ثقافة المملكة المتحدة

عودة للموسوعة

ثقافة المملكة المتحدة

The Proms is an eight-week summer season of daily orchestral classical music concerts, on the last night with some traditional patriotic music of the United Kingdom.
View north up Regent Street, لندن، 25 أبريل 2011، with Union Flags hung to celebrate the wedding of Prince William and Kate Middleton
is an oil painting executed in 1822, by J. M. W. Turner (c.1775–1851). The experience of military, political and economic power from the rise of the British Empire, led to a very specific drive in artistic technique, taste and sensibility in the United Kingdom.

ثقافة المملكة المتحدة culture of the United Kingdom، تشير إلى نماذج النشاط الإنساني والرمزية المترطبة بالمملكة المتحدة وشعبها. وقد وصفت في تاريخ المملكة المتحدة بأنها بلد جزيرة متقدمة، قوة عظمى، وتتكون من أربع بلدان؛ إنگلترة، أيرلندا الشمالية، اسكتلندا وويلز—حافظ جميع منها على تنطقيده، ثقافته، رموزه ورمزيته.

المبادئ الأخلاقية

الإسكان

مجموعة من المنازل المتلاصقة في المدن والأماكن ذات الكثافة السكانية المرتفعة.

تعتبر المملكة المتحدة من أكثر البلدان ذات الكثافة السكانية المرتفعة في العالم. الإسكان، therefore, tends to be more closely packed than in other countries, resulting in a particular affinity with the terraced house، يرجع إلى ما بعد حريق لندن الكبير.

الترتيبات المعيشية

Typical 20th century, three-bedroom semis in Austhorpe, ليدز مصممة لمعيشة الأسر.

الرجل والمرأة

أي نوع من الأخلاق يمكن حتى ينبثق عن هذه الحكومة الطبقية، وهذا الاقتصاد المتغير، وهذه الوحدة بين الدولة والكنيسة، وهذا التعليم المحدود انتشاره، والمحدود في محتواه، وهذا التراث الوطني الذي كان في وقت من الأوقات قويا مؤثراً بسبب العُزلة التي تحدّتها الآن الاتصالات بالعالم الخارجي والثورة والحرب،يا ترى؟

ليس الرجال والنساء من الناحية الطبيعية ملتزمين بالمبادئ الأخلاقية لأن مواهبهم الاجتماعية التي تُؤثر التعاون والعمل المشهجر ليست في قوّة بواعثهم الفردية ورغبتهم في تحقيق مصالحهم الذاتية، ومن هنا كان لابد من تقوية الباعث الاجتماعي وإضعاف الباعث الفردي بسن القوانين المعبّرة عن قوة الجماعة ورغبتها، وبالمواثيق الأخلاقية التي يتم بثّ محتواها من خلال الأسرة والكنيسة والمدرسة والرأي العام والعادات وتحديد المحرمات (الطابوأوالتابو). من الطبيعي إذن حتى تكثر الجرائم في إنجلترا في الفترة من 9871 إلى 5181 وأن تكثر حالات عدم الأمانة، وأنقد يكون هناك ما لاحصر له من العلاقات الجنسية قبل الزواج، وإذا كان لنا حتى نصدّق هوجارث وبوزول فقد كانت بيوت النادىرة والمومسات تملأ لندن والمدن الصناعية. وكان أفراد الأرستقراطية يجدون البغايا أقل تكلفة من الخليلات مدبّرات شؤون المنزل، فاللورد إجريمونت الذي كان يفيض بكرمه على تيرنر وغيره من الفنانين، ينطق إنه استمتع بسلسلة من الخليلات أنجب منهن أطفالاً كثيرين.. وعلى أية حال فد زادت الشائعات أخباراً عن علاقة أصدقائه الدافئة به(72) ويمكننا حتى نحكم على أخلاق الطبقات العليا من خلال محاكاتهم لأمير ويلز واستئناسهم بأخلاقه، وكان هذا الأمير قد نشأ وسط أكثر الأرستقراطيين فجوراً وانحلالا. لقد كانوا ثُلَّة لم تشهد إنجلترا مثيلاً في فجورها وانحلالها منذ العصور الوسطى(82).

وربما كان الفلاحون يحترمون القيم الأخلاقية القديمة، لأن تنظيم الأسرة بما يخدم أغراض الزراعة يستلزم سلطة أبوية قوية، وقلما يسمح للشباب بالإفلات من سلطة من هم أكبر سنا. وعلى أية حال، فقد كانت البروليتاريا النامية قد تحررت من مثل هذه الهيمنة مقلّدة مستغليها في حدود ما تسمح به دخولهم (أي دخول البروليتاريا)، وقد كانت الأجور المتدنية في المصانع الصغيرة غير المنضبطة تمثل دافعاً قوياً للفسق(92) بالنسبة إلى النسوة العاملات في المصانع ليبعن أجسادهن بثمن بخس ليُضفنه (أي هذا الثمن) إلى أجورهن المتدنية.

وحتى سنة 9291 كان العمر القانوني الذي يُسمح فيه بالزواج هو41 سنة للذكور و21 للإناث. وكان الزواج العادي ارتزاقا أومصدر تعيّش وكسب. فالرجل (الزوج) كان مرغوباً بقدر ما لديه من مال عملي أومتسقط، وكذلك كانت المرأة (الزوجة) مرغوب فيها بقدر مالها الموجود عملاً أوالمتسقط الحصول عليه، وكانت الأمهات يخططن ليل نهار (كما في روايات جين أوستن Austen) لتزويج بناتهن بُغية الحصول على المال. ومع حتى الأعمال الأدبية تُعلي من شأن الزواج عن حب، إلا حتى مثل هذا الزواج كان استثناء لا قاعدة. وكان الزواج على وفق للقانون العام مُعترفاً به رغم عدم عقده بواسطة رجال الدين وكان عدد أفراد الأسرة كبيراً لأن الأطفال كانوا يُعينون الأسرة من الناحية الاقتصادية، وكان عددهم (الأطفال) في المصانع أقل بقليل من عددهم في المزارع. وكان منع الحمل يتم بطرق بدائية. وكان عدد السكان يزداد لكنها كانت زيادة بطيئة بسبب وفيات الأطفال والشيوخ، وبسبب نقص الغذاء ونقص الرعاية الطبية وعدم مراعاة قواعد الصحة العامة. وانتشر الزنا، وكان يمكن حتى يطلب الزوج الطلاق، وكذلك المرأة (بعد سنة 1081)، لكن هذا لم يكن ليتم دون إذن من البرلمان، وكان هذا يكلِّف كثيراً جداً، لدرجة أنه لم يحصل على الطلاق إلا 317 إنسان قبل حتى يصطبغ القانون بطابع ليبرالي في سنة 1859. وحتى سنة 1859 كانت الممتلكات المنقولة للزوجة تصبح مُلكاً للزوج عند الزواج، بالإضافة إلى أنه كان يحصل تلقائياً على جميع مالٍ يأتيها بعد الزواج، لكنها كانت تحتفظ بملكية الأرض الخاصة بها أما الريع فلزوجها وإن ماتت قبله ورث جميع ممتلكاتها(03).

وسمعنا عن نسوة ثريّات لكنهن كن قليلات العدد. وجرى العُرف حتى يقوم الأب الذي ليس له ولد (ذكر) بوقف ثروته على أحد أقربائه الذكور، تاركاً بناته دون مال يرثنه وإنما يعشن على إعانات الأصدقاء ومن يتلطّف عليهن. إنه عالم الرجال.


ماري ولستونكرافت

لقد تعوّد معظم النساء البريطانيات على هذا الجوْر بحكم ما اعتدْنَ عليه، لكن الرياح الآن تهب من فرنسا الثورية، فدفعت بعض اللائي يعانين إلى الاحتجاج، وقد أحسَّت ماري ولستونكرافت بهذه الرياح فحملت عقيرتها مطالبة بتحرير المرأة، وكانت مطالبتها من أقوى المطالبات التي شهدتها حركة تحرير المرأة.

وكان أبوها من أهل لندن وقرر حتى يجرب العمل في مجال الزراعة ففشل وفقد ثروته وزوجته فعكف على الشراب وتخلى عن بناته الثلاث فهجرهن يدبّرن أمور معيشتهن بأنفسهن، فافتتحن مدرسة فامتدحهن صامويل (صموئيل) جونسن لكنهم أفلسن وأصبحت ماري مربّية أطفال لكنها طُرِدت من عملها بعد عام لأن الأطفال أحبوا مربّيتهم أكثر من حبّم لأمّهم(13) وفي هذه الأثناء خطت عدة خط من بينها دفاع عن حقوق المرأة الذي خطته في سنة 2971 وهي في الثالثة والثلاثين من عمرها.

وقد أهدت كتابها إلى م. تاليران - بيريگورد M. Talleyrand Perigord أسقف أوتون الراحل مع إشارة إلى أنه ما دامت الهيئة التأسيسية قد أعربت حقوق الإنسان فهي ملزمة أخلاقيا بإعلان حقوق المرأة. وربما رغبة منها في تسهيل طريقها وتحقيق أهدافها تحدثت بنبرة أخلاقية عالية معترفة بولائها لبلادها وتمسكها بالفضلية، وإيمانها بالله. ولم تتحدث إلاّ قليلاً عن حق النساء في التصويت لأن نظام التمثيل النيابي كله الآن في هذه البلاد ليس إلا أداة في يد الحكم الاستبدادي (حكم الفرد) فلا مجال لشكوى النساء لأنّهن معدودات كطبقة ذات عدد للعمل الشاق وكأنهن آلات، يدفعن لدعم الملكية عندما يصبحن قادرات بشق النفس على إسكات أصوات أطفالهن بحشوها خبزاً ومع هذا فإنني حقا أعتقد أنه من الضروري حتى يمثل النساء في البرلمان بدلا من حتى يُسْلبن حقهن في أي مشاركة مباشرة في تفكير الحكومة وتخطيطها(23). وأشارت كمثال على انحياز القانون للرجل إلى قانون حق الابن البكر في ميراث أبيه، وحق الأب في وقف ممتلكاته على نسله أوأقاربه من الذكور، وذكرت حتى الأعراف والعادات أشد قسوة على المرأة من القوانين فهي تُدين - وتُعاقب - المرأة للحظة واحدة فقدت فيها طهارتها، رغم حتى الرجال يظلّون محترمين بينما هم منغمسون في الرذيلة(33).

وربما صُدِم بعض القراء بإعلان ماري حق المرأة بالإحساس بالإشباع عند اللقاء الجنسي(43)، لكنها حذرت الجنسين قائلة إذا الحب (المقصود هنا المتعة الجنسية) شهوة حيوانية لها نهاية(53) فالحب (المقصود هنا المتعة الجنسية) كعلاقة مادية لابد حتى تحل محله الصداقة بالتدريج(63)، وهذا يحتاج احتراما متبادلا، والاحترام يحتاج حتى يجد جميع طرف (الزوج أوالزوجة) في الطرف الآخر شخصية متطورة (يعتبر الطرف الآخر كياناً له ذاته)(73) وهنا فإن أفضل طريق لتحرر المرأة هواعترافها بأخطائها والتحقّق من حتى حريتها تعتمد على تثقيف عقلها وسلوكها.

وراحت المؤلفة في كتابها تعدّد أخطاء النساء في زمانها: نزوعها إلى الضعف والجبن مما يغذي دعوى الرجل في التفوق والسيطرة ويُسعده، وإدمان لعب الورق والثرثرة والقيل والنطق والتنجيم والتأثر العاطفي والتفاهة والاهتمام الزائد بالملبس والغرور. الطبيعة والموسيقا والشعر والكياسة، جميع ذلك يميل إلى جعل النساء مخلوقات للإحساس.. وهذا الإحساس أوالشعور إذا ما زاد عن حده أضعف - بشكل طبيعي - قوى النفس الأخرى ومنع الفكر من الوصول إلى المرتبة التي يجب حتى يشغلها... لأن التدرّب على الفهم والاستيعاب - كما تشير لنا الحياة - هوالطريق الوحيد الذي قدّمته لنا الطبيعة لتهدئة عواطفنا وانفعالاتنا ورغباتنا الجنسية(83).

وقد شعرت ماري حتى جميع هذه الأخطاء تقريباً راجعة إلى عدم المساواة مع الرجل في التعليم، وإلى نجاح الرجل في اقناعها بأن أفضل إمبراطورية لها وأحلاها هي حتى تُمتع(93) (كما نطقت لهن إحدى المؤلفات).

لقد امتعضت ماري من الأناقة المتكلّفة ومن التصنّع وراحت تنظر بحسد إلى النسوة الفرنسيات اللائي أصررن على تحصيل الفهم واللائي تعلَّمن كيف من الممكن أن يخطن خطابات تعد من أجمل ما أنتجه العقل الفرنسي. في فرنسا تنتشر الفهم أكثر من أي جزء آخر من العالم الأوروبي، وأنا أعزوذلك في جانب منه إلى العلاقات بين الجنسين على المستوى الاجتماعي، تلك العلاقات التي كانت مستمرة منذ فترة طويلة(04). لقد لاحظت ماري ولستونكرافت قبل بلزاك بجيل أنَّ:

الفرنسي الذي يحكّم عقله في أمور الجمال أكثر من غيره، يفضل المرأة في الثلاثين من عمرها.. والفرنسيون يسمحون للنساء حتى يكنّ في أكمل أوضاعهن عندما تتنازل الحيويّة لتعطي مكانها للعقل ولجدية الشخصية الدالة على النضوج... وفي فترة الشباب - حتى العشرين - يقذف الجسم خارج نفسه، وحتى الثلاثين تحقق الصلابة درجة من الكثافة، وتصبح عضلات الوجه المرنة يوما بعد يوم أكثر حدّة فتعطي شخصية للملامح - هذا يعني أنها تعبر عما يعتمل في النفس، فلا تخبرنا فقط عن القوى الكامنة فيها وإنما كيف من الممكن أن يتم توظيفها(14).

لقد اعتقدت ماري حتى أخطاء النساء راجعة كلها - تقريبا - إلى إنكار حق المرأة في تعليم مساوٍ لتعليم الرجل، وإلى نجاح الرجل في اقناع المرأة بأنها لُعبة جنسية قبل الزواج وحِلية للزينة وخادمة مطيعة وآلة للإنجاب بعد الزواج. ولكي نُعطي الجنسين فرصاً متساوية لتنمية عقولهم وأجسادهم لا بُد حتى يتفهم الأولاد والبنات معاً (حتى فترة الإعداد للوظيفة أوالمهنة) وأن يتلقوا المناهج الدراسية نفسها، بل وأن يشهجروا في الألعاب الرياضية نفسها، في حالة إمكانية ذلك. ولابد حتى تجعل جميع امرأة من نفسها إنسانة قوية البدن وذات كفاءة عقلية لتتمكن من كسب عيشها بنفسها عند الضرورة(24). وعلى أية حال فعاجلاً أوآجلاً ستلعب الوظائف البيولوجية والفروق الفسيولوجية بين الجنسين دورها(34). إذا قيام المرأة بدورها كأم مفيد لصحتها، وقد يؤدي ما ذكرنا آنفاً إلى حتى تصبح الأسر أقل عدداً وأقوى صحّة(44). إذا تحرير المرأة بشكل مثالي يعني اتحاداً - على قدم المساواة - بين أم متفهمة وزوج متفهم(54).

وبعد حتى رأت المؤلفة الشابة اللامعة كتابها في المطبعة عبرت القنال الإنجليزي إلى فرنسا، وقد كانت مفتونة بالسنوات الخلاقة التي عاشتها الثورة الفرنسية، لكنها الآن - أي الثورة - قد تردّت في المذابح والإرهاب. وأحبّت في باريس أمريكياً هوالقبطان جيلبرت إملي Imlay ووافقت على الحياة معه دون ارتباط رسمي. وبعد حتى أصبحت حُبلى غاب عنها إملي لعدّة شهور منشغلاً بأعماله أوأية أمور أخرى، فخطت له خطابات تتوسّل فيها له حتى يعود(64) وكانت خطاباتها بليغة لكنها كانت بغير جدوى تماماً كخطابات جولي دي ليبيناس Lespinasse قبلها بجيل. وفي سنة 4971 حملت طفلها الذي بغير أب، وعرض إملي حتى يُرسل لها مبلغاً سنوياً لكنها رفضت وعادت إلى إنجلترا (5971) وحاولت إغراق نفسها في نهر التايمز لكن بعض المراكبية أنقذوها.

وبعد ذلك بعام قابلت وليم گودين الذي تزوجها على وفق القانون العام (دون حضور رجل دين)، ولم يكن أي منهما يؤمن بحق الدولة في تنظيم الزواج. وعلى أية حال فقد عقدا قرانهما على وفق الطقوس الدينية في 92 مارس 7971 تحسبا لطفلهما المرتقب. وتألقت - لفترة - بين الجماعة الثورية التي تحلّقت حول الناشر جوزيف جونسون وهم: جودون، وتوماس هولكروفت، وتوم بين، ووليم وردزورث، ووليم بليك (الذي رسم رسوماً لبعض كتاباتها) وفي 03 أغسطس 7971 وضعت طفلة بعد معاناة شديدة، وبعد ذلك بسنوات عشر ماتت.

الأخلاق الاجتماعية

وعلى العموم فإن جميع طبقات إنجلترا في هذه الفترة قد أسهمت في التفسخ الخلقي الذي عمّ البلاد، رغم ما أوردناه آنفاً عن حياة أشخاص عاشوا حياة مستقيمة ومحتشمة أهملها التاريخ. لقد كانت المقامرة شائعة تماماً، بل إذا الحكومة نفسها (حتى سنة 6281) أسهمت فيها بإصدار اللوترية الوطنية (اليانصيب الوطني) وكان الإغراق في استهلك الخمور أمراً متوطّناً كوسيلة للهروب من الضباب البارد والأمطار والفقر المُدقع والنزاعات الأسرية والتوترات السياسية واليأس الفلسفي (المقصود تبرير الواقع على نحويائس) وقد اتفق بِت Pitt وفوكس - رغم ما بينهما من فروق - على تشجيع هذا السُّكر (المهدئ أوالمخدر) كعامل مسكّن. وسُمِح للحانات حتى تظل مفتوحة في مساء السبت وحتى الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد(74). لأن يوم السبت هويوم استلام الأجور وبذلك يُتاح للحانات حتى تكون أول من يحصل على نصيبها من هذه الأجور الأسبوعية، وكان أفراد الطبقة الوسطى يشربون باعتدال، أما أفراد الطبقات العليا فيسرفون في الشراب لكن كان عليهم حتى يتفهموا حمل مُسْكرهم بثبات كحوض يرشَح بما فيه.

وكان الانغماس في الشراب يُتيح الفساد والرشوة في جميع مستوى من مستويات الحكم. وفي حالات كثيرة - كما لاحظنا آنفاً - كانت الأصوات الانتخابية وعضوية المجالس المحلية والتعيينات والوظائف - وفي بعض الأحيان رُتب النبالة - تُشترى وتُباع علناً كما تباع الأسهم والسندات في سوق الأوراق المالية. ولم يكن جورج الثالث - وكانت فضائله متأصّلة - لا يرى بأساً في تخصيص أموال للحصول على أصوات الناخبين لأعضاء البرلمان أوتوزيع الوظائف طلباً للدعم السياسي. وفي سنة 9081 كان ستة وسبعون عضواً في البرلمان يشغلون وظائف عاطلة مجموعة قليلة من المقربين الأثيرين بحكم القرابة أوالمصلحة التي تربطهم بالأثرياء وذوي النفود - تتلقى رواتب ضخمة دون عمل يؤدّونه بينما الذين يعملون بالعمل يتلقون في حالات كثيرة رواتب أقل مما يستحقون(84) وكان القضاةُ يبيعون المراكز التابعة (الملحقة) لزمام مناطقهم القضائية وينتزعون من شاغليها حصّة من الرسوم التي يدفعها الناس لتمضية مصالحهم لدى الجهات الرسمية.

والحكومة قد تكون قاسية، كما قد تكون فاسدة قابلة للرشوة. لقد ذكرنا قسوة تشريعاتها العقابية. لقد كان إلقاء القبض على عابري السبيل لتجنيدهم إجبارياً في البحرية مقدمة لدفع رواتب متدنية وتقديم طعام سيء لهم، وضبطهم بقسوة وصرامة لا ترحم(94) وفي عدة مناسبات تمرّدت طواقم السفن، وأدّى أحد هذه الإضرابات إلى تعويق ميناء لندن طوال شهر. ومع هذا كان البحارة الإنجليز هم أفضل رجال بحر وأفضل مقاتلين في الأساطيل عهدهم التاريخ.

وكان هناك سعي وجهود كثيرة للإصلاح الأخلاقي، ففي سنة 7871 أصدر جورج الثالث إدانة لكسر أحكام السبت، والتجديف على الله، والسُّكر، والأدب الفاحش، ووسائل الترفيه اللاأخلاقية، ولم يسجّل التاريخ أثراً لهذه الإدانة. وقد دلّنا جيرمي بنثام Bentham التعاليم الإصلاحية البرلمانية Parliamentary Reform Catechism (9081) على اثنتي عشرة وسيلة لكشف الفساد السياسي وعدم الكفاءة السياسية. وكان لعظات الميتوديين، (طائفة دينية بروتستنطية) والإنجيليين (طائفة دينية بروتستنطية) بعض الأثر، وتضاعف تأثيرها عندما أثارت الثورة الفرنسية المخاوف، فقد أكد هؤلاء النادىة حتى أمة منضبطة أخلاقيا يمكنها حتى تقابل بنجاح غزواً فرنسياً أوثورة داخلية. وحاربت جمعية القضاء على الرذائل ضد المبارزة والمواخير وبيوت النادىرة والكتابات الداعرة (الأدب الإباحي). وهاجم إصلاحيون آخرون تشغيل الأطفال، واستخدامهم في تنظيف المداخن وقسوة أحوال السجون، ووحشية القوانين العقابية. وقد كان لموجة الاتجاه الإنساني (الحركة الإنسانية) التي انبثقت في جانب منها من ناحية، ومن حركة التنوير من ناحية أخرى أثر في نشر الأعمال التطوعية والخيرية والميل للإحسان وعمل الخير.

وكان وليام ولبرفورس أكثر المصلحين الإنجليز دأباً. لقد ولد في هَلْ Hull (9571) في أسرة ثرية تعمل في التجارة وتمتلك الضياع، وكان زميلاً لوليم بِت Pitt في كامبردج، ولم يجد صعوبة تُذكر ليحرز النجاح في انتخابات أوصلته للبرلمان (4771) بعد عام من تبوُّؤ وليم بِتْ منصب رئيس الوزراء. وعندما شعر بتأثير الحركة الإنجيلية Evangelical ساعد في تأسيس جمعية إصلاح عادات الشعب وأسلوب حياته (7871). والأهم من جميع هذا أنه عارض حتى تتسامح أمة تعتنق الديانة المسيحية رسمياً مع التجارة في الرقيق الإفريقي (تجارة العبيد).

وكانت إنجلترا الآن (في ذلك الوقت) رائدة في هذا المجال. وفي سنة 0971 نقلت السفن البريطانية 000.83 عبد إلى أمريكا ونقلت السفن الفرنسية 000.02 والبرتغالية 000،01 والهولندية 000،04 والدنماركية 0002. لقد أسهمت جميع أمة أوروبية في هذه التجارة على وفق قدراتها، تلك التجارة التي من الممكن كانت أفظع الأفعال إجرامية في التاريخ. ومن ليفربول Liverpool وبريستول Bristol حملت السفن الخمور والأسلحة النارية والمنسوجات القطنية والأمور التافهة إلى ساحل العبيد في إفريقية. وهناك - أي في إفريقية - غالباً ما كان الزعماء من أهل إفريقية يساعدون الزعماء المسيحيين في تسلّم عبيد أوزنوج Negros لقاء ما جلبوه من بضاعة، ويتم نقل هؤلاء العبيد (الزنوج) بعد ذلك إلى جزر الهند الغربية والمستعمرات الجنوبية في أمريكا الشمالية. وكان هؤلاء الأسرى (العبيد من الزنوج) يوضعون في جوف السفينة وفي أحيان كثيرة كانوا يُقيّدون بالسلاسل لمنعهم من التمرد أوالانتحار. وكانوا يُزوّدون بالماء والطعام بالقدر الذي يكفي - بالكاد - لإبقائهم على قيد الحياة، وكانت التهوية بائسة كما كانت وسائل التخلص من الإفرازات والفضلات في حدها الأدنى، وإذا ما هبت عاصفة شديدة وكان لابد من تخفيف حمولة السفينة تم - أحياناً - إلقاء العبيد السقمى في عُرض البحر لتخفيف الحمولة، وفي بعض الأحيان كان يتم إلقاء غير السقمى أيضاً. فمن بين عشرين مليون زنجي كانوا يُنقلون إلى جزر الهند الغربية البريطانية لم يصل منهم على قيد الحياة سوى 02%(05) وفي رحلة العودة كانت السفن تحمل دِبْس السكّر (المولاس) الذي كان يستقطر في بريطانيا لصنع الرُّم (نوع من الخمور) الذي كان يستخدم بدوره كثمن لشراء العبيد في الرحلة التالية (إلى إفريقية).

وكان الكويكر (صحاب ممضى ديني منشق) هم أصحاب الريادة في القارتين في مهاجمة هذه التجارة باعتبارها المستوى الأولى لإلغاء الرق. وانضم ما لاحصر لهم من الكتاب الإنجليز لمحاربة هذه التجارة: جون لوك، ألكسندر بوب، جيمس طومسون، ريتشارد ساڤدج Savage، وليام كوپر، ولا ننس حتى السيدة أفرا بيهن Behn قد قدمت لنا في روايتها أورونوكوOroonoko (8761) وصفاً للأحوال في جرز الهند الغربية يثير التقزز. وفي سنة 2771 استصدر جرانفل شارب (من الكوكر - جماعة دينية) من إيرل مانسفيلد رئيس مجلس الملكة مرسوماً بمنع استيراد العبيد في بريطانيا، وكل عبد يصبح حراً بمجرد حتى تطأ قدمه أرض بريطانيا. وفي سنة 6781 نشر توماس كلاركسون (وهوأيضاً من جماعة الكويكر) مبحثاً بعنوان (منطق عن الرق والتجارة في البشر) قدم فيه خلاصة مؤثرة لنتائج الرق والتجارة في العبيد، تكاد تكون حصاد عُمر بأكمله. وفي سنة 7871 كوّن جميع من كلاركسون شارب، ويلبرفورس، جوزياه ودجوود، زكاري ماكولاي (والد المؤرّخ) جمعية منع تجارة الرق. وفي سنة 9871 قدَّم ويلبرفورس إلى مجلس العموم مشروع قانون لإنهاء هذا الشر. ولم يحصل المشروع على الأصوات المطلوبة بسب أموال التجار، وفي سنة 2971 دافع بِت في واحد من أعظم خطبه عن إجراء مماثل (منع تجارة الرقيق) لكنه أيضاً لم يُوفق في تحقيق غرضه. وحاول ويلبرفورس مرات أخرى في سنة 8971 و2081 و4081 و5081 لكنه مُني بالفشل في محاولاته تلك. وبقي على شارلز جيمس فوكس في فترة وزارته القصيرة (6081 slash 7081) حتى يضغط على هذا الأمر حتى حقّق النصر، إذ استسلم البرلمان ومنع التجار البريطانيين من أي مشاركة في تجارة الرقيق. وكان ويلبرفورس والقدّيسون الذي ساندوه يفهمون حتى هذا النصر الذي حققوه ليس سوى البداية، فواصلوا نضالهم لتحرير (عِتق) جميع الرقيق على الأرض البريطانية. ومات ويلبرفورس في سنة 3381 وبعد موته بشهر جرى منع الرق في جميع البلاد الخاضعة للحكم البريطاني، وكان هذا في 82 أغسطس سنة 3381.


الموضعة

أسبوع الموضة في لندن، Somerset House في لندن


شعارات الأزهار

Heraldic badges of England (tudor rose), Scotland (thistle), and Ireland (shamrock).

تنطقيد التسمية

انظر أيضاً:

  • أشهر الأسماء المستخدمة في إنگلترة وويلز
  • أشهر الأسماء المتسخدمة في ايرلندة الشمالية
  • أشهر الأسماء المستخدمة في آيسلندة
  • أشهر أسماء العائلات المستخدمة في إنگلترة
  • أشهر أسماء العائلات المستخدمة في ايرلندة الشمالية
  • أشهر أسماء العائلات المستخدمة في اسكتلندة
  • أشهر أسماء العائلات المستخدمة في ويلز

انظر أيضاً

  • نادىبة بريطانية
  • ادارة الثقافة، الإعلام، والرياضة (تختص بالثقافة في المملكة المتحدة)
  • وزارة الثقافة والشئون الخارجية (تختص بالثقافة في اسكتلندة)
  • Shrove Tuesday (Pancake Day)
  • April Fools' Day
  • Lord Kitchener Wants You

هوامش

المصادر

  1. ^ The Last Night, bbc.co.uk, 2008, http://www.bbc.co.uk/proms/2008/lastnight/, retrieved on 2008-10-22 
  2. ^ Hamilton, James, Last Night of the Proms brought to a rousing finale with patriotic splendour, sundayherald.com, http://www.sundayherald.com/news/heraldnews/display.var.2446128.0.last_night_of_the_proms_brought_to_a_rousing_finale_with_patriotic_splendour.php, retrieved on 2008-10-22 
  3. ^ McKenzie, John, Art and Empire, britishempire.co.uk, http://www.britishempire.co.uk/art/artandempire.htm, retrieved on 2008-10-24 
  4. ^ Mike Chappell (2003) Business and the European Union Nelson Thornes, 2003[]
  5. ^ Nigel R. Jones (2005) Architecture of England, Scotland, and Wales Greenwood Publishing Group, 2005[]
  6. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

وصلات خارجية

  • ثقافة
    • Department for Culture, Media and Sport (responsible for Culture in England)
    • United Kingdom/Ireland for Visitors
  • تلفزيون
    • BBC television
    • ITV
    • Sky television
  • راديو
    • BBC radio
تاريخ النشر: 2020-06-04 10:57:07
التصنيفات: All articles with dead external links, Articles with dead external links from June 2011, Articles with invalid date parameter in template, Pages with citations using unsupported parameters, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, Commons category link is locally defined, ثقافة بريطانية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

عنابة: شاب يلقى حتفه في حادث انقلاب سيارة” هاربين” بعين  الصيد

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:23:53
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

هل تنزلق ليبيا إلى الفوضى؟ - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:24:04
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

ماكرون: الاتفاق النووي مع إيران «منقوص» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:24:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

الإفراج عن «أسباب منقحة» لدهم منزل ترمب

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:23:44
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 86%

ماكرون: كرة إحياء الاتفاق النووي في ملعب الإيرانيين

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:23:46
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 97%

عنابة: العثور على شاب مشنوق في منزل   بـ “لاسيتي  أوزاس”  

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:23:59
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 60%

5 آلاف ريال غرامة ممارسة نشاط النقل التعليمي دون ترخيص السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:24:08
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

طرابلس تدفع ثمن «سطوة السلاح» و«أحلام السلطة»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:23:49
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 87%

تأخر إعلان «خليفة الظواهري»... ارتباك أم تخطيط؟

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:23:45
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 99%

العاصمة الليبية تتحول إلى ثكنة عسكرية وسط مخاوف دولية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:23:50
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 98%

إحباط محاولة تهريب 30 كيلوغراما من «الحشيش» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:24:04
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

تفكيك شبكة تجسس حوثية - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:24:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

إحباط هجرة غير شرعية لـ 9 حراقة بسواحل عنابة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:23:56
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

هل التزمت إسرائيل تعهداتها بشأن «التهدئة»؟

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:23:49
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 96%

لماذا رفعت روسيا عدد أفراد القوات المسلحة ؟ - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:24:05
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 62%

تحميل تطبيق المنصة العربية