قوانين الترف
قوانين الترف، مجموعة من القوانين أوالقواعد التكميلية (بالعبرية: تاقانوت)، التي أصدرها الحاخامات لتحد من إظهار أعضاء الجماعات اليهودية الوظيفية لمظاهر الترف والثراء.
الأسباب
وقد صدرت قوانين الترف للأسباب التالية:
1 ـ تحوَّلت الجماعات اليهودية في معظم أنحاء اوروپا إلى جماعات وظيفية، ومثل هذه الجماعات لابد حتى تتسم بقدر عال من الانضباط الداخلي والخارجي والترابط الكامل حتى يمكنها أداء وظيفتها بكفاءة وحتى يمكن حوسلتها. ولإنجاز هذا، كان من الضروري القضاء على جميع النزعات الفردية وتقليل حدَّة التنافس، وخصوصاً حتى أعضاء الجماعات اليهودية يعيشون داخل الجيتوفي مساحة صغيرة الأمر الذي يجعل التنافس باهظ التكاليف من الناحية الاجتماعية والنفسية.
2 ـ كان أعضاء الجماعات اليهودية الوظيفية ينجحون في مراكمة الثروة، وكان هذا يجعلهم محط حقد أعضاء الأغلبية، ولذا فإن مظاهر الترف والثراء كانت تجلب عليهم المزيد من السخط.
3 ـ كان الربا من الوظائف الأساسية التي اضطلع بها أعضاء الجماعة اليهودية الوظيفية، ولذا كان يقع في يد المرابي ملابس فاخرة ومصنوعات مترفة لم يستطع أصحابها سداد الدين واستردادها. وكثيراً ما كان المرابي وأفراد أسرته يرتدون هذه الملابس والحلي، وهوما كان يجعلهم محط سخرية الأغيار (بسبب عدم التناسق)، وخصوصاً حتى كثيراً من المرابين كانوا فقراء (على عكس التصور الشائع).
4 ـ كانت الضرائب تُفرَض على الجماعـة اليهودية بشكل جماعي. ولذا، فإن انغماس بعض الأفراد في أشكال من الترف، كان هذا يعني في واقع الأمر تبديد الثروة والعجز عن دفع الضرائب، ولهذا فقد كان من صالح الجماعة ككل فرض مثل هذه القوانين.
التطبيق
وتغطي قوانين الترف نشاطات كثيرة متنوعة تختلف من جماعة يهودية إلى أخرى. فقد حددت بعض قوانين الترف كمية الجواهر التي يُسمَح للنساء حتى يَتَزيَّن بها، بل كان ذلك ينطبق على الرجال في إيطاليا حيث اتسمت جماعتها اليهودية بالمبالغة في الترف والإنفاق (شأنها في هذا شأن الإيطاليين في جميع زمان ومكان!).
ويبدوحتى حفلات الأفراح كانت من أبرز المناسبات، لإظهار الثروة أمام الآخرين والانغماس في الترف (كما هوالحال في مصر في التسعينيات حيث تحولت الأفراح من مناسبة يتآلف فيها الناس ويتم فيها إطعام الفقراء إلى مناسبة ينقسم فيها المجتمع وتزيد حدة الصراع الطبقي) ولذا،صدرت قوانين ترف تحدد عدد الذين يمكن دعوتهم لحفل الزفاف ونوع وعدد الهدايا التي يمكن حتى يعطيها عريس لعروسه،وعدد المشاعل التي يمكن حتى تصاحب العريس حينما يمضى لزيارة عروسه،وتمنع إلقاء الحلوى أوالعملات في موكب العروسة. وصدرت قوانين تحدد ثمن الشعر المستعار الذي يُسمَح للرجل بارتدائه والمروحة التي يمكن للأنثى حملها.وكانت إيطاليا من أكثر البلاد الأوربية التي صدر فيها قوانين الترف التي كانت تُسمَّى «برجماتيكا».وحدَّد أحد قوانين الترف عدد الأطباق التي يمكن حتى تُقدَّم في حفل عشاء خاص،بل وصدر في ساردينيا قانون يحدد كمية البسكويت المصرح لليهودي بأكلها وسمي القانون «تاقاناه دي بسكوتيني».
وكانت القوانين تصل أحياناً إلى درجة من التطرف تدعوأعضاء الجماعة اليهودية إلى الجأر بالشكوى فتضطر السلطات أحياناً إلى التدخل. أما قيادات الجماعة اليهودية، فكانت تلجأ لكل الطرق لفرض قراراتها. ولذا، كانت تفرض أحياناً عقوبة الطرد من حظيرة الدين (حيريم). وكان الممتنـع عن تنفيـذ القوانين يُمنَع من زيـارة المعـبد اليهودي، كما كان يُمنَع أعضاء الجماعة اليهودية من زيارة مثل هذا الشخص الذي يمتنع عن تطبيق القوانين.
انظر أيضا
- قوانين الملابس حسب البلد
- قانون الزي 1746، تحريم "زي الأراضي المرتفعة" في اسكتلندا
- الجوانب الاجتماعية للملابس
- الشارة الصفراء
هوامش
- ^ عبد الوهاب المسيري. "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية". موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية.
المصادر
- Spence, Jonathan D. (1991). The Search for Modern China. W.W.Norton. ISBN .
- Garlet, Tamara (2007). Le contrôle de l'apparence vestimentaire à Lausanne d'après les lois somptuaires bernoises et les registres du Consistoire de la Ville (1675–1706). Université de Lausanne. www.rero.ch
- Pomeranz, Kenneth (2002). "Political economy and ecology on the eve of industrialization: Europe, China and the global conjuncture". American Historical Review. 107 (2): 425. doi:10.1086/532293.