الحسن المراكشي
أبوعلي الحسن بن علي بن عمر المراكشي، عاش في مراكش أواخر القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، وأوائل القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي.رياضي بارع، وجغرافي مبدع، وفلكي راصد، اشتهر في فهم الميقات، وصناعة الساعات الشمسية، وكان من أبرز الموقتين في عصره.
دراستة
درس الحسن المراكشي واعتمد واطلع على ما خطه العالم اليوناني بطلميوس (ت نحو170م) وما ورد في كتابه «المجسطي» في فهمي الجغرافية والفلك، ولم يكتف بذلك بل نقده وصحح بعض أفكاره. ووضع خريطة جديدة للمغرب العربي، وصحح ما ورد من أخطاء بعض الجغرافيين القدامى، ولاسيما الخريطة التي رسمها بطلميوس.
ثم وضع تقديراً جديداً وسليماً لطول البحر المتوسط وقدره (24درجة مئوية) بخلاف ما كان تقدير بطلميوس المقدر بـ (26درجة مئوية) وتقدير بعض الجغرافيين العرب.
درس الحسن المراكشي ما أبدعه الفهماء العرب في الرياضيات والفلك، واعتمد على بعض أفكارهم، كان في طليعتهم الخوارزمي محمد بن موسى (ت 232هـ) فقد اطلع على إبداعاته في الرياضيات. كما تأثر بما خطه البتاني محمد بن جابر بن سنان الحراني (ت 371هـ)، وأبوالوفاء البوزجاني[ر] محمد بن محمد ابن يحيى (ت 388هـ) في الرياضيات والفلك، كما اطلع على منجزات بعض الفهماء العرب بالأندلس في الرياضيات والفلك كان في طليعتهم أبوإسحاق النقاش الزرقاني إبراهيم بن يحيى (ت 493هـ) وجابر بن أفلح الأندلسي الرياضي (ت540هـ).
تأثر كثيراً بإبداعات البيروني محمد بن أحمد (ت نحو440هـ) ولاسيما في الجغرافية والفلك وحركة الكرة السماوية.
إنجازاتة
يعد الحسن المراكشي في طليعة الفهماء الذين أبدعوا في الجغرافية الفلكية، إذ ابتكروا الخطوط الدالة على الساعات المتساوية على الخريطة، التي تعهد بخطوط الطول. وكذلك يعد أول من استخدمها في رسم الخرائط. يقول المستشرق (سيديو) في كتابه «خلاصة تاريخ العرب»: «أبوعلي الحسن المهندس الفلكي، له رسالة «جامع المبادئ والغايات في فهم الميقات» أول من استخدم بها الخطوط الدالة على الساعات المتساوية، فإن اليونان لم يستعملوها وقد فصل صناعة الخطوط الدالة على الساعات الزمانية المسماة أيضاً بالساعات القديمة المتفاضلة، واستخدم خواص القطوع المخروطية في وصف أقٌواس البروج الفلكية. وحسب خطوط المعادلة، ومحاور تلك المنحنيات لفهم محل الشمس وانحرافها، وارتفاع الربع الميقاتي».
ومن منجزاته أيضاً ما قام به من رصد لـ (240) نجماً، ظل طوال سنة (622هـ/1225م) يشاهدها ويراقبها، ويسجل تفاصيل ما كان يلاحظه في جميع ما يتعلق بها بإسهاب جامع.
مؤلفاته
كان أكثر أعماله ومؤلفاته يتعلق بعلوم الجغرافيا والفلك والميقات والرصد، وقد فقد معظمها وما بقي منها هو: كتاب «تلخيص الفهم في رؤية الهلال»، وكتاب أورسالة «جامع المبادئ والغايات في فهم الميقات» ويعد من أعظم ما صنف في هذا الفهم، وهومرتب في أربعة فنون.
أ ـ في الحساب والمثلثات: ويتألف من (87) فصلاً. ويشتمل على جداول للجيب لكل نصف درجة.
ب ـ في صناعة آلات الرصد والاستخدامات الفلكية وفهم المواقيت. ولاسيما صناعة الساعات الشمسية. وهوفيسبعة أقسام.
ج ـ في العمل وحلول مسائل على طريقة الجبر واللقاءة.
د ـ مطارحات تحصل بين الدربة والقوة على الاستنباط، وذلك في أربعة أبواب.
مخطوطات هذا الكتاب موجودة في مخطات: جامعة اصطنبول، ومشهد في إيران والمتحف البريطاني في لندن، والمخطة الوطنية في باريس. ترجمه المستشرق سيديوونشره ابنه من بعده.
ونشر المستشرق كارادي فوفصلاً منه يتعلق بالاسطرلاب، وكذلك ذكره المستشرق سارتون في كتابه «تاريخ العلوم» الذي حققه محمد سويسي معتمداً على نسخة وحيدة وجدها في مخطة باريس الوطنية.
المصادر
- الموسوعة العربية