محمد بن هجرية

هومحمد بن محمد بن محمد الهاشمي بن هجرية.(1880-1959) رجل المسرح الشهير. ترجم له الأستاذ المنصف شرف الدّين ترجمة ضافية في كتابه المسمّى من روّاد المسرح التّونسي وأعلامه وعدّه من الأوائل الذين ساهموا في ظهور المسرح التّونسي. وهذه الترجمة هي التي نعتمدها بالأساس للتعريف به مع إضافات.

"ولد محمد بن هجرية بمساكن حوالي سنة 1880 [وتعلّم بها فدخل الكتّاب. ثم ولج المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية التي بدأت تعلّم بمساكن منذ 1884]... توفي أبوه في عنفوان الشباب فكفلته وأخويه صالح ومحمود أمّه. انتقل إلى تونس لمواصلة الدّراسة منذ سنة1902 ونزل عند أقربائه بنهج سيدي علي عزوز. لكنه انبتر واشتغل في القنصلية الإيطالية مكلفا بالبريد والسواح وذوي الحاجة من الإيطاليين. وكانت مهمّته تتمثل في البحث عمن يستحق المساعدة من الإيطاليين. فكان يمضى جميع يوم إربعاء إلى سيسيليا الصغرى (الحي الذي كان قرب الرصيف بتونس [وقد أزيل اليوم ليتحول إلى منطقة ترفيهية عصرية]).

تمكن من الحصول على محل للسكنى بسيدي منصور وتعرّف على أرملة إيطالية تزوجها وأنجبت منه خمسة أبناء منهم المرحوم حميدة بن هجرية الذي كان حارس مرمى الترجي الرياضي التونسي الذي عوّض الحارس الممتاز المرحوم العروسي التسوري عندما انضم هذا الأخير في أوائل الأربعينات إلى فريق الشرطة لكرة القدم (الأولمبي التونسي). ثم تزوّج بعد وفاة زوجته الإيطالية أخت المرحوم البشير المتهنّي الصغرى.

وللمرحوم محمد بن هجرية أياد بيضاء على المسرح التّونسي، من ذلك أنّه عندما قرّر الجوق التّونسي المصري تقديم باكورة أعماله [في جوان 1909] وهي مسرحية «نديم أوصدق الإخاء» تأليف إسماعيل عاصم كان عليه حتى يعدّ ملابس لهذه المسرحية فتمّ شراء القماش في المغازة الجزائرية وسقط تقسيط الثمن لمدّة عام. وقرّرت كمبيالات أمضاها محمد بن هجرية والهادي الأرناؤوط العاملان بالقنصلية الإيطالية لأنّهما كانا موظفين لهما جراية قارة يمكن حجزها عند الاقتضاء. ثم سقط إيفاد أحد العناصر المصريّة (وهوأحمد عفيفي) إلى مصر لإحضار مطرب وممثل فكاهي وقرّر التونسيون الاكتتاب لجمع الأربعمائة فرنكا معلوم السفر إلى الاسكندرية وكان قد انضم إلى الجوق شاب تونسي آخر هوالحبيب المانع.

وبقي جانب من المال في صندوق الجوق ورغم حاجة ابن هجرية إلى المال فإنّه استمرّ يسدّد ما يحل أجله من كمبيالات من ماله الخاص مع زميله ولم يطالب بسحب رصيد الفواضل الموجود بصندوق الجوق. وكان يتولى طبع عناوين المشهجرين في الصحف (الزّمان، الصّواب، ولسان الشّعب والزّهرة) بمنزله الكائن بنهج المفتي ليحصل على ولج إضافي. ولم تكن هذه التّضحية الوحيدة من نوعها التي تحمّل محمد بن هجرية (وغيره من الرواد) في سبيل المسرح بل كان لا يتردّد في معاضدة جميع المشاريع الثقافية والاجتماعية.". ونضيف على معلومات الأستاذ المنصف شرف الدّين أنّ محمد بن هجرية كان من مؤسسي الجمعية التمثيلية " النّجمة" سنة 1908 والجمعيّة التمثيلية " الشهامة" سنة 1910. توفي محمد بن هجرية بتونس العاصمة ودفن بها يوم 21 أكتوبر 1959.