فتح مكة ويسمى أيضاُ الفتح الأعظم هووقع تاريخي تم فيه فتح مدينة مكة على يد محمد بن عبد الله في 20 رمضانثمانية هـ بعد حتى هاجر منها، كانت هجرته للمدينة نواة لتأسيس دولته والعمل على العودة لمكة مجدداً.

خلفية

لما كان من بنود صلح الحديبية حتى من أراد الدخول في حلف المسلمين دخل، ومن أراد الدخول في حلف قريش دخل، دخلت قبيلة خزاعة في عهد الرسول، ودخلت بنوبكر في عهد قريش، وقد كانت بين القبيلتين حروب وثارات قديمة، فأراد بنوبكر حتى يصيبوا من خزاعة الثأر القديم، فأغاروا عليها ليلاً، فاقتتلوا، وأصابوا منهم ، وأعانت قريش بني بكر بالسلاح والرجال ، فأسرع عمروبن سالم الخزاعي إلى المدينة، وأبلغ النبي بغدر قريش وحلفائها.

وأرادت قريش تفادي الأمر، فأوفدت أبا سفيان إلى المدينة لتجديد الصلح مع المسلمين، ولكن دون جدوى ؛ حيث أمر رسول الله المسلمين بالتهئ والاستعداد، وأفهمهم أنه سائر إلى مكة، كما أمر بكتم الأمر عن قريش من أجل مباغتتها في دارها.

أهمية مكة

تعتبر مكة عند المسلمين بيت الله، وهي حرام منذ خلق الله السماوات والأرض، لكن الله أحلها إلى رسوله يوم الفتح: "وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحدٍ بعدي، فلا ينفّر صيدُها، ولا يختلي شوكها، ولا تَحِلُّ ساقطتها إلا لمنشد، ومن قُتل له قتيل فهوبخير النظرين، إما حتى يفدى وإما حتى يقتل". نطق رسول الله عن مكة: "والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرِجتُ منك لما خَرجتُ.

كما حتى الصلاة في المسجد الحرام يضاعف أجرها أضعافاً كثيرة حسب الإسلام، " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة " .

الإستعداد للفتح

بعدها قام الرسول بتجهيز الجيش للخروج إلى مكة فحضرت جموع كبيرة من قبائل جهينة وبني غفار ومزينة واسد وقيس وبني سليم والأنصار والمهاجرين. وقد دعى الرسول الله قائلا: ‏اللّهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها

وقام ابي حاطب بن أبي بلتعة بكتابة كتاب بعث به إلى قريشٍ مع امرأة، يخبرهم بما عزم عليه رسول الله، وأمرها حتى تخفي الخطاب في ضفائر شعرها حتى لا يراها أحدٌ . فإذا الوحي ينزل على رسول الله عليه وسلم بما خلق حاطب، فبعث الرسول علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ليلحقا بالمرأة. وتم القبض عليها قبل حتى تبلغ مكة، وعثرا على الرسالة في ضفائر شعرها.

فلما عاتب النبي حاطباً اعتذر أنه لم يعمل ذلك ارتداداً عن دينه، ولكنه خاف إذا فشل رسول الله على أهله والذين يعيشون في مكة.

فنطق عمر: " يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق". فنطق رسول الله:

"إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فنطق اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". وكان حاطب ممن حارب مع رسول الله في غزوة بدر فعفا عنه.

مغادرة الجيش المدينة

وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة غادر الجيش الإسلامي المدينة إلى مكة، في عشرة آلاف من الصحابة بقيادة رسول الله بعد حتى استخلف على المدينة أبوذر الغفاري. وصلوا "مر الظهران" قريباً من مكة، فنصبوا خيامهم، وأشعلوا عشرة آلاف شعلة نار. فأضاء الوادي. ولما كان بالجحفة لقيه عمه العباس بن عبدالمطلب، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلماً مهاجراً. وركب العباس بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء، يبحث عن أحد يبلغ قريشاً لكي تطلب الأمان من رسول الله قبل حتى يدخل مكة.

الفتح

دخل رسول الله مكة من أعلاها وهويقرأ قول القرآن: (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً). أراد الرسول حتى يري أبا سفيانٍ قوة المسلمين، فحبسه عند مضيق الجبل. ومرت القبائل على راياتها، ثم مر رسول الله في كتيبته الخضراء. فنطق أبوسفيان : ما لأحدٍ بهؤلاء من قبل ولا طاقة.

ثم عاد أبوسفيانٍ مسرعاً إلى مكة، ونادى بأعلى صوته: " يا معشر قريش، هذا محمدٌ قد اتىكم فيما لا قبل لكم به. فمن ولج داري فهوآمن، ومن أغلق عليه بابه فهوآمن ، ومن ولج المسجد فهوآمن". فهرع الناس إلى دورهم وإلى المسجد. وأغلقوا الأبواب عليهم وهم ينظرون من شقوقها وثقوبها إلى جيش المسلمين، وقد ولج مرفوع الجباه. ودخل جيش المسلمين مكة في صباح يوم الجمعة الموافق عشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة.

دخل الجيش الإسلامي جميع حسب موضعه ومهامه، وانهزم من أراد المقاومة من قريش، ثم ولج رسول الله المسجد الحرام والصحابة معه، فأقبل إلى الحجر الأسود، فاستلمه.

خاف الأنصار بعد الفتح من إقامة الرسول بمكة ، فنطق لهم: (معاذ الله، المحيا محياكم، والممات مماتكم).

هدم الأصنام وطمس الصور

بعد الطواف بالكعبة أمر بتحطيم الأصنام المصفوفة حولها وكان عددها ثلاثمائة وستون صنماً مثبتة بالرصاص، فجعل يطعنها ويقول: {اتى الحق وزهق الباطل إذا الباطل كان زهوقاً الإسراء: 81

ثم نادى عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة ، فأمر بها ففتحت. روى الأزرقي أنه "جعلت في نادىئمها صور الانبياء وصور الشجر وصور الملائكة .فكان فيها صورة إبراهيم خليل الرحمان شيخ يستقسم بالازلام، فأمر بطمس تلك الصور فطمست ...، وصلى بها. ثم خرج وقريش صفوفاً ينتظرون ما يصنع، فنطق: (يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل بكم ؟) نطقوا: أخ كريم وابن أخ كريم، نطق: (فإني أقول لكم كما نطق يوسف لإخوانه: {لا تثريب عليكم اليوم امضىوا فأنتم الطلقاء). وأعاد المفتاح لعثمان بن طلحة، ثم أمر بلالاً حتى يصعد الكعبة فيؤذن.

الخطبة

وفي اليوم الثاني قام رسول الله، وألقى خطبته المشهورة، وفيها : (إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض ، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة، لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحلل لي قط إلا ساعة من الدهر، لا ينفر صيدها، ولا يعضد شوكها، ولا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد) رواه البخاري.

العفووالبيعة

بايع الناس رسول الله، فقد جلس الرسول عند قَرْنِ مَسْقَلة فاتىه الناس الصغار والكبار، والرجال والنساء، فبايعوه على الإيمان، وشهادة حتى لا إله إلا الله.

وفما فرغ النبي من بيعة الرجال، أخذ في بيعة النساء وهوعلى الصفا، وعمر بن الخطاب قاعد أسفل منه، فبايعهن عنه، وبايعهن على حتى لا يشركن بالله شيئاً، ولا يسرقن، ولا يزنين، ولا يقتلن أولادهن، ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن، ولا يعصينه في معروف.

وهناك تقابل العباس بن عبد المطلب وأبوسفيان. فأخذه العباس بن عبدالمطلب إلى الرسول. بعد حوارٍ طويلٍ ولج أبوسفيانٍ في الإسلام. ونطق العباس: "إن أبا سفيانٍ يحب الفخر فاجعل له شيئاً. فنطق الرسول: "من ولج دار أبي سفيانٍ فهوآمن ومن ولج المسجد فهوآمن ومن أغلق بابه فهوآمن".

ثم نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم،يا ترى؟ "نطقوا: "خيراً. أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم". فنطق عليه الصلاة والسلام: "امضىوا فأنتم الطلقاء".

من أمر بقتلهم يوم الفتح

أمن النبي يوم فتح مكة جميع من ولج المسجد أوأغلق عليه بابه، إلا أربعة أمر بقتلهم ولووجدوا متعلقين بأستار الكعبة،:

• عكرمة بن أبي جهل الذي أمنه الرسول بعد إسلام زوجته ام حكيم وتشفعها له. وصار له دور كبير في قتال المرتدين، وله موقف مشهور في معركة اليرموك قبل حتى يستشهد.
• عبد الله بن خطل، استوعب وهومتعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد ابن حريث وعمار بن ياسر، فسبق سعيدٌ عماراً وكان أشب الرجلين فقتله.
• مقيس بن صبابة، أدركه الناس في السوق فقتلوه.
• عبد الله بن سعد بن أبي السرح. وقد لجأ إلى عثمان بن عفان، أخيه بالرضاعة، الذي تشفع له لدى النبي وعفا عنه النبي، وينطق حتى النبي عفا عنه ممتعضاً، وصار عبد الله بن سعد بن أبي السرح بعدها والياً على الصعيد السوداني من قبل عمر بن الخطاب، وبعدها ولاه عثمان على مصر ، وهوصاحب معركة ذات الصواري المشهورة ضد الروم.

المصادر