بوعد جازم نراه يتحقق اليوم, كما في قوله: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الاَفَاقِ وَفِيَ أَنفُسِهِمْ حَتّىَ يَتَبَيّنَ لَهُمْ أَنّهُ الْحَقّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبّكَ أَنّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ سورة فصلت آية 53، وقوله: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ للّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبّكَ بِغَافِلٍ عَمّاتَعْمَلُونَ﴾ سورة النمل آية 93, وإسناد الرؤية للمؤمنين وإلى غيرهم يعني حتى الوعد متحقق سواء أكتشفوا هم الحقيقة أم سبقهم إليها غيرهم, ومع ذلك يمكن استلهام النصوص والاسترشاد بقواطع الدلالات للتبشير بالإعجاز الذي لم يقم عليه مرشد بعد. [26]

كل ما تجاوز يشير على حتى القرآن هومعجزة ألهية ووحي من عند الله وليس من فهم البشر ولا من تأليف رجل أمي عاش في القرن السادس الميلادي.

مصادر

  • توحيد الخالق - عبد المجيد الزنداني - مخطة المثنى - بغداد - 1990.
  • الإعجاز الفهمي لآيات الحديد في القرآن المجيد - الدكتور حسين علي الجبوري - مركز البحوث والدراسات الإسلامية - بغداد - 2006م - صفحة14.
  1. ^ F. Tuncer, "International Conferences on Islam in the Contemporary World", March 4-5, 2006, Southern Methodist University, Dallas, Texas, U.S.A., p. 95-96

وصلات خارجية

  • الإعجاز البلاغي في القرآن
  • الإعجاز التشريعي في القرآن
  • الإعجاز العددي في القرآن
  • الإعجاز في علوم الأرض
  • الهيئة العالمية للإعجاز الفهمى في القرآن والسنة
تاريخ النشر: 2020-06-04 06:46:53
التصنيفات: قرآن, إعجاز في القرآن والسنة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

"النهضة" التونسية تدعو لمقاطعة الاستفتاء على مشروع الدستور

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:16:12
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 86%

بايتاس: أحداث اقتحام مليلية مخطط لها بشكل غير مسبوق

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:15:26
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 44%

إنجاز تاريخي.. التونسية أنس جابر في نهائي ويمبلدون

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:15:22
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 41%

المغرب يرصد 2782 إصابة جديدة بكورونا خلال 24 ساعة و9 حالات وفاة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:15:24
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 48%

عقد لتوريد الغاز بين سوناطراك الجزائرية وإنجي الفرنسية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:16:06
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 93%

الحكومة تصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:15:27
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 48%

انتخاب "زفيزف" رئيسًا جديدًا للاتحاد الجزائري لكرة القدم

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:15:53
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 50%

إدانة الفتاة مُحرّضة كلبة على قتل قطة بالحبس موقوف التنفيذ

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:15:25
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 36%

شاهد.. اتهام حفيد الرئيس الراحل حسني مبارك بالاعتداء على شاب

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:16:12
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 86%

مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم يتعلق بالطيران المدني

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:15:21
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 48%

تخصيص 242 قطارا لنقل المسافرين في عيد الأضحى

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:15:23
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 42%

افتتاح مصحة محمد السادس للرعاية ما قبل وبعد الولادة بباماكو

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:15:27
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 49%

لويس سواريز يرد ردًا نهائيًا: "لن أنضم إلى ريفر بليت"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:15:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

الأرجنتين تحظى بدعم الصين في مسألة الانضمام إلى بريكس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 18:16:11
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 95%

تحميل تطبيق المنصة العربية