دكتور ژيڤاگو
First edition cover
| |
المؤلف | بوريس پاسترناك |
---|---|
العنوان الأصلي | Доктор Живаго (in Russian)' |
البلد | إيطاليا |
اللغة | الروسية |
الصنف | رواية تاريخية، رومانسية |
الناشر | Feltrinelli (first edition), Pantheon Books |
تاريخ النشر |
1957 |
نوع الوسائط | Print (Hardback & Paperback) |
الصفحات | 592 (Pantheon) |
ISBN | NA (Feltrinelli) & ISBN 0-679-77438-6 (Pantheon) |
دكتور ژيڤاگو (بالروسية: До́ктор Жива́го, Doktor Zhivago النطق الروسي: [ˈdoktər ʐɪˈvaɡə]؛ بالإنگليزية: Doctor Zhivago) هي رواية من القرن العشرين خطها بوريس پاسترناك، ونُشرت لأول مرة في 1957 في إيطاليا. الرواية تحمل اسم بطلها، يوري ژيڤاگو، الطبيب والشاعر. وتحكي سيرة حياة ژيڤاگووكيف تأثرت بالثورة الروسية 1917 والحرب الأهلية الروسية التي أعقبتها.
الكتاب تحول إلى فيلم من إخراج ديڤد لين في 1965، ومنذ ذلك الحين تحول كذلك إلى عملين تلفزيونيين، آخرهما كان مسلسل قصير للتلفزيون الروسي في 2006.
خلفية
كما وقع للورانس (العرب)، وقع كذلك للدكتور جيفاگو. فالأول، منذ حقق دافيد لين عنه ذلك الفيلم الشهير، صارت له، ولفترة طويلة من الزمن ملامح بيتر أوتول وقامته، التي في الحقيقة تزيد بنسبة 40 في المئة تقريباً على قامة لورانس الحقيقي... والثاني صارت له هوالآخر ملامح عمر الشريف، وذلك بفضل الفيلم الذي حققه عنه أيضاً دافيد لين. والحقيقة ان ملامح جيفاگوينبغي ان تكون، والى حد كبير، ملامح بوريس باسترناك، ذلك ان رواية «دكتور جيفاغو» هي بعد جميع شيء، اشبه ما تكون، مع حفظ الفوارق، سيرة ذاتية لمحررها. اوعلى الاقل سيرة لرجل كان له من الثورة الروسية، موقف شديد الشبه بموقف باسترناك نفسه. والحال ان من يريد ان يتحدث عن رواية «دكتور جيفاغو» سيتوجب عليه منذ البداية ان ينسى الفيلم تماماً، وأن ينسى خصوصاً ملامح عمر الشريف. ذلك ان من يقرأ الرواية ويشاهد الفيلم، سيكتشف فوارق كبيرة، ليس في الاحداث فقط، بل كذلك في المناخ العام والذهنيات. فإذا كان الفيلم قد عهد دائماً بأنه واحد من اكثر الافلام رومنطيقية في تاريخ السينما، فإن الرواية نفسها، وعلى رغم مسحتها الرومنطيقية التي لا تنكر، عمل اعمق من ذلك بكثير... بل لعلها، واحدة من اعظم كلاسيكيات القرن العشرين... كما انها، في نهاية الامر، وعلى عكس ما كان شائعاً ولا يزال يتردد حتى اليوم، لم تكن ابداً رواية معادية للثورة الروسية في حد ذاتها... بل من الممكن سيأتي يوم تنصف فيه هذه الرواية حتى تعتبر «رواية الثورة الروسية» بامتياز، مثلها في هذا مثل اعمال اخرى ظُلمت من الستالينيين فاعتبرت معادية، لمجرد انها عادت الستالينية وكل تلك الممارسات التي اودت بالحلم الاشتراكي الى جحيمه.
وزيادة على هذا ايضاً، يتعين ان نقول ان الاحداث التي تطالعنا في فيلم دافيد لين، ليست سوى جزء يسير من احداث الرواية الحقيقية، حيث ان هذه الاخيرة تشغل اكثر من سبعمئة صفحة، وحيزاً زمنياً طويلاً جداً، يبدأ منذ كان جيفاغوطفلاً يراقب الاحداث من حوله، بدءاً اساساً من ثورة عام 1905، التي لن يتردد باسترناك في ان يقول لنا انها اصلاً تبرر ثورة عام 1917، كما لن يتردد دون اعلان موقفه المؤيد من الثورة قبل ان تغوص الصورة في مثالبها، فيتحول الموقف منها الى موقف نقدي حائر في احيان كثيرة.
والحقيقة ان موقف بوريس باسترناك في هذا السياق لا يختلف عن موقف عشرات، وربما مئات المبدعين الكبار الذين وقفوا اولاً الى جانب الثورة الروسية على اعتبار انها تحقيق لحلم اشتراكي انساني حقيقي، ثم ما ان بدأت تلك الثورة تأكل أبناءها، وتتحول الى دولة قمعية، محولة الاتحاد السوفياتي معها الى سجن كبير، حتى راحوا يعلنون خيبة املهم، فانتحر بعضهم، وهاجر آخرون، فيما اكتفى البعض بكتابة اعمال، ليست معادية، لكنها لا تستطيع ان تخفي خيبة املها في ما حدث.
نشرت «دكتور جيفاگو» للمرة الاولى عام 1957، وتحديداً في ايطاليا، اذ حتى انفتاحية خروتشوف والتفاؤل بالمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الذي فضح الستالينية ورماها الى مزبلة التاريخ، لم يتمكنا من اعادة الاعتبار السياسي الى عمل ادبي كبير كان قد رجم من قبل ومنع من النشر ومن التداول. الرواية اذاً نشرت في ذلك العام المتأخر، وأعطيت - كما اعطي مؤلفها - جائزة نوبل للآداب في العام التالي، لكن باسترناك «رفض» الجائزة تحت ضغط السلطات في موسكوالتي رأت في الامر كله جزءاً من «الحرب الباردة بين الشرق والغرب». وقد يحدث هذا سليماً... ولكن اصح منه ان رواية «دكتور جيفاغو» ومحررها كانا، هما، ضحية ذلك كله... لأن الرواية، على رغم استخدامها سياسياً، وعلى رغم تخلف الفيلم عنها، كانت وتبقى عملاً كبيراً... وخصوصا عملاً غير معاد كلياً للثورة الروسية... جميع ما في الامر انه اتى عملاً معبراً عن خيبة ومرارة فنان كان آمن بالثورة...
فما هي رواية «دكتور جيفاگو» بعد هذا كله،يا ترى؟ انها رواية تؤرخ لنحوربع قرن من تاريخ روسيا - ثم الاتحاد السوفياتي - اي منذ الاعوام الاولى للقرن العشرين، حتى «اختفاء» الدكتور جيفاغوأواخر ثلاثينات القرن العشرين... اذ انه، هو، اختفى، تاركاً لبلده الذي احبه، السجون والغرق في الظلام والصراعات الدامية والحروب.
في عام 1945 نطق باسترناك عن روايته هذه: «ان روايتي ستكون التعبير الحقيقي عن نظرتي الى الفن والى الانجيل... الى الحياة والى مسقط الانسان في التاريخ». والحقيقة هي هكذا تماماً، الى درجة تسمح لنا بإقامة التطابق بين شخصيتها الرئيسة وبين محررها. والشخصية الرئيسة هي طبعاً يوري جيفاغوالذي سنراه في البداية طفلاً يرصد من نافذة بيته في موسكوعام 1905 آخر معارك ثورة ذلك العام. لاحقاً سيصبح طبيباً وفي الوقت نفسه يُقدم على كتابة الشعر بين الحين والآخر. وهوسيشارك في الحرب العالمية الاولى من مسقطه كطبيب، ويشهد بأم عينيه فظائع تلك الحرب. ومن هنا حين يسمع السجالات حول السلام والثورة، يجد نفسه على الفور في صف السلام والثورة... خصوصاً انه يعايش انتفاضات الفلاحين والتآخي بينهم وبين الجنود الذين يرسلون لقمعهم. وأخيراً حين تندلع الثورة البولشفية نلتقي يوري جيفاغوفي موسكومن حديث هذه المرة... ونراه، بين ايجابية مرغوبة وسلبية هي جزء من طبعه الخاص، يرصد من حديث ما يحدث، ومثاله الأعلى ما يقوله له عمّه اذ يلفت نظره الى ان ما يعيشونه الآن انما هوالتاريخ الذي يصنع في حركة يومية، مضيفاً: «عشه يا يوري... عشه... فهذا الامر لا يحدث سوى مرة واحدة في الحياة».
وتتوطد السلطة لرجال الثورة البولشفية الذين يوصفون لنا هنا بأنهم «اشخاص ذووارادة من فولاذ»... غير ان تلك الارادة لا تمنع الكساد والجفاف ثم المجاعة... إلى غير ذلك تحت ضغط الظروف - اكثر مما بسبب تصرفات الثوريين كما تقول لنا الرواية ويناقضها فيه الفيلم (!) - يبدأ الجوالثوري الحاكم بالتراجع تاركاً المكان لضروب القسوة والعنف والظلم... وتنهك الحرب الاهلية البلد. ومن حديث يراقب جيفاغو- أسير الحمر وطبيبهم - ما يحدث. وما يحدث هوهيمنة القوى الظلامية والطفيليين وشتى انواع الشكوك والمؤامرات والمناورات... إلى غير ذلك تحل الخيبة وتدمر جيفاغوحتى اختفائه. والحقيقة ان هذه الاحداث كلها انما نشاهدها ونرصدها في حركتها التاريخية، عبر بضع شخصيات اساسية تجعل الرواية تبدوفي بعض اجمل صفحاتها ولحظاتها وكأنها رواية حميمة تحكي لنا علاقاتهم: جيفاغونفسه، ولارا عشيقته، وراسكلينوف محب لارا الصامت الذي سرعان ما يصبح من ابطال الثورة وأقسى رجالها، اضافة الى بافل زوج لارا... وهؤلاء نجدهم يلتقون ويفترقون طوال زمن الرواية، في اماكن وظروف غريبة يصنعها لهم التاريخ كما تصنعها لهم المصادفة.
هذا العمل الروائي الباهر يطعمه بوريس باسترناك (1890-1960) بين الحين والآخر، كما في النهاية بأشعار رائعة من المفروض انقد يكون جيفاگوهوالذي خطها لحبيبته لارا. وباسترناك كان في الاصل شاعراً ومترجماً (ترجم الى الروسية اشعار كيتس وريلكه وأعمالاً لغوته وشيلر)... اما بالنسبة الى اعماله الروائية، فإن «دكتور جيفاگو» هي الاشهر والأهم وطغت، فنياً ولكن سياسياً أيضاً، على بقية اعماله، لا سيما على مجموعاته الشعرية التي نالت حظوة كبيرة لدى القراء الروس خلال النصف الاول من القرن العشرين.
المواضيع
الوحدة
الفردية
التالف ومضلل الثورة
أسماء وأماكن
الفيلم
انظر أيضاً
-
(فيلم 1965)
- Theme to the film – "Somewhere My Love (Lara's Theme)"
- (فيلم تلفزيوني 2002)
المصادر
- ^ IMDb Russian miniseries release date
- ابراهيم العريس (2010-12-13). "«دكتور جيفاغو» لباسترناك: ... لكنها لم تكن معادية للثورة". جريدة الحياة اللبنانية.
وصلات خارجية
- Homegrown Doctor Zhivago to Debut on Russian Television
- How the CIA won Zhivago a Nobel
- "The 'Doctor Zhivago' caper" (editorial), The Boston Globe, 20 February 2007.
- "The Wisest Book I Ever Read", by Robert Morgan from The Raleigh News & Observer.
- 'Pasternak - The Real Dr Zhivago A documentary in production'
- 'The Dr Zhivago Drawings' artist's rendering
- 'Doctor Zhivago - A New Musical'
- 'The Poems of Doctor Zhivago'