الحرب الكيميائية البيولوجية الإشعاعية
الحرب الكيميائية البيولوجية الإشعاعية حرب تُستخدم فيها المواد الكيميائية وعناصر بيولوجية، أومواد إشعاعية. وتهتم الدول المتقدمة بتطوير الأسلحة الكيميائية البيولوجية الإشعاعية والوقاية منها جنبًا إلى جنب مع التدريب العسكري والاستراتيجي. ويمكن تصميم هذه الأسلحة لقتل مجموعات كبيرة من البشر، أوشل حركتهم مؤقتًا أوتدمير تموينهم من الغذاء. ويمكن حتى تكون لهذه الأسلحة فعاليتها بدون تدمير الممتلكات.
العناصر الكيميائية
تؤثر على الجهاز العصبي، ومراكز التنفس والجلد والعينين والأنف والحلق. فهي تحتوي على غازات وسوائل ومواد للرش ومساحيق. ويمكن رشها من الطائرات أوإلقاؤها كقنابل، أوإطلاقها كعبوات شديدة الانفجار بالمدفعية الثقيلة، أوبنشرها بتفجير ألغام أرضية.
بعض العناصر الكيميائية، يسمى غازات الأعصاب أوالغاز السام، ويمكن حتى تسبب الوفاة وربما الوفاة الفورية إذا استنشقها الإنسان أوالحيوان، أوإذا تم رشها على الجلد العاري. وقد تكون عديمة اللون أوالرائحة أوالطعم. لم تستخدم العناصر الكيميائية على نطاق واسع في الحروب منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1918م. هناك عناصر كيميائية أخرى ليست مميتة، ولكنها تجعل ضحاياها غير قادرين على القتال. تسبب عناصر القرح قروحًا وبثورًا كبيرة في الجلد. هناك عنصر قُرح يسمى بغاز الخردل كان السبب في كثير من الضحايا في الجانبين خلال الحرب العالمية الأولى. وبعض العناصر الأخرى قد تسبب عمى مؤقتًا أوارتباكًا ذهنيًا.
تستخدم الأقنعة الواقية من الغازات والأغطية الواقية للجسم والترياق كوسائل للوقاية من العناصر الكيميائية.
وللعناصر الكيميائية استخدامات أخرى غير عسكرية؛ إذ يمكن السيطرة على الجماهير المتمردة باستخدام الغاز المُسيل للدموع. هذه العناصر تؤثّر على العينين والأنف والحلق، وتسبب دُموعًا تغطي البَصَر وسعالاً حادًا. ولكن تأثير الغاز يختفي خلال دقائق قليلة بمجرد حتى يصل المصاب إلى الهواء الطلق. وتُستخدم بعض الكيميائيات الأخرى لقتل الحشرات الضارة.
الحرب البيولوجية
هي الاستخدام العسكري للكائنات الحية المتناهية في الصغر أوالتوكسين "السموم" التي تنتجها، كأسلحة ضد البشر أوالحيوانات أوالمحاصيل. وتسمى أحيانًا الحرب الجرثومية. وقد يقتُل عددٌ قليلٌ من هذه الكائنات الدقيقة ملايين الناس إذا تم نشرها بدقة. ويمكن استعمال العناصر البيولوجية أيضًا لإصابة جنود الأعداء بالسقم، فيصبحون غير قادرين على القتال، أوإتلاف مخزون الأعداء من المواد الغذائية. وقد يحدث العنصر البيولوجي الذي يدمر بشدة محاصيل العدو، عاملا فعَّالاً في أية حرب.
لم تؤد الأسلحة البيولوجية أي دور في الحروب الحديثة. غير حتى المخططين العسكريين لابد وأن يفترضوا حتى العدويمتلك مثل هذه الأسلحة. ولذا فإن أبحاثًا كثيرة تُخصص للدفاع ضد الأسلحة البيولوجية.
في عام 1969م، أعرب ريتشارد نيكسون، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الأسبق، حتى الولايات المتحدة لن تلجأ إلى الأسلحة البيولوجية ضد أي دولة حتى وإن استخدمت تلك الدولة مثل هذه الأسلحة ضد الولايات المتحدة. وأمر نيكسون بتدمير مخزون الولايات المتحدة من تلك الأسلحة. وفي عام 1975م تم التوقيع على معاهدة دولية تحظر استخدام الأسلحة البيولوجية، وتمنع إنتاج أوامتلاك أواستخدام مثل هذه الأسلحة. وقَّعَت على هذه المعاهدة روسيا والولايات المتحدة وأكثر من 40 دولة أخرى.
المواد المُشعة. تبث إشعاعًا غير مرئي، يمكن حتى يتلف الأعضاء الداخلية لأي إنسان وربما يسبب الوفاة. والإشعاع الناتج عن تساقط الحمم النووية يمكن حتىقد يكون عاملاً رئيسيًا في أي حرب تُستخدم فيها الأسلحة النووية. والحرب الإشعاعية خطر على جميع المشهجرين في الحرب من الجانبين. فالسلاح النووي المُستخدم ضد عدويمكن حتى يخلق تساقط حمم نووية مُشعة، قد تحملها الرياح إلى الدولة أوالجيوش التي استخدمت ذلك السلاح. وقد يجعل النشاط الإشعاعي منطقة ما غير صالحة للحياة البشرية.
وكما يحدث في الحروب البيولوجية، فإن بحوثًا مكثفة لابد وأن تُخصص للوقاية من المواد المشعة. والوقاية تشتمل على مخابئ ذرية تحمي الفرد من النشاط الإشعاعي. وهناك دراسة حالية للوصول إلى دواء أوترياق لمعالجة الجسم البشري الذي أصابته الأنشطة الإشعاعية.
نبذة تاريخية
تُعد الحرب الإشعاعية تطورًا حديثًا في الحروب؛ فقد أصبحت الحروب بهذه الطريقة ممكنة بتطوير الأسلحة الذرية خلال أربعينيات القرن العشرين. إلا حتى الحرب الكيميائية والحرب البيولوجية لهما تاريخ طويل. فأهل أسبرطة استخدموا القار والكبريت على شكل حرب كيميائية في الحرب البلوبونيزية في القرن الخامس قبل الميلاد.
في العصور القديمة والوسطى، كان الجنود يلقون في بعض الأحيان بجثث ضحاياهم من سقم الطاعون من فوق أسوار المدن المحاصرة أوفي آبار المياه. وخلال الحروب بين الفرنسيين والهنود في شمالي أمريكا (1689ـ 1763م)، كانت تُعطى البطاطين التي كان يلتف بها ضحايا سقم الجدري للهنود الأمريكيين على أمل حتى ينتقل إليهم السقم.
كانت ألمانيا أول من استخدم الغاز خلال الحرب العالمية الأولى؛ ففي أبريل عام 1915م، استخدم الألمان الغاز ضد قوات الحلفاء في إيير في بلجيكا. وقبل نهاية الحرب، كانت جميع الجيوش المشهجرة فيها قد استخدمت أنواعًا عدة من الغازات. أثبتت حرب الغازات أنها مدمرة بشكل جعل معظم الدول تتفق على تجنب استخدامها.
انظر أيضاً
- Chemical Corps (United States Army)
- Poison gas in World War I
- NBC suit
المصادر
- الموسوعة العربية الكاملة
- الهامش
- ببليوجرافيا
- John Eldridge, ed. (2006). Jane's Nuclear, Biological and Chemical Defense 2006–2007 (19th ed.). Coulsdon, Surrey, UK; Alexandria, Va.: Jane's Information Group. ISBN .
وصلات خارجية
- NBC-Links.com - the internet's most comprehensive portal to CBRN-related information sources
- Video links
- Featured video of Singapore Army's Chemical, Biological and Radiological Defence Group at YouTube