أرض السواد
ثلاثية روائية لعبد الرحمان منيف تطرقت لتاريخ العراق الاجتماعي والسياسي خلال القرن التاسع عشر ركزت بالأساس على تفاعلات الشخصية العراقية مع الأحداث العالمية الكبرى آنذاك كهزيمة نابليون في مصر وبقايا فكر الثورة الفرنسية في العالم والأطماع الإنجليزية في الشرق وظلال السلطة في عاصمة الخلافة.
تناول الجزء الأول تفاصيل وصول داود باشا إلى كرسي الولاية مبرزا أساليب الحكم في أرض الرافدين وكانت جميع الشخصيات تدور في فلك السراي عكس الجزء الثاني الذي تحرر منها وخرج إلى شوارع بغداد ثم متبعا رحلة القنصل البريطاني ريتش الذي كان المحرك الثاني للأحداث إلى الشمال وكانت شخصية بدري أبرز شخصية في هذا الجزء وهي التي غيرت أكثر الأحداث من بغداد إلى كركوك. في الجزء الثالث بعد حتى اطمئن داود باشا على حكمه عبر حملات على الشمال والجنوب المتمردين ولج في صراع مباشر مع القنصل البريطاني الذي لم يجد سبيلا أمام صعود الباشا الا التهديد بأوراق التدخل العسكري البريطاني وتنتهي الرواية على نغمي الفيضان السنوي لدجلة والصراع الغير محسوم بين داود باشا والقنصل البريطاني.
وأبرز ما يميز هذه الرواية أنها آخر ما خط عبد الرحمان منيف (1997-1999) واعتبرها البعض محاولة للرجوع إلى منابع الطفولة خاصة أنه أهدى هذا العمل إلى أمه نورة العراقية التي أرضعته حب العراق كما نطق وقد استخدم في الحوار اللهجة البغدادية بكل تفاصيلها اليومية وبث في أراتى الرواية النظرة العراقية للأشياء سواء على مستوى الحاكم أوعلى مستوى العامة وقد حاول منيف ان يقول حتى تاريخ العراق تنطبق عليه قاعدة التاريخ يعيد نفسه. نطق أحد النقاد حتى الحدث في رواية أرض السواد هوالعراق وحده.